• العنوان:
    9 أكتوبر خلال 9 أعوام..   أكثر من 70 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب ومجازر وحشية لغارات العدوان على اليمن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
     متابعات | 09 أكتوبر | المسيرة نت: واصل العدوان السعودي الأمريكي، في مثل هذا اليوم التاسع من أكتوبر تشرين الأول، خلال الأعوام 2015، و2016، و2017، و2020م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين، وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، بغاراته المتواصلة على الأحياء السكنية والمنازل والجسور والطرقات والجوامع في محافظات صعدة، وتعز، والحديدة.
  • كلمات مفتاحية:

 أسفرت عن أكثر من 40 شهيداً، وأكثر من 30 جريحاً، بينهم 10 شهداء وعدد من الجرحى من الجالية الأفريقية، وتدمير عشرات المنازل، واضرار واسعة في ممتلكات المواطنين، وتشريد عشرات الأسر واجبارها على النزوح ومضاعفة المعانة، في ظل صمت أممي ودولي شجع العدوان على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية في اليمن، وتمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية.

    وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

   9 أكتوبر 2015..10 شهداء أفارقة وعدد من الجرحى بغارات العدوان على جسر الركوة ومنازل المواطنين بصعدة:

في اليوم التاسع من أكتوبر تشرين الأول، عام 2015م، واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المواطنين في محافظة صعدة، مستهدفاً جسر ركوة الرابط بين مديريات باقم ومنبه وقطابر، وكان تحته عشرات الأفارقة المهاجرين، كما استهدف عدد من منازل المواطنين ومسجداً في مديرتي ساقين ورازح، ما أسفر عن استشهاد عشرة مهاجرين أفارقة وإصابة عدد آخر بجروح، ودماراً واسعاً وخسائر فادحة في الممتلكات الخاصة والعامة، وترويع الأمنين، وتشريد عشرات الأسر، بهذه الجرائم البشعة التي تؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين الأبرياء، وانتهاك أبسط حقوق الإنسان.

جسر الركوة يشهد مجزرة جديدة:

في يوم التاسع من أكتوبر عام 2015، شهد جسر الركوة الرابط بين مديريات باقم ومنبه وقطابر في محافظة صعدة مجزرة مروعة، حيث استهدف طيران العدوان الجسر بشكل مباشر، مما أسفر عن استشهاد عشرة مهاجرين أفارقة وإصابة عدد آخر بجروح، هذه الجريمة البشعة تكشف عن مدى وحشية العدوان الذي لا يتورع عن استهداف المدنيين الأبرياء، بغض النظر عن جنسياتهم أو أصولهم.

مشاهد الجثث المقطعة والأشلاء المبعثرة والدماء المسفوكة على الطريق والشظايا الصاروخية ودمار الجسر، وصرخات الجرحى، ودموعهم وأهاتهم، تدمي قلوب الإنسانية وتمزق أحشاء الفطرة السوية، وتدعو العالم إلى وقفة ضمير عاجلة توقف المأساة وتحاسب المجرمين.

مشاهد السيارات المحملة بالمرضى والجرحى والاحتياجات الضرورية عالقة بعد تدمير الجسر، وتبحث عن طريق بديلة، تتيح لها الفرصة للوصول او الخروج والعودة".

أحد الأفارقة الناجين يقول: "سلمان دمر كله مسلم ولم يستثني أحد سلمان يقتل الجميع في اليمن سلمان قتل الصوماليين واليمنيين، وكل يوم أمشي من الطريق واجد جرائم كل يوم، كنت أفكر السعودية كويس، لكن الآن السعودية مجرمة وأفضل البقاء في بلادي، وأن شاء الله ربي ينتقم من سلمان".

