-
العنوان:سلسلة روائع الأدب اليمني.. الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح ح 1
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:سلسلة روائع الأدب اليمني.. الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح ح 1.. إعداد حسن المرتضى
-
التصنيفات:ثقافة
-
كلمات مفتاحية:
..
المساومة
..
إبنُ هند يساومني أن أبيع لساني
وصوت غدي
وجماجم جند الحسين،
ضع السيف حيث تريد
هنا في فمي
ههنا في دمي
أبغض الموت، لكنني أتعشقه
حين يغدو الخلاص لجمجمتي من رماد الخيانة
قال لي،
ورماد الخيانة يحجب عينيه
والليل يسقط من شفتيه:
الموائد في الشام متخمة
وبساطُ عليّ من البلح الجاف،
أي الطريقين تسلك يا صاحبي؟
قلت: حيثُ يكون عليّ أكون، يظللني سيفه
وأصلي وراء سحابته
حين أظمأ، صوت العدالة مائي
وإن جعتُ فالوجبةُ: التمرةُ اليابسة
قال منتفخا:
إن رأسك تشكو من الجسد المرتخي تحتها
وأرى الجسد المشتكي يتمطى من الأين
يرفضُ أن تتسلقهُ صخرة لا تحب الشهي على نهر مائدتي
وهي واحدة من رؤوس تدلت
وحان أوانُ قطافي لها
كم من العمر عاشت على جذعها
قلت مبتسما:
ليس بالزمن الخبز
بالزمن الأرض
تحيا الرؤوس الجديدة في عصرنا
ليس عمرُ الحسين المسافة بين
المدينة والموت
عمرُ الحسين جميعُ الزمن
سقط الضوءُ ..
في أضلع الأرض، في صدرها يرقد الآن،
أحرفُ أشعاره تتدلى بروقا،
قنابل،
تنحب موتا
وتغتال ليل يزيد وأنصاره
وجنود المساومة الزرق
ها هي ذي الآن تمطُر رؤيا
وتحتل ذاكرة الشمس
ترحل عبر الزمان إلى كل جيل .
..
على أبواب شهيد
..
أتسمح لي أن أمر ببابك؟
أتقبلني لحظة في رحابك؟
لألثم حيث هوى السيف،أقبس بعض الشعاع
لأقرأ بين يديك اعتذاري
لأحرق في الكلمات الحزينة عاري
لأشعر لو لحظة أنني آدمي
وأني بظلك صرت الشجاع
فإني جبان تخليت عنك غداة الوداع
تركتك للموت
للقاتلين الجياع
***
أتسمح لي أن أعفر وجهي
أمرغ شعري
بباقي الدماء
أمزق وزري
لأعرف باب السماء
وعذري إليك، إلى شمس عينيك
أني جبان
ولكنني رغم جبني
بكيتك ملء عيون الزمان
نقشت اسمك البكر عبر المدى والمكان
ولم أقرع الرأس رأسك مستنكرا
مثل أصحابنا الآخرين
***
ومهما فعلت فإني انؤ بعاري
أجرر في الليل ظلي
وأكره وجه نهاري
إلى أن أجسد في الواقع الجهم
في ساعة الصفر ثأري
واغسل في نار تموز ذلي
***
قتلناك حين هتفنا: الشريف البطل
يموت احتراقا لتحيا البلاد
ولما احترقت اختفينا
كأنا رماد
كأنا بقية نجم أفل
وجفًت بأفواهنا كلمات الجهاد
وكنت البطل
وكنت الأمل
تقدمت نازلت آخر وحش قديم
تعاركتما ثم ألقيته مثخنا بالجراح
وأسلمته للجحيم
ولكنه قبل أن يختفي
مد أظفاره شج وجه الصباح
فأغمضت عينيك
ودعت ..
لكننا لم نكن في الوداع
فأجهشت: أوًاه
ياللوفاء المضاع
..
