بالوقائع والأرقام.. عملية طوفان الأقصى كبدت اقتصاد العدو خسائر بنيوية غير مسبوقة

تقارير | ٧ نوفمبر| محمد فايع- المسيرة نت: في الوقت الذي تركزت فيه الأنظار على التداعيات العسكرية والسياسية والأمنية لعملية "طوفان الأقصى"، فان الخسائر والتصدعات البنيوية الاقتصادية التي مني بها كيان العدو تعتبر وفقا للوقائع والأرقام كارثية وغير مسبوقة في تاريخ الكيان وتتعاظم يوما بعد يوم وكلما طال أمد الحرب زاد تعاظمها الكارثي على العدو وستتعاظم الخسائر أكثر في حال اتسع نطاق الصراع وتحول إلى حرب إقليمية.
في هذا التقرير سنتناول بالوقائع والأرقام والمعطيات التي تضمنتها المصادر التالية
1: تقارير مؤسسات كيان العدو الاقتصادية والمالية.
2: تصريحات مسؤولو كيان العدو الاسرائيلي في هذا الشأن
3: ما قاله وكشف عنه الخبراء والمراقبون والمختصون الصهاينة عن الخسائر الآثار الاقتصادية والمالية التي نجمت عن عملية طوفان الأقصى.
يوصف اقتصاد كيان العدو بأنه الاقتصاد الذي يتمتع بقوة بنيوية فضلا عن ما يحظى به من دعم كبير من المعسكر الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين الا أن تلك المقومات البنيوية وذلك الدعم الأمريكي الغربي لم يصمد أمام الضربة الموجعة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية لكيان العدو في السابع من أكتوبر الأمر الذ جعل وكالات التصنيف الائتماني العالمية أن تعدل من النظرة المستقبلية لاقتصاد كيان العدو من "مستقر" إلى "سلبي".
في هذا الصدد توقعت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" انكماش الاقتصاد الإسرائيلي بنحو خمس نقاط مئوية في الربع الأخير من هذا العام، كما أعلنت كل من وكالتي "موديز" و"فيتش" عن وضع التصنيف الائتماني المحلي والعالمي لكيان العدو الإسرائيلي تحت المراجعة المفضية إلى التخفيض. مع التأكيد كل المراجعات لا تمثل سوى استشراف أولي لأثر الصدمة التي أحدثتها عملية طوفان الأقصى
وتتوقع الوكالة ذاتها تقييمات سلبية أكثر حدةً في حال استمرت حالة التوتر على الجبهة الشمالية، أو في حال تصاعدت المواجهات العسكرية بشكل أشد قوةً وأوسع نطاقًا، أما في تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية، فإن النتائج ستكون كارثية على المجال الاقتصاد والمالي لكيان العدو الإسرائيلي.
بخصوص المصالح التجارية المتوسطة والصغيرة فان الوقائع والأرقام تؤكد بأن خسائر المصالح كبيرة وغير مسبوقة وقد أظهر استطلاع دائرة الإحصاء المركزية لكيان العدو بعد مرور 3 اسابيع فقط على عملية طوفان الأقصى بأن 51% من المصالح التجارية في كيان العدو خسرت أكثر من نصف مواردها، كما أظهرت تقارير مديري المصالح التجارية حالة التوظيف والأضرار التي لحقت بشركاتهم ومصالحهم التجارية خلال الحرب، موضحة أن 37% من إجمالي الشركات والمصالح لكيان العدو الإسرائيلي" أبلغت عن الحد الأدنى من التوظيف والتشغيل.
على مسار تأثير الحرب على سوق العمالة والضرر الأكبر في المنطقة الجنوبية،فقد سجلت التقديرات بأن حوالي 59% من الشركات والمصالح ابلغت عن الحد الأدنى من التوظيف حيث تنشط 62% من الشركات التي تعمل في العقارات والبناء بالحد الأدنى من نطاق التوظيف.
ولفتت التقارير ذاتها الى أن الأمر لا يقتصر على قيمة الأضرار والخسائر المباشرة التي لحقت وستلحق بهذه القطاعات، بل يشمل أيضا الخسائر الغير مباشرة والمتمثلة بفوات المنفعة الاقتصادية على المدى القريب والبعيد، والتي كان يمكن تحقيقها لو لم تحدث عملية "طوفان الأقصى".
ما يتعلق بالوضع الاجتماعي وعلاقته بالوضع الاقتصادي في كيان العدو فان وقائع الاحداث تتحدث عن خسائر كبيرة في الأرواح البشرية، التي تعتبر الأثقل بالنسبة لكيان العدو منذ نهاية التسعينيات، كونها تضع المجتمع اليهودي أمام مواجهة وتبعات خطرة، تلخصها المؤشرات التالية:
أولا: الارتفاع في معدلات البطالة نتيجة توقف المنشآت الصناعية والسياحية والخدمية وخروج بعضها عن العمل جزئياً أو بشكل تام.
ثانيا: زيادة أعداد المستوطنين المحتاجين إلى الدعم والمساعدة بغية تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء وغير ذلك.
ثالثا: نشوء ظاهرة النزوح الداخلي للمستوطنين الهاربين من مناطق غلاف غزة وما ينجم عنها من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية في شريحة واسعة من المستوطنين الصهاينة.
رابعا: ارتفاع ظاهرة الإصابة بالصدمات والأمراض النفسية بين عموم الصهاينة، وغالباً ما تستمر هذه الإصابات لفترات زمنية ليست بالقصيرة.
خامسا: انهيار مؤشرات الرأسمال الاجتماعي من حيث فقدان الشعور بالأمان والثقة، والتي تضاف إلى جملة ما يعانيه المجتمع في كيان العدو الإسرائيلي من انقسام وتشرذم وفقدان للثقة.
سادسا: التوقعات بزيادة معدلات الجريمة والانتحار والإحباط واليأس في ضوء ما خلفه الفشل الأمني العسكري الإسرائيلي من انعدام للثقة والأمان داخل المجتمع الصهيوني.
وإذا سألنا عن حال الوضع المالي لكيان العدو فسنجد أن وقائع الأحداث تجيب علينا بأن تأثيرات الحرب في السوق المالية لكيان العدو لم تكن أقل سوءًا حيث فقدت سوق الأسهم نحو 9 في المائة من قيمتها الاسمية خلال الأسبوع الأول من عملية طوفان الأقصى، وهي أكبر خسارة أسبوعية يُمنى بها المؤشر على مدار السنوات العشر الماضية.
على ذات السياق تواصلت خسارات السوق في الأسابيع اللاحقة لتصل إلى أكثر من 22 في المائة، مدفوعةً بقيام المستثمرين الأجانب ببيع أسهمهم، وخاصة أسهم قطاع البنوك؛ وقد تراجعت أسعار أسهم أكبر خمسة بنوك بنسبة 20 في المائة، وتعتبر أكبر نسبة تراجع منذ جائحة كورونا، وبذلك، تُقدر خسائر رأس المال في سوق البورصة منذ اندلاع المواجهات في غزة بأكثر من 20 مليار دولار.
كما تكشف الوقائع بأن هذه الخسائر جاءت مدفوعة بارتفاع حدة المخاطر المستقبلية المحتملة وتنامي حالة عدم اليقين المرتبطة بالأوضاع الأمنية والاقتصادية في كيان العدو الإسرائيل.
نفقات وخسائر يومية غير مسبوقة
على صعيد نفقات وتكاليف الحرب أعلنت وزارة المالية في كيان العدو ، أن الحرب بأول 3 أسابيع كلفت الميزانية العامة لكيان العدو 30 مليار شيكل (7.5 مليارات دولار) وهي لا تشمل خسائر المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة، والأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها النشاط الاقتصادي.