بدورة يقول أحد الناجين اليمنيين: "قطعوا علينا الطريق وهذه مشاهد جثث الأفارقة تتحدث عن عمق الجريمة والعدوان الظالم، الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل، ويقتل النفس المحرمة، ويبيد المجتمع البشري من مختلف الجنسيات، هؤلاء الأفارقة كانوا ماشيين نحو السعودية واستهدفهم العدوان وهم على الطريق العام، وبينهم جثث يمنيين".

يقول أحد مالكي السيارات العالقة: "احنا ماشيين على الخط العام ومعنا خضرة، وجت الغارات، استهدفت الجسر وشاهدنا دماء الأفارقة الأبرياء على الطريق والجثث بعضها متفحمة ومقطعة، وبعض الدماء وصلت إلى فوق السيارات العابرة، وما تحمل، ولا بد أن ينزل الله المهانة والذلة من العدو السعودي القاطع للطريق".

استهداف منازل المدنيين في بني بحر:

في نفس اليوم، شن طيران العدوان غارات جوية على منازل المواطنين والمسجد المجاور في منطقة بني بحر بمديرية ساقين، أسفرت هذه الغارات عن دمار كبير في المنازل، وتشريد العائلات، وترويع الآمنين، وهذه الجرائم تؤكد استهداف العدوان المتعمد للمدنيين والبنية التحتية، بهدف تدمير المجتمع اليمني وتشريده.

يقول أحد المواطنين: "منازلنا التي نزحنا منها قبل أيام ما تركها العدوان وفكر أن فيها سكان أطفال ونساء، وشن عليها غاراته الوحشية ليقتل ويجرم ويسفك الدماء، هذا العدوان يدار من قبل اليهود، ولكن منازلنا المدمرة لن تمنعنا عن الذهاب والتحرك نحو الجبهات".

رازح تتعرض لقصف عنيف:

كما تعرضت مديرية رازح لقصف عنيف من طيران العدوان، ما أسفر عن دمار كبير في المنازل والممتلكات، وتشريد عشرات الأسر ونزوحها نحو المجهول، هذه الغارات تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين في هذه المنطقة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتشريد الآلاف من الأسر، نتاج استراتيجية الأرض المحروقة من قبل العدو.

إن استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية والأعيان المدنية، في محافظة صعدة، هو استمرار في نهج المزيد من جرائم الحرب والإبادة، نتيجة صمت المجتمع الدولي والجهات القانونية والإنسانية المتواطئة في عدم محاسبة مجرمي الحرب، ما أسفر عن استمرار معاناة الشعب اليمني.

    9 أكتوبر 2015.. الحرير تتحول إلى جحيم: مجزرة جديدة يرتكبها العدوان في تعز

  وفي اليوم ذاته 9 أكتوبر من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، حياً سكنياً بمنطقة الحرير مديرية شرعب، بسلسلة من الغارات الوحشية، أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى، وتدمير المنازل واضرار واسعة في المنازل المجاورة والممتلكات، وموجة من الرعب والنزوح والتشرد والحرمان ومضاعفة المعاناة.

في ذلك اليوم كان الأطفال يلعبون في الشوارع، والنساء مشغولات بأعمال المنزل، والرجال في أعمالهم ، وكبار السن ينتظرون من يتفقدهم ويسأل عن حالهم، حينها هطلت الغارات من السماء، لتغير  المشهد رأساً على عقب، وتحولت جدران المنازل واسقفها إلى مقابر جماعية لساكنيها، وتصاعد الدخان والنيران والغبار ورائحة الموت والبارود، والصرخات لتملئ المنطقة بالرعب والخوف ومشاهد التوحش والأجرام بحق الإنسانية في اليمن.

تحت الأنقاض، كانت صرخات الأطفال تتصاعد، وهم يطلبون النجدة من أمهاتهم، وصرخات الأمهات تبحث عن أطفالها، كانت المشاهد مروعة، قلوب تتقطع، وأرواح تزهق، في لحظات لا تتعدى بضع ثوانٍ.

