-
العنوان:14 مارس خلال 9 أعوام.. 11 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:محافظات | 14 مارس | المسيرة نت: المسيرة نت: منصور البكالي: تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يوم الرابع عشر من مارس خلال الأعوام: 2017م، و2018م، و2020م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية،
-
التصنيفات:محلي العدوان السعودي الأمريكي
-
كلمات مفتاحية:
بغاراتِه الجوية المباشرة، وأسلحته المحرمة دولياً، وقصف مرتزقته، على منازل المدنيين وخيام النازحين والبدو الرحل، ومصنع ثلج، في محافظتي، صعدة والحديدة.
أسفرت عن 5 شهداء، و6 جرحى جلهم أطفال ونساء، ومفاقمة الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وتضرر المنازل واحتراق الخيام، والممتلكات، ونفوق عشرات المواشي، وتلويث البيئة والمزارع والمراعي بالقنابل العنقودية، وخسائر مادية ومالية، وحرمان عشرات الأسر من مصادر عيشها، وانتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
14 مارس 2017.. 8 شهداء وجرحى بغارات عنقودية للعدوان السعودي الأمريكي تُحوِّل مخيم البدو الرحل إلى مقبرة جماعية وتنتهك القانون الدولي تحت تراب صعدة:
في منتصف ليل الرابع عشر من مارس 2017م، لم تكن سماء منطقة الركوة بمديرية شداء في صعدة، تحمل سوى نجومٍ يتيمةٍ وأصواتٍ خافتةٍ لأطفالٍ يتساءلون متى سينتهي البرد، علنا ننام بهناء، لم يعلموا أن "البرد" الذي سيأتي سيكون من نوع آخر: قنابل عنقودية أطلقتها طائرات العدوان السعودي الأمريكي، على مخيمات البدو الرحل، أدت إلى 3 شهداء و5 جرحى بينهم أطفال ونساء، ونفوق عشرات المواشي والبهائم، وأحرقت الأخضر واليابس، وأفقدت أسر الضحايا الأمل في البقاء قرب المراعي والمياه، وإضافة جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن.
من "مخيم البدو الرحل" إلى "حقول الموت المُزروعة بالحديد": جريمة مزدوجة، "كنا نعتقد أن الخيام البالية ستكون درعاً من القصف.. لكنهم حتى هذا الأمل سرقوه"، تقول أم أحد الشهداء، إحدى الناجيات، بينما تشير إلى حذاء طفلٍ علق على غصن شجرةٍ محترقة، القنابل العنقودية، المحظورة دولياً بموجب "اتفاقية أوسلو 2008"، لم تسقط فقط لتقتل في اللحظة، بل زرعت مئات "القنابل الصغيرة" غير المنفجرة بين خيام النازحين وحقول الزراعة المجاورة، والمراعي، اليوم، صار المزارعون يخشون حرث أرضهم، والأطفال يلهون بـ"ألعاب" قد تنفجر في أية لحظة.
يقول أحد البدو الرحل: "كنا راقدين في خيامنا أسفل وادي الركوة تحت الجبل الأسود، استهدفنا طيران العدوان نصف الليل، واستشهدت أمي وبنتي وابني، نساء، وجرح 5 بينهم أطفال، ونفقت مواشينا، أغنام وبهائم وإبل، نقول للعدوان ما قدرت غير على بدوي رحال في الجبال والوديان، ما أحنا معسكرات ولا مصانع أسلحة ولا حتى مقرات حكومية، ما ذنبنا ، هذه مبازي أطفال عليها دمائهم، وهذه لعبهم، وهذه بقية ملابسهم وأثاثهم، ملطخة بالدماء، والأشلاء، وين المجتمع الدولي, وين الضير الإنساني؟ حتى كتاب الله القرآن الكريم ما سلم من غاراتكم، مزقتموه بقصفكم أين تسرحون من عذاب الله".
