• العنوان:
    12 يناير خلال 9 أعوام.. أكثر من 50 شهيداً وجريحاً وتدمير للممتلكات والبنى التحتية في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| 12 يناير| منصور البكالي| المسيرة نت: أمعن العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم الثاني عشر من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2019م، و2022م، في ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، بغاراتِه الوحشيةِ، وقنابله العنقودية، وقصفه المدفعي، على المدنيين والأعيان المدنية في مناطق متفرقة بمحافظات، صنعاء، وصعدة، والجوف، والحديدة.
  • كلمات مفتاحية:

 

 ما أسفر عن 23 شهيداً، وأكثر من 25 جريحاً، غالبيتهم أطفال ونساء، وأم مع جنينها ونفوق عدداً من المواشي، وتدمير للمنازل والمحلات التجارية، ودور العبادة، ومنشآت سياحية، ومخازن، ومزارع، وخزانات مياه، ومضاعفة المعاناة، وتلويث البيئة وتفخيخ الحياة، بالأسلحة المحرمة دولياً، وحرمان مئات الأسر من ممتلكاتها ومأويها، ومصادر دخلها، واستهداف الاقتصاد اليمني، ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية.

 

    وفيما يلي أبرز التفاصيل:

 

  12 يناير 2016.. شهيدة و4 جريحات بغارات عدوانية على منازل المواطنين بصعدة:

في أعماق جبال صعدة الشامخة، حيث تتراقص سحب التاريخ على قممها الخضراء، تتعالى صرخات ألمٍ مدوية، وصراخ أطفال يبحثون عن دفء أمهاتهم؛ ففي يومٍ كسائر الأيام، تحولت سماء صعدة إلى ساحة حرب، حينما باغت طيران العدوان الأمريكي السعودي المدنيين العزل في منازلهم.

رازح: شهيدة و4 جريحات

 في الثاني عشر من يناير عام 2016م، سطعت شمس يوم جديد على قرى صعدة، لتغرب سريعًا خلف سحابة من الدخان الأسود، وصرخات استنجادٍ تقطع صمت الصباح، ففي ذلك اليوم المشؤوم، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي الغاشم منطقتي بني القم والشوارق بمديرية رازح، ما أسفر عن استشهاد امرأة، وإصابة أربع أخريات بجروح بالغة، فضلاً عن تدمير ممتلكات المواطنين وتشريد العائلات.

يقول أحد الأهالي: " أمس الليل الساعة الرابعة فجراً ونحن نيام، ضربنا العدوان السعودي ب 3 غارات، على المنزل والمزرعة والسيارة، وبركة الماء كانت ملان ماء للمواطنين يسقون منها مواشيهم، ودمر كل شيء أرعب النساء والأطفال، ونساء كن يعدين الصبوح في المطبخ دفنهن أحياء، والبقر والأغنام تحت الإنقاض إلى الأن".

لم تقتصر جرائم العدوان على هذه المنطقة المنكوبة، بل امتدت إلى مديرية ساقين، حيث شنت غارتين جويتين على منطقة الشعف، زادت من معاناة السكان وزرعت الرعب في قلوبهم.

تخيلوا لحظة سقوط القنابل على تلك المنازل المتواضعة، وكيف هرب الأطفال مذعورين، والنساء يصرخن طلبًا للمساعدة، تخيلوا الدمار الذي حلّ بالمنازل، وتشريد العائلات من ديارهم، وفقدانهم لأحبائهم.

الآثار النفسية والإنسانية: إن ما يحدث في صعدة يتجاوز حدود الكارثة الإنسانية، ليصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، فالأطفال الذين شهدوا هذا المجزرة المروعة سيعانون من آثار نفسية عميقة، قد تؤثر على مستقبلهم، والنساء اللاتي فقدن أزواجهن وأبنائهن سيحملن أعباء الحياة بمفردهن.

