المؤمن يتحرك في سبيل الله وعنوان حركته الصدق مع الله
آخر تحديث 29-11-2016 21:15

المؤمن يتحرك في سبيل الله وعنوان حركته الصدق مع الله

المؤمن يتحرك في سبيل الله وعنوان حركته الصدق مع الله 
الشهداء – أيها الإخوة الأعزاء – تحركوا من واقعهم كمؤمنين؛ لأن الإيمان – أيها الإخوة – يخلق في نفس الإنسان حالة من الاستعداد, وحالة من البذل والعطاء ترقى إلى استعداده أن يبذل نفسه في سبيل الله, أن يقدم حياته ويبذل حياته من أجل الله, فيما هو رضا لله, في مواجهة أعداء الله, هذه الحالة هي حالة ملازمة للإيمان, بل هي من أبرز سمات الإيمان, من أهم علامات الإيمان, أن تكون في إيمانك بالله محباً لله, ومطيعاً لله إلى مستوى الاستعداد أن تبذل نفسك في سبيل الله, وهذا يتلازم مع الإيمان ومع المؤمنين, هم أصلاً باعوا أنفسهم وأموالهم من الله سبحانه وتعالى، وهم يتحركون في سبيل الله على هذا الأساس؛ ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:الآية111).
فهكذا هو واقع المؤمنين باعوا أنفسهم من الله وهم يتحركون في سبيل الله حاضرون في أي وقت, في أي لحظة لتقديم هذه النفوس التي هي ملك لله بالأساس إلى الله سبحانه وتعالى, روحية عالية, روحية عظيمة, استعداد على مستوى عظيم من البذل والعطاء والجود حتى بالنفس وهي أغلى شيء بالنسبة للإنسان, هذا هو أثر الإيمان, هذا هو الأثر الحقيقي للإيمان الصادق, أما الإيمان, الإيمان الضعيف, الإيمان الهزيل, الإيمان الناقص هو لا يترك هذا الأثر في نفس الإنسان, يبقى الإنسان فيه يعيش روحية أشبه بالروحية اليهودية, روحية الحرص الشديد على الحياة {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} (البقرة:من الآية96).
لكن الروحية المؤمنة المتطلعة إلى ما عند الله لا ترى في الرحيل من هذه الحياة خسارة, ولا ترى في الرحيل من هذه الحياة نهاية, بل على العكس هي تتطلع أكثر ما تأمل وترجو إلى ما هناك, إلى ما عند الله, إلى ما وراء هذه الحياة, في حياة أرقى, في حياة أعظم, في حياة أسعد {بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}, فما هناك من خسارة, فما هناك من نهاية, بل خلود, بل مستقبل فيه كل السعادة, فيه كل الخير, ما هناك ما يخيف, ما هناك ما يقلق, ما هناك ما يجعل الإنسان يشعر بأنه فقد كل شيء, بل على العكس فقد شيئاً لكنه سيحصل على ما هو أعظم, على ما هو خير, على ما هو أسعد بالنسبة له {وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ}.
فالإنسان المؤمن هو هكذا يتحرك في حياته في واقعه في مسؤولياته الجهادية بهذه الروحية, باع نفسه من الله وهو يتحرك بنفسه وماله وكل إمكانياته وكل ما يمكن أن يقدمه, يتحرك في سبيل الله بروحية عالية وبرغبة, وهو يستشعر أن هذه الصفقة مع الله سبحانه وتعالى – بيع النفس من الله وبيع المال من الله – هي صفقة رابحة ليس فيها خاسراً {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ينطلق مستبشراً بهذا البيع {فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ} وهو يرى نفسه أنه من فاز والآخرون هم من خسروا, من يرون أنفسهم الرابحين؛ لأنهم تثاقلوا وتخاذلوا؛ ولأنهم ابتعدوا عن سبيل الله؛ ولأنهم لا يقدمون شيئاً في سبيل الله؛ ولأنهم يبخلون بما آتاهم الله من فضله, هم الخاسرون.
وعندما يتحرك في سبيل الله كمؤمن, يتحرك وأول عنوان لتحركه هو الصدق مع الله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} يتحرك بصدق, صادقاً مع الله, صادقاً في انتمائه إلى هذا الدين, صادقاً في انتمائه إلى القرآن الكريم, صادقاً في استجابته لله سبحانه وتعالى, صدق في الموقف, وبهذا هم رجال عطاء ورجال مواقف, الإنسان عندما يتحرك بهذه الروحية يكون في مستوى المسؤولية ويبقى ثابتاً على مبدئه, ثابتاً على موقفه, ثابتاً على عطائه وبذله, لا يتغير ولا يختلف ولا يبدل{وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} ويلقى الله بهذه الروحية, يلقى الله صادقاً, يلقى الله ثابتاً, يلقى الله وهو على مبدئه وعلى موقفه بإيمانه الصادق, وبموقفه الصادق, وبثباته في مبدئه صادقاً, مضحياً, باذلا ً, مقدماً؛ ولهذا تحت هذا العنوان, عنوان الصدق مع الله سبحانه وتعالى, الصدق في الانتماء لهذا الدين الذي يفرض على الإنسان أن يكون في واقعه ناصراً لهذا الدين, وعاملاً على إقامة هذا الدين, ومواجهاً لأعداء هذا الدين, وأن يعمل على الحفاظ على قيم هذا الدين وأخلاق هذا الدين.
يتحركون أيضاً بمكارم الأخلاق, بنفوس زكية وروحية عالية, فهذا المستوى من الاستعداد للبذل وللتضحية وللإيثار وراءه الكثير من القيم الإيمانية, فهم {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ} (التوبة:112).

حزب الله يدين العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء ويؤكّـد تضامنه مع الشعب اليمني الأبي
أدان حزبُ الله اللبناني بشدة العدوانَ الصهيوني على مطار صنعاء الدولي، واستهداف الطائرة المدنية ‏الوحيدة المتبقية.
طهران تدين بشدة العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي
متابعات | المسيرة نت: أدانت الخارجية الإيرانية بشدة العدوان الصهيوني على مطار صنعاء الدولي وتدمير طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
الأخبار العاجلة
  • 02:16
    صحيفة جوزليم بوست الصهيونية: مواصلة الهجوم اليومي على "إسرائيل" باستخدام الصواريخ الباليستية لمدة عام تظهر قدرة "الحوثيون" الخطيرة والتهديد الذي يشكلونه
  • 01:40
    مجلة فوربس الأمريكية: قد تجد "إسرائيل" صعوبة بالغة في إنقاذ أي طيار يُسقط فوق اليمن نظرًا للمسافة
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تستهين بدفاعات "الحوثيون" الجوية، التي هددت إف-35 أمريكية
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: فشلت منظومة ثاد المنشورة في "إسرائيل" في اعتراض صواريخ باليستية يمنية في مناسبتين مؤكدتين على الأقل
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تتوقع من الولايات المتحدة شن غارات جوية في اليمن نيابةً عنها في أي وقت قريب
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: ترامب قال لـ"إسرائيل" اتركوا الأمر في اليمن لنا، وبين عشية وضحاها تحولت إلى "أنتم تتحملون مسؤوليتكم"