غياب القرآن الكريم في واقع الأمة أساس محنها ومشاكلها

فعلى كُلِّ، هناك فجوة كبيرة جداً في واقع هذه الأمة بكلها- بشكلٍ عام- ما بين الواقع المفترض، الذي نفترضه واقعاً يسود فيه: الصلاح، والخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعدل، والوحدة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، والاستقامة وفق المنهج الإلهي بكل تفاصيله تلك،
فعلى كُلِّ، هناك فجوة كبيرة جداً في واقع هذه الأمة بكلها- بشكلٍ عام- ما بين الواقع المفترض، الذي نفترضه واقعاً يسود فيه: الصلاح، والخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعدل، والوحدة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، والاستقامة وفق المنهج الإلهي بكل تفاصيله تلك، وبناء الحياة على أساسه، والنهوض بالدور المهم المنوط بنا كبشر مستخلفين في هذه الأرض على أساسٍ من ذلك الهدى، وبناء حضارة إسلامية رائدة متميزة، تقود المجتمع البشري على أساسٍ من منهج الله "سبحانه وتعالى"، هذه الأشياء غائبة في واقع الأمة إلى حدٍ كبير، ونشاهد المآسي اليومية في واقعنا كأمة، المظالم الرهيبة والكبيرة، الحالة المأساوية من: التخلف، والشتات، والفرقة، والنزاعات، والأمِّيَّة الكبيرة، ونقص الوعي بالمفاهيم القرآنية، وغياب كبير للثقافة القرآنية في واقعنا، لا تعيش الأمة- بشكلٍ عام- حالة هذا التمحور الذي أتى في الآية المباركة في قول الله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، هذا التمحور حول القرآن الكريم؛ للاهتداء به، للتثقف بثقافته، للاسترشاد به، للاهتداء به، للتحرك في هذه الحياة على أساسه، لاتخاذ المواقف والتمسك بالمواقف التي يحددها، والتي أمر الله بها في هذا الكتاب المبارك، {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}، غائبٌ هذا في واقع الأمة- بشكلٍ عام- إلى حدٍ كبير.
ولهذا تعاني هذه الأمة من مشكلات كبيرة، ومن مظلومية كبيرة، أمة تعاني من التظالم الداخلي، هناك سلطة ظالمة جائرة هنا أو هناك، كالنظام السعودي الذي نشاهد ما يفعله هو ومن يتحالف معه تحت قيادة أمريكا وبالتحالف مع إسرائيل ضد شعبنا العزيز، فنجد المشاهد المأساوية من القتل الذريع للآلاف من الأطفال والنساء والناس الأبرياء، ونرى الحصار الاقتصادي الخانق- الذي هو محرَّمٌ شرعاً، ومن أكبر المنكرات، ومن أكبر الجرائم- بحق شعبٍ بأكمله، ونرى مظلومية هذه الأمة فيما يعانيه شعب فلسطين أمام مرأى ومسمع من بقية أبناء الأمة، ما يعانيه المسلمون في أقطارٍ شتى، مثلما يحصل على الروهينجا هناك، مثل ما يحصل أيضاً على المسلمين في كشمير، مثل ما يحصل في شتى بقاع الأرض هنا أو هناك، كم هي مظالم هؤلاء المسلمين.
أين هي الأمة من كل هذه المظالم؟ أين تلك القيم التي تجعلها في موقع الأمة التي تقوم بالقسط، تواجه الظلم، تتصدى للمنكرات، تدرك مسؤوليتها الكبرى؛ فتكون لائقةً بهذه المسؤولية في القيام بالعدل، في التصدي للطاغوت، في إصلاح واقع الحياة؟ هذا الواقع المفترض، وهذه الفجوة الكبيرة لم تكن فجوةً ما بين الواقع وما بين الواقع الفعلي والواقع المفترض بحسب ما رسمه الله لهذه الأمة، لم تكن حالةً خاصةً بعصرنا هذا، عندما نعود إلى التاريخ: سواءً هذا الجيل الذي قبلنا، أو الأجيال ما قبله، جيلاً بعد جيل على مدى زمنٍ طويل، عبر المئات من السنين، عبر القرون والأجيال الماضية، سنجد واقعاً مظلماً، مليئاً بالمآسي، والمظالم، والمفاسد، والجهل، والتخلف، وغياب هذه القيم، ولكن ليس إلى حدٍ نهائي، يوجد عبر كل هذا الامتداد الزمني يوجد هناك حضور وامتداد للحق، للمبادئ الإلهية، للقيم الإسلامية، يتمثل ذلك الامتداد في أهل البيت "عليهم السلام" ومن كان معهم من صالحي الأمة، من رشداء الأمة، من أبناء الأمة الأخيار والأبرار والصالحين الذين كانوا على امتداد هذا الزمن على نحوٍ مغاير، مغاير للحالة العامة، للحالة السائدة، للحالة المنتشرة، ولكنهم كانوا- في كثيرٍ من الحالات وعلى مدى مئاتٍ من السنين- كانوا محاربين، كانوا- في كثيرٍ من الحالات- إلى درجة أن يعيشوا الغربة في واقع هذه الأمة، أن يعانوا من الخذلان في الساحة العامة.