عصر يهوذا
وكان يهوذا هناك
يقبل رأس المسيح
ويشرب نخب الإله
وفي كل رشفة كأسٍ يصلّي
يناجي .. يصيح
يعيش الإله
يعيش الرسول، وشعب الرسول الذبيح
ويقرأ مستغرقاً في خشوع
حكايات من صُلبوا في الطريق
وفي عينه يرقص الحزن
تبكي الدموع
وفي صوته يتعالى حريق
وعند الصباح يموت النهار
ويرقد فوق الصليب الرسول
وخلف السجون يعاني، يموت الإله
وتغرق روما بأحزانها، بالذهول
وتًدمي المسامير والشوك وجه الحياة
ويبدو هناك يهوذا بقصر الزعيم
يغني يدق الطبول
يعيش الزعيم العظيم
يعيش الذي شد كل الجباه
إلى الشمس .. شد عيون الحفاة
وفي جفنه يرقص الحقد، يطفو المرح
وفي شفتيه الطحالب تنمو
وفي صوته يتلوى الفرح
مشيتُ ...
مشيت بأقدام قلبي
لعلي أحس على الأرض صدقا
لعلي أعانق حقا
مشيت مع الشمس غربا
رحلت مع الفجر شرقا
وجدت يهوذا هنا يأكل الجائعين
ويسمع أقوالهم في شجاعة
وكان هناك يداعبهم خائفين
ويأكل أحلامهم في براعة
يهوذا هنا .. وهناك الأمين
وصاحب كل الطقوس المباعة
ونحن البضاعة
ونحن الجموع المضاعة
نغير لون الوجوه
نغير أدوارنا كل يوم ليرضى الزعيم
لكي لا نتوه
ويُلقى بنا غاضبا في الجحيم
كفرتُ بهذا الزمان
بكل الزمان
كفرتُ بصمت الكهوف
بلون الحروف
بهذي القصيدة
بكل قصيدة
بكل عقيدة
بدين يهوذا
بعصر يهوذا
بما تكتبون
بما تقرأون
تعالوا لكي تصلبوني
لكي تنقذوني
فاني كفرت بعصري
بنفسي
بإنسان عصري
فلا ترحموني
فلا ترحموني
..
مقتطفات من خطاب نوح بعد الطوفان
..
قُلتُ لكُم
من قَبلِ أن يَثُورَ مَاءُ البَحرِ
قَبلَ أنْ تُعَرْبدَ الأموَاجْ
وقَبلَ أن يَغِيبَ وَجْهُ الأرضِ
قلتُ الدّاءَ
والعلاجْ
لم تَحفلُوا .. لمْ تَسْمَعُوا..
كُنتُم هُناكَ في الغيومِ
في الأبراجْ
أَرجلُكُم مَمدُودةً كانتْ إلى السَّحابْ
رؤوسُكم مغروزةً في الوَحْلِ..
في الترابْ
قرَّبْتُ مُشفِقًا سَفِينَتِي
أَنفَقْتُ عُمري
أَجمَعُ الأعوَادَ والأخشابْ
قَطعْتُ وَجهَ اللَّيلِ والنهارْ
أَقرأُ في الكِتابْ
أشدُّ مِسمَارًا إلى مِسمَارْ
لكنَّ صَوتي ضَاعَ في الرِّياحْ
سَفِينتِي تَاهَتْ بهَا الأموَاجْ
فأبحَرَتْ خَالِيَةً..
إلاّ منَ الأحزانِ والمَلاّحْ.
***
بَكَيْتُ
شَدَّنِي العَذَابُ والألَمْ
حِينَ رأيتُ السَّفْحَ والقِمَمْ
في قبضةِ الإعصارْ
أحزنَني أن أشهدَ الأطفالْ
أن أشهدَ النِّساءْ
غارقةً تضرعُ في ابتهالْ
تلعنُكم
تبصقُ في وجوهِكم
يا أيُّها الرِّجالْ
يا أيُّها الأنذالْ..
أحزنَني أنْ تختفي البيوتُ
والأشجارْ
أن تختفي الآثارْ
أن تغرقَ القِبابْ
أن يغرقَ الشيوخُ والشبابْ
أن تغمرَ المياهُ الزرعَ والمدائنْ
أن تُغمرَ المآذنْ
أحزنَني أنْ ألمَحَ البطونَ فوقَ الماءْ
مبقورةً شوهاءْ
أحزنَني
عَمِيتُ..
لم أعدْ أرى شيئًا منَ الناسِ..
منَ القُرَى
تلاشتِ الألوانُ والأسماءْ
وأطبقَ الدُّجُى
وغامَ وجهُ الأرضِ والسَّماءْ.
