عار الصمت تجاه مجازر العدوّ الإسرائيلي على غزة.. مدرسة الجرجاوي أنموذجًا [الحقيقة لا غير]

خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يرتكب المجازر بحق المواطنين المحاصَرين في غزة، حَيثُ يستمر في شَنِّ فظائعَ ومذابحَ مروَّعةٍ؛ ما يشكّل تحديًا إجراميًّا، وإهانة كبيرة واستخفافًا واضحًا بالأمة العربية والإسلامية، التي لن يتمكّن العدوّ من الوصول إلى هذا المستوى من الاستباحة لولا علمه بتخاذلها.
من أبرز الجرائم الوحشية لكيان العدوّ مؤخّرًا، استهدافه لمدرسة "الجرجاوي" بحي الدرج في قطاع غزة، حَيثُ أودت هذه الجريمة بحياة العديد من النازحين الذين يعانون من الجوع والحرمان، ومن بين ضحايا هذه المجزرة المؤلمة، ظهرت قصة مؤثرة لطفلة تم إنقاذُها من تحت الأنقاض المحترقة.

ورغمَ النيران التي كانت تلتهم كُـلّ شيء من
حولها، وُجدت الطفلة حية، لكن المشهد كان مؤلمًا جِـدًّا؛ مما يعكس عارًا على الإنسانية
في هذا العصر وعلى الشعوب العربية وقادتها، كما يمثل أَيْـضًا عارًا على زعماء
الخليج الذين يواصلون تقديم الدعم المالي لأمريكا، حَيثُ تصل المساعدات إلى أربعة
تريليونات دولار، لتقومَ أمريكا بدورها بتزويد العدوّ الإسرائيلي بالأسلحة والدعم
اللازم لمواصلته إبادة الأطفال والنساء في غزة.
وتحدث
هذه الانتهاكات التي لا تميز بين النساء والرجال والأطفال، في ظل تواطؤ عربي ودولي
مع العدوّ الإسرائيلي الذي يقوم بارتكاب هذه الجرائم والمذابح بحق سكان غزة، حَيثُ
يستند ذلك إلى عقيدة دينية توراتية مشوَّهة تَحُثُّ على قتل وإبادة العرب، مع
اعتبار ذلك عبادةً بالنسبة لليهود وقربةً تُقرِّبُهم من تحقيق ما يُعرف
بـ"مملكة داوود الكبرى أَو (إسرائيل) الكبرى" على أنقاض عدد من الدول
العربية التي لا تزال شعوبها غارقة في سبات، ويظل حكامها جزءًا من المخطّط الإجرامي
الوحشي الذي يطال الشعب الفلسطيني المظلوم.
ويُعتبر
ما يحدث جريمة إبادة جماعية تُرتكب بحق شعب أمام أنظار العالم، في ظل التغطية
المباشرة عبر الكاميرات والتوثيق المُستمرّ، حَيثُ يُتيح لنا العالم رؤية الأحداث
بصوت وصورة على مدار الساعة.
ومنذ نحو
عامين، يستمر مسلسل الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني دون توقف، ولا توجد خطوات
فعلية لوقف هذا الإجرام المروِّع.
ومن
المؤسف أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي لم تحَرّك لدى الحكام العرب
أيةَ استجابة فعلية؛ فلم يقوموا بسحب سفرائهم من الكيان المحتلّ أَو طرد سفراء
المجرم نتنياهو من عواصم مثل القاهرة أَو أبو ظبي أَو الأردن أَو المغرب أَو البحرين
وغيرها، وهذا يبرز أن الحكام العرب جزء من الجرائم التي ينفذها العدوّ، وأنهم
مرتبطون بالاحتلال إلى درجة تُفقدهم حقَّ اتِّخاذ أي قرار، حَيثُ قال لهم نتنياهو
في بداية معركة "طوفان الأقصى": "اسكتوا، إذَا أردتم الحفاظ على
كراسيكم".
هذا هو
خطاب المجرم نتنياهو إلى القادة العرب، في بداية "طوفان الأقصى"، حَيثُ طالبهم
بالصمت إزاء القصف الدموي في غزة، وبالوقوف ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس؛ لذلك،
من يعتقد أن عمليات الإبادة في غزة بعيدة عن التمويل السعوديّ والخليجي، فهو مخدوع
أَو غير مدرِك لحقيقة الدعم الخليجي للولايات المتحدة، الذي يتجلى في تقديم
المساعدات العسكرية والمالية للعدو الإسرائيلي، الذي يواصل تنفيذ جرائم الإبادة
بحق أطفال ونساء غزة وفلسطين.
