• العنوان:
    12 مارس خلال 9 أعوام.. 28شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يوم الثاني عشر من مارس خلال الأعوام: 2016 م، و2017م، و2018م، و2020م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، بغاراتِه الجوية المباشرة، على المدنيين، والأعيان المدنية في محافظات صنعاء، وصعدة والحديدة، والبيضاء، والضالع، وحجة.
  • كلمات مفتاحية:

 أسفرت عن 13 شهيداً، و15 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وتدمير منزل مدنية وسيارات المواطنين على الطريق العام، والمزارع ومشاريع المياه، وأضرار واسعة في الممتلكات المجاورة، واعاقة تسويق المنتجات الزراعية وايصال الامدادات الغذائية والدوائية، واسعاف المرضى والجرحى، وتشريد عشرات الأسر من مآويها، ومفاقمة الأوضاع المعيشية وزيادة المعاناة.

    وفيما يلي أبرز التفاصيل:

 

12 مارس 2016.. 5 شهداء وجريحين في جريمة حرب لغارت العدوان السعودي الأمريكي على سيارة مدنية تقل أسرة المواطن علي سند بخولان صنعاء:

في يوم الثاني عشر من مارس عام 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وابادة جماعية بحق المدنيين في اليمن، مستهدفاً سيارة المواطن "علي سند" التي كانت تقلّه مع أفراد عائلته في الطريق العام، بمنطقة "بني جبر" في مديرية خولان الطيال بمحافظة صنعاء، وحولتها إلى جحيم مفتوح، ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين بينهم طفلان وامرأتان، وإصابة اثنين بجروح خطيرة، وفقاً لمشاهد الجريمة الموثقة في هذا التقرير.

كان "علي" يعبر الطريق مع عائلته عائداً من زيارة أقاربه، فيما كان طيران العدوان يحلق فوق سماء المنطقة، يبحث عن هدف مدني يمارس فيه وحشيته، ملقياً غارته المباشرة على متن السيارة بدقة عالية، حولتها إلى كرة نار متفجرة، بما عليها من الأجساد البريئة، فتناثرت أشلاء الضحايا بين الحطام المشتعل، بينما علقت جثث أخرى داخل هياكل معدنية ملتوية. يقول أحد سكان المنطقة الذي ساعد في انتشال الجثث: "لم نستطع تمييز الوجوه... كل ما بقي هو قطع ملابس محترقة وحقيبة مدرسية لطفل كان يحلم بأن يصبح طبيباً". 

بدوره يقول أحد الأهالي: "مواطنين بنسوان وأطفال وصلوا إلى هانا وضربهم طيران العدوان السعودي الأمريكي، قالوا معهم صواريخ أسكود ، هذه احذيتهم وبراقع النسوان ، هذه أشلاء أطفال ، هذا ملف قات داخل صاحبه يبيعه في صنعاء، هذه لحم حرمه وهذا دمها المرأة المسكينة كلنا نتجه من بعد اليوم الجبهات".

  البُعد الإنساني: عائلة تُمحى من الخريطة، العائلة المنكوبة لم تكن مجرد أرقاماً في إحصاءات الحرب؛ فـ"علي سند" كان يعمل بائعاً متجولاً ليعيل أسرته المكونة من 7 أفراد، بينهم طفلان يعانيان من سوء التغذية، اليوم، تحول منزلهم المهجور إلى رمز للفقدان: سرير أطفال مُعلق على حائط متصدع، وصورة عائلية مبتلة بالمطر تذكرّ الجيران بـ"ضحك لم يعد موجوداً". 

تقول زوجة أخيه التي تكفلت برعاية الناجين: "أطفالي يخافون من صوت الطائرات... يسألونني: هل سنُقتل غداً؟ لا أعرف كيف أجيب". 

  التداعيات القانونية والجنائية: جرائم حرب تُدفن تحت الفيتو، بحسب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يُصنّف استهداف المدنيين عمداً جريمة حرب، ومع ذلك، تشير تقارير منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن 67% من ضحايا غارات العدوان السعودي الأمريكي في اليمن هم مدنيون، كثير منهم استشهدوا في غارات مباشرة على المنازل والطرقات العامة والأسواق وصالات العزاء والافراح، المستشفيات والمدارس، والاحياء السكنية.