هذه الجريمة ومثيلاتها تناشد العالم أجمع، والمنظمات الدولية، إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، وإدانة هذه الإبادة ضد الإنسانية والضغط على دول العدوان لوقف اعتداءاتها على المدنيين الأبرياء.

 صعدة وغيرها من المحافظات اليمنية، اليوم تحمل في ثناياها قصة حزن، وقصة صمود، وقصة تحدٍ، فبالرغم من كل ما يتعرض له الشعب اليمني من ويلات الحرب، إلا أنه يظل متمسكًا بأرضه، وبعروبته، وبهويته.

 

 

  12 يناير 2016.. 32 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على حمام جارف ومخزن كمران بصنعاء:

في يومٍ مشؤوم، تحولت سماء صنعاء الصافية إلى سرادق من الدخان الأسود، وحولت دماء الأبرياء ترابها الطاهر إلى بحرٍ أحمر، كان ذلك في الثاني عشر من يناير عام 2016م، حين ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جريمتي حرب هزتا ضمير الإنسانية، الأولى بغارات مباشرة دمرت حمام جارف الطبيعي وما جاوره من منازل المواطنين في مديرية بلاد الروس، محافظة صنعاء، خلفت مجزرة مروعة وإبادة جماعية، راح ضحيتها 14 شهيداً، و18 جريحاً، والثانية بقصف مخزن شركة كمران بمديرية الوحدة أمانه العاصمة، أسفرت عن خسائر مادية في الممتلكات، وترويع الأهالي.

 

حمام جارف: إبادة جماعية لـ 32 شهيداً وجريحاً بينهم أطفال ونساء

في مديرية بلاد الروس، مديرية سنحان، كان حمام جارف قبلة سياحية للمواطنين الزوار من مختلف المناطق والمجاورة، يتحممون بمياهها الطبيعية، ويستمتعون ببيئتها الخلابة، ويقضون وقتاً ممتعناً مع أطفالهم وعوائلهم، وفي لحظة أصوات انفجارات الغارات الصارخة مزقت هدوء المكان، وخلفت وراءها مشهداً مأساوياً لا يُنسى، جثث ممزقة لأطفال ونساء، وأشلاء بشرية مبعثرة في كل مكان، ودماء تسيل على الأرض كالأنهار، لم يسلم أحد من هذه الغارات العشوائية الغادر، فقد استهدف العدوان بلا تمييز كل من وجد في طريقه.

سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الجريمة، محملة بجثث الشهداء وجرحى يتألمون، فيما ارتفعت صرخات الأمهات الحائرات على أطفالهن، ودموع الأبناء الذين فقدوا عائلاتهم، مشاهد مؤلمة هزت قلوب كل من شاهدها، وكشفت عن وحشية لا حدود لها.

مواكب التشييع جابت شوارع صنعاء حاملة جثامين الشهداء، وسط هتافات الغضب والاستنكار، بكى الأطفال والنساء على فراق أحبائهم، وتساءلوا: ما ذنب هؤلاء الأطفال الرضع الذين لم يعرفوا الحياة سوى القصف والدمار؟

في لحظات ما قبل الغارات، كانت الأسر اليمنية تعيش حياتها اليومية البسيطة، تحلم بمستقبل أفضل لأبنائها، ولكن أحلامهم تحطمت في لحظة، عندما هطلت عليهم غارات الموت، أما بعد الغارات، فلم يعد هناك شيء كما كان، البيوت دمرت، والأحلام تبخرت، والحياة تحولت إلى جحيم.

هذه الجريمة البشعة تركت آثاراً عميقة في نفوس اليمنيين، فلم يعد أحد يشعر بالأمان، ولا يستطيع أن ينعم بليل هادئ. الأطفال يعانون من الكوابيس، والنساء يعشن في حالة من الخوف والرعب، والرجال يحاولون جاهدين توفير لقمة العيش لأسرهم في ظل هذه الظروف الصعبة.