انتشرت في المكان رائحة الدماء، وتناثرت الأشلاء، وظهرت الجثث مشوهة، في مشهد لا يطاق، حاول سكان الحي والأحياء المجاورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنهم كانوا عاجزين أمام حجم الدمار والخسائر.

هرعت فرق الإسعاف إلى مكان الحادث، حاملة معها آمال الأهالي في إنقاذ أحبائهم، لكنهم عثروا على عدد كبير من الشهداء والجرحى، الذين تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة.

ولم يقتصر الدمار على الأرواح، بل امتد إلى الممتلكات، حيث دمرت العديد من المنازل بشكل كامل، وتضررت منازل أخرى بشكل جزئي. مما أجبر العائلات على النزوح من منازلهم، وترك كل ما يملكون خلفهم، ليعيشوا حياة الشرد واللجوء.

 يقول أحد الناجين: "عيالنا مقتلين أطفالنا نساؤنا، ما علمنا بهم ما هو الذنب الذي عملناه، اليوم لا معي بيت ولا عيال ولا زوجة ولا أهل، رجعت من العمل وبيتي مقبرة جماعية! أنا أشهد الله سبحانه وتعالي على هؤلاء المجرمين، وتذرف منه الدموع ويبكي صارخاً اليمن كلها ليست الحوثي، لماذا تقتلوننا، ليس لنا أي علاقة بالحوثي، الذي تدعون قتاله والعدوان عليه، هذا عدوان على اليمن على الشعب اليمني بالكامل".

إن ما حدث في حي الحرير بمديرية شرعب هو جريمة حرب بكل المقاييس، تستهدف المدنيين الأبرياء دون أي مبرر، إن هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، مما تسبب في دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

    9 أكتوبر 2016.. 17 شهيداً وجريحاً في جرية حرب وإبادة جماعية لأسرة بكاملها بغارات العدوان على صعدة:

في 9 أكتوبر تشرين الأول من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي منازل المواطنين بعدد من الغارات الوحشية في مديريتي باقم وحيدان بمحافظة صعدة، أسفرت عن جريمة إبادة جماعية وتشريد لعدد من الأسر، وموجة من النزوح والحزن والمعاناة المتجددة.

في ذلك اليوم المشحون بالألم هطلت غارات العدوان محملة بالموت والدمار على صعدة، لتضيف إلى سجلها الأسود جريمة جديدة، في منطقة العشة بمديرية باقم، أذ تحولت بيوت آمنة إلى قبور جماعية، عندما استهدف الطيران منزل آل زاهر، فاستشهد عشرة أرواح بريئة، معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح سبعة آخرون، وفي نفس اليوم، وفي مشهد مأساوي آخر، استهدف طيران العدوان منزلًا لأحد المواطنين بمنطقة مران مديرية حيدان، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم بحق المدنيين الأبرياء.

 صراخ أطفال اليمن مزق صمت الموت ولم يبلغ مسامع الأمم المتحدة  

فيما كان الأطفال والنساء نائمون في أخر الليل، حلق طيران العدوان في السماء، لتغير مجرى حياتهم إلى الأبد، ودكت الغارات الأسقف والجدران على رؤوسهم، وحولت جدران المنزل إلى شظايا فتاكة على أجساد نحيلة مرتجفة، وغطى الدخان الأسود المنطقة، وحل الصمت القاتل محل الضحكات والأصوات المألوفة.

تحت الأنقاض، كانت صرخات الأطفال تتصاعد، وهم يطلبون النجدة من أمهاتهم، وصرخات الأمهات تبحث عن أطفالها، كانت المشاهد مروعة، قلوب تتقطع، وأرواح تزهق، في لحظات لا تتعدى بضع ثوانٍ، وسط الظلام ونيران الجريمة.

