أسفرت عن 23 شهيداً، و49 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات، العامة والخاصة والمحال التجارية، والسيارات، وترويع الأهالي، ووأد للطفولة في مهدها، ومضاعفة المعاناة، وتعميق التحدي والغطرسة بحق الأبرياء المدنيين.

   وفيما يلي أبرز التفاصيل:

23 ديسمبر 19 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان على سوق شعبي وسيارة في الخط العام بتعز:

في مثل هذا اليوم 23 ديسمبر من العام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب، وإبادة جماعية، بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً، سوقاً شعبياً وسيارة في الخط العام، بمنطقة يختل مديرية المخاء، بغارات وحشية مباشرة أسفرت عن استشهاد 10 مواطنين وجرح 9 بينهم أطفال، وتدمير للممتلكات والمحال التجارية، وترويع المتسوقين، وأهاليهم، والمناطق المجاورة، ومضاعفة المعاناة.

كان أهالي يختل في سوقهم يتبضعون في أمان ويبحثون على احتياجاتهم الأساسية ويتفاوضون حول الأسعار، وآخرين على الطريق العام عائدين إلى أهاليهم، فيما طيران العدوان يرقب عن قرب كل ما يحدث، ويتجهز للحظة الانقضاض والهجوم الغادر الذي حول البهجة والبسمة وحركة الحياة إلى جحيم.

هنا الدمار والخراب والدماء والأشلاء والجثث والصرخات والموت ورائحة البارود، والشظايا الفتاكة والانفجارات المرعبة، وهروب من نجا بغير وجهة وشعور، ومشهد مجزرة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، يهرع الأهالي لإنقاذ وإسعاف الجرحى وانتشال الشهداء، وتجميع الأشلاء ورفع الدمار، وتشييع الجثامين، ومواساة الأطفال والنساء، وأهاليهم في القرى المتناثرة، في مشهد مأساوي لبكاء الأحبة والأقارب.

أم فقدت فلذة كبدها وطفل فقد والده وزوجة فقدت زوجها.. والكل في صعيد الحزن والألم والقهر متساوين، دموعهم تسيل وحناجرهم تبكي وتصرخ، ومستقبلهم القادم تحفه وحشة الفراق ومشاهد الجريمة البشعة.

يقول أحد الأطباء: "حالة الجرحى غير مستقرة وفيهم 6 حالات خطرة نتيجة القصف السعودي، على المخاء، وفي حالات ممكن نبتر القدم بشكل كامل نتيجة القصف الذي تعرضت لها".

لم تقتصر الجريمة على هذا المشهد بل امتدت إلى تدمير أجزاء من السوق، والمحلات والطريق والسيارات، وأسر الشهداء فقدت معيليها ومصادر رزقها في آن واحد، فأمريكا قوة قامت على دماء الشعوب وثرواتها.

   23 ديسمبر 2016.. طيران العدوان يدمر شبكة الاتصالات ومدرسة أبو فارس الهمداني بكتاف صعدة:

وفي الثالث من ديسمبر 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، تستهدف الأعيان المدنية والبنى التحتية، بغاراته الوحشية على شبكة الاتصالات ومدرسة أبو فراص الهمداني في منطقة آل سالم بمديرية كتاف، محافظة صعدة، أسفرت عن حرمان الأهالي ومئات الطلاب والطالبات من حقهم في التعليم.

بعد الغارات أم بحاجة لجرعة علاج لمرض مزمن تحاول الاتصال بابنها لتبلغه باكتمال الجرعة الشهرية الأولى، وحاج مسن يحتاج علاج السكر والضغط ويحاول التواصل بأبنائه لتذكيرهم، لكن التغطية لا تمسك الخط والمنطقة باتت خارج التغطية، والمرضى والجرحى والأهالي باتوا خارج الرحمة والحقوق وأبسط الخدمات.

