• العنوان:
    21 مارس خلال 9 أعوام..  34 شهيداً وجريحاً وتدمير للمنازل والمنشآت التعليمية والاقتصادية والبنى التحتية في جرائم حرب لقصف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    محافظات | 22 مارس | المسيرة نت: منصور البكالي: تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يوم الحادي والعشرين من مارس خلال الأعوام: 2016 م، و2018م، 2021م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، بغاراتِه الجوية المباشرة، على منازل المواطنين وشاحنات وسيارات نقل مدنية والجسور والأسواق والمعاهد، ومنشآت صناعة الأغذية وتسويقها، في محافظات الجوف، وإب، والحديدة، وصنعاء.
  • كلمات مفتاحية:

 

 أسفرت عن 19 شهيداً، و15 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وترويع الآمنين، ونزوح وحرمان عشرات الأسر من مآويها ومصادر عيشها، ومضاعفة معاناتها، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية، وتشديد الحصار، وانتهاك المواثيق والقوانين الدولية.

   وفيما يلي أبرز التفاصيل:

   21 مارس 2016.. جريحان بغارات سعودية أمريكية تدمر جسر السياني وتعزل قرى وتفاقم معاناة المدنيين في إب:

 في الحادي والعشرين من مارس 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغارات طيرانه الحربي الغاشم، جسر السياني الرئيسي في مديرية السياني بمحافظة إب، ما أدى إلى جرح مدنيين، وتدمير الجسر بالكامل، الذي يُعدُّ أحد أهم المعابر الحيوية الرابطة بين قرى المحافظة والمدن والمناطق المجاورة، وتحوّل الجسر، الذي بُني قبل عقود لخدمة آلاف السكان، إلى ركام من الحديد والإسمنت المتناثر في وادي السياني، ما عطّل حركة التنقل ووصول الإمدادات في منطقة تعتمد على هذا الشريان الحيوي لتأمين الغذاء والدواء.

كما أسفرت الجريمة عن تداعيات إنسانية، حيث عزلت قرى وقطعت سُبل الحياة، وتسببت بكارثة تنقلية، قطعت عشرات القرى والمناطق عن العالم الخارجي وتأخر وصول المواد الغذائية، والإمدادات الطبية، وتعذّر وصول سيارات الإسعاف إلى مرضى بحالات حرجة، ما أدى إلى تفاقم أوضاعهم الصحية، إضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية، واضطر السكان والمسافرون إلى السير لمسافات طويلة عبر طرق وعرة، حاملين المرضى على الأكتاف، وتأثيرات اقتصادية طويلة الأمد تؤثر على البنية التحتية، وشبكة الطرقات، وارتفاع أسعار المواد الأساسية ومخاطر النقل والتنقل، وشلل تجاري وانهيار سُبل العيش، إثر فقدان مئات السائقين لمصدر رزقهم بعد توقف حركة الشاحنات، ما زاد من معدلات الفقر والبطالة.

بعد الاستهداف كانت أفواج المسافرين العالقين على ضفتي الجسر بالمئات، هذا يحمل حقيبته فوق كتفه، وآخرين يحملون مريضهم على سواعدهم، والسير على الأقدام، للانتقال إلى الجهة الأخرى، والبحث عن سيارة أخرى.

يقول أحد الأهالي العالقين على طرف الجسر: "أمس الليل الساعة 3 قبل الفجر استهدف طيران العدوان هذا الجسر بـ 4 غارات، خبيثة وحاقدة، وهو الجسر الذي يخدم أكثر من ثلثي مديرية السياني، وهذا دليل على جبن العدو السعودي، على الشعب اليمني، جسر خط عام بين المحافظات المختلفة للجمهورية اليمنية".

 استهداف جسر السياني جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وانتهاك صارخ لنصوصه، إذ ينتهك استهداف الجسور المدنية المادة 54 من البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف، التي تحظر تدمير البنى التحتية الضرورية لبقاء المدنيين، وتؤكد منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها أن "الجسر لم يكن يُستخدم لأي أغراض عسكرية"، مُشيرةً إلى أن الهجوم عليه يُعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني، ويواصل العدوان تجاهله لكافة التحذيرات، بينما لم يحرّك المجتمع الدولي ساكناً لإنقاذ المدنيين من العزل المميت. 