 

رغم تقديم ملفات توثيقية للأمم المتحدة من قبل منظمات يمنية، إلا أن استخدام الفيتو من قبل دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، كالولايات المتحدة الشريك الرئيسي في العدوان على اليمن، حال دون إحالة القضية للمحكمة الجنائية الدولية، يقول المحامي الدولي "ريتشارد ديكر": "اليمن مثال صارخ على كيف تحمي القوى العظمى جرائم حلفائها". 

 

  البُعد الأخلاقي: صمت العالم مقابل صرخات اليمنيين، في الوقت الذي تدين فيه دول العدوان السعودي الأمريكي "انتهاكات حقوق الإنسان" في مناطق أخرى، تُستخدم أسلحتها لضرب سيارات مدنية في اليمن، يقول الناشطين الحقوقيين الغربيين في مقالة له: "العالم يعاقب روسيا على غزو أوكرانيا، لكنه يكافئ السعودية على قصف اليمنيين". 

  التبعات الاقتصادية: من إنتاج إلى تشرد، قبل العدوان، كان القطاع الزراعي والأنشطة الصغيرة تمثل مصدر دخل لـ45% من الأسر اليمنية، اليوم، تحولت الطرقات إلى مقابر، والأسواق إلى أهداف عسكرية، وفقاً لليونيسف، 80% من اليمنيين تحت خط الفقر، ويموت طفل كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية أو الأمراض التي يمكن الوقاية منها. 

  عندما تتحول الذاكرة إلى شاهد 

بعد تسع سنوات من العدوان، ما تزال بقايا سيارة "علي سند" قرب طريق "بني جبر" تُذكر بفصول المأساة. حذاء مدرسي لونه وردي مُعلق على شجرة، وزجاجة عطر مكسورة كانت هدية زوجته في عيد الميلاد، وصمت دولي يُغلّف الجريمة. 

أحد الجرحى الناجين من القصف، الذي فقد ابنته وزوجته، يختتم حديثه بمرارة: "لو كان العدوان على أمريكا أو إسرائيل، وطالب أحد مواطنيهم بوقف العدوان عليهم، لكنتم سمعتموه... لكننا ألف يمني يموتون كل يوم، ولا أحد يسمع". 

اليوم، يُضاف اسم "علي" وعائلته إلى قائمة تضم 23 ألف مدني استشهدوا في غارات العدوان منذ 2015م، بينما تُكتب على جدران اليمن العبارة ذاتها: "الشهداء يرحلون، والعدالة تُغيّب".

 

12 مارس 2017..10 شهداء وجرحى بغارات العدوان السعودي الأمريكي على سيارة تقل مواطنين في الطريق العام بنهم صنعاء:

وفي الثاني عشر من مارس 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية، مستهدفاً سيارة المواطن علي قشعة، وهو على الطريق العام بمنطقة محلي مديرية نهم محافظة صنعاء، بغارته الجوية المباشرة، أسفرت عن استشهاد أربعة أرواح، وجرح 6 اخرين بينهم أطفال ونساء، بجروح خطيرة، في مشهداً مأساوي يهز ضمير الإنسانية.

كان "علي" يعود من السوق محملاً باحتياجات أسرته اليومية عندما انفجرت السيارة فجأة بفعل القصف، تاركة جثث الضحايا متناثرة بين الحطام المشتعل. تقول جارة للعائلة، رفضت الكشف عن اسمها خوفاً من الانتقام: "لم يكن في السيارة سوى خبز وملابس أطفال... رأيت جثث الصغار محشورة بين الحديد المحترق، كأنهم دمى ممزقة". 

الجانب الإنساني: العائلة التي فقدت أربعة من أفرادها في غمضة عين لم تكن سوى واحدة من آلاف الأسر اليمنية التي تحولت حياتها إلى ركام. "علي"، الذي كان يعمل سائقاً يومياً لإنقاذ أسرته من الجوع، أصبح اسمه مجرد رقم في سجل الضحايا. زوجته التي نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة ترفض الكلام منذ الحادث، بينما يحاول أطفالها الناجون فهم كيف تحولت رحلة شراء الطعام إلى رحلة موت. 

 

يقول ناشط حقوقي يمني: "هذه ليست جريمة عابرة، بل سياسة ممنهجة لتحطيم إرادة اليمنيين، عندما يُستهدف رب الأسرة، تُستهدف معه كل أشكال الاستقرار". 

