كيف يثير التعليم في الدورات الصيفية قلق العدوّ الصهيوني؟ [الحقيقة لا غير]

خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: تختتم المراكزُ الصيفيةُ في الوقت الراهن أنشطتَها بإقامة احتفالات وفعاليات في مختلف المديريات والمحافظات اليمنية.
وشهدت الأنشطةُ الصيفية هذا العام، سِياقًا مغايرًا؛ إذ تزامنت مع الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة، وقد حالت الظروف دون إمْكَانية متابعة أنشطة المراكز الصيفية هذا العام، والتي تتميز بأهميتها وفاعليتها وتأثيرها الكبير؛ مِمَّا يزعجُ أعداءَ الأُمَّــة بشكل ملحوظ، وخُصُوصًا العدوَّينِ الأمريكي الإسرائيلي.
من
الطبيعي أن يشعر الأعداء، خَاصَّةً الأمريكيين والإسرائيليين، بالقلق عندما
يلاحظون جيلًا يتمتع بمستوىً عالٍ من الانضباط والروح والطموح والثقة بمستقبله، ومن
المعروف لدى الشعوب والأمم المختلفة أن التركيز على التعليم ورعاية الأجيال هي
الخطوة الأَسَاسية نحو النهوض الحقيقي، فقد مرت اليابان، بعد انتهاء الحرب
العالمية الثانية، بمرحلة دمار واسع، لكنها اتجهت إلى التعليم بطريقة مهنية ورسمية؛
مِمَّا أَدَّى إلى نهضتها من بين الأنقاض؛ لتصبح واحدة من أكثر الدول تقدمًا وازدهارًا،
كما أن هناك دولًا عديدةً بدأت مسيرتها نحو النهضة من خلال الاهتمام بالتعليم
وتطوير الأجيال، مثل ألمانيا والصين وغيرهما.
لكن في
الدول العربية، بما في ذلك بلادنا، يعاني التعليم من ضَعفٍ كبير، حَيثُ يغيب فيه
الجانب التطبيقي، ويفتقر في بعض الأحيان إلى الأَسَاسيات، وفي بعض الحالات قد يكون
هناك نقصٌ في وجود المعلمين، وخَاصَّة في المدارس الحكومية، والحقيقة أن هناك
مؤامرةً أمريكية كبيرة تستهدف التعليم في جميع البلدان العربية والإسلامية.
والقلق الذي يشعر به الأعداء تجاه اليمن، أنهم لم يعودوا قادرين على التحكم في المناهج الدراسية والعملية التعليمية، وَالتأثير على التعليم بعد فشل تدخلهم الخارجي؛ فتوقفت العديد من برامج الدعم التي كانت مشروطة بإشرافهم على العملية التعليمية.
وتنطلق
النهضةُ من خلال تعزيز الثقافة والمعرفة والأفكار، إضافة إلى التطوير في شتى
مجالات الحياة، خَاصَّة العلمية والصناعية، وضرورة التركيز على التعليم الذي يعد
من أعظم مجالات التأسيس والتنمية والإشادة بالمجتمع والأجيال القادمة.
ومع استمرارنا في مسألة التعليم، سواءٌ أكان ذلك
على مدار السنة، أَو أثناء المراكز الصيفية التي تختتم فعالياتها هذه الأيّام في
مختلف المناطق، يصبح من المهم الوقوف مع الموضوع من زاوية الاهتمام والتركيز الأمريكي
على التعليم في اليمن.
في الأسبوع
الماضي، نشرت السفارة الأمريكية الموجودة في الرياض صورة تعبيرية لطفل يزعُمُ أنه
يمني، حَيثُ يبدي الطفل نظرة إلى نفسه في المرآة متخيلًا نفسه وهو يحمل حقيبة
المدرسة، بينما يرتدي زيًّا عسكريًّا وتحيط به الألعاب. هذا النوع من الرسائل يسعى
العدوّ إلى إيصال فكرة إلى وعي الأطفال وأسرهم في اليمن، مفادها أن الأطفال
محرومون من التعليم، ويتعرضون للعسكرة في مرحلة من المفترض أن تكون مخصصة للدراسة
واللعب.