ونقلت صحيفة "كلكليست العبرية" عن رئيس شعبة الموازنة بالمالية يوغيف غيردوس، قوله في مؤتمر صحفي أن تقديرات وزارة مالية الكيان بشأن الأضرار الهائلة التي خلفتها هذه الحرب أعلى من موازنة "دولة" كيان العدو.
وبين غيردوس أنه -في الأسابيع الثلاثة للحرب- بلغت الأضرار التي لحقت بالموازنة 30 مليار دولار موزعة على الشكل التالي: 20 مليار شيكل (5 مليارات دولار) تكلفة السلاح والحرب، 10 مليارات شيكل (2.5 مليار دولار) لتمويل إخلاء السكان ودعم السلطات المحلية، مشيرا إلى أن هذه التكلفة لا تشمل الأضرار المباشرة التي يتكبدها اقتصاد الكيان الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى".
ولفت رئيس شعبة الموازنة المالية في كيان العدو يوغيف غيردوس، إلى ان نفقات القتال في اليوم الواحد تكلف نحو مليار شيكل (250 مليون دولار)
ومن المتوقع أن يزداد الإنفاق الإجمالي مع استمرار القتال، فيما ستزداد الأضرار التي لحقت بالناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد الكيان لتصل إلى نحو 10 مليارات شيكل شهريا من القتال (2.5 مليارات دولار) وهذا يعني أن النمو الاقتصادي في كيان العدو الإسرائيلي سوف يتباطأ بشكل ملحوظ فيما تبقى من العام.
وأكد غيردوس بأن تكاليف الحرب الحالية على غزة هائلة مقارنة بالجولات القتالية السابقة مشيرا إلى انه في حال استمرت الحرب لفترة طويلة فان الكيان الاسرائيلي سيتلقى ضربة مالية واقتصادية كارثية.
وبحسب صحيفة "دى ماركر" الاقتصادية فإن وزير مالية كيان العدو الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رفع عجز الموازنة للعام الجاري إلى 4% بدلا من 1.5%، وبنسبة 5% عام 2025م، مردفا بالقول مؤكدا أنه مع استمرار الحرب سيكون العجز أكبر.
ماذا عن وضع شركات الكيان الصهيوني؟
على هذا الصعيد تتحدث الوقائع بأن الرافعات التي كانت تملأ أفق تل أبيب المزدهر توقفت عن الحركة، كما تتحدث الارقام عن أن عدم النشاط في القطاع وحده يكلف الاقتصاد حوالي 150 مليون شيكل (37 مليون دولار) يوميا. وفقا لتقرير الصناعة، فيما كشفت المجموعة الصناعية الرئيسية في كيان العدو ،بأن الشركات في الكيان خسرت 1.2 مليار شيكل (368 مليون دولار) خلال حرب سابقة مع المقاومة الفلسطينية، استمرت 11 يومًا فقط .
جمعية المصنعين التي تمثل حوالي 1500 شركة و400 ألف عامل، بينت بأن الخسائر ترجع في معظمها إلى بقاء الموظفين في منازلهم مشيرة الى أن إطلاق الصواريخ الفلسطينية دون توقف على مختلف المستوطنات والمدن الفلسطينية المحتلة ارغمت نحو نصف العمال في جنوب فلسطين المحتلة " على التغيب من العمل، ما أدى إلى انخفاض كبير في إنتاج الشركات الصناعية وفي مبيعاتها وصولا الى إلحاق أضرار مباشرة بالدخول".
الجمعية ذاتها أضافة أن 50 مصنعاً في كيان العدو، تكبد ملايين الأضرار المباشرة جراء إطلاق الصواريخ، فضلا عن الأضرار الغير مباشرة مثل الطلبات الملغاة، فيما أشار رئيس جمعية المصنعين راؤول ساروغو، الى أن " الخسائر لا تقتصر على المقاولين أو الحرفيين فحسب بل هي خسائر تشمل كل أسرة في كيان العدو الإسرائيلي.
على ذات الصعيد يجمع المسؤولون والخبراء الاقتصاديون الصهاينة على أن اقتصاد كيان العدو ينكمش بنسبة 11% مع تصاعد تداعيات عملية طوفان الأقصى، فيما تراجعت قيمة عملة العدو، بشكل أكبر ومتسارع منذ بداية عملية طوفان الأقصى، لتصل اليوم إلى أدنى مستوى لها منذ ثماني سنوات، مضيفين أنه في الوقت الذي انخفض فيه الرقم إلى أضعف مستوى له منذ عام 2012، انخفض بالتزامن مؤشر الأسهم الرئيسي في تل أبيب أيضًا بنسبة 11% منذ 7 أكتوبر.
ويرى المحللون بأن قياس تأثير الحرب على اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي لا يزال صعباً، وذلك بسبب عدم اليقين الهائل بشأن حجم ومدة الصراع وبسبب نقص البيانات عالية التكرار أي البيانات التي تم جمعها على مدى فترة طويلة من الزمن.
البنك المركزي في كيان العدو يتحدث في تقرير له عن ارتفاع حجم الإنفاق اليومي نتيجة استمرار الحرب متوقعا انخفاض عائدات الضرائب مع تضرر الاقتصاد بدعوة الناس للقتال، مشددا على أنه في حال استمرت الحرب على الجبهة الجنوبية فإن النمو الاقتصادي سيتباطأ إلى معدل سنوي قدره 2.3 بالمئة هذا العام و2.8 بالمائة في 2024 كما أن النشاط في قطاعات البناء والزراعة والسياحة سينخفض بشكل ملحوظ.
الخلاصة
بناءا على معطيات الوقائع والأرقام التي أوردناها في هذا التقرير، يبدو أن عملية طوفان الأقصى قد أحدثت تصدعات بنيوية عميقة وشاملة عسكرية، أمنية، واقتصادية، واجتماعية لا يمكن ترميمها لسنوات قادمة

"مكافحة الفساد" تحيل عددًا من المتهمين في قضية غسيل أموال
صنعاء | المسيرة نت: أحالت الهيئةُ الوطنية العليا لمكافحة الفساد في صنعاء، الثلاثاء، عددًا من المتهمين إلى نيابة الأموال العامة المختصة.
مفوّض "الأونروا": خطة توزيع المساعدات بغزة "مخطّط تهجير ومقدمةٌ لـ "نكبة ثانية"
متابعات | 27 مايو | المسيرة نت: أكّـدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن خطة المساعدات الجديدة "تتعارض مع المعايير الإنسانية لتوزيع المساعدات بشكل غير تمييزي".
ألمانيا: الوضع في غزة لا يُحتمَل
متابعات | 27 مايو | المسيرة نت: أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، اليوم الثلاثاء، أن الوضعَ في غزة لا يحتمل، مؤكداً أن بلاده لن تتضامن مع الكيان بالإجبار.-
19:02مصادر فلسطينية: أكثر من 340 مغتصبا يهوديا وسائحا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى المبارك خلال اليوم
-
18:56مصادر فلسطينية: شهيدان وجرحى نتيجة العدو الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين قرب مدينة أصداء غرب خان يونس جنوب القطاع
-
18:42حماس: نطالب إدارة قناة "العربية" بتقديم اعتذار رسمي عن التقرير وندعوها إلى التوقف عن تبني رواية الاحتلال
-
18:42حماس: تقرير "العربية" تضمن سلسلة من الأكاذيب والاتهامات التي تستهدف قيادة المقاومة في وقت يخوض فيه شعبنا في غزة معركة وجودية
-
18:42حماس: ادعاءات قناة "العربية" ليست سوى إشاعات دأبت القناة على ترويجها
-
18:32حماس: ننفي ما ورد في تقرير قناة "العربية" بشأن وجود خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية للحركة في غزة