الأقسى من طوفان الأقصى

مثلت عملية طوفان الأقصى في السابع
من أكتوبر سنة 2023 ضربة قاسية ليس للكيان الصهيوني المجرم فحسب، بل لكل القوى
الاستعمارية الغربية، التي اعتقدت أنها قد أخضعت المنطقة تماماً لكيانها الوظيفي
الإجرامي المسمى "دولة إسرائيل" وأن دول المنطقة في حالة سباق نحو
التطبيع، واللحاق بركب اتفاقيات إبراهام، وكلّ ذلك بمثابة عملية إشهار لحال
الأنظمة العربية، التي تعد في معظمها وظيفية، وظيفتها الأساسية خدمة القوى
الاستعمارية الصهيوغربية، وأنه سيترتب على عملية الإشهار، سواء بإعلان التطبيع مع
كيان الاحتلال والإجرام الصهيوني أو المسارعة في اللحاق بركب اتفاقيات إبراهام.
ووفقاً لكل المعطيات، فإن هدف
الإشهار هو جر الشعوب العربية إلى الساحة الصهيونية وفتح ساحات الشعوب العربية
للصهاينة، وما تم في دول الخليج من فعاليات وحفلات ماجنة خليعة متنوعة ومتعددة
ورقصات متبادلة مع حاخامات صهاينة في ساحات للشعوب العربية، كلّ ذلك مثل جس نبض أو
قياسًا لحالة الانحطاط الأخلاقي التي أوصلت الأنظمة الوظيفية الحاكمة الشعوب
إليها؛ لتقييم مدى استعداد ساحات الشعوب العربية لتقبل الفساد الصهيوغربي القادم
من الجغرافية العربية المحتلة، ومن الجغرافيا البعيدة للقوى الاستعمارية الغربية.
ويبدو أن نتائج التقييم لحالة
الانحطاط لدى الشعوب العربية كانت مبشّرة بالنسبة للكيان الصهيوني وللقوى
الاستعمارية الغربية، وأن الاستعدادات كانت متسارعة للتعجيل بجر الشعوب العربية
إلى ساحة الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، للاستجمام والاستمتاع بما لدى
الكيان من وسائل الفساد والإفساد الأخلاقي، وكذلك التعجيل بفتح ساحات الشعوب
العربية للكيان الصهيوني لتقديم خدمات التوصيل المجاني من جرعات الفساد الأخلاقي
لمن لم تسعفهم إمكانياتهم المادية للسفر وإفراغ ما بحوزتهم من أموال نقدية في
المحافظ المالية الصهيونية، وإفراغ ما تبقى لديهم من قيم أخلاقية في شواطئ وحانات
ومراقص كيان الإجرام الصهيوني، غير أن انتكاسة كبيرة أصابت مخطَّط الفساد والإفساد
الصهيوغربي بعد عملية السابع من أكتوبر 2023م.
ورغم مكابرة بعض الأنظمة العربية
الوظيفية من خلال تبجحها وعدم اكتراثها بعملية طوفان الأقصى وما ترتب عليها من
دماء ودمار، وإصرار هذه الأنظمة على السير في مخطط الفساد الصهيوغربي بتنظيمها
لفعاليات متنوعة شملت مهرجانات سباق الكلاب، وغيرها من الفعاليات إلى جانب الحفلات
الغنائية الراقصة، التي جلبت لها العاهرات وشذاذ الآفاق، لكن كلّ ذلك لم يقنع
القوى الصهيوغربية بصوابية تقييمها السابق بنضج ساحات الشعوب العربية عامة، لتقبل
مخططات التدمير الأخلاقي لهذه الشعوب، خصوصًا بعد ما واجهته من صمود أسطوري لأبناء
الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإسناد غير متوقع من جبهة اليمن خصوصًا ومن بقية
جبهات محور المقاومة عمومًا.
ولأن اعتماد القوى الاستعمارية
الغربية وكيانها الوظيفي الصهيوني دائمًا على الحروب الخاطفة لهزيمة الجيوش
العربية سواء في العقود الماضية من القرن الماضي أو في أوائل العقد الأول من القرن
الحالي، كما حصل من تدمير لجيش العراق، ولم يكن وارداً بذهنية القوى الاستعمارية
الصهيوغربية امتداد اشتباكاتها المسلحة لفترات طويلة مثلما حصل عقب عملية طوفان
الأقصى، ولم يكن واردًا بذهنية هذه القوى الإجرامية تعدُّدُ جبهات الإسناد لأبناء
الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ اعتمادًا على ما يمثّله استعراض القوة الضاربة لهذه
القوى في المنطقة من حالة ردع.
