الرسالة الإلهية تحرر البشر من الطاغوت وتخلصهم من العبودية له

رسالة الله هي تحرر البشر تنقذهم تخلصهم من العبودية للطاغوت، وهي تربطهم في حياتهم بالعبودية لربهم، لله سبحانه وتعالى، وهذا أول ما في الرسالة الإلهية، وأعظم ما في الرسالة الإلهية، أنها رسالة تنقذ الإنسان وتحرره من استعباد أخيه الإنسان ومن استغلال الإنسان له، الإنسان الآخر، وأنها تؤسس مسيرة حياته على أساس صحيح على أساس سليم، تصله بربه، بخالقه، برب السماوات والأرض، برب العالمين، ليبني حياته على أساس ذلك،
رسالة الله هي تحرر البشر تنقذهم تخلصهم من العبودية للطاغوت، وهي تربطهم في حياتهم بالعبودية لربهم، لله سبحانه وتعالى، وهذا أول ما في الرسالة الإلهية، وأعظم ما في الرسالة الإلهية، أنها رسالة تنقذ الإنسان وتحرره من استعباد أخيه الإنسان ومن استغلال الإنسان له، الإنسان الآخر، وأنها تؤسس مسيرة حياته على أساس صحيح على أساس سليم، تصله بربه، بخالقه، برب السماوات والأرض، برب العالمين، ليبني حياته على أساس ذلك، في الأعمال في الالتزامات في المواقف، في الحلال والحرام، فيما يفعل فيما يترك، وأيضا تصله بالهداية الإلهية في تصوراته ومفاهيمه وأفكاره ونظرته إلى الحياة وفي واقع الحياة، وهذا الجوهر الأساس للرسالة الإلهية، ولهذا عندما أتى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ليتحرك برسالة الله مبلّغاً وفي نفس الوقت يسعى إلى التحرك على أساس هذه الرسالة ليبني عليها واقع الحياة هو ومن اتبعه من الناس، كانت هذه مسألة تمثل مشكلة كبيرة جدا لكل كيانات الطاغوت الموجودة في الواقع، وكان الانزعاج بشكلٍ كبير جدا واتجهت كيانات الطاغوت بدءا في مجتمع مكة.
الطاغوت في مكة المتمثل بزعامات قريش المنحرفة عن الحق أبو سفيان، أبو لهب، أبو جهل، وغيرهم ومن معهم من أتباعهم الذين بدأوا هم في ذلك المجتمع حربهم على الرسالة الإلهية ومعارضتهم الشديدة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، في البداية حاولوا أن يُسكتوه، وأن يمنعوه نهائيا عن تبليغ الرسالة الإلهية، لأنهم عرفوا أنها رسالة هذا جوهرها، تختلف معهم بدءا في الموقف العام في الموقف الأساسي في المسيرة العامة، لأنها تحرر الإنسان وتفصله عن كيان الطاغوت وتبني حياته على أساس مستقل ومتحرر يعتمد فيه على تعليمات الله وتوجيهات الله سبحانه وتعالى، لا يبقى للطغاة والمجرمين الظالمين سيطرة عليه وتحكمٌ به، هذه كانت مسألة مفصلية وحساسة جدا عند الآخرين عندما لم يتمكنوا من منع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من الاستمرار في تبليغ رسالة الله، وفي حركته بهذه الرسالة حاولوا أن يؤثروا عليه وأن يقنعوه بالتكيف معهم قدر الإمكان وأن يداهنهم عندما عجزوا عن منعه بالكامل عن منعه بشكلٍ نهائي، حاولوا أن يتحركوا على أساس من الاحتواء لهذه الحركة التي ينهض بها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فتفاوضوا معهُ وحاولوا أن يتعاملوا معه بالترغيب وبالترهيب وقدموا له إغراءات كبيرة إلى حد استعدادهم أن يملّكوه عليهم، إلى حد استعدادهم أن يمكّنوه من الثروة الاقتصادية التي بأيديهم، عرضوا له المنصب في أعلى مستوى أن يكون ملكاً عليهم، وعرضوا عليه المال بحيث يوفرون له من الثروة ما يكون به أغناهم وأكثرهم ثروة، وعرضوا عليه العروض الكثيرة ولكنهم فشلوا في ذلك، لأن رسول الله صلوات عليه وعلى آله، كان هو يحمل هذه الرسالة في كل مضامينها ويحمل من هذه الرسالة روحها وتربيتها وأثرها العظيم في نفسه، زكاءً واستقامة وإخلاصا وصدقا وأمانة، يحمل من هذه الرسالة قيمها وأخلاقها ومبادئها، وليس فقط فكرتها إنما مع الفكرة الروحية، والقيم والمبادئ والأخلاق، يؤمن بها هو، ولذلك