• العنوان:
    اليمن العريق.. صمودٌ يتحدَّى الكيانَ اللقيط
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في الوقت الذي تعاني فيه العديدُ من الدول العربية من ضغوط التطبيع مع الكيان الصهيوني، يبرزُ اليمنُ كقوة صامدة ترفُضُ الانحناء، بل وتتحول إلى تهديد استراتيجي لكيان العدوّ الإسرائيلي، ليس فقط بالخطاب، بل بالفعل المقاوِم الذي يهز أركان المشروع الصهيوني.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فكيف يستطيعُ بلدٌ يعاني من عدوان وحصار أن يصبحَ كابوسًا لـ(إسرائيل) وأمريكا؟

يمتدُّ تاريخُ اليمن آلاف السنين، حَيثُ كانت مهدَ الحضارات القديمة، من سبأ وحمير إلى مملكة معين. بينما "إسرائيل" كيان حديثَ النشأة، صنعته بريطانيا وفرنسا ثم تبنته أمريكا ليكون أدَاةَ هيمنة في المنطقة.

الفارق بينهما كالفارق بين شجرة زيتون متجذرةٍ في الأرض، وبين غُصنٍ مقطوع يحاولُ أن يغرسَ نفسَه فوق جثثِ الفلسطينيين.

لم يكتفِ اليمنُ بإصدار البيانات والشجب والاستنكار، بل انتقل إلى مرحلة الضربات الاستراتيجية التي تعطّل الملاحة البحرية نحو "إسرائيل"، وتُكبِّدُ الكيانَ الصهيوني خسائرَ بمليارات الدولارات.

عملياتُ القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر لم تكُــنْ مُجَـرّد رد فعل، بل كانت ضربات محسوبة ببراعة، تثبت أن المقاومةَ ليست حكرًا على دول بعينها، بل هي خيارُ أية أُمَّـة ترفُضُ الذل.

الضرباتُ اليمنية كشفت هشاشةَ "إسرائيل"، التي كانت تدَّعي أنها "قوةٌ لا تُقهَـر". فبعدَما كانت تُلقِي بالوعيد من خلف الجدار الفولاذي والأسلحة الأمريكية، أصبحت اليومَ عاجزةً عن حماية سفنها في مياهٍ تبعُـــدُ آلافَ الأميال عن اليمن.

العمليات اليمنية لم تستهدف السفن فحسب، بل استهدفت أَيْـضًا "الهيبةَ" المزيَّفةَ التي حاول الكيان الصهيوني صنعها لعقود.

في الوقت الذي تقف فيه بعض الأنظمة العربية موقفَ المتفرِّج، أَو حتى المتواطئ، يأتي اليمنُ ليُعطيَ درسًا في كيف تدافعُ الأُمَّــة عن نفسها. لو كانت هناك جبهةٌ عربية حقيقية، لكانت (إسرائيل) قد انهارت منذ زمن. لكن اليمن، رغم كُـلِّ ظروفه الصعبة، يثبت أن الإرادَةَ تكسر كُـلّ الحسابات المادية.

الضربات اليمنية ليست سوى حلقة في سلسلة المقاومة المتصاعدة، من غزةَ إلى لبنانَ إلى العراق. كُـلّ ضربة جديدة تُثبِتُ أن "إسرائيل" ليست أكثرَ من "عملية نصب" تاريخية، سَرعانَ ما سينكشفُ زيفُها. واليمن -بكل ما يملك من إمْكَانيات محدودة- يشارك في فضح هذه الخدعة الكبرى.

الخلاصة أن اليمن لم يعد ذلك البلدَ الذي يُنظَرُ إليه من خلال صور المجاعة والحرب فقط، بل أصبح رمزًا للمقاومة التي ترفُضُ الانكسار. بينما "إسرائيل" -رغم كُـلّ دعم أمريكا- تتحول إلى كيان منهَكٍ، يفقد شرعيتَه وهيبتَه يومًا بعد يوم. المعركة طويلة، لكن التاريخ يعلِّمُنا أن الباطلَ -مهما طال عمرُه- مصيرُه الزوال.

قوائم التشغيل
خطابات القائد