• العنوان:
    من وحي دروس الشهيد القائد.. رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    ثقافة | 08 أبريل | المسيرة نت- إبراهيم الديلمي: للوهلة الأولى عند قراءة هذه الآية (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ)، وجدتها وقد فرضت نفسها لتكون عنوانًا عريضًا ولافتًا لما كتبته. كيف لا!؟ وهي الآية التي استدل بها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) على موقف نبي الله موسى عليه السلام عندما تشاجر رجلان، أحدهما من مستضعفي بني إسرائيل والآخر من مستكبري آل فرعون.
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

وكيف أن موسى وجد نفسه مجبولًا على أن يقف بحزم مع الرجل المستضعف، وهو ما أشار إليه الشهيد القائد بقوله في ملزمة مسؤولية طلاب العلوم الدينية، متحدثًا عن نبي الله موسى عليه السلام:

(موقف عظيم، ليس موقفًا من يبحث عن المبررات، عن التبريرات الشرعية، عن حِيَل شرعية، عن وجه شرعي للقعود، للجلوس، للسكوت عما يرى، لإغماض عينيه عما يناله الآخرون من الظلم والاضطهاد. لا.. ولم يندم على ما صنع، بل عدّها نعمة كبرى عليه من الله أن اهتدى إلى أن يتخذ مواقف، مواقف حق {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}. أصبح وليًا من أولياء الله، وهو قبل النبوة، قال هذه العبارة قبل النبوة. متى جاءته النبوة؟ عندما عاد من الشام وهو في طريقه إلى مصر، جاءته النبوة.

الأمر ذاته يتضح لنا بجلاء تجاه ما تعانيه اليوم أمتنا الإسلامية من ذلة وهوان تجاه عدو مستكبر ومتغطرس، عاث في الأرض فسادًا وأهلك الحرث والنسل دون رادع أو ضمير. ولعل ما يتعرض له اليوم الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، منذ ما يقارب العام ونيف، من فظائع وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، لهو أكبر دليل وبرهان على هذه الواقعة التي وقف تجاهها المسلمون عكس الموقف الذي وقفه نبي الله موسى عليه السلام، إذ أنهم وقفوا موقف القاعد الساكت الذليل والمهان، وتجاهلوا موقف نبي الله موسى، مخترعين لهم في سبيل ذلك ومن أجل إقناع أنفسهم وجهلتهم الحيل والأباطيل التي تجيز لهم قعودهم وتخاذلهم عن نصرة الحق مهما كانت وبلغت قوة الباطل.

وعلى نقيض موقف أغلبية الأمة الإسلامية، شعوبًا أو أنظمة، نجد يمن الإيمان والحكمة، شعبًا ودولة، هو الطرف الوحيد الذي اتخذ موقف موسى منهجًا ربانيًا سليمًا، حيث وقف وما يزال يقف إلى اليوم مع المجاهدين المستضعفين في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، دون أن تتمالكه أي خشية أو خوف من فرعون اليوم الذي يتجسد واضحًا في الشيطان الأكبر أمريكا - أبرز حليف للعدو الإسرائيلي - ناهيك عن كونها القوة العظمى الأولى في العالم. ففي الوقت الذي ابتلع فيه الجميع ألسنتهم، نجد اليمن ماردًا ماثلًا وثابتًا على موقفه في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان، ولسان حاله يخاطب الفلسطينيين في غزة: أنتم لستم وحدكم، نحن معكم حتى تحقيق النصر، ونحن بعون الله وتأييده سنقضي على هذا السرطان الفرعوني الخبيث، معتمدين على قوة الله وحده، كيف لا وهو القائل: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 249). وهنا نسأل أنفسنا: لماذا اتجه اليمن نصرةً لإخوانه في فلسطين سبيلًا ربانيًا له؟ والإجابة بالطبع لأنه ارتبط بالله، راميًا بكل أعراف العالم وسياسته القذرة والمتلونة بحسب المصالح والأهواء عرض الحائط، وهذا بالضبط ما ذكره الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في نفس الملزمة، وذلك في سياق حديثه أيضًا عن موقف موسى العظيم بقوله:

لكنه ليس في حالة النادم؟ هو في حالة المرتاح لما هو عليه باعتباره موقفًا صحيحًا، وحالة من هو مرتبط بالله، يعلم أن ما لدى مولاه هو أكثر مما فاته لدى الآخرين. أن يرتبط بالله هو أفضل وخير له من أن يرتبط بفرعون ومقام فرعون ونعيم فرعون. وثقته العظيمة لا ترتبط بالشكليات أمام عينيه: هناك قصور وهناك نعيم. ثقته بالله - وإن كان في أمس الحاجة إلى أبسط الأشياء - لا تتضعضع {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.

النهاية الحتمية التي وعد بها الله:

يقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) متسائلًا: "ما الذي حصل؟ ألم ينته جبروت فرعون وهامان على يد موسى؟ ألم يرَ أولئك المستضعفون فرعون وقومه في أعماق البحر؟ هذه رعاية إلهية تكون لأوليائه، ومثل يضربه الله للسائرين على هديه".

وهنا وأمام ما أنتجته مواقف موسى، سواء موقفه مع الرجل المستضعف أو مواقفه الأخرى التي لا مجال لذكرها خشية التطويل، نجد أن النتيجة كانت كما ذكرها الشهيد القائد هي انتصار المستضعفين على فرعون وجنوده ونهايتهم بغرقهم في أعماق البحر الأحمر. فهل من مدكر؟

 

قوائم التشغيل
خطابات القائد