وللتعليق
على الصورة:
أولًا:
تبدو الصورة وكأنها تعكسُ مشاعر التعاطف الأمريكي مع الأطفال في اليمن، ولكنها في
الواقع تأتي في إطار الحملة التي تشرف عليها السفارة الأمريكية؛ بسَببِ قلقها
الكبير من الأنشطة التعليمية التي تُعقد في المراكز الصيفية؛ مِمَّا يدُلُّ على
فعالية وتأثير تلك الأنشطة الثقافية والتربوية والرياضية.
ثانيًا: إذَا كان لدى المسؤولين الأمريكيين اهتمامٌ
حقيقيٌّ بأطفال اليمن، فلماذا لا نراهم يتحدثون عن الأطفال في غزة الذين يتعرضون لإبادة
جماعية لم يسبق لها مثيلًا في تاريخ الحروب، والذين يقتلون بالصواريخ الأمريكية،
حَيثُ تتعرض الفئات العمرية المختلفة، بدءًا من الرضع وُصُـولًا إلى الأجنة، للإجرام
الأمريكي والإسرائيلي، وهؤلاء هم من يقفون وراء الإبادة الجماعية للأطفال في غزة، وبالتالي،
هل من الممكن أن يكون من يُسهم في قتل أطفال غزة مهتمًا حقًا بمصير أطفال اليمن؟
يسعى الأمريكي،
بكل بساطة، لتجاهل المجازر والجرائم التي ارتكبها خلال تسع سنوات من العدوان الأمريكي
السعوديّ على الشعب اليمني، وبالأخصِّ ضد الأطفال الذين لا يزالون يتذكرون تلك
الفظائع، معتقدًا أن ذاكرة اليمنيين قصيرة، لكن الواقع هو أن أطفال اليمن أصبحوا
جيلًا واعيًا وملمًّا بالثقافة القرآنية، ولا يمكن أن تنطليَ عليهم الشعارات الأمريكية
الكاذبة، حَيثُ يدركون جيِّدًا أكاذيب أمريكا ونفاقها وجرائمها ومكائدها.
ونتيجةً لذلك، تجاوز الكثير من أطفال اليمن مرحلة الطفولة، بعدما وجدوا أنفسهم محاطين بجحيم العدوان الأمريكي وجرائمه، وأصبحوا رجالًا في عقولهم يتقدمون على أعمارهم استعدادًا لمواجهة الانتهاكات الأمريكية التي تتعرض لها البلاد، حَيثُ طال هذا العدوان الأطفال في منازلهم وفي الشوارع، ودمّـر العديد من المدارس في اليمن.
هذه
طبيعة المساعدات التي تقدِّمها أمريكا لأطفال اليمن، الذين مزَّقت الغارات الأمريكية
أجسادهم إلى أشلاء في مجزرة أطفال ضحيان بصعدة، ومزقت الحقائب والدفاتر والكتب والأقلام
التي كانوا يحملونها.
وللمفارقة،
كانت تلك الحقائب صرفًا من اليونيسف، المنظمة التي تشرف عليها وتستخدمها ذراعًا
ناعمًا لتبييض صورة أمريكا الوحشية وغسل دماء هؤلاء الأطفال.
ما هو الفرق بين الحقيبة التي كانت عبارة عن رسم تعبيري خيالي نشرته السفارة الأمريكية في حسابها قبل أَيَّـام تعليقًا على دراسة في المراكز الصيفية، وبين الحقائب الحقيقية التي دمّـرتها ومزَّقتها صواريخ أمريكا؟
هكذا كان الحال في أغلب محافظات اليمن خلال الأعوام السابقة، استهداف ممنهج للعملية التعليمية من خلال سرقة مرتبات المعلمين بعد ما تم تعطيل البنك المركزي ونقله إلى عدن، وَأَيْـضًا من خلال الاستهداف والتدمير الممنهج المباشر للمدارس في مختلف المحافظات والمديريات على طول العشر سنوات الماضية، في سلوك يكشف حجم الحقد الأمريكي على الشعب اليمني، ويعكس النفاق وتمثيل السفير الأمريكي دور الحريص والمخلص والحزين على أطفال اليمن. والحقيقة أن العدوان الأمريكي على اليمن هو من يجبر الصغير في اليمن أن يصبح كَبيرًا؛ لأَنَّه انصدم بالحقائق المُرة والقاسية، وبالجرائم الأمريكية التي أسهمت في رفع وعي الصغار ليصبحوا بمستوى الكبار.
وبناءً على ما جرى لأمريكا في البحر من فشل وهزيمة تاريخية، والموقف اليمني المساند لغزة، توقَّف تلفزيون العدوّ الإسرائيلي قبل أَيَّـام مع النشاط الصيفي في اليمن بتركيز واهتمام، حَيثُ كان تركيز اليهود على الطلاب الذين التحقوا هذا العام بالمراكز الصيفية في اليمن.
هذه واحدةٌ من القنوات الصهيونية تناقش مستوى الاهتمام والإقبال هذا العام على المراكز الصيفية، بالإضافة إلى مناقشة واستعراضِ جانب من دعوة السيد القائد للالتحاق بالدورات الصيفية.
استعرض
التلفزيون الصهيوني هذا المقطع للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه
الله- وهو يتحدث في كلمة تدشينية للنشاط الصيفي.
ولذلك، السؤال هو: ما سِرُّ اهتمام إعلام العدوّ
الإسرائيلي بالمراكز الصيفية والتعليم الصيفي دون غيرها من القضايا والمواضيع؟
الجواب أن العدوّ لا يخشى شيئًا كخشيته من وعي الشعوب ومن نشأة الأجيال في الدول
العربية والإسلامية، فالنشأة الثقافية والإيمانية السليمة، ستنتج جيلًا عربيًّا واعيًا
يقوم بواجبه في مواجهة مخاطر المشروع الإسرائيلي والأمريكي الخطير على مستقبل
الأُمَّــة بكاملها. لذلك، ينظر اليهود إلى التعليم في الوطن العربي بشكل عام
بمثابة (ترمومتر)، وأي حكومة أَو نظام يقترب من التعليم بمعناه التربوي والثقافي القرآني
يعملون عليه إشارات حمراء، ويقولون: من هنا قد يأتي الخطر.
لا يرصد اليهود شيئًا في الدول العربية والإسلامية كرصدهم للحالة الثقافية والخطاب في المساجد ولطبيعة واتّجاه التعليم الديني سواء في المساجد أَو في المدارس الدينية والإسلامية.
هذه الباحثة البحرينية موظَّفة سابقة في الأمم المتحدة، تتحدث بأن اليهود يراقبون خُطَبَ الجُمُعة، في كُـلّ الدول العربية، وطبيعة الخطبة وتوجّـهها، وإلى أي مدى تركز على الآيات التي تتحدث عن اليهود، وإلى أي مدى يتم توعية المجتمع بخطر اليهود؛ ولهذا فَــإنَّ حديثها ناتج عن قُرب واحتكاك بمنظمات الأمم المتحدة واهتمامات اليهود ونفوذهم وأساليبهم وسياساتهم فيما يخص التعامل مع البلدان العربية.
وعلى
الرغم مِمَّا قامت به الكثير من الدول العربية جراء الضغوط الخارجية، من تغييرٍ في
المواد الدينية، وتقليص حصص القرآن الكريم، وحذف ما له علاقة باليهود من المناهج
الدراسية سوى آيات قرآنية أَو أحاديث نبوية، يسعى اليهود للوصول إلى ما هو أكثر، وهذا
ما تقوله الباحثة البحرينية نقلًا عن تقرير صادر عن مركز دراسات يشرف عليه رئيس
الوزراء البريطاني السابق توني بلير: "برغم ما حصل من تغيير في المناهج
الدراسية في الدول العربية، إلا أن اليهود لم يقتنعوا ولا يزالوا يطالبون بالمزيد
والمزيد، وُصُـولًا إلى تغيير حتى مناهج الجغرافيا والتاريخ، حَيثُ يريدون من خلال
الجغرافيا إدراج اسم "إسرائيل" في الخارطة بدلًا عن فلسطين، وهذا
يعني أن كتاب الجغرافيا سيدرس الكيان الصهيوني؛ باعتبَاره الدولة الشرعية في
المنطقة".
أما في
التاريخ، فَــإنَّهم يريدون طمس تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وإدراج المحرقة
المزعومة لليهود في مناهج التاريخ للصفوف الأولى والمتوسطة في الدول العربية والإسلامية؛
إذ يتم إدراج قصة "الهولوكوست" المزعومة كقصة إنسانية؛ لكي تُدرس الأجيال
العربية بأن اليهود (مساكين) تعرضوا للإبادة، ومظلومين، وأن فلسطين ملكهم وحقهم،
وأن المقاومة والشعب الفلسطيني هم (الإرهاب) الذي يهدّد هؤلاء المساكين اليهود.
وإذا كان
هذا هو تطلع وطموح اليهود بالتدخل المباشر في صياغة المناهج الدراسية من الروضة
إلى الجامعة وَأَيْـضًا التدخل في توجيه وصياغة الخطاب الديني في المسجد في خطب الجمعة،
وللأسف قد قطعوا في ذلك شوطًا كَبيرًا في الكثير من الدول العربية، علينا أن
نتخيَّلَ حجمَ غيظهم وحقدهم وغضبهم عندما يرَون في اليمن أجيالًا متسلحة بالثقافة
القرآنية خارج سيطرتهم، تتمسك بالحق العربي الفلسطيني وتمتلك الرؤية القرآنية
حول اليهود وخطورتهم وأساليبهم وماضيهم المخزي والإجرامي.
ولهذا فَــإنَّ اهتمام التلفزيون العبري بالدورات الصيفية في اليمن ليس شأنًا عاديًّا؛ فلو كان كذلك ما اهتم به ولا ناقشه واستعرض دلالاته وأبعاده، ورصد كُـلّ ما يرد من تقاريرَ في قناة "المسيرة" حول النشاط التعليمي في المراكز الصيفية في اليمن.
ونقلًا
عن التقرير الغربي حول التعليم في العالم العربي، قالت الباحثة البحرينية خولة
مطر: "إن التغييرَ والتدخل قد وصلا إلى الأزهر الشريف".
ولهذا يجب على كُـلّ يمني أن يعرف أهميّة وقيمة الحرية والاستقلال التي نعيشها في اليمن، حَيثُ لم يعد هناك بلد عربي يدرّس أبناءَه المناهج الإسلامية والعربية القرآنية كما هي من عند الله سبحانه وتعالى، وكما تمثّل هُوية وتاريخ ودين هذه الأُمَّــة وكذلك تاريخ أعداء هذه الأُمَّــة، وعلى رأسهم اليهود.

عطوان: اليمن يعيد تشكيل قواعد المواجهة
خاص | 30 مايو | المسيرة نت: اعتبر عبد الباري عطوان، رئيس تحرير موقع صحيفة رأي اليوم، أن استهداف القوات المسلحة اليمنية للعمق الصهيوني يعد امتداداً للدعم المقدّم لقطاع غزة، وردّ فعل قوي لم يجرؤ أي من الدول العربية على القيام به أو حتى التفكير فيه منذ عقود.
أبو زهري: العمليات اليمنية رسالة للعالم بأن غزة ليست وحدها
خاص | 29 مايو | المسيرة نت: أكد الدكتور سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، على تثمين الشعب الفلسطيني لعمليات القوات المسلحة اليمنية النوعية، معتبرًا موقف الشعب اليمني في نصرة غزة "دينًا في عنقه".
الرئيس البرازيلي: ما نشهده في غزة جرائم حرب تهدف لإبادة الفلسطينيين وطردهم
خاص | 29 مايو | المسيرة نت: صرح الرئيس البرازيلي بأن ما يحدث في قطاع غزة ليس مجرد صراع، بل هو عمل انتقامي وجرائم حرب تهدف إلى طرد الشعب الفلسطيني وحرمانه من أبسط مقومات الحياة. وأكد في تصريحات له أن ما يجري يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، مشددًا على ضرورة وقف هذه الممارسات التي تستهدف الوجود الفلسطيني.-
08:55النائب الجمهوري الأمريكي توماس ماسي: علينا إنهاء جميع أشكال الدعم العسكري الأمريكي "لإسرائيل" بشكل فوري
-
08:55النائب الجمهوري الأمريكي توماس ماسي: لا شيء يبرر سقوط عشرات الآلاف من النساء والأطفال بغزة بسبب "إسرائيل"
-
08:33مصادر فلسطينية: غارات لطيران العدو الإسرائيلي تستهدف المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس
-
07:41مصادر فلسطينية: 3 شهداء جراء قصف العدو الإسرائيلي خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس
-
07:18وول ستريت جورنال عن متحدثة باسم البيت الأبيض: التحقيق لا يزال جاريا ونأخد مسألة الأمن السيبراني على محمل الجد
-
07:16صحيفة " وول ستريت جورنال": السلطات الفيدرالية تجري تحقيقاً في محاولة سرية لانتحال شخصية سوزي وايلز كبيرة موظفي البيت الأبيض