مسؤولية الأمة وانتمائها لهذا الدين يتمثل في مقارعة قوى الطاغوت والمستكبرين

من جوانب المسؤولية هو أننا في انتمائنا إلى هذا الدين، وفي هذا الدين في مبادئه في قيمه في أخلاقه في تعليماته في تشريعاته في توجيهاته، فيه ما لا يُرضي قوى الطاغوت ولا قوى النفاق ولا كل القوى الشيطانية، تلك التي ترى في كثير من مبادئ الإسلام المهمة وتشريعاته العظيمة وتوجيهاته الحكيمة ما تعتبره يضر بمصالحها، يحد من هيمنتها ونفوذها وتسلطها،
من جوانب المسؤولية هو أننا في انتمائنا إلى هذا الدين، وفي هذا الدين في مبادئه في قيمه في أخلاقه في تعليماته في تشريعاته في توجيهاته، فيه ما لا يُرضي قوى الطاغوت ولا قوى النفاق ولا كل القوى الشيطانية، تلك التي ترى في كثير من مبادئ الإسلام المهمة وتشريعاته العظيمة وتوجيهاته الحكيمة ما تعتبره يضر بمصالحها، يحد من هيمنتها ونفوذها وتسلطها، لأن الواقع البشري أيها الإخوة والأخوات لا يخلو أبدا من وجود قوى شر، من وجود فئات واسعة من البشر اتجاههم في هذه الحياة اتجاه منفلت لا ينضبط على أساس المسيرة الإيمانية والدينية، لا يلتزم لا بمسألة حلال ولا حرام ولا حق ولا باطل، كل هذه الاعتبارات ليس لها بالنسبة له أي قيمة ولا أي أهمية، ينطلق في واقع هذه الحياة من أهدافه الشيطانية من أطماعه من أهوائه من رغباته، ويتجه في هذه الحياة بناءً على ذلك وليس بناءً على الالتزام بأمر الله وتوجيهات الله وهدي الله والسير بالتزام وانضباط وفق تعاليم الله، قد يأخذ منها البعض ما لا يراه متناقضا بمفرده إذا فُصل عن بقية الدين مع ما هو عليه وقد يحرّف من البعض الآخر، كذلك بما يراه مناسبا مع أهدافه وآماله وطموحاته، ولكن سيبقى دائماً يواجه مشكلة مع مبادئ مهمة، نصوص أساسية، تعليمات وتشريعات مهمة جدا، سيفتضح في كونه له موقف منها، وغير منسجم معها، فعندما يأتي مجتمع معين أو أمة معينة تتجه في هذه الحياة على أساس الالتزام بدين الله، على أساس الاتباع لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) والاهتداء بكتاب الله، تلقائيا ستجد نفسها في صدام مع تلك القوى المتسلطة والطاغوتية والشيطانية، ستجد نفسها على خلاف ومشكلة كبيرة معها وبالذات على المسائل المهمة والأساسية والمعالم الرئيسية في هذا الدين، مبادئ مهمة وعظيمة مصلحة لحياة البشرية مصلحة لحياة الإنسان، ولكن بقدر ما هي عظيمة ومهمة وإيجابية ومثمرة ومفيدة ومصلحة لهذا الواقع، بالقدر نفسه ينزعج منها أولئك المتسلطون والمجرمون والطغاة والمفسدون.
عندما نعرف أن هذا الدين دين يسعى إلى إقامة العدل، أمامك فئة واسعة من المتسلطين الظالمين، تلقائيا تصبح على مشكلة معهم، أنت تسعى بحكم انتمائك إلى هذا الدين لإقامة العدل وهم هناك طغاة متسلطون ظالمون متجبرون، عندما نرى أن هذا الدين يسعى إلى إصلاح البشرية وبقيم عظيمة ومهمة هناك فئات أخرى فاسدة في نفسها ومفسدة لغيرها، لا تكتفي بأنها هي فاسدة، وتعتبر كل المساعي الرامية لأن تسود مكارم الأخلاق والقيم الفاضلة في واقع البشرية، ترى فيها تهديداً لها وتهديدا لسياساتها وتناقضاً مع اتجاهها بكله، تلقائياً يحدث هذا التقاطع وينتج عنه الصراع في النهاية، وهكذا عندما نأتي إلى أن من المبادئ الرئيسية في هذا الدين هو تحرير الإنسان من العبودية لأخيه الإنسان وأن يكون الإنسان عبداً لله تأتي قوى الطاغوت التي ترى أنها لا تتمكن من الوصول إلى كل أهدافها في السيطرة التامة إلا باستعباد الناس بشكل أو بآخر فترى نفسها في خصومها مع من يتجه بخلاف ذلك.
