-
العنوان:المكبِّرون في سجون الأمن السياسي.. حكاياتٌ مؤلمة من زنازين الصمود [الحلقة الثامنة]
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:خاص | 28 إبريل | منصور البكالي | المسيرة نت: في أروقة مظلمة، وبين جدران باردة تحمل ندوب الذكريات، يروي المجاهد "علي شرف الدين"، ورفاقه فصولاً مؤلمة من الاعتقال والتعذيب، لم تكن جريمتهم سوى ترديد شعار بسيط ولكنه مدوٍ: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
-
التصنيفات:ثقافة
-
كلمات مفتاحية:
في الجمعة الثانية من انطلاق هذه الصرخة، وجد "شرف الدين" نفسه وثلاثة رفاق آخرين، "طه الهادي" و"جعفر المرهبي" و"نبيل أبو عمره" و"عبد الله عزي عياني"، مكبلين بالأصفاد داخل زنازين الأمن السياسي في اليمن.
لم يكونوا وحدهم، فكل جمعة كانت السلطات تعتقل أربعة أو خمسة آخرين، حتى امتلأت السجون بأصوات القادمين من صنعاء وصعدة ومدان عمران، جميعهم قاسمهم المشترك، تهمة واحدة، التعبير عن رفضهم للسياسات الأمريكية في المنطقة.
يقول "شرف الدين" بمرارة: "لم يكن هناك حل، الزعماء كانوا راضخين لأمريكا في حربها على ما يسمى بـ "الإرهاب"، والشعوب كانت راضخة بعد احتلال أفغانستان والعراق، وبعد ترديدنا للشعار قيل لنا من قبل الساخرين ماذا بعد الشعار، فرد عليهم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي _رضوان الله عليه_ بسؤال ماذا بعد العراق؟ ليواجه به صمت العالم ونخبته المثقفة تجاه الشعارات الأمريكية الزائفة عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
لم تستطع الديمقراطية الأمريكية، كما يصفها "شرف الدين"، أن تتحمل دقيقة واحدة من هذا الهتاف في الجامع الكبير بصنعاء، فكانت الأوامر واضحة للسلطة، اعتقال كل من يجرؤ على رفع هذا الصوت.
داخل سجن الأمن السياسي، بدأت فصول جديدة من المعاناة، الزنازين الضيقة، التي كانت مخصصة لشخص أو شخصين، اكتظت بخمسة أو ستة معتقلين.
الحصار امتد ليشمل أبسط الحقوق الإنسانية، حيث تقييد الوصول إلى الحمامات، وتجويع متعمد عبر تقديم طبق صغير من الأرز لعشرة أو عشرين شخصًا.
ويتابع شرف الدين " عندما تضاعفت أعدادنا عزلونا في عنبر لوحدنا، وكان يصلنا كل يوم جمعة دفعة من المكبرين الذين يعتقلوهم من الجامع الكبير، حتى لم يبق مكبر واحد من سكان صنعاء، جميعنا كنا في السجن".
ويضيف: " في هذه الفترة، تم ارسال مكبرين من محافظة صعدة من قبل السيد حسين _رضوان الله عليه_ وأبو يحيى الرزامي ، والسيد عبدالملك _يحفظه الله _ كل جمعة 8 أفراد، يذهبون لترديد الصرخة في الجامع الكبير ، ويعتقلونهم على الفور ، ويأتون بهم إلينا، واستمر الحالة بهذا الزخم، ما ضاعف اعدادنا في الزنازين، وتضاف التجويع لنا"
لم يقتصر الأمر على الاعتقالات، بل امتد ليشمل أساليب وحشية لقمع هذه الأصوات، "كانوا يريدوننا أن نتوقف عن الصرخة يوم الجمعة ونحن في المعتقل، فقررنا ترديد الصرخة بعد كل فريضة، فزاد التركيز علينا وتضاعف الانتقام منا، ومورس بحقنا عقوبة التنقل المستمر بين الزنازين والعنابر المختلفة، حتى أن مدير الأمن السياسي في تلك الأيام، غالب القمش، كان يعترف بسخرية: "نمنعهم من الشعار خارجًا، ويأتون لترديده عندنا!".
