-
العنوان:15 مارس خلال 9 أعوام.. أكثر من 200 شهيد وجريح في جرائم حرب متفرقة بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:محافظات | 16 مارس | المسيرة نت: المسيرة نت: منصور البكالي: تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في الخامس عشر من مارس خلال الأعوام: 2016م -2022م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بسلسلة غاراته الجوية المباشرة،
-
التصنيفات:محلي العدوان السعودي الأمريكي
-
كلمات مفتاحية:
وقصف جيشه ومرتزقته المدفعي والصاروخي، وقنابله العنقودية، على المنازل والأسواق والمدارس والمستشفيات، والمزارع وخيام النازحين، والمحلات التجارية، والأحياء السكنية، في محافظات حجة، وصعدة، والحديدة، وصنعاء، في يوم هز ضمير الإنسانية.
أسفرت عن أكثر من 100 شهيد، و100 جريح، بينهم أطفال ونساء، جلهم من المتسوقين والباعة والمرضى، والمسعفين، ومشاهد صادمة للدمار والأشلاء والجثث المتفحمة والدماء المسفوكة، والحرائق للممتلكات والأرواح وتشريد عشرات الأسر من مآويها، ومدخراتها، وحق الرعاية الصحية، ومعيليها، وانتهاك فاضح للقوانين الدولية والإنسانية، وخرق وقف إطلاق النار في الحديدة، وترويع الأهالي، وتدمير لحاضر ومستقبل اليمن وتدمير بنيته التحتية، وأراضيه الزراعية وبيئته الخصبة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
15 مارس 2016.. 157 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب وإبادة جماعية بغارات العدوان السعودي الأمريكي على سوق الخميس بحجة:
في يوم الخامس عشر من مارس/آذار 2016م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي واحدة من أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية في محافظة حجة شمال اليمن، حيثُ قصفت طائراته سوق الخميس الشعبي في مديرية مستبأ، قلب الحياة الاقتصادية للمديرية، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، منازلَ مدنية ومحالاً تجارية ومركباتٍ عابرة، والمسعفين، ما أسفر عن 157 بين شهيد وجريح، بينهم أطفال ونساء، محوِّلاً السوق المزدحم إلى ساحة أشلاء، وجثث متفحمة ومقطعة، وشلال دماء مسفوكة، وجريمةً تُلخّص فظاعة حربٍ عدوانية ظالمة تطحن القانون والإنسانية وتنهي البشرية معاً.
غارات مباشرة ومتلاحقة تقطع أنفاس السوق.. شهادات من قلب الجحيم
"بدأ كيوم عادي.. ثم تحوّل إلى كابوس"، بهذه الكلمات يصف "أحد الجرحى المتسوقين"، اللحظة التي سمع فيها صوت تحليق طيران العدوان فوق سماء السوق ، قبل أن تنزل الغارات وتندلع النيران في كل اتجاه، السوق الذي كان يضم مئات الباعة والمشترين، تحوّل إلى كومة من الحديد المشوّه والجثث المحترقة، المتفحمة، والأشلاء المتراكمة بين الأنقاض، انتشل المسعفون جثث عدة منها جثث أطفال علقت ألعابهم البلاستيكية بين الحطام، وأجساد بريئة لمزارعين كانوا يحملون سلال الخضار لبيعها.
تقارير محلية أفادت بأن العدوان استخدم قنابل عنقودية محظورة دولياً، مما ضاعف الخسائر، حيث انفجرت شظاياها الصغيرة عشوائياً بين المارة، والمسعفين والناجين "حتى الجرحى لم يسلموا.. الشظايا مزّقت أجسادهم وهم يحاولون الهرب"، يقول مسعف كان في المكان.