***
قلتُ لكم والمدُّ لم يزلْ بعيدا
والبحرُ لم يزلْ بعيدا:
أن تفتحوا عيونَكم على الخطرْ
أن تجمعوا السّادةَ والعبيدا
أن تصنعوا
منْ شوقِكممنْ حُبِّكم نشيدا
لتصعدوا بِهِ إلى القمرْ
لكنَّكم لم تسمعوا
تعالتِ الضِّحْكاتْ
في رُدُهاتِ القاتْ
أقْعَى الضميرُ في ديارِكم
وماتْ
فكانَ هذا الهولُ
والأحزانْ
كانتِ الهِزّاتْ
لا سُفُنُ البحرِ ولا الفضاءْ
تنقذُكم من قبضةِ القضاءْ
فقد طغى الطُّوفانْ
وكانَ يا ما كانْ.
ماتيسر من رعشة الخوف
..
حين قالوا: رحلتَ عن الأرض
أمسكتُ من هلعي بالفراغ
ظننتُ الفراغَ أخي
والدخانَ زميلي
وصلّيت حتى أتى النوم
كيما أراكَ
وأسمع صوتك
أقرأ في غفوتي ما تيسر
من رعشة الخوف
أغسل دمعي برائحة الياسمين.
**
هل رأيتم جبالًا تموت
سماءً تغور إلى قاعها
وفضاءً يضيق بألوانهِ
وسحاباتهِ
وقناديلهِ
وحقولًا تغادر وديانَها
وفراشاتِها؟
هل رأيتم نهارَ اكتوى صاحبي بالرصاص
وفي دمه كان حلمُ البلاد ولا عاصم اليوم
كنا جميعًا من المغرقين
**
مَن تُرى قتل الورد
أزهق روح الحدائق
أفتى بموت الينابيع؟
من فتح الظلمات بنار مسدسه
وأعاد ارتعاش الظنونِ
وخيط الوساوس؟
مَن أيقظ الإثمَ
واجترح الصمت والدم
في ساحة الكلماتِ؟
ومن أرهب الضوء والسنبلات
أحلَّ دمَ المؤمنين؟
**
ذات يوم حلمت بنهر
إذا لمسته الأصابع
أو شربت ماءه أعين الحاقدين
استعادت براءتها
ونقاء سريرتها
أين نحن من النهر؟
في أي قلب أخبئ أحلامك المورقات
وأكشف عن ظمئي
وعلى الأرض (قابيلُ) يقتلنا
ويطارد أرواحنا
بامتداد الزمان اللعين .
**
آه يا صاحبي
لم أجِىء لوداعك
أو لمديح خصالك
لكنني جئت أبكي المحبة والشعر.
لمّا رحلتَ تخثرت الكلمات
تبدل ماء الحروف
وفاض دمًا
وكعادته حين يحزن
أخفى انكساراتِه الشعر
وارَى عيون قصائده
في جفون الملائكة النائحين.
..
أيوب المعاصر
..
أيوب ..
على طريقكم مصلوب
أمال رأسه
ألقى به على صدر مهشم منخوب
تجفل منه النظرات
تجفل القلوب
حاول أن يسكب دمعة أمامكم
كي تمنحوه بعض العطف والرثاء
تحسس الجفون
فتش أغوار العيون
محاولاته تحطمت
تبددت هباء
لا دمعة أجدت
ولم تعصر من الجفون ماء
منذ قطعتم ثدي أمه في زمن الرضاعة
دموعه مضاعه
سالت على المهد مع الحليب
اختلطت مع الدماء
تناثرت في ليله الرهيب
ما عاد صابرا
وليس في وقوفه شجاعة
فالصبر بئرنا الغريب
أيقونة الجبان .. والصليب
ثار، بكى
مشى على طريق النائحين والحواه
مزق ثوب الصبر قال: آه
***
حاول أن يمتدح الخناجر
أن يستعير صوت مطرب وشاعر
أن يمنح الجلاد بعض الحمد والمديح
لكن لسانه المقطوع
صوته الذبيح
خاناه في محنته الكبيرة
في الليلة الضريرة
فما استطاع أن يطلق أسر صوته وأن يصيح
وحين خانته بقايا الكلمات والدموع
حاول أن يرفع كفه مستجديا براءة الجموع
كان ذراعه مقطوع
وأنفه مجدوع
أعاد رأسه على الصدر المهشم الجريح
رمى بعينيه إلى التراب
ودًع في مرارة عالمه القبيح
أطلق روحه أنقذها من دنس الكلاب
عاش بلا صبر
ومات في العذاب
..
