وأفَادت روقة بارتفاعٍ ملحوظٍ في وتيرة غارات العدوّ الإسرائيلي خلال الساعات القليلة الماضية، حَيثُ تركّزت بشكل خاص على مدينة غزة.

وشملت الاستهدافاتُ تجمُّعاتٍ للمواطنين في المناطق الغربية والشرقية، بالإضافة إلى استهداف سيارة مدنية وسط المدينة.

وأشَارَت إلى أن "خمسة استهدافاتِ على الأقل وقعت في مدينة غزة خلال هذه الفترة، أسفرت جميعُها عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى".

كما طالت الاستهدافات حي الشيخ رضوان شمالَ مدينة غزة، حَيثُ تم استهدافُ مكان لتوزيع الطعام؛ ما أَدَّى إلى استشهاد طفل وإصابة العشرات.

ولم يقتصر العدوانُ على الغارات الجوية، حَيثُ يستمرُّ القصفُ المدفعي بشكل متواصل على المناطق الشرقية في مدينة غزة، وتحديدًا على أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح؛ مما أسفر أَيْـضًا عن وقوع شهداء وإصابات.

وفي المنطقة الغربية، استهدف قصفُ الاحتلال تجمعًا للمواطنين عند دوار أبو مازن، مخلِّفًا المزيدَ من الشهداء والجرحى.

وبلغت حصيلةُ الشهداء نتيجةَ الغارات الإسرائيلية منذ فجر اليوم وحتى لحظة التغطية 42 شهيدًا، في اليوم التاسعِ والأربعين لعودة العدوان الإسرائيلي على القطاع.

على الصعيد الإنساني، أكّـدت مراسلة "المسيرة" أن "الأوضاع في قطاع غزة صعبة للغاية، في ظل استمرار العدوّ الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين".

وتتفاقم المعاناةُ جراءَ سياسة إغلاق معابر قطاع غزة في وجه المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية منذ أكثرَ من 65 يومًا.

وأوضحت أنه "لا شيء يدخُلُ إلى القطاع أية مواد، سواءٌ أكانت إمدَادات طبية، غذائية، أَو إنسانية؛ مما فاقم من معاناة السكان الذين يعيشون ظروفًا إنسانية ومعيشية قاسية للغاية".

وسلّطت روقة الضوءَ على الانهيار الكامل للمنظومة الصحية في القطاع؛ إذ أعلنت مستشفياتُ غزة مؤخّرًا أنها ستتوقف عن تقديم الخدمة والرعاية الطبية خلال ثلاثة أَيَّـام؛ بسَببِ نفادِ الوقود اللازم لتشغيلِ المولدات الكهربائية.

وحذّرت من أن هذا التوقف سيهدّدُ حياة المرضى والجرحى للخطر، خَاصَّةً في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية؛ مما يعيقُ إجراءَ العديد من العمليات الجراحية.

وأشَارَت إلى أن "العدوّ يستهدفُ المنظومة الصحية بشكل مباشر، حَيثُ تم إخراجُ مستشفى المعمداني، الذي يعد عصبَ المنظومة الصحية في مدينة غزة وشمال القطاع، عن الخدمة".

ورغمَ إعادة تأهيل بعض المستشفيات (مثل مستشفى الشفاء الطبي، والمستشفيات في شمال القطاع كالأندونيسي والعودة وكمال عدوان)، إلا أنها بالكادُ تعملُ وتقدِّمُ الحد الأدنى من الخدمة.

ويتكرّر المشهدُ في وسط وجنوبي القطاع، حَيثُ تعاني مستشفياتٌ مثل شهداء الأقصى وناصر الطبي في خان يونس من أزمات متفاقمة.

وختمت مراسلة "المسيرة" تغطيتَها بالتأكيد على أن "الأزماتِ تتفاقم في قطاع غزة في ظل إغلاق المعابر وسياسة التجويع التي يتَّبعُها العدوّ الإسرائيلي".

وتشملُ هذه الأزماتُ نقصًا حادًّا في الغذاء، الدواء، والمياه، وغيرها من الاحتياجات الأَسَاسية التي تعصفُ بكل مناحي الحياة في القطاع، في ظل استمرارِ العدوان والحصار المفروض على السكان.