تداعيات اقتصادية وبيئية.. تدميرٌ لا يكتفي بالأرواح
لم تكن الضحايا البشرية وحدها نتيجة الإبادة الجماعية لاستهداف السوق، الذي كان يُشكل مصدر رزقٍ لعشرات الأسر الفقيرة، حين تحوّل إلى ركام، محال بيع الحبوب والأدوية احترقت، وسيارات النقل الزراعي تحوّلت إلى خردة، ومخازن الغذاء ابتلعتها النيران، "خسرت كل مدخراتي في دقائق، كل شقاء وجهد عمري، حتى دفاتر الديون لم تسلم من الحريق"، يقول تاجر أربعيني نجا من المجزرة، كان يعيل 8 أفراد من عائلته عبر متجر لبيع المواد الغذائية.
الأضرار البيئية كانت كارثية أيضاً: تسرب مواد كيميائية من المحال المحترقة إلى التربة، وتلوث الهواء بالغازات السامة الناتجة عن احتراق المواد البلاستيكية والمبيدات، مما هدد بانتشار أمراض مزمنة بين الناجين.
انتهاكات القانون الدولي.. جريمة مكتملة الأركان
الاستهداف المباشر على المدنيين المتسوقين والباعة في سوق الخميس لم يكن "خطأً عسكرياً" عابراً، بل جريمة حرب وإبادة جماعية، بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تُجرّم الهجمات العشوائية أو المباشرة ضد المدنيين والمنشآت غير العسكرية، اتفاقية جنيف الرابعة (1949) أيضاً تحظر تدمير الممتلكات الضرورية لبقاء السكان، مثل الأسواق والمحاصيل.
رغم ذلك، لم تتحرك الدول الضامنة للقانون الدولي، بل استمرت في تزويد دول العدوان بالسلاح والدعم السياسي، تقرير لـ "منظمة العفو الدولية" عام 2016 وثّق استخدام العدوان السعودي الأمريكي أسلحة محظورة في حجة، لكنه ظل حبراً على ورق.
من مستبأ إلى لاهاي.. إبادة جماعية تبحث عن عدالة
اليوم، بعد 8 سنوات من المجزرة، لا تزال عائلات الضحايا تنتظر تحقيقاً دولياً يُعيد لها جزءاً من الكرامة المسلوبة، لكن الغبار الذي غطّى أنقاض سوق الخميس لم يعد رماداً فقط، بل تحوّل إلى رمزٍ لصمت العالم المُريب، السؤال الذي تُجسده دموع اليتامى والأرامل والثكالى وأمهات فقدن فلذات أكبادهن في هذه الإبادة الجماعية: "أي قانون هذا الذي يُدين الضعيف ويُبرئ من يملك المال والسلاح والهيمنة؟" اليمن تنتظر العدالة، جرائم لا تسقط بالتقادم.
15 مارس 2017.. القنابل العنقودية في صرواح مأرب.. جرح لا يندمل تحت أنقاض الذاكرة
في 15 مارس/آذار 2017م، تحوّل هدوء منطقة "القتب" بمديرية صرواح في مأرب إلى جحيم مفتوح، بعد أن ألقت طائرات العدوان السعودي الأمريكي قنابلَ عنقوديةً محرّمة دولياً على منازل ومزارع مدنية، في جريمة حرب جديدة، خلّفت شهداء وجرحى، ودمّرت ممتلكات الأهالي، لم تكن مجرد "خطأ عسكري" عابراً، بل جريمة ممنهجة تكشف كيف حوّلت دول العدوان اليمن إلى مختبرٍ لأسلحة محظورة ترميها على المدنيين، والقيم الإنسانية معاً.
لم يكن سكان صرواح يتوقعون أن غروب ذلك اليوم سيختلف عن سابقه، لكن صوت الطائرات المفاجئ، الذي أخترق أجواء قراهم البسيطة، تلاه دوي انفجارات متلاحقة، لغارات حوّلت منزلهم إلى ركام في ثوانٍ، "شعرتُ كأن الأرض تبتلعنا، رأيتُ أطفالي وسط جحيم فعلي، حاولت انقاذهم فلم أقدر على ذلك، لأن النار التهمت أجسادنا في لحظة واحدة"، يروي أحد الجرحى، الذي فقد ابنه وزوجته في الجريمة.