فإذاً عندما يتجه أي مجتمع معين لينطلق على أساس هذا الدين كما هو في قرآنه وفي حركة رسوله وليس بحسب الزيف وليس بحسب الأكاذيب التي كُذب بها على رسول الله مما تناقضت مع حركته مع رسالته مع ما ثبت عنه مع كتاب الله، لا، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فيما ثبت عنه وفيما قدّمه القرآن عنه والقرآن الكريم فيما فيه من مبادئ وقيم ومافيه من هدى، هذا المجتمع سيواجه المشاكل الكبيرة هنا أو هناك، ومن الطبيعي في واقع الحياة أن يواجه الإنسان مشاكل كهذه، والإنسان حتى لو لم ينطلق على أساس هدى الله وقرر أن يتغاضى وأن يتماشى في واقع هذه الحياة كما يريده الآخرون منه، كل الطاغوت والاستكبار والفساد والإجرام، هل ستحتل مشكلة الإنسان؟، لا، لأن تلك في الأساس هي المشكلة يعني ليس الهدى وليس الحق وليس القرآن وليس الرسول هو المشكلة، لا، المشكلة هناك، المشكلة فيما عليه المتسلطون الطغاة المجرمون الظالمون المفسدون، ومايفعلونه هم هو يمثل المشكلة.
فالإنسان حتى بدون الهداية بدون الرجوع إلى الرسول والقرآن لن يعيش واقعاً مطمئناً ومستقراً، لا أبداً، إنما معناه أن يعيش ضحيةً لتسلط الطغاة والمجرمين والظالمين والمفسدين وأن يتحول في واقعه في هذه الحياة إما إلى عبدٍ مستغَل له وأداة في أيديهم، ويعيش لذلك، حياة سيئةً جداً مُستَغَلاً بكل ما تعنيه الكلمة ومحطاً لسخط الله ثم يكون قد خسر آخرته فيكون مصيره في الآخرة إلى جهنم والعياذ بالله، أو أن يعيش في هذه الحياة ضحيةً للقهر والإذلال وقد يسحقونه بكل بساطة.
فالدين في نفسه بقدر ماهو لصالح هذا الإنسان بما فيه من تشريعات وتوجيهات وأوامر ومبادئ من الله سبحانه وتعالى فيها الخير لهذا الإنسان فيها الكرامة لهذا الإنسان فيها الحرية لهذا الإنسان فيها العزة لهذا الإنسان فيها مصلحة هذا الإنسان الحقيقية والفعلية في الدنيا والآخرة، أيضاً هذا الإسلام العظيم يشكل حماية، حماية لهذا الإنسان لأي مجتمع يتمسك به من أن يقع فريسة سهلة ولقمة سائغة للمتسلطين والشيطانيين والظالمين والمجرمين.
فيمكن لأي أمة ولأي مجتمع يتمسك بهذا الهدى أن ينعم به وأن يقوى به، وأن يقوى به لأن من الأشياء البديهية هي هذا الصراع الذي سيحدث وهذا ملحوظ في القرآن الكريم وفي هذا الدين العظيم، ملحوظ أن هذا الإنسان الذي ينتمي لهذا الدين أن المجتمع الذي ينطلق على أساس هذا الدين أن الأمة التي ستتحرك في حياتها على أساس هذا الدين ووفق هذا الدين ستواجه تحديات وأخطار ومشاكل وصعوبات إلى آخره..، هذا ملحوظ وبما أنه ملحوظ فهناك مساحة كبيرة من التعليمات والتوجيهات التي تبني الأمة لتكون قوية في مواجهة التحدي وكي تخوض هذا الصراع بجدارة وكفاءة عالية إضافة إلى وعد الله سبحانه وتعالى بالمعيّة والمعونة والنصر.
فنحن نقول عندما تتجه أمة على هذا الأساس ستواجه المشاكل والتحديات وتخوض الصرع الذي لابد أن تخوضه. البعض من الناس تعتبر هذه المشكلة بالنسبة لهم مؤثرة عليهم على توجههم على مصداقيتهم على ثباتهم ويتجهون للانحناء والخضوع لقوى الطاغوت والتنازل عن مبادئ مهمة من هذا الدين والقرآن الكريم عبر عن هذه الفئات كما في قول الله سبحانه وتعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ) وكذلك يقول الله سبحانه وتعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ) بعض من الناس من هو على هذا النحو يريد أن يتحرك في هذا الدين لكن دون أن يتحمل مسؤولية في مقارعة الظلم والاستكبار والطاغوت في العمل على إقامة الحق والعدل في التصدي للطغاة والمتسلطين والظالمين الذين يسعون إلى استعباد الناس من دون الله، يريد ديناً مجرداً من المسؤولية وخاضعاً لطبيعة الظروف، فإذا كان سيواجه تحديات أو أخطار لم يعد هناك بالنسبة له من ضرورة لمبادئ معينة من هذا الدين إما للدين جملة وتفصيلا فهو مستعد أن يرتد عنه بالكامل، وإما لمبادئ أساسية ومهمة للغاية من هذا الدين لها دور حيوي وفعّال في هذا الدين، ينتج عنها ثمرة هذا الدين في واقع الحياة، فلا بأس مثلاً سيتنصل عن كل ماهو مهم وعظيم في الإسلام ويبقى بالنسبة له بقايا من هذا الإسلام فصلت عن جوانب أخرى أساسية ففقدت أثرها المفترض والطبيعي في واقع هذه الحياة في نفس الإنسان وفي واقع الحياة.
