• العنوان:
    "ورقة الأقليات"… أداة (إسرائيل) في مشروع تقاسُم الكعكة السورية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| 01 مايو| المسيرة نت:الدروز عنوانٌ عريضٌ لمِـلَفٍّ مليءٍ بالتعقيدات، وقد بقي ساخنًا على مَرِّ العقود، يتنازعُه كثيرون على وَقْعِ المتغيَّراتِ السياسية والمصالح الإقليمية.. فما الذي يسعى كيانُ الاحتلال لتحقيقه بتركيزه على ورقة الأقليات في سوريا؟
  • كلمات مفتاحية:

وما وراء تحذيرات وليد جنبلاط، زعيم الدروز في لبنان، من تعاون بعض الدروز مع العدوّ الإسرائيلي؟

خرج الزعيم الدرزي في لبنان، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقًا، وليد جنبلاط، بتصريح يكرّر ما حذَّرَ منه سابقًا، رافضًا تدخُّلَ العدوِّ الإسرائيلي تحتَ مسمى "حماية الدروز"، وأن ما يجري اليوم "محاولةٌ لتوريط الدروز في حرب واسعة".

ويفرض هذا الواقع المتأرجح في سوريا تحدياتٍ غيرَ مسبوقة بالنسبة للطائفة الدرزية، خَاصَّةً مع تصاعد التوترات بينها وبين الحكومة في دمشق، وسعي (إسرائيل) منذ سقوط نظام بشار الأسد لاستقطاب هذه الطائفة ضمن استراتيجية تهدفُ إلى تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة، في سياق تقاسم البلاد ما بين القوى الاستعمارية: أمريكا، تركيا و(إسرائيل). فلأكثر من مرة حذّر وليد جنبلاط من انجرار الدروز خلفَ تحالف "الأقليات"، الذي قد يكون مدخلَ تقسيم الكعكة السورية على المدى المتوسط والبعيد.

بالأمس، ارتسم مشهد جديد من الفوضى التي تسعى (إسرائيل) لتركيز وتعزيز حضورها في الساحة السورية، هناك حاجة للمزيد من القتل والدماء باسم انتقام وتصفية "طائفية" خَاصَّة ما يتعلق بالأقليات في سوريا. لا بدَّ أن يترسخ هذا المشهد لدى الرأي العام، حتى يسهُلَ على (إسرائيل) العبثُ والتوسع داخل سوريا. بالأمس، وعلى خلفية التسريب الصوتي لشيخ دُرزي يتهجَّمُ على الدين الإسلامي، شهدت أشرفية صحنايا بريف دمشق هُجومًا مسلحًا، أَدَّى إلى مقتلِ عشرات الأشخاص بينهم عناصرُ من قوى الأمن السوري ومدنيون. في هذا المشهد الدموي، نعت "حركةُ رجال الكرامة" الدرزية، قياديًّا في صفوفها بقطاع أشرفية صحنايا (الشيخ وجدي الحاج علي)، أثناء اشتباكات قالت الحركة إنها نشبت مع "مجموعات مسلحة" هاجمت أشرفية صحنايا، على خلفية التسريب الذي ظهر أنه مزيَّف، حَيثُ خرج رجل الدين الدرزي لينفي هذا التسجيل وهاجمه بشدة. بينما دعا "التجمع المدني لأجل سوريا" في مدينة السويداء السلطاتِ المعنيةَ للتدخُّلِ الفوري لحمايةِ المدنيين في منطقتَي صحنايا وأشرفية صحنايا جنوبي غربي العاصمة، والمطالبة بوقف الممارسات الوحشية وعمليات القتل على خلفياتٍ "طائفية".

 

عقبَ فوضى صحنايا:

بعد الهجوم المسلَّح في صحنايا، أصدرت (إسرائيل) بيانًا رسميًّا مفادُه أن جيش العدوّ الإسرائيلي نفَّذَ ضربةً استهدفت مجموعةً متطرفةً؛ بذريعة أنها كانت تخطِّطُ لشَنِّ هجومٍ على الدروز في سوريا.