الانتهاك الثلاثي: قتل البشر، تسميم الأرض، تجويع الأحياء
الجريمة لم تتوقف عند سقوط الشهداء والجرحى، بل امتدت إلى تدمير البيئة التي يعتمد عليها البدو الرحل للبقاء أحياء، تقريرٌ ميدانيٌ أعدته منظمة محلية كشف أن المواد الكيميائية في القنابل تسببت في تلويث 20% من الأراضي الزراعية في المنطقة، ما يهدد بكارثة مجاعة في محافظةٍ تعتمد على الزراعة "هذه جريمة حرب مكتملة الأركان: استهداف مدنيين، استخدام أسلحة محظورة، تدمير مصادر الغذاء"، يقول محامٍ يمني متخصص في القانون الدولي.
رغم أن "القانون الدولي الإنساني" يمنع صراحةً استهداف المناطق المدنية واستخدام الأسلحة العنقودية، إلا أن تقارير الأمم المتحدة حول الجريمة اكتفت بـ"التعبير عن القلق"، دون إشارةٍ إلى المسؤولين عنها، المفارقة الكارثية أن المخيمَ كان مُسجلاً لدى المنظمات الدولية كمنطقة مدنية محمية، لكن العدوان أعلن في وسائله الإعلامية أنه استهدف مخازن مصانع أسلحة!
بين أكياس الطحين المُتبرع بها والمياه الملوثة بشظايا القنابل، يحاول الناجون إعادة بناء حياتهم، فاطمة، إحدى الجرحى، ترفع ذراعها المبتورة بمرارة: "أليس من العار أن تُقتل أبرياء بقنابلَ صنعتها دولٌ تزعم أنها تحترم حقوق الإنسان؟". السؤال يتردد في أروقة مستشفيات ميدانية مُدمَّرة، حيث يعالج الأطباء الجروحَ بأدوية ومستلزمات غير كافية.
الضحايا: شهود صامتون
اليوم، بعد سبع سنوات من الجريمة، ما زالت "الركوة" تشهد شهداء وضحايا وجرحى كل شهر بسبب القنابل العنقودية غير المنفجرة، الأخطر أن الأمم المتحدة صنفت اليمن كأكثر دولةٍ ملوثةٍ بهذه الأسلحة عالمياً، مع وجود 1.2 مليون قنبلة صغيرة منتشرة كالألغام، "العدوان لم يقتل أبناءنا فحسب، بل قتل مستقبل أجيالٍ قادمة"، يقول أحد المواطنين، بينما يُشير إلى طفلٍ أعمى يتيم، استشهدت أسرته بكاملها بغارات العدوان العنقودية، ويعيش الآن على فتات المساعدات.
هل يُصلح "الضمير العالمي" ما أفسدته القنابل؟
في الوقت الذي تُنظف فيه دولٌ كبرى أراضيها من مخلفات الحروب العالمية منذ قرن، يُترك اليمنيون يواجهون الموتَ البطيء وحدهم، السخرية الأقسى أن بعض الدول المُوقّعة على "اتفاقية حظر الأسلحة العنقودية" هي نفسها مَن تزوّد السعودية والإمارات بها، اليوم، بينما تُزهق الأرواح في صعدة، تُختتم في إحدى العواصم الغربية جلسةُ مجلس الأمن ببيانٍ يدعو لـ "ضبط النفس"، كأن الضحايا مجرد أرقامٍ في لعبة دبلوماسية لا تنتهي.
الآن بعد أن صار الموتُ تراباً وشتاءً قاسياً، يتساءل الناجون: هل سيبقى العالمُ يغسل يديه بدماء اليمنيين، أم أن شظيةً ما ستُنير ظلامَ القوانين الدولية التي صارت –في عيونهم– حبراً على ورقٍ أغلى من دمائهم؟!
14 مارس 2018.. استشهاد طفل بقصف صاروخي مدفعي على منازل المواطنين بصعدة:
في قريةٍ حدودية بمديرية شداء الحدودية، بمحافظة صعدة، حيث تُلامس الجبالُ السماءَ وكأنها تحاول الهربَ من وحشية العدوان، كان طفل يلعبُ بدميته المصنوعة من علبةٍ فارغة، يُقلد بها صوتَ طائرةٍ ورقية كان يحلم أن يطير بها يوماً، بجوار خيمته البدوية، وهو لا يعرف أن قصفاً صاروخياً للعدوان السعودي الأمريكي سيباغته وينهي فرحته ويحول لحظاته إلى جحيم، وتحرم أمه من حياته، وتزهق روحه البريئة دون ذنب.