التلاميذ طلاب وطالبات ينهضون كل صباح لكن لا مدرسة يقعدون على مقاعدها، بل يفترشون الدمار والخراب علهم يحظون بحصة دراسية لتلقين الحروف والأعداد وسور من القرآن الكريم، وفي الوطنية والتولي لأعلام الهدى وفضل الجهاد في سبيل الله.

يقول أحد الطلاب: "اليوم العدوان ضرب مدرستنا في آل سالم، ونقول له بانواصل البحث عن حقنا في التعليم مهما كانت غاراتكم، لو ندرس فوق الأنقاض".

  23 ديسمبر 2017..28 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان على تجمع قبلي بمناسبة مرور ألف يوم من العدوان بصنعاء:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب وحشية، مستهدفاً بغاراته المباشرة تجمعاً قبلياً بمناسبة مرور 1000 يوم على العدوان جوار الجامعة بمديرية أرحب محافظة صنعاء، أسفرت عن 5 شهداء و23 جريحاً، وترويع المحتشدين، وأسرهم والأسواق والمحال المجاورة، والأهالي عند وصول الخبر.

قنابل أمريكية تفرّق تجمعا شعبيا!

لم يحتمل العدوان توحيد صفوف اليمنيين ومظاهر وقفاتهم الاحتجاجية وتجمعاتهم السلمية بل استهدفها بغارات حاقدة بغية تخويف القبيلة وأبنائها، ومحاولة النيل من قيمها ومبادئها السامية في نصرة المظلوم، وذودها عن حياض الشعب والوطن بكل غال ورخيص، فكانت الغارات ترجمة لمستوى البغي والجبن.

يقول أحد الناجين: "كانت الغارات تلاحقنا بشكل جنوني، وتحاول قتلنا وتفريقنا، وهذا دليل على أن تجمعنا مهم ويشكل خطراً على العدوان، وتعتبر سبيل نجاة للشعب، ونؤكد أن دماء الأحرار لن تذهب هدراً وقبائل أرحب معروفة ببأسها ومواقفها المشرفة ".

بدروه أحد الجرحى يقول: "الطيران استهدف الجموع ولاحق سيارات المسعفين، وتوالت الغارات، دون أن تفرق بين المسعفين والمشاركين في الوقفة، كانت الوقفة على نهايتها ونحن راجعين، سمعنا الغارة وهرعنا نسعف فاستهدفنا، فالكثير من الشهداء والجرحى من المسعفين، ولكن لن يهز لنا العدوان أي جفن، فيني جرح في عيني وفي ظهري وفي رأسي، لكن هذا لا يؤثر في موقفنا".

 جريمة استهداف التجمعات ترقى إلى الإبادة الجماعية وتنافي كل القيم والمبادئ والنصوص والقوانين الدولية والإنسانية، وهي واحدة من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني المتواصلة منذ 9 أعوام.

 
23 ديسمبر 2017..20 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على أطفال يلعبون كرة القدم بصنعاء:

وفي سياق متصل باليوم والعام ذاته وفي ذات المحافظة، ارتكب طيران العدوان جريمة حرب أخرى إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً أطفالاً يلعبون كرة قدم في مديرية أرحب، بغاراته الوحشية، أسفرت عن 5 شهداء، و15 جريحاً، وترويع المشجعين، وأهالي المنطقة، وتعميق الحزن في كل منزل، واغتيال الطفولة في مهدها، بالتزامن مع الجريمة الصباحية بحق التجمع القبلي بذات المديرية.

هنا كانت الضحكات ومحاولات التسديد والهجوم والدفاع في مراحلها القريبة من إعلان فوز أحد الفريقين، لكن طيران العدوان رصد حركة الأطفال البريئة، ونشاطهم الكبير وحماس المشجعين، فاستغاظ من شعب يقصف ويلعب أطفاله، ليحول المباراة إلى مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية ضد الإنسانية.