بدوره يقول أحد الجرحى: "هذه سيارة أبن عمي كان عليها أطفال ونسوان وصاحب السيارة، عائلة قطعهم العدوان ، هذه أعمال لا ترضي الله ولا رسوله، نشهد الله عليهم ، أين الأمم المتحدة والعالم من كل هذا التوحش ضد المدنيين".

البُعد الأخلاقي والجنائي: بحسب القانون الدولي الإنساني، يُحظر استهداف المدنيين أو ممتلكاتهم بشكل متعمد، وتُصنف مثل هذه الهجمات كـ"جرائم حرب". لكن تقارير منظمات دولية، بينها "منظمة العفو الدولية"، تؤكد أن التحالف السعودي الأمريكي استخدم أسلحة محظورة في مناطق مأهولة، دون محاسبة. 

في المقابل، ترفع دول العدوان شعار "حقوق الإنسان" في محافل دولية، بينما تُنتهك أبسط حقوق اليمنيين: الحق في الحياة. يقول المحامي الدولي "كريستوف بينييه": "الكيل بمكيالين هو سيد الموقف، لو حدث هذا في أوكرانيا، لكان العالم أعلن حالة طوارئ، لكن دماء اليمنيين رخيصة". 

التداعيات القانونية: رغم تقديم منظمات يمنية عشرات البلاغات إلى الأمم المتحدة حول جرائم التحالف، إلا أن استخدام الفيتو من قبل دول دائمة العضوية يحول دون محاكمتهم. تقرير "مجموعة الخبراء البارزين" التابعة للأمم المتحدة عام 2021 أشار إلى "انتهاكات جسيمة من قبل التحالف"، لكنه ظل حبراً على ورق. 

اليوم، ما تزال بقايا سيارة "علي" قرب طريق "محلي" شاهدة على الجريمة. حذاء طفل صغير علق على غصن شجرة قريبة، وكيس دقيق محترق يحمل آثار دماء، وأسماء الضحايا التي تُنحت على صخرة بالقرب من المكان. كل تفصيلة هنا تُذكّر بأن الحرب لا تُسقط الأبرياء فحسب، بل تُسقط معهم قيم الإنسانية. 

أحد الناجين من القصف، الذي فقد ثلاثة من إخوته، يقول بغضب مكتوم: "العالم يسمع دوي الصواريخ لكنه لا يسمع صراخنا. يبدو أن علينا الموت بصمت كي نُحسبَ شهداء!"... بينما تظل أسئلة العدالة معلقة في سماء اليمن، كغيوم ممطرة باليورانيوم.

 

  12 مارس 2017.. استشهاد مزارع وأرض تئن تحت نيران العدوان السعودي الأمريكي على حجة:

وفي اليوم والعام ذاته، تحولت حقول الذرة والقمح والمانجو في منطقة "الجر" بمديرية عبس بمحافظة حجة إلى ساحة للدمار، بعد أن استهدفت طائرات العدوان السعودي الأمريكي مزارعاً في مزرعته، ما أدى إلى استشهاده، وهو يؤدي عمله اليومي في رعاية أرضه، المصدر الوحيد لقوت عائلته، واضرار واسعة في مزارع الأهالي ، وموجة خوف ونزوح بين سكان المنطقة.

 كان المزارع الشهيد، يعول بينها أطفال في سن الدراسة، يقول جاره التي شهد الجريمة: "سمعنا تحليق الطيران على سماء المنطقة، الساعة الثالثة عصراً ،  وفي لحظة تتابعت الغارات على المزارع والمراعي، بقنابل عنقودية وبعد دقائق ونحن نهرع إلى أماكن الغارات ، كلن يتفقد أسرته وجيرانه وعماله، صمعنا صوت يأن على بعد امتار ، اسرعنا نحوه، وعندما وصلنا وجدناه جثة ممزقة مضرجاً بدمائه بين الأشجار المحترقة... لقد أخذوا حياته وأحرقوا أرضه، فكيف سنطعم أطفالنا الآن؟". 

 الجانب الإنساني: الجريمة تكشف جزءاً من مأساة أكبر يعيشها اليمنيون منذ ثماني سنوات. فاستهداف المزارع ليس تدميراً للأرض فحسب، بل هو ضربة لمصدر الغذاء والدخل الوحيد لعشرات الأسر التي تعتمد على الزراعة في بقائها. تقول منظمة الأمم المتحدة: "80% من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الغذائية"، لكن قصف المزارع يحوّل الأمل إلى مجاعة. 