مع أول قذائف المدفعية والصواريخ السعودية التي استهدفت منازلَ المنطقة وخيام البدور الرحل في 14 مارس 2018م، تلاشت واحترقت أركان خيمة عائلة الطفل الشهيد، فدفنته تحت خرق قماش بالية، نُقل الطفلُ وهو يُمسك بدميته الملطخة بالدماء إلى مستوصفٍ ميداني، لكن الأطباءَ لم يجدوا سوى دقاتٍ قلبه الأخيرة يُرافقها صمتٌ مُطبق، تقول أمه، وهي تُلملم ثيابه الممزقة: "كان طفلي يرعي الأغنام ويساعدني في بعض الأعمال المنزلية فأبوه وأخوه الأكبر استشهدا في قصف سابق قبل عام، أنه عدوان لا يرحم أحداً".
المنطقة التي شهدت الجريمة ليست سوى حلقةٍ في سلسلةٍ طويلة من استهداف المدنيين في صعدة، المحافظة التي تُعتبر الأكثر تضرراً منذ تصاعد العدوان السعودي الأمريكي عام 2015م، فالقصفُ المزدوج (صاروخي ومدفعي) لم يدمر منازلَ العائلات فقط، بل مزّق نسيجَ حياةٍ بأكملها، "زرعنا الأرض قبل أسبوع، والآن نحصد جثث أطفالنا"، يقول أحد الناجين بلهجةٍ يغلب عليها اليأس، بينما يشير إلى حقلٍ قريبٍ تحوّل إلى فوهةٍ مليئة بشظايا السلاح، ونزع منه الزرع لتدفن جثامين الشهداء الضحايا.
رغم جولات عدة من المفاوضات، وتغيير 4 مبعوثين أممين إلى اليمن، لا تزال صعدة تُدفن ضحاياها تحت سمع المجتمع الدولي، وكل صاروخ يُطلق هنا يكتب رسالةً للعالم: اليمنيون لا يستحقون حتى حقّهم في الخوف"، يعلق ناشط حقوقي بينما يُسجل أسماء الضحايا في دفترٍ بالٍ.
تقول أم الطفل الجريح: "نحن في خلاء معنا غنم ودواب وبقر نعتمد على الزراعة، استهدفنا العدوان دون أي ذنب، لا عندنا سلاح ولا حتى بيت معنا، خيام بدو رحل نتنقل حيث وجد الماء والمرعى".
اليوم، تحمل أم علي دميته كأنها جثمانٌ صغير، تسير بها في طرقات القرية المهجورة، ومخيمات النزوح، وفي المزارع والمراعي، كأنها تبحث عن عدالةٍ لن تجدها، في حين تُحاول منظمات إغاثة إيصال مساعداتٍ طبيةٍ عبر ممراتٍ جبليةٍ وعرة، خوفاً من استهداف طيران العدوان "حتى الجبالُ لم تعد آمنة"، يقول سائق شاحنة إغاثة، بينما يُفرغ صناديقَ أدويةٍ منتهية الصلاحية، قدمتها بعض المنظمات الفاسدة، وعلب زيت مقربة، وأكياس قمح بها دود وحشرات لأن الحصار يُحاصر حتى الأمل، فيدفع بالمنظمات الجاسوسية لتدفع الفتات وتسرق المعلومات وتقدم الإحداثيات، ليستمر العدوان في إبادة الشعب، وارتكاب جرائم حرب دون عقوبات أو محاسبة لمجرمي الحرب.