ويتابع "بعد العزل والتفريق، بدأت مرحلة جديدة من التعذيب الجسدي، كانوا يدخلون علينا بالهراوات، ويضربوننا حتى احترقت أجساد البعض منا بالكامل، وأتذكر أن من بين الضحايا الذين تعذبوا كثيراً ، أبو نوح، ومحمد السياني"، بالإضافة إلى آخرين بقيت آثار الحروق والضرب على أجسادهم شاهدة على تلك الفترة المظلمة التي استمرت سبعة أشهر.
الدافع وراء هذه الصرخة، كما يشرح شرف الدين، كانت دافعًا دينيًا وإنسانيًا، فالغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، وسفك الدماء في مناطق متعددة، كانت شواهد حية دفعت الشهيد القائد والشباب المجاهدين إلى مواجهة هذه السياسات بشعار يمثل، سلاحًا لكشف الزيف الأمريكي.
لم تتوقف الإجراءات القمعية عند حدود التعذيب الجسدي والنفسي، بل امتدت لتطال الحق في الزيارة، ومُنع العديد من السجناء لسنوات من رؤية آبائهم وإخوانهم وأقاربهم وحتى زوجاتهم، وإذا سُمح بالزيارة، كان الهدف غالبًا هو ممارسة الإغراء أو الضغط على السجين للتخلي عن شعار الصرخة مقابل حريته.
ويقول شرف الدين: "بعد ما زاد عددنا في سجن الأمن السياسي، تم نقل زملائنا المكبرين من أبناء محافظة صعدة إلى السجن في مدينة صعدة، فقل عددنا، وفرقونا على الزنازين الانفرادية لشهور، وهذا نوع من العذاب النفسي".
ذكريات المكبرين على جدران الزنازين، شهدت جدران زنازين الأمن السياسي أسماء السجناء المكبرين محفورة عليها كشواهد صامتة على صمودهم، من بين هذه الأسماء "جعفر المرهبي، و رازح القلعة" و"طيب صيفان" و"عبد الله صالح روحة مران".
رسائل تربوية من قلب المعاناة.. المقاطعة الاقتصادية سلاحًا
في مشهد يبعث على التأمل، يذكر كيف كان الزوار يجلبون بعض المواد الغذائية للمعتقلين، ولكن اللافت كان تعامل السجناء مع هذه المواد، فإذا كانت من ضمن قائمة البضائع الأمريكية والإسرائيلية المقاطعة، كانوا يرفضون استخدامها ويعيدونها للزائر، حتى لو اضطروا للانتظار أشهرًا طويلة، فكانت هذه رسالة واضحة وقوية للمجاهدين خارج السجن، تؤكد على التزام هؤلاء السجناء بمشروعهم القرآني حتى وهم خلف القضبان.
هذه الشهادات الحية من داخل سجون الأمن السياسي تكشف عن جانب مظلم من تاريخ اليمن، حيث قوبلت حرية التعبير بالاعتقال والتعذيب والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.
إنها قصة إنسانية تسلط الضوء على ثبات الموقف النابع من المعتقد الإيماني في وجه القمع، وعلى التضحيات الجسام التي قدمها المجاهدون، دفاعًا عن قناعاتهم ورفضًا للظلم والاستبداد، والهيمنة الصهيو أمريكية على العالم.
كما تبرز هذه الروايات الأبعاد القانونية والحقوقية لهذه الجرائم التي ارتكبت بحق هؤلاء السجناء دون ذنب، وتستدعي تأملاً كبيراً لمن يعايش الصرخة اليوم، دون شعوره بالثمن الباهظ والتضحيات الجسيمة، والمعاناة الكبيرة، الذي دفعها المكبرون الأوائل، حتى وصلت إلينا.

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية 03 ذو القعدة 1446هـ 01 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 26 شوال 1446هـ 24 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على #غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 19 شوال 1446هـ 17 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان على غزة وآخر المستجدات الإقليمية والدولية 12 شوال 1446هـ 10 أبريل 2025م

شاهد | لقاء لقبائل جهران في ذمار براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاء لقبائل بني الضبيبي في ريمة براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاءات قبلية في صعدة للبراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م