لم يتأثر بكل الضغوط، لا الإغراءات والا الترهيب، اتجهوا بعد ذلك إلى الترهيب، إلى المحاربة بكل أشكالها، المحاربة الإعلامية فنظموا حملات دعائية واسعة ونشطوا فيها بشكل كبير ومكثف سواء في كل يوم، في كل يوم هناك من يتحدث في المجالس، في المقايل، في الاجتماعات، بين أوساط المجتمع، لإطلاق دعايات متنوعة أنه ساحر، أنه مجنون، أنه شاعر، أن الذي يقدمه ليس سوى أساطير الأولين، سلسلة طويلة من الدعايات المتنوعة في كل مرحلة، في كل فترة، دعاية أو أكثر من دعاية يطلقونها ويتحركون بها في الساحة، الحرب الاقتصادية في المضايقات الاقتصادية له ولمن اتبعه، الحرب التي سعوا من خلالها إلى استهداف من يلتحق بالدين الإسلامي، بالتعذيب والاضطهاد والسجن ووصلت حالة التعذيب بالبعض إلى الشهادة، ثم وصولا إلى النشاط العام الذي كانوا يقومون به في موسم الحج.
بعد ثلاثة عشر عام من حركة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في مكة وهو يواجه الطاغوت هناك أذن الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة وفي يثرب أنشأ مجتمعا إسلاميا، وحظيت الرسالة الإسلامية بقابلية عالية وبحاضنة اجتماعية تمثلت بالأنصار (الأوس والخزرج)، الذين أسلموا وآمنوا وآووا ونصروا وحملوا راية الإسلام، واستقبلوا الرسول والمهاجرين، استقبلوا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وانضووا تحت راية الإسلام، أمة مجاهدة، واقفة، معطية، وتحركوا تحت راية الإسلام، تحت قيادة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لحمل راية الإسلام.
بعد سبعة أشهر من هجرة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى المدينة وبدأت تلتحق به جموع المهاجرين بدأً من مكة، البعض من مناطق أخرى، بدأ الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) نشاطاته العسكرية المتمثلة بسرايا الاستطلاع، والأنشطة التي تمثل حالة من التجهيز والاستعداد، لماذا؟ بناءً على الوعي بواقع هذه الحياة وبطبيعة الظروف القائمة في الواقع البشري وبالفهم الصحيح لقوى الشر والطاغوت أنها قوى مستكبرة ومستبدة، وأنها بطبيعة ما هي عليه من الطغيان والإجرام والطمع والفساد والعدوانية والشر، لن تترك للأمة الإسلامية أن تنشأ كأمة مستقلة ومتحررة عن التبعية لقوى الطاغوت، وأن تبني حياتها وتبني واقعها على أساس من نهج الله وتعاليمه سبحانه وتعالى، فهم صحيح يعني لطبيعة الظروف والواقع البشري وفهم صحيح لقوى الطاغوت، لطبيعة ما تحمله من نظرة استكبار ومن توجهات وسلوكيات ونزعات ونزعة عدوانية.
فبدأ استعداداته بتوجيهات من الله سبحانه وتعالى، والذي حدث بالفعل أن الرسول بعد استقراره في المدينة، لم تتجاهل قوى الطاغوت الحركة الجديدة للرسول والظروف الجديدة التي تهيئ المسلمين البناء لأنفسهم كأمة مستقلة، قوى الطاغوت كانت تنظر إلى هذه الخطوة بنظرة نظرة الشر، نظرة عدوانية ولهذا بدأت أيضا هي المساعي من جانبها للتحضير لاستئصال هذه الأمة وضرب هذا الكيان الإسلامي العظيم الذي بدأ رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ببنائه، فاتجهت قريش من جانبها لبعض التحضيرات العدوانية والتحضير لمرحلة عسكرية حاسمة، وبدأت نشاطها للتأثير على المحيط الذي يعيش فيه النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) محيط المدينة، بالتنسيق مع اليهود وبالتنسيق مع القبائل الأخرى، وقريش كانت تستند في تزعمها للحرب ضد الإسلام، ضد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كانت تستند إلى جانبين مهمين وأساسيين تستغلهما:
الأول: تستند إلى مركزها وثقلها في المنطقة الذي توفر لها بسبب وجودها في مكة المكرمة، مكة والبيت الحرام والمشاعر المقدسة هناك.
