وفي اتصال مع قناة "المسيرة"، صباح اليوم الخميس، أوضح الدكتور الدقران أن قوات العدوّ ترتكب المجازر بحق الفلسطينيين بشكل يومي.

وأكّد أنه أمام الأعداد الكبيرة من الجرحى وخاصة أن معظم الإصابات خطيرة لا تستطيع المستشفيات تقديم الخدمة الصحية اللازمة لهم؛ بسبب أن قوات العدوّ الصهيوني لا زالت تحاصر قطاع غزة وتغلق المعابر وتمنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى ذلك يقوم العدوّ باستهداف المستشفيات في القطاع.

ولفت إلى أنه "يوم أمس قام العدوّ بقصف مستشفى الشهيد محمد الدرة، ودمر قسم العناية بالمستشفى، وكذلك الطاقة الكهربائية، مضيفاً أن العدوّ لم يكتف بالقتل والتدمير والاستهداف ولم يكتف بمنع إدخال الدواء والغذاء لأطفال غزة، بل يمعن في حرمانهم من الحياة بقصف المستشفيات الخاصة بهم".

ما يحدث في غزة جريمة متكاملة الأركان

وبيّن أن أطفال غزة هم الآن في أشد مراحل سوء التغذية وصعوبة متابعتهم صحياً؛ بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال وحتى مياه الشرب غير متوفرة في قطاع غزة.

وقال الدقران: نحن الآن في المرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية، وهي المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية، وإن انعدام التغذية المناسبة والأدوية للأمهات الحوامل ينعكس بشكل خطير على المواليد، خاصة الأطفال الخدج.

وأضاف أن استمرار منع الإمدادات الغذائية والدوائية، يشير إلى أن أطفال قطاع غزة أمام وضع خطير جدًّا، ولذلك نسبة الأطفال الخدج زادت بشكل كبير؛ بسبب عدم وجود مواد غذائية لتغذية الأمهات، وبسبب عدم توفر الرعاية الصحية للأمهات.

وأكّد أن ما يحدث في قطاع غزة هو جريمة متكاملة الأركان، باستهداف المستشفيات، وبعدم إدخال الدواء والمواد الغذائية، وعدم إدخال حليب الأطفال.

وبشأن نقص الأدوية مع استمرار الحصار الصهيوني الكامل على القطاع، أوضح الدقران أن حوالي 40% من الأدوية الأساسية في المنظومة الصحية رصيدها صفر، وكذلك 60% من المهام الطبية رصيدها صفر، محذرًا من أن الوضع ينذر بكارثة صحية تهدد مئات الآلاف في القطاع المحاصر.

وأشار إلى أن هناك خطرًا على حياة أكثر من 600 ألف طفل في قطاع غزه، محذرًا من حدوث أوبئة كثيرة، وأعداد كبيرة من الوفيات خصوصاً بين الأطفال، مؤكّدًا أن الأدوية الخاصة بالأطفال شبه منعدمة.

 كما حذر من أن المنظومة الصحية على اعتاب الانهيار إذا ما استمرت قوات العدوّ الصهيوني في إغلاق المعابر وعدم إدخال الأدوية، مضيفاً أن ما تقوم به قوات العدوّ من إغلاق المعابر وارتكاب المجازر المروعة باستهداف خيام النازحين يعد من أبشع فصول الإبادة الجماعية.

وندّد الدكتور خليل الدقران، بالصمت العالمي تجاه ما يحدث في قطاع غزة، الذي منح الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في ارتكاب المجازر بحق المواطنين في قطاع غزة وخاصة الأطفال، مشيرًا إلى أن معظم الإصابات التي تدخل إلى مستشفيات غزة هي من الأطفال.

وأكّد الدقران أن جثامين جثث الأطفال المحروقة تعد شهادة دامغة على سقوط كلّ المعايير الإنسانية، وعلى انكشاف زيف النظام الدولي وتعري ادّعاءات حقوق الإنسان.

وشدّد على ضرورة وقوف العالم أمام مسؤولياته لوقف العدوان ووقف المجازر، وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى القطاع قبل فوات الأوان.