لم تكن المزارع بمنأى عن الجريمة، بل استهدفت القذائف والعنقوديات عدة مزارع وحقول ورثها المواطنون عن أجدادهم، كانت مصدر رزق لعوائلهم "احترقت الأشجار، العنب والرمان والبرتقال التي زرعها جدي قبل 50 عاماً، حتى البذور المخزن في مخازن البيت تحولت إلى رماد"، يقول أحد المزارعين بينما يحاول إنقاذ ما تبقى من أغنامه المصابة بالشظايا.
هذه الجريمة المتعمدة عن سابق إصرار وترصد لم تدمر الماضي فحسب، بل قتلت المستقبل أيضاً: فاقدوا المأوى يعيشون اليوم في خيام ممزقة، بينما تحولت الحقول الخصبة إلى مساحات مُلغمة.
القنبلة العنقودية.. جريمة مزدوجة بلا عقاب
استخدام القنابل العنقودية في الهجوم لم يكن عبثياً، تقارير أممية تؤكد أن هذه الأسلحة تُصمم لتكثر الخسائر البشرية عبر إطلاق شظايا صغيرة غير قابلة للكشف، ما يجعلها تفتك بالمدنيين حتى بعد سنوات، "هذه ليست حرباً.. إنها إبادة بطيئة"، يقول الخبير القانوني والحقوقي "عبد الوهاب الخيل"، وتشير التقارير إلى أن 80% من ضحايا العنقوديات في اليمن من الأطفال، والنساء، رغم ذلك لم تُحرك الدول الموقعة على "اتفاقية أوسلو" ساكناً لوقف تدفق هذه الأسلحة إلى دول العدوان، ما يؤكد ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.
دمٌ يكتب سؤال العدالة
اليوم، بعد سبع سنوات من الجريمة، لا تزال شظايا القنابل العنقودية مدفونةً في تربة القتب، تنتظر ضحايا جُدداً، أما الناجون فيحملون جراحاً لا تُرى: ذكريات الأهل تحت الأنقاض، وخوفٌ دائم من سماع طائرات العدوان، السؤال الذي يُلاحق ضمير العالم: "كم من طفلٍ يمني يجب أن يُقتلع قلبه كي تُدان جريمةٌ يعرف الجميع مرتكبيها؟"
15 مارس 2017و 2018.. شهداء وجرحى بقصف العدوان السعودي الأمريكي لمستشفى باقم ومنازل المواطنين بصعدة:
في يومَي 15 مارس/آذار من عامَي 2017م، و2018م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب بحق الإنسانية، إلى سجل جرائمه الطويل في اليمن، حين كرّس سياسته الوحشية في استهداف المدنيين والمرافق الحيوية بمحافظة صعدة شمال اليمن، من قصف المستشفى الريفي الوحيد في مديرية باقم إلى استخدام القنابل العنقودية ضد منازل الأهالي، تُسجّل هاتان الجريمتان انتهاكاتٍ متصاعدةً لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتُظهران نمطاً ممنهجاً لاستهداف الحياة المدنية بأبشع الصور.
15 مارس 2017.. تدمير مستشفى باقم جريمة بحق الإنسانية
في 15 مارس 2017م، استهدفت طائرات العدوان السعودي الأمريكي "المستشفى الريفي" الوحيد في مديرية باقم بصعدة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين، بينهم مرضى وطاقم طبي، وتدمير المبنى بالكامل، المستشفى الذي كان يخدم آلاف السكان في مناطق نائية، تحوّل إلى ركام، فيما نجا عدد قليل من الجرحى بأعجوبة، هذه الجريمة الشنيعة واحدة من جرائم الحرب التي أضافها العدوان إلى سجل طويل من الجرائم بحق الإنسانية.