ومن
الضروري أن ندرك كأمة عربية، وأن نكون واعين تمامًا، أنه لولا دعمُ آل سعود
وحكام الخليج بشكل خاص وزعماء الأنظمة العربية، لَما تجرّأ العدوُّ الإسرائيلي على
ارتكاب هذا المستوى من الجرائم والإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وتعكس
الجرائم والمذابح البشعة التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي في غزة الفشل والارتباك
الذي يعاني منه العدوّ، كما أنها تشير إلى مدى الإحباط واليأس الذي يعيشه المجرم
نتنياهو.. صحيح أن ما نشاهده مؤلم، وهو لعنة تطال كُـلّ عربي وكل مسلم يقف صامتًا
ومتخاذلًا ولا يتصدى حتى بكلمة؛ لكن في المقابل، فَـإنَّ هذا المستوى من
الوحشية والإجرام هو في حَــدّ ذاته سقوط؛ إذ إن كُـلّ ما يقوم به العدوُّ الإسرائيلي
يشبه مَن يشعلُ النيرانَ حول نفسه ويدفعُ بسخط الله نحو ذاته.
لم يكتفِ
العدوّ الإسرائيلي المجرم بحرمان الأطفال من الطعام وهم ينامون وبطونهم فارغة، بل
تواصل معه حتى اللحظات الأخيرة من الليل، حَيثُ أقدم على حرق أجسادهم الضعيفة مع
أسرهم وما تبقى لديهم من ممتلكات بسيطة.
إن علماء
الفتنة والسلطة يمثلون خطرًا جسيمًا، وتترتب على خيانتهم عواقبُ وخيمة؛ فهم جزء لا
يتجزأ من الواقع الذي باتت تعيشه الأُمَّــة.. هؤلاء هم من يبرّرون للخونة من
الحكام خيانتهم، ويستخدمون الفتاوى الزائفة لتمويه الحقائق على الشعوب.
إنهم أدَاة الحكام العملاء لنشر الفتن والانقسامات
المذهبية بين المسلمين؛ مما يعيق نهضة الأُمَّــة للتصدي بشكل موحَّــد ضد الاحتلال
الإسرائيلي والمشاريع الأمريكية؛ فالأعداء يستغلون هؤلاء العلماء لتحويل بُوصلة
العداء، حَيثُ يُفترَضُ أن توجَّـهَ مشاعرُ الكراهية والاحتجاج نحو المحتلّين،
لكن علماء النفاق يساهمون في تشتيت هذه الطاقات، ويستخدمون المنابر والمساجد لإثارة
الفتن المذهبية وفقًا لمخطّطاتٍ يهودية وأمريكية، كما أن هؤلاء هم علماءُ الدجل
والنفاق الذين عملوا على تدجين الشعوب وتحويلها إلى كَيانٍ ضعيف بلا قيمة أَو قوة
تحميها من أعدائها.
وبينما
يدعو بعضُ رجال الدين اليهود إلى اقتلاع كُـلّ العرب بلا تمييز، فَـإنَّ ما يفعله العدوّ
الصهيوني في غزة من عمليات إبادة ليس مُجَـرّد جرائم حرب عادية، بل هو نتيجة
للعقيدة اليهودية التي يرون فيها دينًا مقدسًا.
في المقابل، نجد بعض علماء المسلمين يشعلون
الفتن المذهبية بينهم، ويعملون ليلَ نهارَ على تكفير من يدعم غزة ويسعَون
لتشويه صورة وشيطنة من يتسلَّح للمقاومة دفاعًا عن أرضه ووطنه ونسائه وأطفاله.
هذا
التفسير الديني الذي يتبناه كيانُ العدوّ الإسرائيلي، والذي يتمثل في ارتكاب مجازر
جماعية ضد أطفال غزة، يستند إلى تفسيرات يهودية مشوهة تعكس العداء والكراهية تجاه
العرب والمسلمين؛ إذ لا تتضمَّنُ الثقافة اليهودية، سواء العامة أَو الدينية، أيةَ
مفاهيم عن التسامح أَو التعايش أَو السلام مع العرب والمسلمين، بل نجد دعواتٍ
دينيةً لتصفية العرب، سواءٌ أكانوا صغارًا أَو كبارًا، نساءً أَو رجالًا.
يعتقد
البعضُ أن من غير اللائق أن يظهر اليهودي تعاطفًا مع الأطفال العرب؛ إذ يرون أن
الطفل العربي سينشأ ليصبحَ مقاومًا، استنادًا إلى نصوص دينية تعتبر محرَّفة من
وجهة نظرهم؛ فقد أشار شخصٌ كان يهوديًّا سابقًا إلى ما ورد في سفر التثنية (التوراة)
حول قواعد الحرب، الذي ينص على عدم السماح لأي عربي بالبقاء على قيد الحياة، معتبرين
أن الرحمةَ ليست محل قبول.
كما أضاف أنه في سياق القضاء على العماليق، الذين
يعتقدون أنهم يمثلون العربَ؛ فَـإنَّه يجب القضاء على الرجال والنساء والأطفال،
حَيثُ لا يحق لهم الوجود.. هذه هي المبادئ السائدة داخل كيان العدوّ الإسرائيلي، وهي
نهج يتربى عليه اليهودُ منذ صغرهم.
