• العنوان:
    اليمن تردع ولا تُرتدع.. معركة الإرادة في مواجهة إمبراطورية القوة والغطرسة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    إرادةٌ لا تُكسَر.. في زمنٍ تسود فيه لغة التهديدات العسكرية والهيمنة الغربية، تبرز اليمن كقصة استثنائية لقوةٍ صغيرة تُعيد تعريف معادلات الصراع في المنطقة. فبينما تَعتبر الدول العظمى نفسها فوق القانون الدولي، يقدّم اليمن نموذجاً للردع القائم على الإيمان بالقضية، والتخطيط الاستراتيجي، وتوظيف الجغرافيا كسلاحٍ وجودي.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

العنوان "اليمن تردع ولا تُرتدع" ليس مجرد شعار، بل هو واقعٌ عسكري وسياسي تجسّده صنعاء في معركتها لدعم غزة ومواجهة تحالف العدوان الأمريكي-الإسرائيلي-البريطاني، مُحطِّمةً بعون الله كلّ حسابات "الخطوط الحمراء" التي رسمها الأعداء.

اليمن وغزة: معركة الإسناد بلا سقف.

  منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، تحوّل اليمن إلى جبهةٍ مفتوحةٍ لدعم غزة والمقاومة الفلسطينية، ليس عبر البيانات الدبلوماسية فحسب، بل عبر عمليات عسكرية. فبين أكتوبر 2023 ويناير 2025، نفّذت القوات المسلحة اليمنية مئات العمليات البحرية والصاروخية والجوية استهدفت:

1. تعطيل الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية: عبر استهداف سفنٍ مرتبطة بالكيان الصهيوني أو سفن الأمريكي والبربطاني اللذان تورطا في العدوان على اليمن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، مستخدمةً زوارق مُسيّرة وصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مُسيّرة.

2. ضرب عمق الأراضي المحتلة الفلسطينية: بتوجيه ضربات صاروخية ومُسيّرة نحو يافا ما يُسمى "تل أبيب" وحيفا وأم الرشراش (إيلات)، في رسالةٍ بأن اليمن قادرٌ على تجاوز الحدود الجغرافية المفروضة.

3. الردع المتصاعد: بإسقاط 15 طائرة أمريكية من نوع MQ-9 ريبر خلال 15 شهراً، واستهداف سفن وحاملات طائرات أمريكية بأسلحة محلية الصنع. 

هذه العمليات لم تكن ردود فعل عشوائية، بل جزءٌ من استراتيجية "الردع الديناميكي" التي تعتمد على تصعيد الضغط تدريجياً، مع الحفاظ على عنصر المفاجأة، وهو ما أكّده السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي: «خطواتنا ستتوالى، وسقفنا عالٍ جداً.

الهدنة والاختبار: حين يُكشف زيف العدو:

عندما أُعلنت الهدنة في غزة، أوقف اليمن عملياته العسكرية، مشترطاً رفع الحصار عن القطاع. لكن الكيان الصهيوني، بدعمٍ أمريكي، خرَق الاتفاق وعاد لفرض الحصار، مما دفع صنعاء إلى إعلان استئناف العمليات البحرية، مع تحذيرٍ واضح: "كلّ خطوة عدوانية ستواجه. هنا، برزت حكمة اليمن في ربط مصير عملياته بمصير غزة، مما حوّل دعم القضية الفلسطينية إلى محورٍ استراتيجيٍ لشرعية أي تحركٍ عسكري.

العدوان الأمريكي على صنعاء: محاولة فاشلة لكسر الإرادة 

في السبت (15 مارس 2025)، شنّت الولايات المتحدة عدوان بغاراتٍ على العاصمة صنعاء، ومحافظات عدة مدّعيةً "محاربة الإرهاب"، بينما الحقيقة تكمن في محاولةٍ يائسة لوقف نجاح اليمن في شلّ حركة الملاحة "الإسرائيلية"، لكن التصريحات الاستفزازية التي أطلقها المجرم والأرعن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي هدّد فيها اليمن بـ"الجحيم الذي لم يروه من قبل"، كشفت ثلاثة أمور:

1. عجز القوة الناعمة الأمريكية: فبعد فشل العقوبات والحصار، لم يبقَ سوى لغة التهديدات الفارغة.