ورغم إفراط هذه القوى الاستعمارية
الصهيوغربية في استخدام القوة العسكرية الأشد فتكًا وتدميرًا، وما ترتب على ذلك من
اقترافها لجريمة إبادة جماعية، وتدمير شامل لكل مقومات الحياة في قطاع غزة، إلا
أنها مع كلّ ذلك لم تتمكن من كسر إرادة المقاومة الصُّلبة لأبناء الشعب الفلسطيني،
ولم تتمكن من فرض حالة ردع في مواجهة جبهات الإسناد خصوصًا جبهة اليمن، التي بادرت
هذه القوى بتشكيل تحالف دولي صهيوغربي لمواجهتها، وكانت تعتقد أن مجرد تواجد قوات
ما أسمته بتحالف الازدهار في البحر الأحمر من شأنه أن يردعَ جبهة الإسناد اليمنية،
لكن ذلك التحالف خاب وخسر، واندحر بعد أن عجز عن توفير الحماية للقطع الحربية
العسكرية في البحر الأحمر لقوى التحالف الإجرامي الصهيوغربي، ناهيك أن يوفر
الحماية لسفن الكيان الصهيوني أو السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة.
ورغم أن القوى الإجرامية الصهيوغربية
قد أدركت يقيناً أن عملية طوفان الأقصى قد أفشلت مخططاتها التي كانت على وشك
تنفيذها لإسقاط الشعوب العربية أخلاقيًّا وقيميًّا من الداخل، بعد أن أسقطت
الأنظمة الحاكمة في هذه الشعوب، ورغم إدراك القوى الاستعمارية الصهيوغربية أن من
نتائج عملية طوفان الأقصى فضح وتعرية مزاعم هذه القوى الاستعمارية، التي ردّدتها
لعقود طويلة من الزمن عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة وحقوق
الأطفال، بعد أن انتهكت أسمى حق من حقوق الإنسان في قطاع غزة وهو الحق في الحياة،
ورغم أن عملية طوفان الأقصى قد كشفت عورات هذه القوى ونقاط ضعفها، التي عملت على
تغطيتها وتجنب انكشافها من خلال استعراضاتها لمختلف صنوف قواتها لبث حالة الرعب
والخوف في مواجهة أعدائها وأتباعها على حدٍّ سواء.
ومع كلّ ذلك فقد كان الأثر الأقسى
لعملية طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية الغربية، هو إدراك
الكيان المجرم وهذه القوى لحقيقة أن التهديد الوجودي بزوال كيانها الوظيفي لا
يتمثل في الأنظمة العربية وجيوشها، مهما كانت قدراتها وإمكانياتها في مواجهة
الإمكانيات والقدرات الضاربة، التي وفرتها ولا تزال توفرها القوى الاستعمارية
الغربية لكيانها الصهيوني، لضمان تفوقه على كافة الجيوش العربية؛ فالقوى الحية في
شعوب الأمة العربية، هي التهديد الحقيقي بزوال الكيان الصهيوني، ولكل ذلك ومن أجل
زحزحة زمن زوال هذا الكيان المجرم ولو قليلاً تواجدت القوى الاستعمارية الغربية
بكل إمكانياتها المادية والعسكرية وبكل ثقلها السياسي، واشتركت بشكل علني وسافر
وبصور متعددة في اقتراف جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، استمرت أفعالها وتتابعت
على مدى تسعة عشر شهرًا.
وكان لهذه الجريمة امتدادات جغرافية
شملت لبنان وسوريا والعراق واليمن والجمهورية الإسلامية في إيران بهدف كبح جماح
الحقيقة الماثلة، التي تعصف بالقوى الاستعمارية وكيانها الصهيوني الوظيفي
الإجرامي، وهي أن تحصينَ هذا الكيان المجرم بطبقات متعددة من الدفاعات الجوية،
وقوة تدميرية برية وبحرية وجوية هائلة لا يمكنه بحال من الأحوال أن يحول بين القوى
الحية في شعوب الأمة العربية وبين حقيقة الزوال الحتمي لهذا الكيان المجرم؛ ولذلك
فقد رأينا حجم الإفراط في استخدام القوى العسكرية في مواجهة جبهات إسناد محور
المقاومة خصوصًا في لبنان واليمن.
والحقيقة التي استخلصتها القوى
الاستعمارية الصهيوغربية، بوصفها الأثر الأقسى على هذه القوى، الذي ترتب على عملية
طوفان الأقصى، تدركها جيدًا القوى الحية في شعوب الأمة العربية؛ باعتبار أن هذه
الحقيقة هي وعد الله سبحانه وتعالى، وأن تحققها مسألة وقت ومرهونٌ بمدى أخذ هذه
القوى بالأسباب، ولعل أشد ما أقلق ويقلق هذه القوى، هو ذلك الفعل المؤثر من جانب
جبهة الإسناد في اليمن، الذي تبعه وسبقه وعاصره القول السديد لسيد الفعل والقول،
قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي مثلت كلماته الأسبوعية وقود
معركة وعي الأمة بواجباتها وحقيقة عدوها، رغم سطوته وقوته إلا أنه في المواجهة
جبان ويلوذ بالفرار، وهو ما أثبته الواقع الراهن، وسبق أن أكده القرآن الكريم في
قوله تعالى: ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّآ أَذًى ۖ وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ
ٱلْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾.