الملعب مسرح الجريمة، بينما يلعب الأطفال، كرة القدم، تباغتهم القنابل الأمريكية !!، أهدافٌ محقّقة سجلتها الطائرات السعودية، النتيجة على أرض الملعب، 5 شهداء أطفال و15 إصابة، أشلاء الأطفال في ملعب الكرة، سقوط أمريكي آخر، وشظايا الغارات جمعت الفريقين في بنك أهداف العدوان، هل سبق وشاهدت جريمةً مماثلة!!

قبل انتهاء المباراة أوقفها العدوان بغاراته الوحشية والتي حولت اللاعبين إلى أشلاء وجثث متناثرة، ومشجعين يهربون بجراحاتهم النازفة، وأصواتهم الباكية، ويهرع الأهالي كلاً يبحث عن أبنائه وإخوانه، وحل الفزع والحزن وشيعت الجثامين، وأعلنت أرحب وقبائلها الوفية النفير العام ومواجهة التصعيد بالتصعيد، وإرسال قوافل الرجال والمال لرفد الجبهات.

يقول أحد الأهالي: "أين العدوان وشجاعته يواجه الرجال في الجبهات، لماذا يستهدف أطفال أبرياء ، لكن لو ما بقي فينا رجال، ما عذر ما نأخذ بثأرهم ، والعدو السعودي عليه الانتظار لدفع ثمن جرائمه وبيننا الميدان والجبهات".

   23 ديسمبر 2017.. استشهاد وجرح 5 نساء بقصف طيران العدوان أثناء عودتهن من عزاء برازح صعدة:

وفي جريمة حرب نكراء من اليوم والعام ذاته، استهدف العدوان السعودي الأمريكي، 5 نساء أثناء عودتهن من عزاء في منطقة غمار مديرية رازح ما أسفر عن استشهاد 3 منهن وجرح اثنتين، في جريمة حرب وإبادة عن سابق أصرار وترصد، تستهدف العرض والشرف ونساء بريئات، في سابقة عيب أسود لم يسبق للعرب معرفتها إلا في زمن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.

نهج العدوان على اليمن لم يتوقف عن ممارسة أي شيء نتيجته الإبادة، لا يفرق بين مدني وعسكري، ونساء ورجال، وكبار وصغار، وأطفال ومسنين، والكل على قامة الاستهداف، يمانيين عقوبتهم الإبادة الجماعية، أو التخلي عن حريتهم وصمودهم وجهادهم، في مقارعة المستكبرين في هذا العالم.

أجساد الشهيدات تحولت إلى أشلاء ممزقة وجثث هامدة، والجريحات كانت الدماء منهن تنزف وصرخات حسبنا الله ونعم الوكيل، تتصاعد نحو السماء، ويهرع الأهالي لإسعافهن، بقلوب مكلومة وغضب على الكرامة والعرض والشرف، ويكمل التشييع، وتبدأ رازح وصعدة واليمن قاطبة في موجة وقفات مستنكرة، وتحشيدات عسكرية مدد للجبهات.

يقول أحد شهود العيان: "شعبنا اليمن ما هو يقبل الذلة في عرضه وشرفه وأرحامه لو ما بقي فينا عرق ينبض، نساؤنا استشهدن وهن طالعات معزيات وجاء الطيران وضربهن، وأسعفناهن، وما في جدوى، وبيننا وبين العدوان الجبان الجبهات، وميادين الشرف والبطولة".

استهداف النساء على الطريق العام وهي في طريقهن لصالة عزاء، جريمة حرب مكتملة الأركان وعن سابق إصرار وترصد، وإبادة ضد الإنسانية، ومحاولة لقهر الصمود اليمني والنيل منه.

جرائم استهداف المدنيين والأعيان المدنية والتجمعات السليمة، جرائم حرب مقصودة لن تسقط بالتقادم، وتتطلب تحركات أممية ودولية لوقف العدوان والحصار بشكل فوري وتقديم مجرمي الحرب للعدالة، أو ترقب اتساع رقعة الحرب وتعاظم القدرات اليمنية، ليأخذ وينتزع حق ومظلومية شعبه بالقوة.