في السياني، حيث يُذكّر دويّ الغارات المدمرة للجسر بغياب العدالة، تُختزل مأساة اليمن، فهنا جسر مكسور وشعب يُدفن تحت أنقاض الصمت الدولي، وتطالب منظمات إنسانية محلية ودولية بتجنيب البنى التحتية من الاستهداف، وضرورة إعادة إعمارها، لكن لا مجيب، ولا اعتبار لتدمير مئات الجسور وشبكات الطرقات منذ العام 2015م، وإن تحولت حياة المدنيين إلى جحيم، في ظل إفلات مجرمي الحرب من العقاب، وغياب الضمير العالمي.

 

 

 

  21 مارس 2016..15 شهيداً وتفاقم المجاعة بغارات العدوان السعودي الأمريكي على معهد الداهوق بسوق الاثنين وناقلات غذائية في الطريق العام بالجوف:

 

  في جريمة حرب مركبة، تهلك الحرث والنسل، وتُحوِّل سوقاً ومؤسسة إغاثية وشاحنات مدنية إلى ركام ، في وضح النهار، حين شنّ طيران العدوان السعودي الأمريكي، يوم الحادي والعشرين من مارس عام 2016م، غارات جوية مزدوجة استهدفت معهد الداهوق الزراعي  في سوق الاثنين، وناقلات غذائية على الطريق العام بمديرية المتون في الجوف، ما أسفر عن استشهاد 15 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وتدمير البنية التحتية الحيوية للمنطقة، المعهد الذي كان يُوزع البذور والأسمدة لدعم المزارعين الفقراء تحوّل إلى حطام محترق، بينما تشتعل النيران في شاحنات تحمل قمحاً وتموراً ومعلبات وحفاضات وأصناف عدة من المواد الغذائية والمنظفات، كانت مُتجهة إلى مخازن التجار في مناطق نائية تعاني من أبسط الخدمات.

يقول أحد الأهالي: "أمس البارح الساعة السابعة والنصف ليلاً، صاحب هذه القاطرة كان مجنباً هنا، من السيارات لتمر في الطريق الضيقة، وجاء الطيران، واستهدف قاطرة على بعد أمتار منها، ثم عاد الطيران واستهدف القاطرة الثانية بشكل مباشر، حتى بيوتنا ما سلمت تضررت وأطفالنا ونسائنا تفجعوا، هذا استهداف لكل شيء، هذه بضائع حفاظات ومنظفات ومواد غذائية، وهذا منزل، ومعهد كان في طلاب يتعلمون القرآن ويتدارسون فيما بينهم البين، لكن العدوان خاف منهم وهم أطفال وقصفهم".

سائق الشاحنة ومرافقيه حولتهم الغارات إلى أشلاء، حاول الأهالي تجميعها على خرقة قماش، لا يعرفون فرزها، فيما حول الطلاب إلى جثث هامدة، والمعهد إلى مقبرة جماعية".

هذه الجريمة لم تتوقف أثارها وتداعياتها الإنسانية، بحق عوائل وأسر الضحايا، الذين كانوا ينتظرون توزيع الغذاء قرب المعهد، فحول العدوان حياتهم إلى جثث مُشوّهة وأشلاء مبعثرة بين الأنقاض، وفوق الدمار، وعلى الشاحنات، ما أعاق عملية التعرف عليهم،

  الآثار الاقتصادية، تمثل ضربة لسُبل العيش الهشة، حين تدمير سوق الاثنين الأسبوعي الرئيسي في المنطقة، وفقد عشرات التجار الصغار مصدر رزقهم الوحيد، وانهيار القطاع الزراعي، إذ كانت 40% من عائلات المتون تعتمد على معهد الداهوق لتأمين البذور المدعومة، وتدميره يُعيدهم إلى الفقر المدقع. 

 الانتهاكات القانونية، هذه الجريمة استهداف ممنهج للقواعد الدولية، تنتهك المادة 8 من نظام روما الأساسي، التي تُجرم تدمير الممتلكات المدنية الحيوية أثناء الحروب، تؤكد منظمات إنسانية بأنه "لا وجود لأهداف عسكرية في المنطقة المُستهدفة"، مُشيرةً إلى أن الهجوم يُصنف جريمة حرب. 