عندما يصير الموتُ جزءاً من المنهج الدراسي
في مدرسة شدا الابتدائية، حيث كان علي يُدرس قبل أشهر، يجلس أقرانه اليوم على مقاعد مهشمة، يُحاولون كتابة واجباتهم بينما يدوّي صوت القصف في الأفق، على سبورة الفصل، لا تزال رسومٌ لطيورٍ وزهورٍ يرسمها الأطفالُ قبل إخلاء المدرسة، لكن تحت الرسوم، كُتب بعفويةٍ طفولية: "متى تنتهي الحرب يا معلم؟ أم أننا سنموت كلنا قبل الإجازة؟".
السؤال نفسه يتكرر في كل زاوية من صعدة، لكن الإجابةَ تختفي خلف سحابة دخانٍ أسود تُغطي سماء اليمن منذ سنوات، فهل يحتاج العالمُ إلى مزيدٍ من "عائلات" تُزهق أرواحها البريئة كي يفيق من صمته؟ أم أن دماء اليمنيين صارت أرخصَ من وقود الطائرات التي تقصفهم؟
14 مارس 2020.. دماء وثلوج محترقة.. جرائم "العدوان وخروقاته تُحوِّل الحياة اليومية إلى كوابيس في الحديدة
في يومٍ لم يختلف عن سابقه إلا بمزيد من الدخان الأسود الذي يلف سماء الحديدة، والخروقات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، وجرائم حرب جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومرتزقتهم، كانت الحياة تُحاول أن تستيقظ يوم الرابع عشر من مارس 2020م، بين ركام المنازل المدمرة، حتى جاءت قذائفُ مدفعية الغزاة على منزل المواطن جنيد النهاري في منطقة مسلب بمديرية التحيتا أسفرت عن جرح طفل، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف مصنع المقرمي للثلج في منطقة كيلو 16، خلف دماراً واسعاً وخسائر بالملايين وحرمان عشرات الأسر من مصادر عيشها، معلنة أن الحرب لا تعرف سوى لغة الدمار والمعاناة.
طفل جريح تحت ركام منزل مدمر
في منطقة "مسلب" بمديرية التحيتا، حيث تُحاول الأسر الفقيرة أن تُمسك ببقايا كرامة العيش، استهدفت مدفعيةُ التحالف منزل المواطن محمد جنيد نهاري، انهار السقفُ فوق رأس طفله الذي لم يتجاوز العاشرة، بينما كان يُمسك بكتابه المدرسي محاولاً إنهاء واجباته قبل غروب الشمس، نجا الصبيُ بأعجوبة، لكن جسده النحيل تحول إلى لوحةٍ من الجروح والكسور، بينما ارتسمت في عينيه صورةُ اللحظة التي اختلط فيها غبار الجدران بصراخ أمه.
"الكتاب كان مفتوحاً على درس الجغرافيا.. ربما لو قرأ عن بلادٍ أخرى لَعرفَ لماذا يدفع ثمن حربٍ لا يعرفها"، يقول جارٌ للمنزل المُدمر، بينما يُشير إلى حذاء الطفل المعلق على شجرةٍ قريبة، كأنه شاهدٌ على عبثية العدوان وجرمه.
يقول أحد المواطنين : "دائماً يعاني أبناء الحديدة من الخروقات المستمرة ، والقصف المتواصل على منازلهم، والأحياء المكتظة بالمدنيين، هذا عدوان غاشم، ومن يقف معهم عميل لا فيه دين ولا وطنية، ولا إنسانية".
مصنع الثلج: حين تتحول ضرورات الحياة إلى أهداف عسكرية
على بعد كيلومترات من الجريمة الأولى، كانت قذائفٌ أخرى تُهاجم مصنع "المقرمى" للثلج في منطقة كيلو16، ليسقطَ المبنى الذي كان يُمثِّل شريان حياةٍ لمئات الأسر، هنا، حيث يُنتج الثلجُ الذي يحفظُ قوتَ الفقراء وأدويتَهم في ظل انهيار الخدمات، تحولت الآلاتُ إلى حديدٍ ملتوٍ، والثلوجُ إلى بركٍ من الدماء والماء الملوث.
"كنا نأتي هنا لنحصل على ثلجٍ مجاني للمرضى وكبار السن.. الآن حتى هذه الإنسانية البسيطة صارت جريمة في عيون العدوان ومرتزقته"، تقول إحدى المتطوعات في جمعية محلية، بينما تُحاول انتشالَ ما تبقى من الثلج الذائب.