يقول أحد شهود العيان: "طيران العدوان أستهدف المسجد والحمام الذي يخرج منه ماء طبيعي للاستشفاء، وبجوارها منازل متواضعة لأسر فقيرة، ضربوا الناس وهم مصليين، ويتحمموا هم وأطفالهم وكبار السن، ومرضى فيهم ورم أو التهابات جلدية، قدموا للعلاج، فحولهم إلى أشلاء، هذه الأفعال الإجرامية لا تنتمي للحروب فلها أصول".

بدورة يقول أحد أقارب الضحايا:" في الحقيقة هؤلاء أخوتي من أسرة آل ضمح بشكل كامل، نزلوا يتعالجوا، في الحمام العلاجي، فحصلت الغارة الأولى ثم الثانية والثالثة على المسجد، دخلوا إلى داخل المسجد مع الأطفال والنساء، وإلى حد الآن هم تحت الإنقاض، وهه أشلاء من لحومهم، ويقول العدوان مخازن سلاح مدري أيش من كذب وتظليل، وهذا بيت الله قطعهم فيه وأبادهم، وحرمهم من حقهم في الحياة، كتاب الله لم يسلم المصاحف ممزقة بين الدمار والدماء، أين الإنسانية، أين الدين؟ أين العروبة والإسلام؟".

إن جريمة حمام جارف ليست سوى جزء صغير من جرائم العدوان التي ارتكبت بحق الشعب اليمني، هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسوف يحاسب مرتكبوها عاجلاً أم آجلاً.

 

أمانة العاصمة: كمران تحت القصف 

 وفي سياق متصل، باليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة ثانية، مستهدفاً بغاراته مخزن شركة كمران بمديرية الوحدة، أمانة العاصمة صنعاء، أسفرت عن أضرار في المنازل المجاورة، وخسائر مالية ومادية في الممتلكات، ونزوح عشرات الأسر، وموجة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء،

يقول أحد الأهالي: "لم نكن نتوقع أن يصل بنا الحال إلى هذا الحد، كنا نعيش بسلام في منازلنا، وإذا بنا نستيقظ على أصوات الانفجارات المدوية لغارات العدوان على مخزن كمران المجاور لنا، خرجنا من بيوتنا مذعورين، لنرى الدمار والخراب الذي لحق بمنزلنا وبمخزن شركة كمران، فقدنا كل ما نملك، وأصبحنا بلا مأوى، الأطفال يبكون من الخوف، والنساء يصرخن، ولا نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نذهب".

بدورة يقول مواطن أخر: "هذا منزلنا جوار هنجر فيه بضائع وتوالف ومواد دعائية، مخزنة، فيه، وجاء طيران العدوان السعودي، وأستهدف المخزن، وسط حي سكني، ولطف الله بالمواطنين والحراس، وتضررت منازلنا، ونزحت الكثير من الأسر".

 كما خلفت غارات العدوان آثاراً نفسية، على السكان، كالأرق، والكوابيس، واضطرابات ما بعد الصدمة، وفقد الأطفال نومهم، وتحولت المنازل الآمنة إلى رعب وخوف وصراخ من كل نافذة.

 وآثار اقتصادية تقدر خسائرها بالملايين، لحقت بالشركة وبالمواطنين، وتأثير ذلك على الاقتصاد المحلي، في جريمة حرب تنتهك القانون الدولي الإنساني، فمن حمام جارف إلى كمران العدوان يستهدف المدنيين والبنية التحتية، وصنعاء تدفع ثمن الغارات، دمار وخراب في كل مكان.

 

 

  12 يناير 2017.. 7 شهداء وجريحان في إبادة جماعية لأسرة جماعي المشعشع بغارات العدوان على منزله بالحديدة:

 في يومٍ كأي يوم، كانت أسرة مشعشع تعيش في هدوء وسكينة بمنزلها في منطقة الجاح الأعلى بمديرية بيت الفقيه، لم يكن أحد يتوقع أن هذا اليوم سيغير مجرى حياتهم إلى الأبد، وأن دماء الأبرياء ستصبغ أرضهم الطاهرة، ففي الثاني عشر من يناير عام م2017، أضاف طيران العدوان الأمريكي السعودي جريمة جديدة بحق المدنيين الأبرياء، إلى سجل جرائمه، باستهدافه لمنزل الأسرة بشكل مباشر.

