• العنوان:
    10 سنوات على فراغية عطان.. أوجاع اليمن لا تنسى
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | 20 إبريل | منصور البكالي | المسيرة نت: يتعاظم وجعُ اليمنيين من يوم إلى آخر، جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي، غير أن بعض الأوجاع لا تندمل، ومنها ما حدث لضحايا منطقة عطان بصنعاء في البدايات الأولى للعدوان سنة 2015.
  • كلمات مفتاحية:

شاهد اليمنيون في 20 أبريل 2015م لحظة الانفجار عبر شاشات التلفزة، والبعض الآخر شاهدها بالعين المُجردة، نيران كثيفة تصاعدت عمودياً نحو السماء على شكل الشجرة، وكأنه بركان بدأ للتو في الانفجار، وقد ارتفع الدخان إلى مسافة عالية تُقدّر بكيلومتر تقريبًا، وغبار كثيف ملأ أرجاء حي عطان. 

الصخور من جبل عطان تطايرت، ووصلت إلى مسافات كبيرة، وأصابت عدداً من المواطنين، وحطّمت عدداً من السيارات، أما منازل المواطنين المجاورة للجبل، فقد تحولت إلى أطلال، وأجسادهم تحولت إلى أشلاء متفحّمة، أما من بقي على قيد الحياة فقد هرب من منزله، ومن مقر عمله، بشكل هستيري لا يدري إلى أين؟ إنه مشهد مصغر ليوم الحشر.

الأطفال كانوا يصرخون بأصوات مرتفعة، النساء كن يرددن عبارات ممزوجة بالبكاء: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، وحركة مخيفة وازدحام في معظم الشوارع، وهلع كبير في أرجاء العاصمة.

الخونة في فنادق الرياض كانوا الأكثر ابتهاجًا وفرحةً بما حدث! ولقد نزفت صنعاء في ذلك اليوم كثيرًا.. لقد نزفت دماً ودمعاً.

عدد الشهداء في هذه الجريمة وصل إلى أكثر من 120 مدنياً، أما عدد الجرحى فقد بلغ 767 مواطناً.. إنها الكارثة، إنها المصيبة، إنها الفاجعة.

في ذلك اليوم، أطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة للمواطنين للتوجه نحو جميع المستشفيات للتبرع بالدم، أما المستشفيات فقد أعلنت حالة الطوارئ القصوى، واستدعت جميع كوادرها من الأطباء والاستشاريين.

في ذلك اليوم، كانت أسرة شجاع الدين من ضمن مئات الأسر المكلومة، وكان لها نصيبٌ من الاستهداف ونصيبٌ من المعاناة والآلام.

ويقول صلاح شجاع الدين: إنه فقد أخته لينا عبد الرحمن قاسم شجاع الدين وزوجها عبد المؤمن عبد الوهاب شجاع الدين وطفليهما ليث عبد المؤمن شجاع الدين “خمس سنوات”، أثناء هذه الجريمة المتوحشة، وإن الله عز وجل قد كتب للطفلة “ليال عبد المؤمن شجاع الدين” 12 سنة النجاة في ذلك اليوم، والتي راح ضحيتها الكثير من المدنيين.

كان يوم 20 أبريل نيسان 2015م، بمثابة يوم القيامة لسكان فج عطان بالعاصمة صنعاء، فقد فُجع المواطنون من هول الانفجار، الذي كان “بقنبلة فراغية”، وقيل “هيدروجينية”، تسببت بأكبر جريمة إبادة جماعية، وواحدة من أكبر المذابح الأمريكية، التي ليس لها مثيل بحق الشعب اليمني، في القرن الحادي والعشرين.

مشاهد أهوال القيامة لجموع الجثث والأشلاء المتطايرة والمتناثرة، والدمار، والجرحى، والنزوح الجماعي إلى المجهول، وأعمدة الغبار، وسحب الدخان المتصاعد، والهزة الكبرى التي وصلت كل بيت في العاصمة ومحيطها.

من بقي من هذه الأسرة، أو تلك على قيد الحياة تحول إلى مسعف لأهله، أو لجاره، أو لمن يراهم في الشوارع والأحياء المجاورة له، فهذا يفر، وذاك يصرخ، وهذا حولت قنبلة العدوان جسده إلى أشلاء مبعثرة، وأوصال متطايرة في الهواء، كما كشفت المشاهد هول الفاجعة وحجم المصيبة التي أفقدت الأحياء صوابهم، فكانت الجموع تهرع، وتفر، كيوم المحشر بأدق تفاصيله.

الأمهات والأطفال والآباء وجموع الأهالي يصرخون من يسعفهم، تمتلئ مستشفيات العاصمة صنعاء بالضحايا والجرحى، وبعد ساعات تطلق مناشدات استغاثة، وحاجتها لكوادر طبية، وأدوات ومستلزمات جراحية وإسعافات أولية ومتطلبات العناية المركزة.

قالت مصادر رسمية عن قنبلة عطان، التي سمع انفجارها جميع سكان صنعاء وشاهد وتضرر منها الآلاف: "إنه لا يُستبعد أن سلاحًا نوعيًا محرَّمًا تم تجربته من قبل العدوان السعودي الأمريكي على اليمنيين"، داعيةً إلى تحقيق وملاحقة دولية للمجرمين.

أكد أطباء مختصون من خلال حالات الجرحى المسعفين إليهم أن الحالات تكشف عن استخدام العدوان لسموم فتاكة تؤدي إلى الاختناق، وتظهر أثرها في صدورهم.

في هذا اليوم المشؤوم في الذاكرة اليمنية، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي مجزرة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، بقنبلة مجهولة تم القاؤها على منطقة فج عطان، وتجربتها على حساب حياة 120 مواطناً استشهدوا، و767 جريحاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ودمار هائل طال ثلث مساحة العاصمة صنعاء، وخسائر بالمليارات، وموجة هلع وخوف تسببت في أكبر موجة نزوح شهدتها العاصمة صنعاء.

أراد العدوان من خلال هذه الجريمة الشنعاء إجبار الشعب اليمني على اللجوء والنزوح والاستسلام، ليتمكن من تنفيذ خططه العسكرية في احتلال اليمن وعاصمته صنعاء، إن استطاع لذلك سبيلاً، لكن مخططه هذا باء بالفشل في ظل صمود أسطوري سجله اليمنيون على مدى تسع سنوات مضت.

  

قوائم التشغيل
خطابات القائد