"لم نكن نتخيل أن المستشفى سيصبح هدفاً.. حتى المرضى لم يسلموا"، يقول أحد الناجين الذي فقد ثلاثة من أفراد أسرته في الجريمة بقلب مكلوم وعبارات حزينة
15 مارس 2018.. القنابل العنقودية تُنثر الموت في صعدة
بعد عامٍ بالضبط (15 مارس 2018)، عادت طائرات العدوان لترتكب جريمةً جديدةً، هذه المرة في مدينة صعدة، حيث ألقت قنابل عنقودية محرّمة دولياً على منازل مدنية، أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير منازل عائلات كانت تُعتبر ملاذها الأخير.
تقارير حقوقية دولية أكدت أن استخدام القنابل العنقودية، التي تحظرها اتفاقية "أوسلو" 2008م، يُعد جريمة حرب، خاصة في مناطق مأهولة بالسكان.
بين دمار مستشفى وحشي، وقصف منازل بعنقوديات محرّمة، تكشف هاتان الجريمتان استراتيجية العدوان السعودي الأمريكي في تحويل اليمن إلى ساحة مفتوحة للانتهاكات، دون أي رادع دولي، اليوم، بينما لا تزال أجزاء من القنابل العنقودية مدفونةً تحت أنقاض صعدة، يصرخ الضحايا بسؤال واحد: "هل يُولد الطفل اليمني مُذنباً ليُقتل مرتين: مرة تحت أنقاض مستشفى، وأخرى تحت شظايا قنابل العالم المتحضر؟".
15 مارس 2018.. في جريمتي حرب لطيران العدوان السعودي الأمريكي تزهق أرواح مدنيين وتدمر ممتلكاتهم في هجمات متزامنة بالحديدة:
وفي اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب، إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في الحديدة، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، في هجومَين منفصلَين مدنيين وممتلكاتهم، ما أسفر عن شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء، وتدمير منازل وممتلكات عامة، في انتهاك صارخ لاتفاقيات وقف إطلاق النار والقانون الدولي الإنساني.
بوابة محمية براعم.. مذبحة بلا رحمة
استهدفت طائرات العدوان مدخل "محمية براعم" في الحديدة، ما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح خطيرة، بينهم أطفال كانوا يمرون بالمكان، ورعاة الأغنام.
لم تكتفِ الغارات بتحويل البوابة إلى ركام، بل دمرت الممتلكات المجاورة وأودت بحياة عدد من المواشي، التي تشكل مصدر رزق لعشرات الأسر.
"رأيت جثث الأطفال بين الحطام، وتختلط الرعاة بأشلاء أغنامهم وأبلهم، أين هي الإنسانية؟ حفيدي كان يرعى بالقرب من بوابة المحمية، لم أجد منه سوى أشلاء، أنا في آخر عمري أشاهد هذه المأساة بحق أسرتي وأبنائي، الله ينصر اليمن على الظالمين" تقول عجوز مسنة فقدت حفيدها ومواشيها.
التحيتا: عائلة تُدفن تحت أنقاض منزلها
لم تمر ساعات حتى عاود طيران العدوان ضرباته، هذه المرة في منطقة البقعة بمديرية التحيتا، حيث قصفت منزلاً مأهولاً لعائلة مدنية، ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من أفراد الأسرة، بينهم أطفال ونساء، بينما تحول المنزل إلى كومة من الحجارة المحترقة، "لم نكن نتوقع أن تستهدف منازلنا ، نحن أبرياء مدنيين، حولوا حياتنا إلى جحيم ، دمروا كل شيء حتى الأمل"، تقول جارة العائلة وهي تبحث بين الركام عن أشلاء جارتها.
جرائم لا تُمحى من الذاكرة
اليوم، بعد سنوات من الغارات لا تزال صور الدمار في "محمية براعم" و"منزل البقعة" شاهدةً على فظاعة العدوان ضد المدنيين، هذه الجرائم، التي تُضاف إلى سجل الانتهاكات الطويل، تؤكد أن الاتفاقيات الدولية لوقف إطلاق النار لم تكن سوى وعود فارغة، بينما تستمر آلة القتل في ابتلاع الأرواح والممتلكات، السؤال الذي يتردد بين أهالي الحديدة: "كم من طفلٍ يجب أن يُدفن تحت الأنقاض كي يفيق العالم؟".