رئيس كيان العدوّ، بنيامين نتنياهو، قال: إن الضربة كانت بمثابة "تحذيرٍ" لمجموعاتٍ متطرفةٍ في المنطقة. وفي ذات السياق، شدّد وزيرُ حربه، يسرائيل كاتس، على أن هذه العملية جزء من "التزام" (إسرائيل) العميق بحماية الدروز في سوريا، وتأكيد أن "(إسرائيل) لن تتوانى عن التحَرّك لمواجهة أية تهديدات تستهدفهم". لتأتي هذه التصريحات في إطار سياسة إسرائيلية مُستمرّة، تهدف إلى فرضة نفسها كحامية للطائفة الدرزية، خَاصَّةً في المناطق الحدودية مع الجولان المحتلّ.

 

الدروز وحكومةُ الشرع:

داخل سوريا، تتصاعدُ التوتراتُ بين الطائفة الدرزية والنظام السوري الحاكم. اللا ثقة هي العنوانُ الأبرزُ بين الطرفَينِ؛ فالزعيمُ الروحي للدروز في سوريا، حكمت الهَجْري، أبدى رفضًا قاطعًا لأيِّ تعاون مع الحكومة السورية، حَيثُ يرى أن دمشق لم تقدِّمْ أيةَ "ضماناتٍ حقيقية" لحماية مصالح الطائفة.

رغم وجود محادثات بين الدروز وحكومة الشرع لإيجاد صيغة تفاهم تضمن تهدئة الأوضاع ومنع تحول المناطق الدرزية إلى بؤرة صراع جديدة، إلا أن هناك إخفاقًا واضحًا في استمالة هذه الطائفة بعيدًا عن (إسرائيل).

 

الأقليات.. ومشروعُ (إسرائيل) في سوريا:

هناك مَن يرى أن (إسرائيلَ) لا تركِّزُ على الطائفة الدرزية فحسب، بل تسعى إلى تشكيلِ تكتُّلٍ للأقليات يمتدُّ عبر سوريا ولبنان؛ بهَدفِ خلقِ توازنات جديدة في المنطقة.

تحاولُ (إسرائيلُ) استغلالَ ضَعف حكومة دمشق، محاولةً إيجادَ كيانات موازية إلى جانب تلك الحكومة الهشة، حَيثُ يمكنها التأثير من خلالها على مستقبل سوريا ككل.

وهي تبني على هذا الخَطِّ بعيدًا عن تصريحات الشرع الساذجةِ حول (إسرائيل) والعلاقة معها. فحكومة الكيان الحالية دائمًا ما تصفُ دمشق بأنها "حليفٌ للميليشيات المسلحة"، وترفُضُ أي تقارب معها. فالتقارُبُ سيحُدُّ من تحَرُّكات قادة الكيان في الداخل السوري. لذا يتم التركيزُ على إضعاف هذا النظام، والنظر إليه بازدراء، مع الإمساك بورقة حماية الأقليات.

في ظل تعقيدات المشهد السوري، والمطالَباتِ داخل سوريا بحماية الأقليات، لا بدَّ أن يعزز هذا من ادِّعاءات (إسرائيل) بحماية الأقليات فيما يبدو ضعف حكومة الشرع واضحًا؛ لأَنَّها باختصار مخترَقة منذ البداية. وكما هو واضحٌ فَــإنَّ (إسرائيل) تعزِّزُ من عواملِ الضغط على هذه الطائفة باستدعاءِ التهديد والقتل ضد أفرادِها وقياداتها، حَيثُ ترى أن تعاظُمَ هذا التهديد سيدفعُ بهذه الطائفة إلى حُضن (إسرائيل) مرغَمةً، إلى جانب توظيفِ (إسرائيل) لخلافِ جماعة الشرع مع الدروز، وتأجيج المظاهرات الحية لدروز شمال (إسرائيل) والمطالبات بحماية دروز سوريا، ومعها تهديداتُ قادة كيان العدوّ من وقت لآخر بالتدخل ضد نظام الشرع باسم حماية الأقليات، مع كُـلّ ذلك تكون الصورة واضحة ما الذي تقوم به (إسرائيل) في سوريا وكيف تبرّر المزيد من التوسع والعدوان على الأراضي السورية، حَيثُ يعود مِلَفُّ الأقليات إلى الواجهة، كورقةٍ من أوراق اللُّعبة السياسية التي تستهدفُ وَحدةَ سوريا وبروزه ضمنَ تجاذُبات القوى الإقليمية والدولية، وأهمُّها الأطماعُ الإسرائيلية الأمريكية في التوسُّع على حساب سوريا.

قوائم التشغيل
خطابات القائد