حَزِنَ الكونُ عن رحيلِ ( هَنيّةْ )

لم تَعُدْ بعده اليهودُ هَنيّةْ

وغَدا للمُصَابِ هَولٌ عَظِيمٌ

وغزى الحُزْنُ كلُ نفسٍ أبيّةْ

إنَّ هذا العدوَّ أضحى خَؤونٌا

تَخْتفي تحتَهُ النفوسُ الدَّنِيَّةْ

أيها الفَارسُ الذي أنتَ حَيٌّ

عنّدَ رَبِّ السما بنفسٍ نديَّةْ

عِشْتَ عُمْراً مِن النضالِ أبيَّاً

وسَقَيتَ العدوَّ كأسَ المَنيّةْ

دُمْتَ دَهراً من الجهادِ هَصُوراً

ضِدَّ غَدرَ اليهودِ والعَنجَهيَّةْ

بِصُمود الجبالِ في عُنفُوانٍ

لا تخافُ الردى ولا الهَمَجيَّةْ

إنما أنتَ قائدٌ تَتَصَدَّى

للطُغاةِ الكلابِ أطغى البَريّةْ

ذَهَبتْ عنكَ مَنْ تُحِبُ ضحايا

لا تُبالي إذ هُم بِعِيشَةٍ مَرْضِيَّةْ

لكَ في الصبرِ حِيلَةٌ لا تُضَاها

شَهِدَتْ ( غَزّةٌ ) بِصِدقٍ ونِيّةْ

( وحَمَاسٌ ) صَحِبْتَها بحَماسٍ

وبَنيتَ الأسودَ فيها عَصيّةْ

كَم أذاقوا صُهيونَ سُمَّا زُعَافاً

كَسَروا جَيشَهُ بأيدٍ قَويَّةْ

هكذا الطُوفانُ طَافَ علَيهِم

مِنْ رجالِ الجِهادِ والقَسوَريّةْ

لَمْ يَعُدْ جَيشَهُمْ سِوى قَطَراتٍ

مِن دُمُوعٍ مِن القُلوبِ العَمِيَّةْ

شَجَّعَتْهُم عَمَالةٌ ونِفَاقٌ

مِن بقايا نِفَايَةٍ سَرْسَرِّيّةْ

مِن بقايا عُروبَةٍ خَلَّفَتها

جُنْدَ ( مائير ) ما تزالُ عَرِيَّةْ

لن ينالوا من العَمَالةِ خيراً

 لا بِدُنياهمُ ولا الأُخْرَويَّةْ

إنما النارُ حَظُهُم وجَزاهُم

مع فُرعونُ حَسبُهُم مِن خَلِيَّةْ

يا شَهِيدَ المَلا حَلِيفَ السَجَايا

يا أخا ( القدسِ ) كم لكم مِن مَزِيَّةْ

فإلى اللهِ في جِنَانٍ وخُلْدٍ

ومع الصالحين تسمو هَنيَّةْ

وسلامٌ عَليكَ يَتْلوا سلامٌ

يا أخا المجدِ بُكرَةً وعشيَّةْ