خلف الجريمة: انتهاكات متكررة واتفاقيات مُغيّبة
الحُديدة، المدينة التي يفترض أن تكون "منطقة وقف فيها إطلاق النار" وفق اتفاق ستوكهولم، تشهد تصعيداً عسكرياً من طرف واحد يُحوِّل كل شيءٍ إلى هدف: منازل، أسواق، مدارس، وحتى مصانع الثلج، فالهجومُ المزدوج ليس سوى حلقةٍ في مسلسل انتهاكاتٍ وخروقات وجرائم حرب سجلتها منظمات حقوقية بلغت 43 خرقاً لوقف إطلاق النار خلال شهرٍ واحد.
"العدوان يريد تجويعنا وقتل أي أملٍ في الحياة.. حتى مصنع الثلج لم يسلم من أسلحتهم"، يقول مدير مستشفى ميداني، بينما يستقبل الجرحى، والمرضى، الذين لم يجدوا مكاناً في غرف الطوارئ المزدحمة.
السؤال الذي يغلي تحت الرماد: أين العالم؟
رغم مرور ست سنوات على العدوان الغاشم على اليمن، لا تزال الأمم المتحدة تتعامل مع جرائم الحديدة بخطاباتٍ رقيقةٍ تُدين "جميع الأطراف"، بينما تُسجل تقارير محايدة أن الضحايا المدنيين سقطوا بقصف العدوان وأدواته، اليوم، يموت اليمنيون مرتين: مرة تحت القذائف، ومرة تحت صمتٍ دوليٍ يُكافئ الجناةَ على جرائمهم.
في الخيمة المؤقتة التي نزح إليها محمد جنيد مع أسرته، يجلس الطفل المصاب يُحدّق في صورةٍ لبيته القديم، بينما تُحاول أمه إيقاف نزيف جرحه بقطعة قماشٍ ممزقة، هنا، حيث لا ثلجَ يُخفف آلام الجرحى، ولا غوثَ دولي يُنقذ المحاصرين، يُكرر اليمنيون السؤالَ الأبدي: كم قصيةً يجب أن تُحرق في الحديدة كي تُضاء شمعةٌ واحدةٌ في أروقة الأمم المتحدة؟
14 مارس 2021.. تحت الخيام طفل يُصارع الحياة وأم تُدفن تحت صمت العالم بقصف العدوان على النازحين في الحديدة:
في خيمةٍ من قماشٍ بال، حيث تُنازع الريحُ أشلاءَ الأمل المتبقي، كانت "أم ياسر" تُهدهد طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات بين ذراعيها، تُناغيه بأغنيةٍ حَمَلَتْها من قريتها التي هُجِّرت منها قبل سنوات، كانت تحلم بأن تَرُدَّ لهُ جزءاً من طفولةٍ سلبها العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقتهم، حتى جاءت صافرةُ الموت فجأةً، لتحوِّل مخيم "الربصة" للنازحين في الحُوك إلى جحيمٍ مفتوح، في جريمة حرب جديدة، تضاف إلى سجل جرائم وخروقات العدوان ومرتزقتهم.
كانت الساعة تشير إلى العصر من اليوم الرابع عشر من مارس عام 2021م، حين انفجر صمت السماء بطلقاتٍ وصواريخَ أطلقتها طائراتُ العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي"، وفقاً لشهود عيان، سقطت القذيفةُ على خيمة العائلة، فحولتها إلى ركامٍ مُشتعل، انهارت "أم ياسر" فوق جسد طفلها، تحاول بحِب الأمومة أن تحميه من شظايا الموت، نجا الصغير بجروحٍ بالغةٍ أكلت لحمَهُ الصغير، بينما استشهدت الأم ، تاركةً خلفها حكايةً لم تُكْتَب نهايتها بعد.