الثاني: كانت تحظى في الساحة العربية بالاحترام والتقدير من بعد زمن نبي الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وكان العرب يؤمنون بالحج ويحجون ويقدسون الكعبة، البيت الحرام، وكذلك يقدسون مشاعر الحج، وكانت قريش بسيطرتها على مكة وإدارتها لشؤون الحج ومراسم الحج وتواجدها هناك، ولأنها البقية الباقية لذرية نبي الله إسماعيل عليه السلام هناك في مكة، ومن موقع إدارتها للحج وتواجدها في المشاعر المقدسة كانت تستغل هذا الثقل في التأثير والنفوذ في علاقاتها مع بقية المناطق العربية والقبائل العربية كما كانت تستغل ثروتها المادية، كانت تعيش رخاء اقتصاديا وإمكانيات اقتصادية متميزة عن بقية المناطق الأخرى، بفضل مكة المكرمة بفضل البيت الحرام، بفضل دعوة نبي الله إبراهيم بالرزق لقاطني مكة ومجاوري البيت الحرام، { وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا } [البقرة: 126]. فكانوا يستغلون ما هم عليه من الثروة والإمكانات المادية من جهة، ويستغلون ثقلهم نتيجة المركز الديني في البيت الحرام من جانب آخر، فكان لهم نفوذهم الواسع في المنطقة العربية وفي القبائل العربية وتأثيرهم الكبير الذي وظّفوه في الحرب ضد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وضد المسلمين، وسعوا بالتنسيق مع القوى الأخرى والقبائل الأخرى ومع اليهود إلى العمل المستمر للحيلولة دون أن يتمكن المسلمون من بناء أمة مسلمة مستقلة متحررة تحمل راية الإسلام، وتدين بالإسلام وتبني حياتها على أساس من تعاليم هذا الإسلام، ولذلك ما إن أتت السنة الثانية للهجرة حتى كان الوضع العام يتفاقم في التوتر وصولا إلى انفجار الموقف عسكريا، واتجه الأعداء، اتجهت قريش بجيشها الجرار للحرب التي تهدف من خلالها إلى استئصال شأفة المسلمين والقضاء على الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وكان ذلك في شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة.
المحاضرة الرمضانية السابعة عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1440هـ

صحيفة عبرية: الجميع بات يعرف قدرة اليمنيين واستحالة هزيمتهم بعد فشل أمريكا
متابعات | المسيرة نت: أكّـدت صحيفة عبرية بارزة، أن اليمن بات يشكّل قوةً إقليميةً يصعب هزيمتها حتى من قبل أقوى الجيوش المجهَّزة تجهيزًا جيِّدًا، مستدلّةً بالفشل الأمريكي.
اجتماعات بين سلطة الجولاني والاحتلال وتعيين مسؤول برغبة "إسرائيلية" على الجنوب
متابعات| المسيرة نت: كشفت وكالة دولية النقابَ عن اجتماعات مُباشرة بين سلطة الجولاني بسوريا والاحتلال الإسرائيلي جرت مؤخراً في المنطقة الحدودية.
ألمانيا: الوضع في غزة لا يُحتمَل
متابعات | 27 مايو | المسيرة نت: أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، اليوم الثلاثاء، أن الوضعَ في غزة لا يحتمل، مؤكداً أن بلاده لن تتضامن مع الكيان بالإجبار.-
01:31مصادر إعلامية: 3 شهداء و46 جريحًا بنيران جيش العدو قرب نقطة مساعدات "الشركة الأمريكية" برفح
-
01:31الخارجية الأمريكية: مواقف الدول الأوربية مخيبة للآمال والاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية يعرقل المساعي الأمريكية لتحقيق "السلام"
-
01:31وزارة الصحة اللبنانية: شهيد جراء غارة من مسيرة للعدو استهدفت دراجة في بلدة ياطر جنوب لبنان
-
01:31وزير خارجية العدو الإسرائيلي: إذا نجحت دعوات حظر الأسلحة على "إسرائيل" ستكون النتيجة إبادتنا ومحرقة ثانية
-
01:31صحيفة هآرتس عن رسالة وقعها 1200 عسكري صهيوني: نطالب "لحكومة ورئيس الأركان بوقف الحرب السياسية في غزة فورًا
-
01:30مجلة بوليتيكو الأمريكية: إدارة ترامب تدرس إلزام الطلاب المتقدمين للدراسة في أمريكا بالخضوع لتدقيق حساباتهم على مواقع التواصل