الأطفال هنا ليسوا بمنأى عن الخسائر؛ فكل حقل يُدمر يعني حرماناً من التعليم، لأن العائلات تُجبر على تسريب أبنائها إلى سوق العمل أو التسول. تقول أم محمد، إحدى الناجيات من القصف في المنطقة: "أطفالي يسألونني: لماذا يقتلون أبي وأرضنا؟ لا أملك إجابة إلا الدموع". 

التداعيات القانونية: بحسب القانون الدولي الإنساني، يُعتبر استهداف الممتلكات المدنية، خاصة تلك الضرورية للبقاء مثل المزارع، انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف. إلا أن التحالف يواصل عملياته تحت غطاء "الشرعية الدولية"، بينما تُدفن الضحايا في صمت. 

تُطالب منظمات حقوقية محلية ودولية بتحقيق مستقل في الجريمة، وتؤكد أن "استخدام الأسلحة المحظورة في المناطق الزراعية يُشكل جريمة حرب"، لكن العقوبات تبقى حبراً على ورق في ظل صمت المجتمع الدولي. 

الآثار الاقتصادية: يمثل القطاع الزراعي 30% من اقتصاد اليمن، وفقاً لليونسكو، لكن الحرب حوّلته إلى ساحة قتل. تدمير المزارع يفاقم الأزمة الاقتصادية، ويرفع أسعار المواد الغذائية بنسبة 500% مقارنة بما قبل الحرب. يقول خبير اقتصادي يمني: "كل قصف للمزارع هو قصف لمستقبل اليمن، فبدون الزراعة لن يكون هناك أمن غذائي، وستتحول الأسر من منتجة إلى عالة على المساعدات". 

 اليوم، ما تزال أحذية المزارع الشهيد معلقة على جدار منزله المهدم، بينما تجفف زوجته الحبوب المتبقية من آخر حصاد قبل استشهاده. الأرض المحروقة تحمل رسالة صامتة: الحرب لا تقتل البشر فحسب، بل تقتل الحياة نفسها. ومع كل صرخة تطلقها أم ثكلى أو طفل جائع، تُكتب فصولٌ جديدة من ملحمة الظلم الذي يدفع ثمنه الفقراء.

 

   12 مارس 2017.. جرح مواطن برصاص مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي بقعطبة الضالع:

في اليوم والعام ذاته، تحولت حياة أحد سكان منطقة زريع بمديرية قعطبة في محافظة الضالع إلى كابوس مرعب، حين كان أحد المواطنين يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي، استهدفته رصاصات غادرة أطلقها مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، لتستقر في جسده وتصيبه بجروح خطيرة، في جريمة حرب جديدة مكتملة الأركان.

لم يكن هذا المواطن سوى ضحية أخرى من ضحايا العدوان البشع الذي مزق أوصال اليمن، وحولته إلى ساحة لمشارع واجندة استعمارية أمريكية صهيونية عبر أدوات خليجية ومحلية، ففي تلك المنطقة التي كانت تنعم بالأمن والأمان، أصبحت أصوات الرصاص والقذائف هي السائدة، وحل الخوف والقلق محل الطمأنينة والسلام.

يقول المواطن الجريح: "مرتزقة العدوان جاو لعيالنا إلى المزرعة قالوا ان احنا حوثه ، ما تجاوبنا معهم، وما دريت إلى بطلقة المعدل شلت يدي وانا اساعد الوليد نبعد القات، الاعتداءات على منازلنا متكررة، والحمد لله خرجنا ربك ينصر المظلوم".

لم تكن هذه مجرد إصابة مواطن، وخبر عابر في نشرات الأخبار، بل كانت جريمة حرب، وقصة إنسانية مؤلمة تجسد معاناة الشعب اليمني الذي يدفع ثمنًا باهظًا للعدوان عليه، وفي كل يوم، يسقط ضحايا جديد، وتزهق أرواح بريئة، وتدمر منازل وممتلكات، وتتفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.