 قبل الغارة، كانت الحياة تسير على طبيعتها في منزل مشعشع، الأطفال يلعبون في باحة المنزل، والنساء مشغولات بأعمالهن المنزلية، يجهزن وجبهة الإفطار، والرجل المعيل يعمل بجد لتوفير لقمة العيش لعائلته، لم تكن هناك أي دلائل على أن مصيرهم سيحتم عليهم بهذه الطريقة المأساوية.

ولكن فجأة، هزت أصوات الانفجارات المدوية المنطقة، وتحولت السماء إلى سرادق من الدخان الأسود، انهار المنزل على رؤوس ساكنيه، وتحول إلى كومة من الأنقاض، والشظايا، والدماء، كانت المشاهد مروعة، جثث ممزقة لأطفال ونساء، وأشلاء بشرية مبعثرة في كل مكان، دماء الأبرياء كانت على كل محتويات المنزل وفي أيادي وملابس المنقذين، والأرض كانت ترتعش تحت أقدام الناجين.

هرع الجيران إلى مكان الحادث، يحاولون إنقاذ من يمكن إنقاذه، ولكن الكثير كان قد فات، فقد قضى معظم أفراد الأسرة نحبهم، كانت صرخات الأمهات الحائرات على أطفالهن تقطع الصمت، ودموع الأبناء الذين فقدوا عائلاتهم تسيل بحرًا.

والد الضحايا جماعي مشعشع وهو يبكي بصوت عالي، ودموع منهمرة، لم يستطيع الحديث ويكتفي بدعاء الله، قائلاً: "قتلوا أطفالي وعائلتي، بصاروخ طيران العدوان، وهم يصلحون فطور الصبوح، من يقول لهم أني بريء؟  ويختنق بالبكاء والنواح بشكل يقطع القلوب والأكباد".

التداعيات: تركت هذه الجريمة آثارًا عميقة في نفوس أهالي المنطقة؛ فقد انتشر الخوف والرعب بين السكان، وشعروا بالظلم والغضب، نزح العديد من الأسر عن منازلهم خوفًا من تكرار هذه المأساة، كما تعرضت المنطقة إلى أضرار مادية كبيرة، حيث دمرت العديد من المنازل والممتلكات.

على المستوى الإنساني، فقدت المنطقة العديد من أبنائها الأبرياء، وتحولت البيوت إلى مقابر، وعلى المستوى النفسي، يعاني الناجون من صدمات نفسية عميقة، مثل الأرق، والكوابيس، واضطرابات مزمنة، وطالت الحمام والأغنام، والحمير لم تسلم من الغارات، أما على المستوى القانوني، فإن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتعتبر جريمة حرب.

 إن استهداف منزل أسرة مشعشع هو جزء صغير من جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي، بحق الشعب اليمني، منذ 9 أعوام، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم، باقية في ذاكرة اليمنيين، وتدعو لمحاسبة مرتكبيها، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، ويجنب نفسه المشاركة في استمرار العدوان وجرائمه.

 

 

   12 يناير 2017.. جريمتا حرب لغارات العدوان وعنقودياته المحرمة تستهدف المدنيين والبنية التحتية بصعدة:

في يومٍ آخر من أيام الحُزن والدمار، استمر طيران العدوان السعودي الأمريكي، في ارتكاب جرائم الحرب البشعة بحق الشعب اليمني، مستهدفًا هذه المرة محافظة صعدة، الأولى في منطقة مران بمديرية حيدان، والثانية في القرى الحدودية في تهامة بمديرية الظاهر، مما أسفر عن استشهاد مدنيين وتدمير واسع للممتلكات، في جريمتي حرب جديدتين، يوم الثاني عشر من يناير عام 2017م.

  

 حيدان: شهيد وعدد من الجرحى وتدمير للممتلكات   

في منطقة مران بمديرية حيدان، شن طيران العدوان غارات جوية استهدفت بشكل مباشر المحلات التجارية والمنازل والممتلكات الخاصة للمواطنين، أسفر هذا الاعتداء الغاشم عن استشهاد مواطن وإصابة آخرين، وتسبب في دمار كبير في البنية التحتية للمدينة، حول العدوان حياة أهالي مران إلى جحيم، حيث فقدوا منازلهم ومصدر رزقهم، وأصبحوا بلا مأوى.

جثمان الشهيد ودماء الجرحى، وسيارات محترقة ومدمرة، ومحلات مدمرة، ومنازل، تعكس الصورة الوحشية للعدوان على اليمن".

يقول أحد الأهالي: " المواطن عبد الله صالح المطيري كان في بقالته، واستهدفه طيران العدوان وهو آمن، فاستشهد، ودمر سيارات المواطنين، وجرح عدداً من المواطنين، وأي سيارة تتحرك في مران يضربها الطيران على طول، وهذه جريمة مروعة، هذه جرائم سلمان الرجيم".

والد مطير يقول " أبن قتله العدوان وهو يطلب الله على أسرته، الله ينتقم منه بحق محمد وآل محمد، الله يعجل بزواله بحق محمد وآل محمد".

الظاهر: القنابل العنقودية تدمر الأرض والإنسان

 وفي جريمة أخرى، استهدف طيران العدوان القرى الحدودية في تهامة بمديرية الظاهر بقنابل عنقودية محرمة دوليًّا، هذه الأسلحة الفتاكة تقتل وتشوه الأبرياء لسنوات طويلة، وتترك آثارًا نفسية عميقة على الناجين.

تسببت هذه الغارات في دمار هائل في المنازل والمزارع، وتشريد العشرات من الأسر، كما أدت إلى تلوث الأراضي والمياه، مما يهدد حياة السكان وسبل عيشهم، وتقييد حركتهم، في المزارع والمراعي والطرقات السالكة بهم نحو دروب الحياة المختلفة.

يقول شاهد عيان: "طياران العدوان السعودي الأمريكي، يستهدف المواطنين وممتلكاتهم ومزارعهم والنساء والأطفال، بالقنابل العنقودية، نوع جديد أبو مروحة ومعلقة، ما قد شاهدناه من قبل، هذه أسلحة أمريكية إسرائيلية".

  هذه الجرائم البشعة تركت آثارًا عميقة على حياة المدنيين في صعدة، اسفرت عن نزح الآلاف من منازلهم، ودمرت ممتلكاتهم، ويعاني الناجون من صدمات نفسية وترقب دائم للغارات، وأصبحوا يعيشون في حالة من الخوف والرعب.

  إن استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن هو جريمة ضد الإنسانية، يجب على العالم أجمع أن يقف صفاً واحداً ضد هذه الجرائم، وأن يعمل على تحقيق السلام العادل والدائم في اليمن.

 

  12 يناير 2019.. الجوف تستغيث إثر غارات للعدوان تستهدف المدنيين والبنية التحتية في المتون:

في اليومٍ ذاته عام 2019م، استمر طيران العدوان السعودي الأمريكي، في ارتكاب جرائم الحرب البشعة بحق الشعب اليمني، مستهدفًا هذه المرة منازل ومزارع المدنيين الأبرياء، بمديرية المتون محافظة الجوف، بغارات هستيرية مباشرة، ما أسفر عن دمار هائل وخسائر فادحة في والممتلكات، وترويع للأطفال والنساء، وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مآويها ومزارعها، ما زاد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظل هذا العدوان الظالم.

 تركت هذه الغارات الآثمة، كغيرها، آثارًا بالغة السوء على حياة المدنيين في مديرية المتون، وفقد الكثيرون منازلهم ومصدر رزقهم، وأصبحوا بلا مأوى، وتدمير ركيزتي الحياة الآمنة المستقرة، ما أثر على حياتهم اليومية.

 يقول أحد المتضررين: "هذا خزان مياه المواطنين، استهدفه العدوان بعدد من الغارات، وحرم مئات الأسر في القرى المجاورة من شربة الماء النقية، وهذا هو الدمار الذي طال المنازل والممتلكات، حرم المواطنين من منازلهم، ومن مشروعهم، وهذا بقصف مدفعي، دون أي مبرر، ولا يوجد منها أي طلقة نار، ويقنصون النساء قنص، البعض منها ما تبعد من مواقع المرتزقة غير 100 متر، وهم يعلمون أنها امرأة"

مواطن آخر يقول: "65 % من المزارع تم تدميرها، واستهداف أبار المياه، والكثير من المنازل، والمحلات التجارية، والسيارات المارة على الخط العام، وهذا خلال 4 أعوام، والعدو مستمر في استهداف القرى بالمدفعية والصواريخ، وهذا بعد دحرهم حوالي 3 كم، وشرهم كبير على المواطنين".

 

 

 

  12 يناير 2019.. استشهاد امرأة حامل إثر قصف قوى العدوان على رازح الحدودية بصعدة:

في قلب جبال رازح، محافظة صعدة، حيث تتراقص السحب البيضاء على قممها الخضراء، كانت تعيش فاطمة، امرأة حامل، تحمل في أحشائها بشارة حياة جديدة، كانت أيامه تمضي في انتظار ذلك اليوم الذي ستحتضن فيه مولودها، ذلك الكائن الصغير الذي بات يشغل كل تفكيرها، كانت ترسم في خيالها ملامحه، وتختار له أسماء رنانة، وتحلم بمستقبله الزاهر.

كانت تتحدث إليه كثيراً، تخبره عن جمال الطبيعة حولها، عن حكايات الجدات، وعن أحلامها الكبيرة، كانت تتمنى أن يكون طبيباً شفيعاً للمرضى، أو مهندساً يبني وطنه، أو فلاحاً يزرع الأرض ويشبع الجياع، كانت ترى في بطنها مستقبلاً زاهراً، وأملاً جديداً.

ولكن العدوان كان له شأن آخر؛ ففي يوم 12 يناير 2019م، المشؤوم، بينما كانت فاطمة تستعد لليوم الجديد، قصف العدوان السعودي الأمريكي، منزلها، بقذائف مدفعية وصاروخية مميته، لم يكن هناك إنذار مسبق، ولا فرصة للهرب، في لحظة واحدة، تحولت أحلامها إلى كوابيس، وحياتها إلى ذكرى مؤلمة.

سقطت فاطمة أرضاً، وهي تمسك ببطنها، تحاول حماية جنينها، لكن الشظية أجهزت على حياتها وكانت أسرع، فارقت الحياة، تاركة خلفها زوجاً حزيناً، وأطفالاً يتامى، وأحلاماً تحولت إلى رماد.

كانت جنازتها مؤلمة، فقد شيعت وهي ملفوفة في كفن أبيض، وكأنها عروس ذهبت إلى قبرها، بكى عليها أهلها وأصدقاؤها، وتساءلوا: ما ذنب هذه المرأة الحامل، وهذه الروح التي لم تر النور؟ وأين هي الأمم المتحدة؟ والمتشدقين باسم الإنسانية؟ وحقوق المرأة والطفل والإنسان، من هذه الجريمة المروعة، ومثيلاتها، منذ بدء العدوان على اليمن؟

رحلت فاطمة، ولكن قصتها ستبقى محفورة في ذاكرة الجميع، إنها قصة امرأة بريئة، قُتلت بدم بارد، وهي تحمل في أحشائها براءة أخرى، إنها قصة عن العدوان الظالم، الذي سلخ القلوب ودمر الأرواح.