"كانت تُمسك بيده وتضحك معه قبل دقائق.. الآن هي جثةٌ هامدة وهو ينزف دون أن يفهم لماذا تخلت عنه يدُها الدافئة"، يقول أبو محمد، جار العائلة، بصوتٍ مُثقَلٍ بالغضب والدموع. حوله، تتحول المخيمات إلى مسرحٍ للرعب: أطفالٌ يصرخون، نساءٌ يبحثن عن أحبائهن تحت الأنقاض، ورجالٌ يحفرون بأيديهم العارية لإنقاذ من تبقى.
هنا وسط مكان يكتظ بالنازحين تعالت صرخاتهم وبكائهم وهلع أطفالهم ونسائهم، تقول إحدى النازحات الناجيات: "نحن نازحين من مدينة حرض، وكانت زوجة أخو زوجي في الخيمة التي تبعد عنا بعض الأمتار، قصفهم طيران العدوان، ومعها 6 أطفال، سمعنا القصف هرعنا إلى المكان، كان طفلها الذي في صدرها جريحاً وهي استشهدت على الفور، الشظايا في ظهرها، يا الله سلم من عيالها 5، الله يرحمها، والله يضر العدوان، كم جهدنا ننزح كل يوم ننزح، أين العالم ؟ أين الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان"؟
الحُديدة، المدينة التي يفترض أن تكون "منطقة سلام" بموجب اتفاق ستوكهولم، تتحول إلى ساحةٍ لمجزرةٍ تتكرر تحت سمع العالم وبصره، فالقصفُ الذي استهدف مخيمات النازحين ليس الأولَ من نوعه، بل حلقةٌ في سلسلة انتهاكاتٍ يُرتكب معظمها دون محاسبة، "اتفاق وقف إطلاق النار مجرد حبر على ورق"، يقول ناشط محلي، بينما تُجمّع منظمات حقوقية تقاريرَ عن 17 خرقاً للاتفاق خلال أسبوعٍ واحد.
اليوم، يُصارع طفلٌ صغير ذو 8 أشهر الموتَ في مستشفى مكتظٍ بضحايا لا ذنب لهم إلا أنهم وُلدوا في جغرافيا الحرب. أمه، التي حملتهُ على ظهرها عبر رحلة النزوح الطويلة، ترقد في ثلاجة الموتى بملابسها الممزقة، تنتظر قبوراً مؤقتةً ستُطوي اسمها كما تُطوي الشعوبُ ذكراها.
وفي خلفية الجريمة المأساوية، يستمر صمتٌ دوليٌّ مُريب؛ فالأمم المتحدة، التي تدير أكبر عملية إغاثة في اليمن، تكتفي بـ"الإدانات الضعيفة"، بينما تُحلّق طائراتُ التحالف في سماء الحديدة كأنها تستهزئ بكل مواثيق حقوق الإنسان، "العالم ينظر إلينا كأرقامٍ في تقارير، لا كبشرٍ يُذبحون كل يوم"، تقول مُمرضة في المستشفى الميداني، بينما تحاول إيقاف نزيف طفلٍ آخر.
اليوم، لم يعد النازحون يخشون الموتَ بقدر ما يخشون أن تموت قصصهم في صمت التاريخ؛ فدم "أم ياسر" الذي تلون رمالَ الربصة ليس سوى فصلٍ من سفر المعاناة الذي يكتبه اليمنيون كل يوم، والسؤال الذي يبقى معلقاً كالدخان الأسود فوق الخيام: كم من الأمهات يجب أن تُدفن مع أحلامها قبل أن يستفيق الضمير العالمي؟ اليوم استشهدت الأم سلمى وجرح طفلها وبقي 5 من أطفالها أيتاماً، وبقي الصمت الدولي الذي يتجاوز كل الأعراف والمواثيق.

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية 03 ذو القعدة 1446هـ 01 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 26 شوال 1446هـ 24 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على #غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 19 شوال 1446هـ 17 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان على غزة وآخر المستجدات الإقليمية والدولية 12 شوال 1446هـ 10 أبريل 2025م

شاهد | لقاء لقبائل جهران في ذمار براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاء لقبائل بني الضبيبي في ريمة براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاءات قبلية في صعدة للبراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م