ما أسفر عن شهيدين وجرح طفلة وأضرار في الممتلكات، وترويع الأهالي، واغتيال الطفولة، وقط الطرقات وحرمان عشرات الأسر من الامدادات الغذائية، وحقها في الحصول على شربة ماء نقية، وتدمير مزرعة وسيارة، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

  11 ديسمبر 2016.. شهيدان بغارات العدوان على سيارة مواطن في الطريق العام بصعدة:

 في الحادي عشر من ديسمبر، 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي جريمة جديدة إلى سجل جرائمه البشعة في اليمن، مستهدفاً سيارة مواطنين عزل على طريق عام بمديرية شداء في صعدة، أسفرت هذه الغارة الغادرة عن استشهاد اثنين من الأهالي، وترويع الآمنين، وحرمان ذوي الضحايا من معيليهم، ومضاعفة معاناة الآلاف من سكان المناطق المجاورة، وشحة وصول الامدادات الغذائية والدوائية.

كانت السيارة تسير في طريقها، تحمل على متنها رجلين يعملان من أجل لقمة العيش، وعائلات تنتظرهما بفارغ الصبر، ولكن، قبل أن يصلوا إلى منازلهم، باغتتهم غارة جوية غادرة حصدت أرواحهما الطاهرة.

بعد الغارة تحولت السيارة إلى كرة من نار وتفحمت الجثث وتحولت إلى رماد في جريمة حرب يندى لها جبين الإنسانية، عبده صالح علي، وزوج بنته إبراهيم محمد جابر، استدعتهم المنظمة لاستلام حصتهم من المساعدات الإنسانية، وحين عودتهم استهدفهم العدوان على الطريق.

"يقول أحد الأهالي: " عبده صالح وزوج بنته كانوا راجعين من المنظمة بعد استلامهما المساعدات 4 أكياس دقيق وزيت ورز، ولكن يبدوا أن الأمم المتحدة تنسق مع الطيران، وتضع الشرائح في المساعدات لاستهداف المواطنين، ثمن هذه المساعدات كان غالياً، أي الأمم المتحدة من هذه الجريمة التي ترتكب بحق الشعب اليمني".

 لم تتوقف تداعيات هذه الجريمة عند حدود استشهاد اثنين من الأبرياء، بل امتدت لتشمل جميع سكان المنطقة، وتسبب   في خلق حالة من الرعب والخوف بين السكان، خاصة المسافرين الذين يخشون على حياتهم، و قطع الطريق وتعطيل حركة المرور، مما أدى إلى شح في السلع والخدمات الأساسية، وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ما زاد من معاناة السكان، تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، خاصة مع نقص الغذاء والدواء.

 إن استهداف المدنيين بشكل متعمد هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عليها، ندعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك الفوري لوقف العدوان على اليمن، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة، وتقديم الدعم الإنساني اللازم للشعب اليمني الذي يعاني من ويلات الحرب.

 11 ديسمبر 2017.. جرح طفلة بقناصة مرتزقة العدوان بتعز:

وفي الحادي عشر من ديسمبر 2017م، استهدف قناصة مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، الطفلة حماس عبد العالم برصاصة في رأسها، في منطقة ذاية بمديرية ماوية محافظة تعز، أدت إلى إصابتها بجروح بليغة، في جريمة حرب وحشية بحق الطفولة والإنسانية في اليمن، وحالة من الخوف والهلع في نفوس الأهالي.

الطفلة حماس عبد العالم لم يتجاوز عمرها العاشرة، كانت هدف استراتيجي لقناصة العدوان وإداوته، حولت الرصاصة حياتها من المرح والسعادة إلى العناية المركزة بين الأمل واليأس، فيما كانت أمها وأبوها يذرفان الدموع خشية على حياتها.

 صرخة حماس المكلومة هزت وجعت قلوب كل من سمعها. لم تكن مجرد طفلة، بل كانت رمزاً للأبرياء الذين يدفعون ثمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. كانت حماس تمارس حقها الطبيعي في اللعب، ولكنها استبدلت به الألم والمعاناة.

يقول والد حماس بصوت يختنق بالبكاء: "ابنتي كانت كل حياتي، كانت في البير تدي لي ماء أشرب ، واستهدفها مرتزقة العدوان ، بالرصاص الحي ، وهي في الوادي، المخ حقها خرج ، وعينها فقدت، نحن اليوم أمام جريمة ، مركبة استهدفوا الحمير والبقر في الوادي ب3 قذائف ، ولكن سنضحي من أجل شعبنا ودفاعاً عن وطنا".

  إن استهداف الطفلة حماس هو جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل والإنسانية. فكيف لأطفال اليمن أن يعيشوا طفولتهم وهم يعيشون في ظل القصف المستمر واستهداف المدنيين؟

 إننا ندعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم البشعة، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديم الدعم الإنساني اللازم للشعب اليمني الذي يعاني من ويلات الحرب.

حماس ليست وحدها

قصة حماس هي قصة مأساوية تتكرر يومياً في اليمن، حيث يقتل الأطفال ويجرحون ويعاقبون على جريمة وجودهم. إننا جميعاً مسؤولون عن إنهاء معاناة هؤلاء الأطفال، وفتح آفاق المستقبل لهم.

استهداف الطفلة حماس جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفولة والإنسانية.

  11 ديسمبر 2018.. أضرار جسيمة وترويع للمدنيين بغارات العدوان على مزارع المواطنين في الحديدة:

وفي جريمة حرب إضافية لجرائم العدوان السعودي الأمريكي، في يوم الحادي عشر من ديسمبر 2018م، استهدف طيرانه الحربي مزرعة أحد المواطنين في قرية حسين بمديرية التحيتا، ما أسفر عن أضرار مادية، وترويع المزارعين والعمال وأهاليهم في المنطقة.

يقول أحد الأهالي: "كان والدي الشيبة راقد ممتد على السرير وجاء الصاروخ كسر المنظمة الشمسية، ومنظومة الري والبير، وشبكة الري بشكل كامل، والشظايا وصلت للمنازل، خوفوا الأطفال والنساء، كانت الشظايا بجواري والحمد لله سلم".

 وتأتي هذه الجريمة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين الأبرياء في اليمن، حيث يستهدف بشكل متعمد الممتلكات الخاصة والعامة، بما في ذلك المزارع التي تعتبر مصدر رزق للكثير من الأسر اليمنية.

هذا الاعتداء ليس مجرد استهداف لمزرعة، بل هو استهداف مباشر لأمن المواطنين وسبل عيشهم، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية في ظل الأزمة التي يعيشونها.

هذه الجريمة هي جزء من سلسلة طويلة من جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان، وتقودنا إلى، تسليط الضوء على معاناة المدنيين في اليمن وتأثير العدوان على حياتهم اليومية، وضرورة الضغط على المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وحشد الدعم للمزارعين المتضررين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

 جرائم العدوان في مثل هذا اليوم نزر بسيط من آلاف جرائم الحرب والإبادة الموثقة بالمشاهد الحية، على مدى 9 أعوام، متواصلة، في ظل صمت أممي ودولي، وتواطؤ مكشوف وفاضح.