وستبقى فاطمة رمزاً لكل الضحايا الأبرياء في هذا الصراع الدامي، وستظل قصتها تذكرنا بأن العدوان لا يعرف الرحمة، وأن المدنيين في اليمن هم أول ضحاياه، والمستهدفين بغاراته، وأن هدفه الإبادة الجماعية لشعب بأسره، دون هوادة أو رادع ديني أو قيمي أو أخلاقي أو إنساني.

إلى ذلك خلف القصف آثاراً إنسانية ودماراً واسعاً في الممتلكات والمنازل والمزارع، وشرد عشرات الأسر من مآويها، وتحولت المناطق الحدودية إلى هدف يومي لغارات العدوان وقصفه المدفعي والصاروخي، وباتت الحياة ومقوماتها مهددة، باستراتيجيات عسكرية لتحويل صعدة إلى أرض محروقة، وغير صالحة للحياة.

 

  12 يناير 2022.. العدوان يستهدف مزارع المواطنين بالقنابل العنقودية في نهم صنعاء:

 وفي جريمة حرب جديدة للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، استهدف مزارع المواطنين بغاراته المحملة بالقنابل العنقودي المحرمة دولياً، في مديرية نهم محافظة صنعاء، في الثاني عشر من يناير 2022م، أسفرت عن عدداً من الجرحى، وتداعيات إنسانية وبيئية خطيرة، تهدد حياة المدنيين، وتدمر ممتلكاتهم، وتنتهك القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية.

تداعيات الأسلحة المحرمة دولياً

استخدام القنابل العنقودية في المناطق السكنية يعتبر جريمة حرب، حيث إن هذه القنابل تتفجر عشوائياً وتترك وراءها ذخائر صغيرة غير منفجرة تشكل خطراً كبيراً على المدنيين، خاصة الأطفال، وتلوث الأراضي الزراعية والمياه، مما يؤدي إلى تدمير سبل العيش وتشريد السكان.

تدمير سبل العيش:

تعتبر الزراعة من أهم مصادر الرزق لسكان الريف في اليمن، واستهداف المزارع بالقنابل العنقودية يعني تدمير سبل عيش آلاف الأسر، وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، فبالإضافة إلى الخسائر المادية الفادحة، فإن هذه الجرائم تتسبب في نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، مما يؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين.

انتهاك للقانون الدولي الإنساني:

إن استخدام القنابل العنقودية يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، حيث تحظر اتفاقية عام 2008 الخاصة بالأسلحة العنقودية استخدام هذه الأسلحة بسبب الأضرار الهائلة التي تسببها للمدنيين، كما أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية يعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

 على الرغم من الحظر الدولي لاستخدام القنابل العنقودية، إلا أن العدوان الأمريكي السعودي يواصل استخدامها بشكل ممنهج ضد المدنيين في اليمن، هذا الأمر يتطلب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي، وتقديم الدعم الكامل للشعب اليمني في مواجهة هذه الجرائم البشعة.

 ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني، كما ندعو المنظمات الدولية إلى توثيق هذه الجرائم، وتقديم الأدلة اللازمة لمحاكمة مرتكبيها.

 إن استهداف المزارع بالقنابل العنقودية في مديرية نهم هو جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني، وهي جرائم من آلاف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني والتي لن تسقط بالتقادم، وسوف يحاسب مرتكبوها بقوة لا بقوة القانون على ما يبدو خلال 9 أعوام لم يحرك المجتمع الدولي أي خطوة في اتجاه المحاسبة.

جرائم العدوان السعودي الأمريكي، في مثل هذا اليوم، جزء من جرائمه الفعلية، وما تم توثيقه فقط، فيما يوجد عشرات الجرائم، لم تحظى بالتوثيق، وتتطلب جهود إنسانية وإعلامية، مضاعفة، وقبل كل ذلك هذه نموذج لتحريك مشاعر الإنسانية والضمير العالم، ليوقف العدوان على الشعب اليمني، ويحقق له العدالة، بمحاسبة مرتكبيها.

 

 

قوائم التشغيل
خطابات القائد