15 مارس 2019م و2020.. 8 شهداء وجرحى وجرائم العدوان السعودي الأمريكي تطارد النازحين في الحديدة وتنتهك وقف إطلاق النار
في الخامس عشر من مارس خلال عامي: 2019م، و2020م، تصاعدت الخروقات الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، مع استمرار ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والإبادة بحق الإنسانية في اليمن، بمدافع وطائرات العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي التي تزهق الأرواح وتنتهك أبسط مبادئ القانون الإنساني، تحوّلت المزارع والأحياء السكنية إلى ساحات للحرب من طرف واحد، أسفرت عن شهيدين و6 جرحى بينهم أطفال ونساء، من النازحين والمدنيين، وتدمير عشرات المنازل والممتلكات، والخيام، في ثلاث جرائم حرب تكشف استراتيجية العدوان في تحويل حياة المدنيين إلى جحيم مستمر، وتجاهل الصرخات الدولية لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتهم.
المراوعة: عندما تُحصّد مدفعية الغزاة أحلام النازحين
في الخامس عشر من مارس/آذار 2019م، سجل مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، وخروقاته المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، حين استهدفت مدفعيتهم أسر نازحة كانت تبحث عن ملاذ آمن بين أشجار مزرعة بمنطقة "دير الزاوية"، بمديرية المراوعة، ما أسفر عن استشهاد طفلة بريئة وجرح امرأتين بجروح خطيرة، وترويع النازحين والمواطنين في المناطق والمزارع المجاورة ، وإجبارهم على النزوح مرة أخرى نحو المجهول، ومضاعفة معاناتهم الإنسانية، وتفاقم أوضاعهم المعيشية.
يقول أحد النازحين: "كنا نظن أن قذائف مرتزقة العدوان لن تلحقنا إلى هنا، بعد أن نزحنا من منازلنا وممتلكاتنا من المناطق القريبة من خطوط المواجهة، لكنهم يلحقونا بقذائفهم وصواريخهم إلى تحت الأشجار وفي مخيمات النزوح، التي هي معروفة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية، ورغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار المعلن عنه، إلا أن حياتنا وحياة أطفالنا ونسائنا لم تلمس هذا الادعاء الكاذب".
في الحديدة، بات النزوح الذي هو رحلة بحث عن الأمان، مشقة صعبة تنتهي بالرعب والموت، وهذه الجريمة تكشف، أن المزارع النائية، لم تعد ملاذاً آمناً للمدنيين، النازحين إليها، لأن الغزاة ومرتزقتهم باتوا يطاردونهم إلى كل مكان، ويرون فيهم أهدافاً سهلة تحقق وحشيتهم.
هذه الجريمة لم تكن الأولى، بل جزء من سلسلة جرائم حرب متعددة تستهدف النازحين الذين يعيشون في مزارع نائية، بعد أن دمّرت الحرب منازلهم، تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن استهداف المدنيين في مناطق لا تضم أي وجود عسكري يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، لكن العدوان يواصل حصانته بغطاء دولي صامت.
اليوم، تضيف طفلة أخرى اسمها إلى قائمة الضحايا التي تطول كل ساعة، وتُذكّر الأسرة الدولية بأن صمت العالم أمام هذه المآسي الإنسانية يعني مشاركة في إدامة الحرب، وإطالة زمن العدوان والحصار على الشعب اليمني الأعزل.
"شارع الـ 50: حين تتحول الأحياء السكنية إلى مقابر جماعية
بعد عام بالضبط، وفي اليوم ذاته من العام 2020م، أضاف أدوات الغزاة والمحتلين، جريمة حرب جديدة بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفين منازل وممتلكات المواطنين بشارع الخمسين في مديرية الحالي، بالقذائف والأسلحة الثقيلة والمتوسطة ما أدى إلى استشهاد مدني و3 جرحى بينهم أطفال ونساء، كما تدمرت منازلهم وتلفت ممتلكاتهم ونزحت عشرات الأسر من مآويها.