ويذكّر السيد القائد شعوب الأمة
باستمرار بأن الكيان الصهيوني مؤقت وهو إلى زوال إذا تحركت الأمة وأخذت بالأسباب
فإن النتيجة ستكون حتماً تحقق وعد الله تعالى القائل: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ
الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾.
وإذا كان الكيان الصهيوني والقوى
الاستعمارية الغربية قد أدركوا حقيقة أن القوة لن تحصن الكيان المجرم ولن تمنع عنه
حتمية الزوال، فإن الأولى بشعوب الأمة العربية والإسلامية إدراك هذه الحقيقة
والعمل على تقريب وعد الآخرة والاستفادة من الحقائق القرآنية، التي ذكرت بكل وضوح
أن التحصينات ووسائل القوة المتعددة لم تقِ اليهود من مواجهة المصير المحتوم قال
تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِىٓ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مِن
دِيَٰرِهِمْ لِأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ ۖ وَظَنُّوٓاْ
أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنْ
حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ ۖ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ
بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱعْتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَبْصَٰرِ﴾.
وكذلك لا بدَّ من الاستفادة مما قدمه
التاريخ الإسلامي في عهده الأول من حقائق تفيد أن الحصون والقلاع الضخمة لم تق
اليهود من المصير المحتوم الذي واجهوه يوم خيبر على يد الإمام علي -عليه السلام-
والمؤمنين الصادقين، ولن تغني عنهم اليوم الأسوار والتفوق الجوي والبحري
والتكنلوجي شيئاً، وإذا ما تكررت عملية طوفان الأقصى من اتجاهات متعددة فستسقط كلّ
التحصينات الحديثة لهذا الكيان المجرم، كما سبق أن سقطت الحصون والقلاع والقرى
والجدران التي لا يقاتلون إلا من ورائها وهم متحصنون بها قال تعالى: ﴿لَا
يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ
جُدُرٍ﴾ صدق الله العلي العظيم، والعاقبة للمتقين.

صحيفة عبرية: الجميع بات يعرف قدرة اليمنيين واستحالة هزيمتهم بعد فشل أمريكا
متابعات | المسيرة نت: أكّـدت صحيفة عبرية بارزة، أن اليمن بات يشكّل قوةً إقليميةً يصعب هزيمتها حتى من قبل أقوى الجيوش المجهَّزة تجهيزًا جيِّدًا، مستدلّةً بالفشل الأمريكي.
اجتماعات بين سلطة الجولاني والاحتلال وتعيين مسؤول برغبة "إسرائيلية" على الجنوب
متابعات| المسيرة نت: كشفت وكالة دولية النقابَ عن اجتماعات مُباشرة بين سلطة الجولاني بسوريا والاحتلال الإسرائيلي جرت مؤخراً في المنطقة الحدودية.
ألمانيا: الوضع في غزة لا يُحتمَل
متابعات | 27 مايو | المسيرة نت: أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، اليوم الثلاثاء، أن الوضعَ في غزة لا يحتمل، مؤكداً أن بلاده لن تتضامن مع الكيان بالإجبار.-
01:31مصادر إعلامية: 3 شهداء و46 جريحًا بنيران جيش العدو قرب نقطة مساعدات "الشركة الأمريكية" برفح
-
01:31الخارجية الأمريكية: مواقف الدول الأوربية مخيبة للآمال والاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية يعرقل المساعي الأمريكية لتحقيق "السلام"
-
01:31وزارة الصحة اللبنانية: شهيد جراء غارة من مسيرة للعدو استهدفت دراجة في بلدة ياطر جنوب لبنان
-
01:31وزير خارجية العدو الإسرائيلي: إذا نجحت دعوات حظر الأسلحة على "إسرائيل" ستكون النتيجة إبادتنا ومحرقة ثانية
-
01:31صحيفة هآرتس عن رسالة وقعها 1200 عسكري صهيوني: نطالب "لحكومة ورئيس الأركان بوقف الحرب السياسية في غزة فورًا
-
01:30مجلة بوليتيكو الأمريكية: إدارة ترامب تدرس إلزام الطلاب المتقدمين للدراسة في أمريكا بالخضوع لتدقيق حساباتهم على مواقع التواصل