فالفئة هذه من الناس فئة لا تنطلق على أساس ما عليه هذا الدين في مبادئه وقيمه وأخلاقه، وفيما كان عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) الذي بقي طيلة فترة بقائه في مكة على صلابة وثبات عظيم لا نظير له، ثم هاجر وواصل المشوار مجاهداً في سبيل الله آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر يخوض الصراع مع كل قوى الطاغوت على أشده وبكل المستويات وبكل الوسائل المشروعة.
الفئة التي تتجه هذا الاتجاه السلبي في القعود والجمود والتنصل عن المسؤولية والمداهنة للطغاة وتجريد الإسلام من جانب المسؤولية بكل ما فيه، هي لا تعبر عن حقيقة الإسلام أبداً، أبداً، هي تعبر عن اتجاهها المزاجي الذي ينبع من ضعفها وحتى من ضعف وعيها وقلة إيمانها ومستوى إدراكها ومعرفتها بأهمية تلك المبادئ وتلك القيم وتلك الأخلاق وتلك التشريعات وتلك التوجيهات من الله سبحانه وتعالى.
فإذاً هي في اتجاه خاطئ، في اتجاه خاطئ وشاذ عن مسيرة هذا الإسلام، لا ينبغي أن تكون في موقع القدوة ولا في موقع التأثر، ما كان منها باسم شخصيات علمائية أو مثقفة أو فكرية وما كان منها بأي شكل من الأشكال هي في الاتجاه الخاطئ بكل ما تعنيه الكلمة.
المحاضرة الثالثة للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ

صحيفة عبرية: الجميع بات يعرف قدرة اليمنيين واستحالة هزيمتهم بعد فشل أمريكا
متابعات | المسيرة نت: أكّـدت صحيفة عبرية بارزة، أن اليمن بات يشكّل قوةً إقليميةً يصعب هزيمتها حتى من قبل أقوى الجيوش المجهَّزة تجهيزًا جيِّدًا، مستدلّةً بالفشل الأمريكي.
اجتماعات بين سلطة الجولاني والاحتلال وتعيين مسؤول برغبة "إسرائيلية" على الجنوب
متابعات| المسيرة نت: كشفت وكالة دولية النقابَ عن اجتماعات مُباشرة بين سلطة الجولاني بسوريا والاحتلال الإسرائيلي جرت مؤخراً في المنطقة الحدودية.
ألمانيا: الوضع في غزة لا يُحتمَل
متابعات | 27 مايو | المسيرة نت: أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، اليوم الثلاثاء، أن الوضعَ في غزة لا يحتمل، مؤكداً أن بلاده لن تتضامن مع الكيان بالإجبار.-
01:31مصادر إعلامية: 3 شهداء و46 جريحًا بنيران جيش العدو قرب نقطة مساعدات "الشركة الأمريكية" برفح
-
01:31الخارجية الأمريكية: مواقف الدول الأوربية مخيبة للآمال والاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية يعرقل المساعي الأمريكية لتحقيق "السلام"
-
01:31وزارة الصحة اللبنانية: شهيد جراء غارة من مسيرة للعدو استهدفت دراجة في بلدة ياطر جنوب لبنان
-
01:31وزير خارجية العدو الإسرائيلي: إذا نجحت دعوات حظر الأسلحة على "إسرائيل" ستكون النتيجة إبادتنا ومحرقة ثانية
-
01:31صحيفة هآرتس عن رسالة وقعها 1200 عسكري صهيوني: نطالب "لحكومة ورئيس الأركان بوقف الحرب السياسية في غزة فورًا
-
01:30مجلة بوليتيكو الأمريكية: إدارة ترامب تدرس إلزام الطلاب المتقدمين للدراسة في أمريكا بالخضوع لتدقيق حساباتهم على مواقع التواصل