2. الانكشاف الاستراتيجي: اعتراف ترامب بتكلفة الهجمات اليمنية على الاقتصاد الأمريكي والإسرائيلي ("مليارات الدولارات") يؤكد نجاعة اليمن في تحويل البحرين الأحمر والعربي إلى ساحةٍ لمعركة اللا تكافؤ.

3. الاستخفاف بالعقل: اتهام اليمن بـ"الإرهاب" بينما تُقتل أطفال غزة بالصواريخ الأمريكية هو ذروة النفاق السياسي. 

الرد اليمني: من منطق القوة إلى تفجير المفاجآت.

  اليمن لا يكتفي بالصمود، بل يردّ بقوةٍ تحمل رسائلَ مبطّنة:

  - عسكرياً: إسقاط الطائرات المسيّرة الأمريكية (MQ-9) ليس إنجازاً تقنياً فحسب، بل دليلٌ على تطوير منظومات دفاع جوي متطورة. أما استهداف حاملات الطائرات مثل "يو إس إس أيزنهاور" و "يو إس إس هاري ترومان" بصواريخ باليستية، فهو اختراقٌ لأسطورة "الدرع الأمريكي الذي لا يُثقب".

- استراتيجياً: السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر—شريان التجارة العالمي—يمنح اليمن ورقة ضغطٍ لا تقدر عليها حاملات الطائرات. 

- نفسياً: تصريحات ترامب المُهتزة ("سنستخدم القوة المميتة") تُظهر خوفاً من تحوّل اليمن إلى نموذجٍ يُلهب شعوب المنطقة ضد الهيمنة الأمريكية. 

رداً على تهديدات ترامب:

"إنّ من يظنّ أن اليمن—الذي صمدَ أمام تحالفٍ دولي تسع سنوات—سيُرهب بخطابٍ عنصري وحربٌ نفسية، فهو واهم. جحيمكم الذي تتوعدوننا به، سنحوّله—بعون الله—ناراً تأكل أحلامكم في الهيمنة. فكما أجبرناكم على إعادة رسم خريطة الملاحة العالمية، سنُجبركم على تعلم دروسٍ جديدة في الجغرافيا السياسية، من أعماق البحار إلى الفضاء الإلكتروني.

اليمن ومعادلة الردع: دروسٌ لقوى العالم.

  1. القوة الإيمانية الدينية: الإيمان بالله والجهاد كعقيدةٍ روحية حوّلها اليمن إلى سلاحٍ نفسي يُفكك معنويات العدو.

2. حرب الاستنزاف: تحويل الصراع إلى معركة تكاليف طويلة الأمد، حيث خسائر أمريكا (مليارات الدولارات) أكبر من قدرتها على التحمل.

3. الشرعية الأخلاقية: الربط الواضح بين عمليات اليمن ودعم غزة كسب تعاطفاً عالمياً حتى من خصومه.

اليمن… عنوانٌ للمستقبل.

اليمن لم يعد مجرد دولةٍ فقيرة في قارة آسيا، بل تحوّل إلى أيقونةٍ للمقاومة الذكية التي تجمع بين العقيدة الدينية والحرب غير المتماثلة. تصريحات ترامب وأمثاله لن تُغيّر من حقيقة أن صنعاء نجحت في فرض قواعد لعبةٍ جديدة: فـ"الردع" لم يعد حكراً على من يملك الطائرات النووية، بل أصبح لمن يمتلك الإرادة التي تصنع المستحيل. والرسالة الأخيرة لأعداء اليمن وفلسطين: "اليمن قادمٌ بخطواتٍ لا تُحسب… فاستعدوا".

قوائم التشغيل
خطابات القائد