• العنوان:
    أمريكا تواجه نكسة أخرى في اليمن شبيهة بأفغانستان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير| 09 أبريل | هاني أحمد علي | المسيرة نت: على غرار العدوان السعودي الإماراتي، وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها غارقة في الوحل اليمني، بعد أن كانت تظن اليمن لقمة سائغة وسهلة المنال. وعلى خطى متحدث تحالف العدوان، أحمد العسيري، الذي أعلن بداية العدوان على اليمن في العام 2015 أنه لن يستغرق سوى أسبوعين فقط للانتصار على اليمن، ليحتاج أكثر من 10 سنوات كي يفوق من الوهم.
  • كلمات مفتاحية:

 

وعلى ذات المنطق، يقود ترامب قواته إلى الجحيم في البحر الأحمر، ظناً منه بالقدرة على كسر إرادة الشعب اليمني، الذي أكد قائده وزعيمه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قبل أيام، بأن اليمنيين على استعداد للقتال حتى قيام الساعة.

من جانبها أكّدت وسائل إعلام أمريكية، أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من التفوق على واشنطن من خلال إنهاك البحرية الأمريكية، وخلق تحديات عملياتية كبيرة قللت من فعالية السفن الحربية وحاملات الطائرات؛ الأمر الذي وضع الولايات المتحدة في مأزق استراتيجي.

وأوضحت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، في تقرير صادر عنها بعنوان: "كيف تفوق الحوثيون على واشنطن" أن قوات صنعاء تمكنت من استغلال حالة الإرهاق التي تعاني منها البحرية الأمريكية بمهارة.

وذكر التقرير أن اليمنيين يرفضون التوقف، برغم جهود البحرية الأمريكية وحلفائها، مشيراً إلى أن واشنطن فشلت في الحفاظ على حركتها الملاحية في إحدى أهم نقاط الاختناق البحري في العالم، وهي مضيق باب المندب.

ووفقاً للتقرير، فإن الثورة التكنولوجية في الحرب البحرية، التي أحدثتها أنظمة الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيّرة، أتاحت للقوات اليمنية السيطرة على البحر الأحمر، مبيناً أن الدرس الأول من معركة البحر الأحمر هو "التكنولوجيا"، موضحاً أن الطائرات المسيّرة وأنظمة الصواريخ الأرضية أصحبت قادرة الآن على تدمير السفن الحربية السطحية على بُعد مئات أو حتى آلاف الأميال من السواحل.

وأضاف مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن عمليات اليمنيين في البحر الأحمر تبرز الوضع الصعب الذي تواجهه البحرية الأمريكية، فبعد أن فقدت مكانتها كأكبر قوة بحرية في العالم- وتخلت عن هذه المكانة للصين- تبحث البحرية عن أساليب جديدة للتعامل مع الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن؛ فقد أثبتت حاملات الطائرات والسفن الحربية القديمة، المجهزة بطائرات مأهولة باهظة الثمن ومتطورة وأنظمة صواريخ، أنها غير مُلائمة تماماً لهذا العصر الجديد من الحروب، ويُعدّ تطوير هذه الأسلحة لمواجهة تلك الصواريخ والمسيّرات عملية قد تستغرق سنوات من البحرية والكونغرس في التطوير والتحسين.

وبيّن التقرير أن الدرس الثاني الذي قدمته معركة البحر الأحمر هو أن البحرية مُرهَقةٌ للغاية، فقد اضطرت إلى إبقاء ما يصل إلى مجموعتين من حاملات الطائرات مُرابطتين في منطقة البحر الأحمر لمواجهة عمليات قوات صنعاء المنفذة ضد السفن الحربية والتجارية، ورغم هذه القوى الجبارة، لا يزال البحر الأحمر مُغلقاً تماماً.

وأوضح أنه في غضون ذلك لا تزال التحديات المُتنافسة في أجزاء أخرى من العالم تستدعي اهتمام البحرية، ولا سيَّما الصين، حيثُ يواجه أسطول المحيط الهادئ الأمريكي، الذي يتألف من حوالي 200 سفينة، أكثر من 400 سفينة حربية تابعة لجيش التحرير الشعبي مباشرةً.

وشكك التقرير من أن تتمكن البحرية الأمريكية يوماً ما من بلوغ حجم البحرية الصينية، لافتاً إلى أن أحواض بناء السفن الأمريكية المتقادمة لا تملك القدرة الإنتاجية الكافية، مبيناً أنه إلى جانب الصين واليمنيين، يجب على البحرية أيضاً أن تكون مستعدة لمواجهة إيران، ففي وقت سابق من هذا العام، طُلب منها المساعدة في حماية إسرائيل من موجات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية، بينما كانت تواجه في الوقت نفسه عمليات اليمنيين في البحر الأحمر، التي تأتي في إطار الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني المظلوم.

ولفتت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إلى ضرورة ربط مجموعة أو أكثر من حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر ــللمشاركة في لعبة مكلفة وخطيرة مع اليمنيين بالصواريخ والطائرات بدون طيارــ تصبح مهمة مكلفة، وفي نهاية المطاف، غير قابلة للاستمرار على المدى الطويل.

واعتبر التقرير أن تصعيد إدارة ترامب ضد اليمنيين يأتي من واقع إدراك التحديات التي تواجهها البحرية الأمريكية، لكنه في الوقت نفسه أوضح أن النتائج الأولية تشير إلى أن القوة الجوية المُسرّعة قد لا تكون كافية.

وأردف قائلاً: "على الرغم من الإنفاق المُعلن عنه لأكثر من مليار دولار على الذخائر الجوية في ثلاثة أسابيع فقط، استمرت عمليات اليمنيين في البحر الأحمر بلا هوادة، وإذا لم تتمكن القوة الجوية من إسكات قوات صنعاء بشكل دائم، فسيكون أمام واشنطن قرارٌ صعبٌ".

وقال التقرير: إن أحد الخيارات التي ستواجهها الولايات المتحدة سيكون الانسحاب ببساطة من البحر الأحمر وترك الأمر للحلفاء الأوروبيين لمواصلة التعامل عسكريًّا مع اليمنيين؛ فأوروبا الغربية، في نهاية المطاف، تعتمد اقتصادياً على الوصول إلى طريق النقل في البحر الأحمر أكثر من الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن هذا ربما كان يدور في ذهن نائب الرئيس جيه دي فانس، بلا شك عندما انتقد مؤخراً الأوروبيين ووصفهم بأنهم متطفلون في حملة البحر الأحمر.

وذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن اليمنيين وضعوا الولايات المتحدة في مأزق استراتيجي، ولم يتركوا لها خيارات جيدة، داعية إدارة ترامب إلى سرعة الخروج من هذا المأزق وإلا فإنها ستدفع ثمناً باهظاً، حيثُ وقد يأتي وقت لن يكون فيه أمام واشنطن خيار آخر سوى التصعيد أكثر، أو مواجهة نكسة أخرى شبيهة بانتكاسة أفغانستان، وهذه المرة على يد اليمنيين.

قوائم التشغيل
خطابات القائد