وأمام هذه الجرائم يستمر المجتمع الدولي والأمم المتحدة في تجاهل معاناة المدنيين في اليمن، ولم يُعلن عن تحقيقات ذات مصداقية رغم وجود أدلة صورية وفيديوهات تثبت طبيعة الأهداف المدنية. 

في الجوف، حيث لا تزال روائح القمح وجثث الشهداء المتفحمة والمحروق تُذكّر بغارات 2016م، تُختزل مأساة اليمن، ورغم تصنيف الأمم المتحدة لليمن كـ"أسوأ أزمة إنسانية"، تظل الانتهاكات مُستمرة دون محاسبة، هذا التقرير يُذكّر العالم بأن استهداف المدنيين ليس رقمًا إحصائيًا، بل هو إبادة ممنهجة تُحاك خلف شاشات الدبلوماسية الصامتة.

 

     21 مارس 2018.. 5 شهداء وجرحى بغارات عدوانية على طريق مسورة حولت سيارة عائلية إلى جحيم بصنعاء:

 في اليوم ذاته من العام 2018م، كانت سيارة صفراء نوع "الجبان تويوتا" القديمة تسير ببطء على طريق مسورة الترابي، بمديرية نهم محافظة صنعاء، محمّلةً بنساء، عائدات ومعهن الحطب، فيما طيران العدوان السعودي الأمريكي، يبحث عن هدف مدني ليستهدفه، وما إن وصلت الأسرة البدوية إلى مكان مفتوح، باشرته الغارات محولة السيارة إلى كرة لهب مشتعلة، في جريمة حرب جديدة، أسفرت عن استشهاد السائق وإحدى بناته، وجرح 3 من النساء، بحروق بالغة الخطورة.

مشهد ما قبل الجريمة رحلة عادية لم تكن تُنذر بالنهاية، خرجت الأسرة البدوية، صباحاً لتأمين قوت يومهم، وتوفير الحطب الذي تحضر به طعامها، وتبيع منها جزءاً في صنعاء، بقيمة الدقيق والاحتياجات الأساسية، الأب يُمسك بمقود السيارة بينما تُشاركه زوجته في تنظيف أغصان القات، وبناته على صندوق السيارة يتحدثن عن أفضل الأماكن المجاورة التي يتواجد بها أشجار يابسة تفيد في جمع الحطب بسرعة، وما يردن شراءه من الهدايا حين يبعن الحطب، وتواصل السيارة سيرها باتجاه صنعاء، لم يعلم من فوقها أن طائرات "العدوان السعودي الأمريكي " القادمة من الأفق ستحوّل رحلتهم إلى كابوس وجحيم.

بعد الاستهداف كانت السيارة مجرد كومة لهب مشتعلة، ومن عليها على جانبي الطريق، مصابين بجروح وحروق غائرة، ودماء نازفة، فهرع أهالي القرى المجاورة إلى موقع الغارات، حاملين علب الماء وقطع قماش لإنقاذ ما تبقى من الأحياء، أحد المُنقذين يقول: "هذا طيران العدوان السعودي الأمريكي، استهدف سيارة عليها مواطنين بدو، نساء وأطفال، وحطب، هذه السيارة تحترق، وهنا العوائل جريحات، ويضيف في تساءله مع النساء، من ضربكم يا عمه؟ تجيب وهي مضرجة بالدماء: الطيران وكنا نحمل حطباً، اسعفونا نشتي نتعالج".

 الجريمة القانونية: "استهداف المدنيين جريمة حرب"، وبحسب منظمات إنسانية فإن استهداف مركبات مدنية دون وجود دليل على استخدامها عسكرياً يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، رغم وجود صور الأقمار الاصطناعية التي تُثبت عدم وجود أهداف عسكرية قرب موقع الضربة، يُعلق الخبير القانوني "عبد الوهاب الخيل": "هذه ليست أول جريمة ولن تكون الأخيرة.. الدم اليمني أرخص من تحقيق عدالة".

صرخة الناجين: "أين العالم من إبادة شعب أعزل؟، من جوار السيارة المحترقة تقول إحدى الجريحات "كنا نجمع الحطب فوق السيارة ويذهب زوجي لبيعه، لنوفر قوت يومنا، وما ذنبنا؟ أين هي العدالة الدولية؟ أين العالم ما يشاهد جرائم العدوان بحقنا؟".

في طريق مسورة، حيث لا تزال روائح اللحم البشري المحترق عالقةً بين الصخور، تُختزل فظاعة العدوان على اليمن: غارات لا تترك سوى الأيتام والدموع، وقانون دولي يموت صامتاً كلما حلّق طيران العدوان.

 

 

  21 مارس 2018.. شهيد وجرح طفلتان بغارات العدوان السعودي الأمريكي على منزل أحد المواطنين بالحديدة:

في اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، بغارات طيرانه الحربي المباشر على منزل أحد المواطنين في قرية الشرقية بمديرية الجراحي محافظة، الحديدة، أسفرت عن شهيد وجريحين، ودمار المنزل وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة، وترويع الأهالي، وموجة نزوح وتشرد وحرمان لعشرات الأسر، ومضاعفة المعاناة الإنسانية وتفاقم الأوضاع المعيشية.

غارات العدوان حولت المنزل الأمن إلى كومة دمار على النساء والأطفال، واختلطت الشظايا بالدماء والدموع، ورائحة الموت والبارود، وأصوات الاستغاثة تلت صوت الطائرات ودوي الانفجارات، فهرع الأهالي نحو المكان حاملين رعبهم وخوفهم، تاركين أهاليهم ينزحون في اتجاهات مختلفة، فيما الرجال يرفعون الأنقاض وينتشلون جثة الشهيد، والجرحى من تحت الأحجار والطوب والسقوف الخشبية البسيطة ، في مشاهد إنسانية تدمي القلوب.

 من فوق الدمار يقول أحد الناجين: "استهدفنا طيران العدوان، منزل جارنا سعيد على فاشق، فاستشهد وجرحن ثنتين من بناته، عادهن أطفال، ونفقت الكثير من الأغنام، والأبقار، هذه طفلة خرجناها من تحت الأحجار، انقذونا من العدوان والحصار، نحن فلاحون بسطاء، لا نعرف شيئاً عن السياسة، ماذا فعل أطفالنا ليُدفنوا تحت أنقاض منازلهم؟  

طفل فقد والده يبكي من فوي أنقاض منزله، ويعض على أصابعه من شدة الحزن، وعيونه تذرف الدموع المنهمرة بغزارة، ويصرخ بصوت حاد بريء، ويقول: "العدوان استهدف منزل جدي وأبي، وأسعفوهم للحديدة، وخواتي الصغار، ميت علينا الدواب والبقر والمواشي، الله يحرقه، جدي وأبي في المستشفى".

بعد الاستهداف تحول المكان إلى مأساة الإنسانية، أطفال بلا مأوى ونساء بلا عزاء، أطفال يبكون بين أكوام الأحجار، ونساء يحفرن بأيديهنّ بحثاً عن متعلقات تحت الرماد، ورجال يسعفون الجرحى، إلى مستشفيات تعاني من نقص المستلزمات الطبية والأدوية، وآخرون يجرّون النعش لدفن شهيدهم في مقبرة عشوائية حفرها الأهالي بأدوات بدائية، وسط حزن وهلع ويأس وإحباط من الجهود الأممية الساعية حينها لوقف إطلاق النار في الحديدة.

لم تكتف الجريمة بالجراحات الجسدية بل امتدت إلى جراحات نفسية لا تندمل بين نفوس الأطفال والنساء والنازحين الذين فقدوا أقاربهم ومنازلهم، وممتلكاتهم ، قبل أمنهم ومستقبلهم، وحقهم في الحياة والتعلم والعمل والاستقرار، فلم تكن هذه الغارات مجرد جريمة حرب بل فتحت أبواب الجحيم على سكان القرية، ويُظهر الأطفال نوبات هلع مع كل صوت يشبه دويّ الطائرات، فيما تعاني النساء من اضطرابات نفسية بعد فقدان عائلاتهنّ، وشردت عشرات الأسر خشية من تكرار الغارات، في محافظة يحاصرها العدوان ويقصفها من الجو والبر والبحر ليل ونهار. 