هابيل الأخير
..
هابيل ...
كم عام مر وأنت قتيل
مطروح في الطرقات
تبحث عن حفار قبور بين الأموات
قابيل الآثم حين رآك
مقتولا فر إلى البحر
ابتلعته الأسماك
وبقيت بلا قبر وحدك يبكي الجسد العريان
خجلا
وتمر حواليه الغربان
علّ بقايا إنسان
يشهد رحلتها اليومية
كيف توارى في حزن موتاها
في رعبٍ قتلاها
لكن العام يمر
تتعاقب حول الجثة أعوام
والجسد العاري الحر
مطروح في الطرقات
تسطو الديدان على عينيه
تثني سوأته الريح
تنزو حشرات الليل عليه
وتسير على الوجه الظلمات
لو كنت القاتل ياهابيل
ما كنت بلا قبرٍ
كان البحر أو النيل
قبرا يخفي وجهك من ضوء الشمس
عن حزن الأمس
فتحسس خنجرك المسموم
أغمده بلا خوف
أفتح قلب أخيك المحموم
إني أدعوك لكي تبقى أنت القاتل
أنت الضارب وجه الباطل
هابيل ...
أقتل ...
أقتل أياك تقول:
أنا المقتول
أنا المقتول
..
قطرات من دم الجبل
..
كل عصر يجيء وفي كفه قطرات من الدم
في ثوبه وردةُ تتوهج
تحفظُ للشمس أشواقها للنهار .
وتمنحُ ألوانها
للنجوم الشتائية الضوء
تغسل معطف أحزانها
تتناسل في عتمات من الزمن الطبقي
شظايا ..
وتغسل أزماننا .
قطرات من الدم تخلقُ عصرا
وتهدم عصرا
وتطرح أسئلة
تتشرد عبر القرى
تنذرُ الخائفين
تجوسُ خلال الحواري العتيقة أوردة الفقراء النبيين
في الشارع العام تركض باحثة عن شهيد
***
قطرات من الدم
كان يحاصرها ليل تاريخنا .
وهي تطوي القرون بخيل من الريح
تفتح بوابة وتسابق موتا
وتمتص نوح النوافذ
والشهقات التي غيبتها الزنازن
تتطلب، في ساحة الضوء، فوق التلال البعيدة، وجها
وتنقش قبرا
وترسم عشب البكاء
***
من تكونين؟
يا قطرات
من الدم
تصنع هذا الطريق المؤدي
لمقبرة الموت؟
هذا الطريق المؤدي
لنهر الزغاريد؟
ألمحُ في ظل عينيك صوت حبيب لنا
وأشاهد نار عصور من القلق المتوهج
أشهدُهُ ..
يُنبت الجبل البكر ضؤ أصابعه
ألف سنبلة أثمرت في الرمال، خطاه
وألف سؤال حزين على شفة الجبل المتألم،
خطت دماهُ
وطني ... كان
ما زال
يبقى
سخيا بأمواته
وسخيا بأحزانه
شجرُ البن
يا وطني، كنت
أنت
الشهيد
وكنا ... صغارا على راحتيك
نداعب وجه التراب
نقبّل جدرانك الهرمات
وحين سمعنا نداء الجبال تطير به قطرات من الدم
جئنا
أفقنا
استجبنا ..
حملنا هموم القرى
وحملنا عن الجرح أحزانه
ووقفنا نناديك:
يا طالعا
من نسيج شرايننا
أنت علمتنا أن نكون
وعلمت أشجارنا أن تكون
فكانت
وكان الشهيد
وكان المطر .
..

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية 03 ذو القعدة 1446هـ 01 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 26 شوال 1446هـ 24 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على #غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 19 شوال 1446هـ 17 أبريل 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان على غزة وآخر المستجدات الإقليمية والدولية 12 شوال 1446هـ 10 أبريل 2025م

شاهد | لقاء لقبائل جهران في ذمار براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاء لقبائل بني الضبيبي في ريمة براءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م

شاهد | لقاءات قبلية في صعدة للبراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل وإعلانا للنفير العام 08-11-1446هـ 06-05-2025م