يقول أحد الجرحى: "كنت راجعاً من السوق إلى البيت وأول ما وصلت الحارة، سمعت صوت قذائف المدفعية من كل اتجاه انبطحت ووقعت فيني شظايا وأصبت في ظهري ورجلي، كنت أستغيث لمن يسعفني خرج الأهالي يحاولون إسعافي فعاد القصف من جهة العدوان وجرح أحد المسعفين، وبعد ساعات توف القصف وأسعفونا".
الجريمة المأساوية هنا لا تكمن في الأرقام فقط، بل في نمط متكرر من الهجمات العشوائية التي تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر استهداف المناطق المدنية، منظمات حقوقية تُشير إلى أن أكثر من 60% من ضحايا العدوان على اليمن من المدنيين، فيما يواصل المجتمع الدولي تواطؤه مع دول الهيمنة والاستكبار المتورطة في العدوان على اليمن، وعدم التحرك الجاد للتحقيق في هذه الجرائم أو محاسبة المسؤولين عنها.
مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي يستهدفون منازل وممتلكات المواطنين بشارع الخمسين في مديرية الحالي بالقذائف والأسلحة الثقيلة والمتوسطة ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين بينهم أطفال كما تدمرت منازلهم وتلفت ممتلكاتهم.
مزرعة الجاح.. الحرب التي لا تعرف الرحمة حتى بالزرع والإنسان
في اليوم والعام ذاته، استهدفت طائرات العدوان السعودي الأمريكي، مزرعة مواطن في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه، ما أدى إلى جرح رجل كان يحاول إنقاذ ما تبقى من رزقه من الدمار، "زرعتُ الأرض لسنوات، والآن تدمرها غارات العدوان، لا أعرف لماذا تُلقى علينا كل هذا الحقد، أين هو اتفاق وقف إطلاق النار؟ أين هي الأمم المتحدة؟"، يقول صاحب المزرعة بكلمات وعبارات يملؤها القهر والإحباط.
الهجوم على المزارع ليس تدميراً للبنية الاقتصادية فحسب، بل جريمة مزدوجة: تجويع للمدنيين وقتل لهم، تقرير حديث لـ"هيومن رايتس ووتش" يؤكد أن استهداف المناطق الزراعية يُعد شكلاً من أشكال العقاب الجماعي المحرّم دولياً، خاصة في بلد يعاني 20 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي.
"من دير الزاوية إلى الجاح.. حرب الإفلات من العقاب تُديم المأساة"
ثلاثة أعوام من القصف المتواصل، وثلاث جرائم حرب في يوم واحد (15 مارس) تكشف أن اتفاقيات وقف إطلاق النار في الحديدة مجرد حبر على ورق، العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومرتزقته لا يكتفون بانتهاك القانون الدولي، بل يستخدمون المدنيين كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب سياسية.
اليوم، بينما تُضاف أسماء جديدة إلى قائمة الضحايا، تُجدد المنظمات الدولية نداءاتها للتحقيق المستقل في هذه الجرائم، ومحاكمة قادة تحالف العدوان أمام المحكمة الجنائية الدولية، لكن الأسرة الدولية، بدلاً من إنقاذ الأرواح، تواصل تمويل الحرب الظالمة على اليمن عبر بيع صفقات الأسلحة للدول المنضوية في العدوان، السؤال الذي يصرخ به اليمنيون: "حتى متى يدفع المدنيون ثمن صمت العالم؟
15 مارس 2022.. شهداء وجرحى بقصف طيران ومدفعية العدوان السعودي الأمريكي على المنازل والمزارع بصعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2022م، عادت صعدة -المحافظة اليمنية الأكثر تضرراً من العدوان- لتشهد يومًا دمويًا آخر، وجريمتي حرب جديدتين، بقصف غارات طيران ومدفعية العدوان السعودي الأمريكي، سلسلة هجمات عنيفة استهدفت منازلَ مدنية ومزارعَ وممتلكات المواطنين في مديريتي "باقم" و"منبه"، مستخدمةً الصواريخ والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أسفرت عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين بينهم أطفال، ودمّرت عشرات المنازل، وأحرقت مزارعًا كانت مصدر رزقٍ لعائلات فقيرة.