 

  21 مارس 2021..9 شهداء وجرحى بقصف طيران العدوان السعودي الأمريكي مبنى ومخازن شركة الصناعات الغذائية بميناء الحديدة:

وفي يوم 21 مارس 2021م، سجل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي جريمة حرب ضد الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغارات طيرانه الوحشي، مبنى ومخازن الشركة اليمنية الدولية للصناعات الغذائية في ميناء الصليف بمحافظة الحديدة، ما أسفر عن استشهاد عامل وإصابة 8 آخرين، ودمار وخراب واسع، وخسائر مادية ومالية بمئات الملايين، وتداعيات إنسانية واقتصادية لا حدود لها.

يقول أحد الموظفين الناجين من فوق دمار مكتبه: "هنا وصلت إحدى غارات العدوان السعودي الأمريكي على مكتب الشؤون المالية والإدارية لشركة الصناعات اليمنية الغذائية، واستهدفت المبنى بصاروخين، وجرح فيه 5 موظفين منهم 3 في العناية المركزة جراحاتهم خطيرة، وهنا مخزن قطع الغيار".

أحد الجرحى: "اثناء الاستهداف ما قدرت استوعب ما يجري لي، خرجت مسرعاً ما عاد أشوف حاجة، لا حمام ولا مكيف ولا مكيفات الدماء على جسدي وأنا مرعوب، أقول هذا كابوس، الصاروخ الأول جرحت فيه وخرجت إلى الخارج، وكنت نوم، لم أشعر بنفسي إلى خارج، حسيت أني في واقع، وبعدها عاد الطيران وضرب مرة ثانية على المخزن".

غارات العدوان التي تستهدف البنية الغذائية في ميناء وشريان حيوي لاستيراد المواد الغذائية والإغاثية إلى اليمن، وتعتمد عليها نسبة كبيرة من السكان وسط عدوان مستمرة منذ 2015م، جريمة حرب مركبة، تسببت بتداعيات إنسانية، ومثلت ضربة لقدرات البقاء، وفاقمت معاناة أسر الضحايا، وأحرقت مخازن تحتوي على آلاف الأطنان من المواد الغذائية، ما يهدد بزيادة معدلات الجوع في اليمن الذي يعاني من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 80% وفق برنامج الأغذية العالمي (WFP). 

إضافة إلى تأثيرات طويلة الأمد، عطلت توزيع المواد الغذائية التي كانت تُغطي احتياجات آلاف الأسر، وإغلاق جزئي للميناء يؤخر تفريغ سفن الإغاثة، والسفن التجارية، وتحذيرات من منظمة الصحة العالمية (WHO) من تفاقم سوء التغذية بين الأطفال، حيث يعاني 2.3 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد، وتوقف نشاط الشركة الدولية للصناعات الغذائية، التي توظف مئات العمال، يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة وتضخم أسعار المواد الأساسية، وحرمان مئات الأسر من مصادر عيشها.

 هذا الاستهداف جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك للقانون الدولي الذي يُحظر استهداف المنشآت المدنية الحيوية وفق المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف. يشير الخبير القانوني لصحيفة المسيرة" عبد الوهاب الخيل" إلى أن هذه الغارات تشكل جريمة حرب إذا ثبت عدم وجود هدف عسكري مباشر". 

 وصدرت حينها نداءات إنسانية عاجلة لوقف العدوان ورفع الحصار، إذ تطالب منظمات محلية ودولية برفع الحصار وإزالة العوائق أمام الإغاثة، وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن على أن استهداف البنى التحتية يُعقّد جهود وقف إطلاق النار في الحديدة، ويقوض جهود السلام والمفاوضات الجارية.

 في اليمن، حيث تُخلّف كل غارة جيلاً مشوّهاً بالخوف واليتم، والحرمان والتشرد، تُختصر مآسي العدوان وجرائمه بحق الإنسانية، حين تُبادل الأحياء المكتظة بالسكان بالمقابر، وتُحوّل الحياة إلى مجرد ذكرى يُنثر رمادها مع كل غارة.

جرائم العدوان في مثل هذا اليوم، وغيرها تسلط الضوء على الحاجة الملحة لوقف استهداف المدنيين والبنى التحتية، في وقت يُصنّف اليمن كأسوأ أزمة إنسانية عالمياً وفق الأمم المتحدة، وضرورة تحرك المجتمع الدولي لسرعة وقف العدوان ورفع الحصار، ومحاسبة مجرمي الحرب.

قوائم التشغيل
خطابات القائد