يقول أحد أقراب الأسرة المستهدفة: "هذا منزل أبن عمي دمرته الغارات بشكل كامل وقضت على كل أفراد الأسرة، 17 واحد أطفال ونساء ورجال، في الغارة الأولى هربوا من المنزل إلى الجرف ولحقهم العدوان بغارة ثانية وهم في الطريق، وعاود استكمال تدمير المنزل، ولحق من نجى إلى داخل الجرف خلف هذا الجبل أطفال ونساء وقتلهم جميعاً فيه، والجرحى اسعفناهم إلى المستشفى، حتى المزارع والمسجد دمرته الغارات، التي كانت تلاحق أي جسم متحرك".

في منزل آخر بمنطقة مران، كانت قصة مماثلة تروى، عائلة كانت تعيش في سلام، فجأة وجدت نفسها دون منزل مشردة، والطيران يدك مسكنها أمام عينها، تخيلوا لحظة الرعب التي عاشها هؤلاء الناس، وهم يرون بيوتهم تتحول إلى ركام، وأحلامهم تتلاشى في لحظة.

يقول أحد الأهالي: "كان هنا منزل من دورين، لم تبقي غارات العدوان له أثر، وأسرته نازحة في الجروف، ماذا لو كان أهل المنزل موجودين هل كان سنجد منهم أحد، ماذا يسمي العالم هذه الجريمة وهذا الاستهداف المباشر والمتعمد على منازل المواطنين فوق الجبال، ألم تسمونها جريمة حرب وإبادة جماعية عن سابق أصرار وترصد، لماذا ما يتحرك العالم لوقف العدوان على اليمن؟ أم أن تجار السلاح هم المعنين بهذا القرار وليس من صالحهم ذلك، بل يشجعون على المزيد من الحروب ".

هذه الجرائم البشعة ليست مجرد أرقام في إحصائيات، بل هي قصص مأساوية لأناس أبرياء، فقدوا أحبائهم ومنازلهم، وأصبحوا بلا مأوى، إن استهداف المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، جريمة حرب ضد الإنسانية لا يمكن التسامح معها.

صراخ الأطفال في صعدة يردد صداه في كل أرجاء العالم، وهو نداء عاجل للمجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه الحرب المجحفة، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، لكنه وخلال 9 أعوام لم يبلغ مسامع الأمم المتحدة واعضائها المشاركين بصمتهم في الجرائم، وفي هذا التقرير تظل صرخات وجراحات ومعاناة أطفال ونساء اليمن وصمة عار في جبين الإنسانية ومناشدة عاجلة تدعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التضامن مع الشعب اليمني، ووقف العدوان علية، ومحاسبة مجرمي الحرب.

   9 أكتوبر 2017.. صعدة دم الأبرياء يسيل في أسواقها وطرقاتها

 وفي التاسع من أكتوبر 2017م، مشهد مأساوي جديد يضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، استهدف طيران العدوان بشكل وحشي سوق المشنق الشعبي بمديرية شداء الحدودية في محافظة صعدة، مما أسفر عن استشهاد عشرة مواطنين وإصابة خمسة آخرين بجروح بالغة، وفي نفس اليوم، شنت غارات جوية على سيارات المواطنين على الطريق الرابط بين مديريتي منبه ورازح، مخلفة ثلاثة شهداء وعدداً من الجرحى. هذه الجرائم البشعة تكشف الوجه القبيح للعدوان الذي يستهدف المدنيين الأبرياء بلا رحمة، ويثبت أن العدوان الذي يشنه على اليمن ليس سوى حرب إبادة.

 في صباح يوم مشهود، كان سوق المشنق الشعبي يعج بالحياة، حيث يتوافد إليه الأهالي لتأمين احتياجاتهم اليومية، فجأة، تحول هذا المشهد الهادئ إلى جحيم، عندما هطلت غارات طيران العدوان على السوق، محولة إياه إلى ركام من الدمار والخراب، وتناثرت أشلاء الضحايا في كل مكان، وسفكت دماءهم على الأرض وفوق البضائع واكياس القمح، وعلب الشكولاتة، وارتفعت صرخاتهم من تحت الأنقاض.