ولهذا عندما نأتي لنقول لماذا؟ لماذا كل هذا؟ لماذا هذه الفجوة؟ لماذا هذا الواقع المختلف؟ ما الذي حدث حتى انحرف مسار الأمة عن تلك المبادئ العظيمة والقيم الإلهية، وحتى أصبح التوجه الرسمي الذي عادةً ما تكون عليه الحكومة التي تحكم هذه الأمة، والذي عادةً ما يكون عليه القادة الذين قادوا هذه الأمة من موقع السلطة، لماذا هذا الانحراف الرسمي في واقع الأمة الإسلامية؟ ماذا كان وراء هذا الانحراف، وأين كانت جذوره؟
هنا سنعود بالحديث إلى مرحلة الإسلام الأولى في عهد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، كان ألد الخصوم الذين تحرَّكوا ضد هذا الإسلام وحاربوا رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" بكل أشكال الحرب: الحرب الدعائية، الحرب العسكرية، الحرب الاقتصادية... الحرب في كل وسائلها وفي كل مجالاتها، كان ألد عدو هم قريش، قريش كانوا في طليعة من عادوا رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وحاربوه أشد المحاربة، وكانوا هم في الصورة وفي الميدان العدو الأبرز المتزعم لهذه الحرب، كان يقود قريش في هذه الحرب ضد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" ويتزعم قريشاً في كل تلك الفترة إلى السنة الثامنة للهجرة النبوية أبو سفيان، أبو سفيان هو كان زعيم بنو أمية في وقته وكبيرهم، أبو سفيان كان هو القائد الفعلي والقائد العام لقريش في حربها ضد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وكان معروفاً بشدة عدائه للإسلام ولرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وهذا العداء كان يمتد داخل أسرته، ويعرف الأمة ويعرف الناس ما سطَّره كُتَّاب السِّير والمؤرِّخون عن زوجته التي استحقت أن تسمى بآكلة الأكباد، فيما يعبِّر عنه ذلك من الحقد الشديد، وهي التي بقرت بطن حمزة- عم النبي "صلوات الله عليه وعلى آله"- وتناولت بعضاً من كبده لتأكله؛ من شدة حقدها وعدائها للإسلام وللمسلمين وللرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" ولأنصاره، وبالذات الأنصار الأبطال والمجاهدين العظماء كحمزة.
أبو سفيان حارب رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وقاد الحرب ضد الإسلام والمسلمين، ولم يألوا جهداً في حربه وعدائه، ولكنه في السنة الثامنة للهجرة، وهي السنة التي تمكَّن فيها الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" ومعه المسلمين من فتح مكة بنصرٍ من الله "سبحانه وتعالى"، وفتحٍ من الله "سبحانه وتعالى": {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[الفتح: الآية1]، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[النصر: الآية1]، في السنة الثامنة فتحت مكة بنصرٍ إلهيٍ عظيم، ولم يتمكن أبو سفيان ومعه جيوشه ومجتمع مكة بمن كان فيهم من المشركين أن يعيقوا هذا الفتح، بل إنهم أصيبوا بالشلل عسكرياً، لم يتمكنوا حتى من القيام بموقف عسكري للتصدي للفتح الإلهي المبين الذي فتحه الله لرسوله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وأرغموا على الاستسلام، وذاقوا مرارة الهزيمة.
سلسلة محاضرات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بذكرى عاشوراء 1441هـ - المحاضرة الأولى

الشايف: مطار صنعاء هو المنفذ الوحيد لسفر الحالات الإنسانية
صنعاء | 30 مايو | المسيرة نت: أوضح مدير مطار صنعاء الدولي أن تدمير العدو الصهيوني لآخر طائرة يمنية مدنية سيكون له آثار سلبية كبيرة على الجانب الإنساني والصحي في البلاد.
شهداء وجرحى في اليوم الـ602 من حرب الإبادة على غزة
متابعات | 30 مايو | المسيرة نت: تواصل قوات العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ602، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، بالتزامن مع استمرار فرض الحصار الاقتصادي على القطاع.
العدو يعترف بمصرع ضابط وإصابة 4 جنود في غزة
متابعات | 30 مايو | المسيرة نت: اعترفت قوات العدو الصهيوني بمصرع ضابط برتبة رائد وإصابة 4 جنود بجروح خطيرة في معارك بقطاع غزة.-
14:58مصادر فلسطينية: إصابات جراء قصف للعدو استهدف مجموعة من الأهالي جنوب غرب مدينة غزة
-
14:29مصادر طبية: 18 شهيدا جراء قصف العدو المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم
-
14:28مصادر فلسطينية: إصابة حرجة لمواطن جراء إطلاق نار من طائرة تجسس للعدو في مدينة جباليا شمالي قطاع غزة
-
14:10مصادر فلسطينية: شهيدان جراء استهداف تجمع مواطنين غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
-
14:10مصادر فلسطينية: طائرات العدو تقصف منزلًا في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة
-
13:19مصادر فلسطينية: شهيدة وجرحى جراء قصف العدو لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة