ما ذا يعني لنا الإيمان برسل الله؟
آخر تحديث 29-01-2023 22:45

إيمان بوحدة الرسالات، إيمان بوحدة الهدي الإلهي لعباده، هذا ما يتركه الإيمان بكتب الله في نفوس المؤمنين من أثر تركه قبل في نفس الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).

{وَرُسُلِهِ} الإيمان برسل الله سواء من عرفنا أسماءهم في كتاب الله الكريم، ومن لم نعرف عنهم {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} (النساء: من الآية 164) رسل أخبر الله محمدًا (صلوات الله عليه وعلى آله) بأسمائهم في كتابه الكريم ورسل لم يخبره بأسمائهم.
الإيمان من جانبنا برسل الله يعني: إيمان بأن الله سبحانه وتعالى - كما ذكرنا سابقًا فيما يتعلق بالكتب - لم يهمل عباده في أي فترة من فترات الأمة، لم يهملهم عن نبي من أنبيائه، أو عن ولي من أوليائه، ووارث من ورثة كتبه يسير على نهج أي نبي من أنبيائه السابقين الذين تركوا كتبًا في أممهم.
الإيمان بالرسل كشخصيات مهمة، أشخاص مهمون، اصطفاهم الله، أكملهم الله، لم يكونوا أناسًا عاديين، أنت حينئذ ستحس وأنت تؤمن بأولئك العظماء - على امتداد التاريخ - تحس بافتخار، بعز، برفعة نفس، أن قدواتك على امتداد التاريخ، أن من أنت تسير على نهجهم، وعلى طريقهم هم أناس عظماء، اصطفاهم الله وأكملهم واختارهم لأن يكونوا هم المبلغين لدينه، لهديه إلى عباده.
الإيمان بالرسل نحن في حاجة ماسة إليه على هذا النحو، فالقرآن الكريم عرض لنا عددا كبيرًا من الأنبياء والرسل وشرح لنا كثيرًا من أحوالهم وأورد كثيرًا من نصوص دعواتهم، وأبان كثيرًا من أساليب دعوتهم، وكشف لنا كثيرًا عن خصائص نفسياتهم، فيما تحمله من جدٍ، من اهتمام، من إخلاص، من نصح، من حرص على البشر لهدايتهم إلى صراط الله المستقيم.
في مسيرة الرسل (صلوات الله عليهم) الكثير من الدروس، الكثير من العبر، لكنها كلها لن يكون لها قيمة - وهذه هي المشكلة - أن من رضي لنفسه بأن يظل جامدا فكل شيء لن يكون له قيمة لديه. متى انطلقت، متى شعرت بتحمل المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى، أن تكون من أنصار دينه، أن تكون من العاملين في سبيله، حينها ستعرف قيمة كل شيء وأهمية كل شيء، كم من الأنبياء في القرآن الكريم عرفنا كثيرًا من أخبارهم، عرفنا كثيرًا عن تلك الأمم التي بُعثوا إليها. ولكن نمشي على كل تلك القصص المهمة دون اعتبار، دون استلهام ما نحن بحاجة إليه من واقع تلك الشخصيات المهمة، دون تعرّف على السنن الإلهية، دون تعرف على الأساليب المهمة التي يجب أن يتوخاها، وأن يعمل بها العاملون في سبيل الله.
هكذا ستجد في سيرة الأنبياء، في أخبار الأنبياء، في قصصهم ما هو عبرة لأولي الألباب، ما هو دروس عظيمة ومهمة.
من الذي يقرأ أخبار أولئك الأنبياء ثم لا يلمس أنه أمام روحية واحدة، ونَفَس واحدة؟ تقرأ عن نوح، عن إدريس، عن إبراهيم، وهكذا، وهكذا إلى أن تصل إلى نبينا محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) إذا بك ترى نفسك أمام مجموعة واحدة، كلها على قلب رجل واحد، نظرتها إلى الحياة واحدة، اهتمامها بعباد الله واحد، تفانيها في ميدان العمل من أجل الله واحد، علاقتها بالله سبحانه وتعالى، منطلقها واحد؛ لنقول لأنفسنا نحن في هذه الأمة التي تفرقت وتمزقت بعد أن حذرها الله في كتابه الكريم، ونهاها عن التفرق والاختلاف، وألا تقع فيما وقعت فيه الأمة السابقة، أو جملة من الأمم السابقة قبلها {وَلا تَكُوْنُوا كَالّذِيْنَ تَفَرَّقُوْا وَاخْتَلَفُوْا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمْ} (آل عمران105).
نقول لأنفسنا: ما الذي فرقنا؟ هل هو دين الله؟ هل هو هدي الله؟ إن هدي الله استطاع أن يوحد ويخلق روحية واحدة لمجاميع من أنبيائه ورسله وأوليائه على اختلاف عصورهم، على اختلاف فئاتهم، على اختلاف مجتمعاتهم.
لنقول لأولئك الذين يشرّعون الاختلاف، ويؤصلون للفرقة: ليست هذه هي روحية الأنبياء، هذه ليست هي الروحية التي يمكن أن يخلقها هدي الله في نفوس الأمة، ليعرفوا هم جسامة الخطأ الذي ارتكبوه، وما زالوا يرتكبونه، أن ينطلقوا إلى أولئك الذين سيكونون هم الفئة التي تنطلق لإصلاح المجتمع، الفئة التي تحمل دين الله، ليقولوا لكل واحد منهم أن له صلاحية أن ينطلق معتمدًا على نفسه فيدين بما أداه إليه نظره واجتهاده، مع علمهم ومع علمنا جميعا بالتباين الذي يحصل في وجهات النظر وفي النتائج التي تحدث بناء على اختلاف وتعدد وجهات النظر. هل هذا دين الله؟ ليس هذا دين الله. 
نرجع إلى هدي الله في كتابه الكريم الذي أبان لنا أمة واحدة، وليس فقط الأنبياء بل عرض علينا شخصيات أخرى من أوليائه، ومجاميع أخرى من أوليائه ليبين لنا نفسياتهم كيف هي وهم في ميدان الاهتداء بهدي الله والالتزام بدينه، والعمل في سبيله، تراهم كذلك نموذجا واحدا، تراهم كذلك نفسيات واحدة، ونظرة واحدة، ووعي واحد.

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الهوية_الإيمانية
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 31/1/2002م 
اليمن - صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

حزب الله يدين العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء ويؤكّـد تضامنه مع الشعب اليمني الأبي
أدان حزبُ الله اللبناني بشدة العدوانَ الصهيوني على مطار صنعاء الدولي، واستهداف الطائرة المدنية ‏الوحيدة المتبقية.
طهران تدين بشدة العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء
متابعات | المسيرة نت: أدانت الخارجية الإيرانية بشدة العدوان الصهيوني على مطار صنعاء الدولي وتدمير طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
الأخبار العاجلة
  • 02:16
    صحيفة جوزليم بوست الصهيونية: مواصلة الهجوم اليومي على "إسرائيل" باستخدام الصواريخ الباليستية لمدة عام تظهر قدرة "الحوثيون" الخطيرة والتهديد الذي يشكلونه
  • 01:40
    مجلة فوربس الأمريكية: قد تجد "إسرائيل" صعوبة بالغة في إنقاذ أي طيار يُسقط فوق اليمن نظرًا للمسافة
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تستهين بدفاعات "الحوثيون" الجوية، التي هددت إف-35 أمريكية
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: فشلت منظومة ثاد المنشورة في "إسرائيل" في اعتراض صواريخ باليستية يمنية في مناسبتين مؤكدتين على الأقل
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تتوقع من الولايات المتحدة شن غارات جوية في اليمن نيابةً عنها في أي وقت قريب
  • 01:39
    مجلة فوربس الأمريكية: ترامب قال لـ"إسرائيل" اتركوا الأمر في اليمن لنا، وبين عشية وضحاها تحولت إلى "أنتم تتحملون مسؤوليتكم"