يقول أحد الناجين ودمائه تسيل: "استهدفونا ونحن نشتري ونبيع، ولكن هذه الدماء ثمنها عند الله وعند كل أحرار الشعب اليمني غالية جداً، ولن نركع ولن نخضع، وسوف نتحرك إلى الجبهات، وليستمر العدوان ألف ألف عام، والله وعدنا بالنصر والتمكين، والنصر صبر ساعة".

لم تكن هذه المأساة الأولى التي يشهدها سوق المشنق، فقد سبق أن تعرض للقصف عدة مرات، مما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، ورغم هذه الجرائم المتكررة، إلا أن أهالي صعدة يصرون على مواصلة حياتهم، متشبثين بأرضهم وعرضهم، ومؤمنين بنصر الله المحتوم.

وفي نفس اليوم، شنت طائرات العدوان غارات جوية على سيارات المواطنين على الطريق الرابط بين مديريتي منبه ورازح، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة عدد آخر بجروح، هذه الجرائم البشعة تزيد من معاناة الأهالي الذين يعانون من الحصار الخانق المفروض على المحافظة، والذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية، وشح الوقود.

يقول أحد الأهالي: "استهدف طيران العدوان بغارة جوية على أحد المواطنين المسافرين في الطريق العام في مديرية منبه منطقة آل مقنع وهؤلاء مدنيين لا ذنب لهم، لكن العدو السعودي لا يبالي بقائمة سوداء ولا حمراء أين كان لونها، والأمم المتحدة التي مسحتها من القائمة السوداء شريكة أساسية في هذه الجرائم ومشجعة على ارتكاب المزيد، بل هي سبب رئيس اليوم في كل جريمة بحق المواطنين".

تخيلوا لحظة الرعب التي عاشها المتسوقون والمسافرون، وهم يرون الموت يقترب منهم فجأة، تخيلوا مشاعر أهالي الضحايا وهم يستقبلون جثامين أحبائهم، وكيف أن هذه المأساة قد تركت جروحاً غائرة في نفوسهم، تخيلوا أطفالاً فقدوا آباءهم، ونساءً فقدن أزواجهن، وكيف أن هذه الحرب قد حرمتهم من أبسط حقوقهم في الحياة.

 إن استهداف المدنيين الأبرياء في أسواقهم وطرقاتهم جريمة حرب لا يمكن التسامح معها، إن هذه الجرائم البشعة تدين المجتمع الدولي الذي يتفرج على هذه المجازر بصمت، إننا ندعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك الفوري لوقف هذا العدوان، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

    9 أكتوبر 2020..6 شهداء وجرحى في مجزرة جديدة يرتكبها مرتزقة العدوان في الحديدة:

 يوم التاسع من أكتوبر تشرين الأول 2020م، هو يوم آخر من أيام الحزن والألم، أضاف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي إلى سجل جرائمه في اليمن جريمة جديدة، في هذه المرة استهدفت المدنيين الأبرياء في الأحياء السكنية بمنطقة الحائط مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، بقذائف المدفعية المميتة، حولت  بيوتهم الآمنة إلى قبور جماعية، وحيهم الهادئ إلى ساحة حرب، أسفرت عن استشهاد 3 مدنيين وجرح 3 أخرين بينهم نساء وأطفال، واضرار واسعة في المنازل والممتلكات، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان.

في تلك الليلة كان الأهالي مع أطفالهم ونسائهم يخلدون إلى النوم بعد يوم شاق بالعمل والكفاح للحصول على لقمة العيش، وكان بعض الأطفال يتناولون حليبهم وبعض الأمهات يرضعن صغارهن، والمرضى يبتهلون إلى الله بالشفاء العاجل، وكلاً يهم بما يشغل باله، لكن قذائف مرتزقة الغزاة المحتلين عمقوا المعاناة واشعلوا الحي بقذائفهم المدمرة للجدران والسقوف على رؤوس ساكنيها، واخترقت أجساد الأطفال النائمين وافزعت الحي على فاجعة تهدد بقائهم على قيد الحياة، فهذا جثة هامدة وأخر يتألم وينزف الدماء، وأم تبحث عن طفلها وأب يجمع أسرته ويهرب بهم نحو الخارج خشية الموت الجماعي.

 انتشرت في المكان رائحة البارود، والموت والدم، والغبار والدخان، ونزح سكان الحي إلى الأحياء المجاورة كلاً منهم يبحث عن قريب أو صديق، أو فاعل خير متعاون يعينهم على اكمال تلك الليلة، حتى يطلع الصباح وتبدأ رحلة النزوح في مسار أبعد.

أهالي الشهداء والجرحى في المستشفيات القريبة محملين بالخوف والأمل والدعاء للحد من الكارثة التي حلت بهم وبأسرهم وذويهم، فهذه أم تمسك طفلها أمام طبيب جراح يخرج الشظايا من بطنة الرقيقة وهو يتقلب يمنة ويسرة ويبكي ويصرخ في وجه أم حنونة لا تطيق مشاهدة أبره الجراحة فوق جسد صغيرها، ولا برواز ضرب التخدير ، فتنهمل دموعها وقلبها يعتصر ألماً.

هنا أب مع أسرته جريح يخشى ما بعد  مفارقة الحياة ، كيف سيعول أسرته وأطفاله الصغار وزوجته ومن سيقدم لهم الطعام والمال ، لا سمح الله بشهادته، كانت عيونه الصادقة تذرف الدموع على شنبه دون إرادته، بل كان القهر في وجهه والغضب على محياه، وهو يقول: "هؤلاء الخونة العملاء يجلبون الغزاة، ويقتلون شعبهم قرابين لأمريكا وإسرائيل، لكن إن شاء الله أول ما اتعالج لن أعود إلى البيت بل إلى جبهات المواجهة، داعياً كل الأحرار إلى أهمية رفد الجبهات بقوافل الرجال والمال، وتجنيب أهاليهم وأسرهم ومناطقهم الحرة وصول الغزاة وأدواتهم إليها".

لم يقتصر الدمار على الأرواح، بل امتد إلى الممتلكات، حيث دمرت العديد من المنازل بشكل كامل، وتضررت منازل أخرى بشكل جزئي، مما أجبر العائلات على النزوح من منازلهم، وترك كل ما يملكون خلفهم، ليعيشوا حياة الشرد واللجوء في الداخل اليمني المعاني بكل مناطقة ومحافظاته.

تخيلوا لحظة الرعب التي عاشها سكان الحي حين انهارت أسقف المنازل عليهم، والأطفال يصرخون من الخوف، والأمهات يحاولن حمايتهم بكل ما أوتين من قوة، تخيلوا بكاء الأمهات على فقدان أطفالهن، وصرخات الآباء على فقدان عائلاتهم.

إن ما حدث في منطقة الحائط بمديرية الدريهمي هو جريمة حرب بكل المقاييس، تستهدف المدنيين الأبرياء دون أي مبرر، وجريمة بشعة تضاف إلى سلسلة طويلة من جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي في اليمن، مما تسبب في دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وخرق واضح لإتفاق السويد وما ينص عليه من وقف أطلاق النار في محافظة الحديدة.

جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتدمير المتعمد للمنازل والممتلكات والبنى التحتية، في يوم التاسع من أكتوبر وصمة عار في جبين الإنسانية، وصورة واحدة تعبر عن آلاف الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ومرتزقتهم، بحق الشعب اليمن، خلال 9 أعوام، وتدعوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية إلى التحرك الفوري لمحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.

 

 

 

قوائم التشغيل
خطابات القائد