باقم: عندما تتحول البيوت إلى قبور
في مديرية باقم، استهدفت طائرات العدوان منزل عائلة مكونة من ثمانية أفراد، بينهم أربعة أطفال، كانوا يحتمون داخله هرباً من القصف السابق، لم تنجُ العائلة من الموت هذه المرة؛ فالقذائف الثقيلة حوّلت المنزل إلى كومة من الغبار والدمار، بينما انتشلت فرق الإنقاذ جثثاً مشوّهة لأطفال لم يتجاوز أكبرهم عشر سنوات، "لم نستطع إنقاذ أحد.. حتى الأثاث احترق"، يقول أحد المسعفين، الذي يعمل دون معدات، ويرفع الأحجار والسقوف بسواعده.
منبه: الحرب تطارد المزارعين وتُنهي أحلامهم
أما في مديرية منبه، فلم تكن المزارع بمنأى عن القصف، بل استهدفت طائرات العدوان مزرعةً لعائلة تعتمد على محاصيلها في تأمين قوت يومها، لم تقتصر الجريمة على تدمير المحاصيل وحرق الأشجار، بل استشهد طفل وجرح والده وأخوه، بجروح بليغة أثناء محاولتهما الفرار من الغارات، "زرعتُ هذه الأرض 20 عاماً.. والآن أراها تُدفن مع ابني"، يقول الأب بينما يُنقل ابنه البالغ من العمر 14 عاماً إلى مستشفى مكتظ بضحايا لا يملكون حتى مسكّنات للألم.
مديرة منبه كبقية مديريات صعدة يعيش معظم السكان على الزراعة ورعي الماشية، دمّرت قذائف العدوان وغاراته خمسة منازل وعدداً من الحظائر، والمزارع، ما أدى إلى نفوق عشرات الرؤوس من الماشية، "خسرنا بيتنا ومواشينا.. لم يتبقَّ لنا سوى الهواء، لو استطاع سلمان أن يمنعه عنا لفعل، لوثوا الأرض بالقنابل العنقودية، والأسلحة المحرمة، حياتنا في خطر، حركتنا وخروجنا ونزوحنا وكل محاولاتنا للحياة محفوفة بالموت من الأرض والسماء، منازلنا تدمرت، ونسكن في الخيام والمزارع"، يقول أحد المزارعين الذي لجأ مع أسرته إلى كهفٍ قريب بعد أن أصبح دون مأوى، تقارير محلية تشير إلى أن 80% من سكان المديرية فقدوا مصادر رزقهم بسبب غارات وقصف العدوان المتكرر خلال 9 أعوام.
اليوم، تضيف صعدة ضحايا جدداً إلى قائمة طويلة من المآسي التي تشهدها منذ 9 سنوات، لغارات على المنازل والمزارع ليست انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني فحسب، بل جريمة مزدوجة: تدميرٌ للحياة وطمسٌ لأدوات البقاء، ومقوماتها، اتفاقيات جنيف تُجرّم بشكل صريح استهداف الممتلكات المدنية والبنى الزراعية، لكن العدوان يواصل انتهاكاته تحت سمع العالم وبصره.

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية 03 ذو القعدة 1446هـ 01 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 26 شوال 1446هـ 24 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على #غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 19 شوال 1446هـ 17 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان على غزة وآخر المستجدات الإقليمية والدولية 12 شوال 1446هـ 10 أبريل 2025م

شاهد | لقاء لقبائل جهران في ذمار براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاء لقبائل بني الضبيبي في ريمة براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاءات قبلية في صعدة للبراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م