إن معاناة هذا المواطن الجريح هي صرخة مدوية في وجه العالم أجمع، تدعوه إلى التحرك الفوري لوقف العدوان الغاشم، وإنقاذ الشعب اليمني من براثن الموت والدمار والحصار، فإلى متى سيظل المجتمع الدولي صامتًا أمام هذه المأساة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم؟ وإلى متى سيظل الشعب اليمني، ساحة لتجريب مختلف أنواع الصناعات العسكرية الغربية والأمريكية؟

 

    12 مارس 2018.. عائلة يمنية تفقد مأواها وتُجرح جراء استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي لمنزلهم في رازح صعدة:

في ساعات متأخرة من مساء الـ 12 من مارس 2018، تحول منزل المواطن اليمني في منطقة "سوار الأسفل" بمديرية رازح بمحافظة صعدة إلى كومة من الأنقاض، إثر استهدافه من قبل طائرات العدوان السعودي الأمريكي، ما أدى إلى جرح خمسة من أفراد العائلة بينهم أطفال ونساء، وتدمير المنزل على رؤوس ساكنيه، واضرار في المنازل والممتلكات المجاورة، وترويع الأهالي، وموجة نزوح وحرمان متجددة، في جريمة حرب تضاف إلى سجل طويل منذ بدأ العدوان على اليمن.

لم تكن العائلة تتوقع أن تتحول لحظات هدوء الليل إلى كابوس عندما سمعت دوي الانفجار الذي دمر جدران المنزل، تاركاً إياهم تحت الركام، فيما انتشرت أصوات الاستغاثة وسط الظلام. نقل الجرحى إلى مستشفى ميداني في المنطقة، حيث أكد مدير قطاع الصحة بالمحافظة أن الإصابات تتراوح بين خطيرة ومتوسطة، مشيراً إلى نقص حاد في الإمكانيات الطبية لعلاجهم. 

 

قال أحد أفراد العائلة الجريحة، الذي نجا من الجريمة: "لم نكن نحمل سوى أمل العيش بسلام. دماء الأطفال والصراخ ما زالت تراودني... لقد فقدنا كل شيء، حتى ذكرياتنا دفنت تحت الأنقاض". 

الجانب الإنساني: هذه الجريمة ليست سوى حلقة في سلسلة معاناة يعيشها مدنيون يمنيون منذ تصاعد العدوان على اليمن عام 2015م، فبينما تُدمر المنازل وتُزهق الأرواح، تبقى الأسئلة معلقة: كم من العائلات يجب أن تفقد أمانها؟ وكم من طفل سينام خائفاً من أن تكون ليلته الأخيرة؟ 

رغم مرور سنوات، لا تزال جرائم مثل هذه تذكّر العالم بثمن العدوان الباهظ الذي يدفعه المدنيون في اليمن، بينما يصمت الضمير الدولي عن تحميل السعودية وامريكا ومن تحالف معهم مسؤولية انتهاكات القانون الإنساني. 

اليوم، لم يتبقَ من منزل العائلة سوى جدران متهالكة وألعاب أطفال متناثرة تحت الشمس، تروي قصة مكان كان يوماً ملاذاً للدفء، قبل أن تخطفه غارات العدوان الغاشم على الإنسانية وقيمها في اليمن.

 

   12 مارس 2018.. غارات العدوان السعودي الأمريكي تستهدف مزرعة ومشروع مياه في زبيد الحديدة:

وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغارات طيرانه الحربي مزرعة أحد المواطنين ومشروع المياه في منطقة المرشدية بمديرية زبيد محافظة الحديدة، أسفرت عن دمار وخسائر واضرار واسعة في الممتلكات، وحرمان الأهالي من الحصول على شربة ماء نقية، وفقدان الأسرة لسلة غذائها، ونفوق عدد من المواشي، وترويع المزارعين والعمال واهاليهم، ومفاقمة المعاناة الإنسانية في ظل تشديد الحصار وغياب المساعدات الإغاثية، والورقات المتواصلة لاتفاق وقف اطلاق النار.

يقول مالك المزرعة بعيون مقهورة وكلمات محبطة: "ما ذنبنا مزرعتي تحطمت، وكل خسارتي لن تعوض، المحصول انتهاء قبل الحصاد، ومشروع المياه، ومكينة توليد الكهرباء، والملحقات والأنابيب وشبكات الري تدمرت تماماً، أين نذهب، من أين نأكل ونشرب؟ أين هو أتفاق وقف إطلاق النار الذي سمعنا الكلام عنه في وسائل الإعلام هذه الإيام؟ كل ذلك كذب ويستمر العدوان في الاعتداء علينا دون أي مبرر".

بدوره يقول أحد الأهالي: "كنا معتمدين على مشروع المياه، ما ذنبنا يضربوا مشروع المياه ، قرية المرشديه دون ماء، من أين نأتي بالماء، الأطفال والنساء خافوا ، ولنا أبناء يرعون في المزارع ، من أين نشرب وكيف نعيش ومواشينا وأطفالنا لا ماء يشربون منه، هؤلاء متغطرسين في الجرم والفجور".

استهداف الاعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للمواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية، واخرها اتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، ومؤشر يعكس مستوى التوحش الأمريكي السعودي ضد الشعب اليمني، ومستوى التواطؤ الأممي والدولي الذي لم يحرك ساكناً لوقف العدوان ورفع الحصار على اليمن.

 

 

 12 مارس 2020..3 شهداء بقصف مرتزقة العدوان لسيارة أحد المواطنين في الطريق العام بالبيضاء:

وفي اليوم ذاته من العام 2020م، سجل مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إضافية إلى سجل جرائهم بحق المدنيين في اليمن، مستهدفين بقصفهم الوحشي، سيارة أحد المواطنين في الطريق العام بمنطقة الظهرة مديرية القريشية، محافظة البيضاء، ما أسفر عن 3 شهداء، وتحول السيارة إلى كرة نار ومحرقة لمن عليها، ومشاهد صادمة لجثث متفحمة، وترويع المارة، وأهالي الضحايا، وإعاقة حركة التنقل، واسعاف المرضى، والجرحى، وإدخال الامدادات الغذائية والدوائية ، ومضاعفة المخاطر والمعاناة للمسافرين والمتسوقين والعائدين إلى منازلهم.

فيما كانت السيارة تمشي كعادتها على الطريق وعيها السائق وعدد من المدنيين يبغون العودة من الشوق إلى منازلهم، حاملين معهم بعض طلبات واحتياجات أسرهم، والحلوى لأطفالهم، وقبل القصف كان الركاب يتبادلون أطراف الحديث عن أسعار المواد الغذائية التي شروها، وبعض الاحتياجات التي لم يحصلوا عليها، بسبب الحصار ، وضعف القدرة الشرائية، وفي الجهة المقابلة كانت أسرهم تنتظر لحظات وصولهم، الأطفال على الأبواب وفي النوافذ يترقبون عودة معيليهم، وما يحملونه في اياديهم، لكن قصف مرتزقة العدوان غير المشهد وقتل الأحلام والأمنيات ، وحولها إلى جحيم، وحزن وفاجعة هزت قلوبهم، ويتمت الأطفال ورملت النساء.

هذا اليوم الذي كان يراد له أن يكون يوم يزخر بالسعادة والهناء لأسر الضحايا، حوله مرتزقة العدوان إلى يوم أسود مشؤوم، وصلت فيه الاخبار السيئة، قبل مشاهد النعوش المحمولة، والأشلاء المتفحمة، والأرواح المغدورة، والدماء المسفوكة، فحط الحزن رحالة على المنطقة، وبدأت النساء والأطفال بالنواح والبكاء، أمام كابوس لم يكن في الحسبان.

هنا طفل يحتضن جثمان والده، وأم تتفقد وجه فلذة كبدها في النظرة الأخيرة للوداع، لكنها شاهدت جسده المتفحم، ووجهه الفاقد لملامح جماله ، فأغمي عليها ، وتم رشها بالماء ، لتنهض باكية بصوت عالي يردد " ما ذنبنا ، أبني بريء لماذا يقتلونه ، ويحرموني منه، دمائه الغالية ستحرك كل قبائل اليمن للنفير العام والتحرك صوب الجبهات، لعنك الله يا سلمان المجرم، ولعن الله من يشارك معك في قتل أبنائنا واحتلال شعبنا".

شيع الأهالي الجثامين، ودفنت في مثاويها الأخيرة، وأقيمت صالات العزاء، واستعد الرجال لنهوض بمسؤولياتهم في مواجهة خطر العدوان ومرتزقته، والالتحاق بالدورات العسكرية والثقافية، ورفد الجبهات بقوافل المال والرجال، لمساندة الجيش اليمني في مواجهة العدوان، وتحرير ترابه من الغزاة والمرتزقة العملاء.

قوائم التشغيل
خطابات القائد