في الوقت نفسه، تسعى الدول العربية، وخَاصَّة السعوديّة،
بشكل متواصل إلى تغيير صورة المسلمين عن اليهود، محاولين بناءَ علاقات مودة وتعايش
بدلًا عن العداء، ولكن تواجه هذه الجهود صعوبات، حَيثُ تبدو وكأنها محاولاتٌ من
جانب واحد.
هذا
المجرمُ محمد آل عيسى، رئيس ما يُسمّى رابطة العالم الإسلامي في السعوديّة، يتحدث
عن التسامح والمحبة التي يجب أن يُقابِلَ بها العربُ اليهودَ، حَيثُ كان هناك كلام
أَيْـضًا عن المحرقة المزعومة لليهود بالاستنكار والإدانة وإبداء التعاطف، في وقتٍ
هذه المحرقة ليست سوى كذبة أُسطورة.
لكن تجاه المحرقة الحقيقية التي تجري هذه الأيّام
في غزة، لم نسمع لذلك المجرم أيَّ موقف أَو صوت؛ لأَنَّه سيخالف سيدَه ووليَّ نعمه
محمد بن سلمان الذي يتقرب إلى أسياد هذه الأيّام في أمريكا بالتطبيع والعمل على
فتح أبواب المملكة على مصراعَيها أمام اليهود.
أفاد بأن
هناك رغبةً في إقامة شرق أوسط جديد، وهو ذات الهدف الذي يسعى إليه العدوّ الإسرائيلي،
وهناك تناغم واضح وموجَّهٌ بعناية، بالطبع، فهذه التصريحات صادرة عن إعلاميين سعوديّين
قبل عملية "طوفان الأقصى"، لكنها تكشفُ عن توجّـه سعوديّ مبكر يتماشى مع
الأهداف والمشاريع الصهيونية والأمريكية.
واليوم، يجسّد جزء من الكراهية السعوديّة
الكبيرة تجاه غزة، والمقاومة، وأطفال ونساء القطاع، يظنون أن المقاومةَ في 7 أُكتوبر
قد أرادت أن تعكِّرَ عليهم فرحةَ التقارب مع الإسرائيليين؛ ولهذا تحدث الفظائع والإبادة
الصهيونية في غزة، ولا نسمعُ في السعوديّة أي تنديد، وكأنه لا يوجد بشرٌ فيها، ولا
يوجد موقفٌ من الملك، ولا تصريح لولي العهد، ولا صوت للعلماء في الحرمين الشريفين،
ولا حتى في خطب الجمعة، بل على العكس، أي تعبير عن التضامن مع غزة أَو رفض للإبادة
الصهيونية، مصيرُ صاحبِه السجون، والمعتقلات المظلمة، والتعذيب، والموت تحت
التعذيب، هذا هو الواقع في السعوديّة، التي يقدم حكامها أنفسَهم على أنهم حماة
الحرمين وقادة المسلمين.
تجرؤ
اليهود الصهاينة على تدنيسِ المسجد الأقصى ومقدَّسات المسلمين مصدرُه شعورُهم بالأمان
التام؛ إذ يعتقدون أن هذه الأُمَّــة أصبحت أسيرة، وبالتالي لا يُتوقَّعُ منها
نهضةٌ أَو خوفٌ من عواقب أفعالهم.
وفي
الوقت الذي تستمر فيه الإبادة في غزة، وتتصاعد مظاهر الضَّعف والتخاذل العربي والإسلامي،
تزداد جرأةُ الصهاينة يومًا بعد يوم للاستمرار في استهداف المسجد الأقصى.
اليهودُ لديهم خطة وأهدافٌ واضحة يعبِّرون عنها
علنًا، تتضمن هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وإقامة الهيكل المزعوم؛ فعندما يصلون
إلى هذا المستوى من التفكير، فَـإنَّ الأمر يتجاوز حدود مدينة القدس وتخريب المسجد
الأقصى، فهو مرتبطٌ بمسعى لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وما يُعرَفُ بـ "إسرائيل
الكبرى"؛ مما يشير إلى توسيعِ دائرة الاستهداف واحتلال عدد من الدول العربية
والإسلامية.
كل هذه
الجرأة والانتهاكات التي ترتكبُها مجموعةٌ صغيرة من اليهود ضد أُمَّـة تعدادُها
مليارا إنسان، ضد أُمَّـة تمتد على ربع الكرة الأرضية، لم تكن لتتحقّق لو كانت
الأُمَّــةُ في حالتها الطبيعية، لو كانت تتمتعُ بالصحة والعافية؛ لأَنَّ الجسم
السليم يتفاعلُ مع المخاطر ويقاوم الشرور.. فقط الجسد الميت هو الذي يبقى غيرَ مُبالٍ
بالمتغيرات المحيطة به، وهو الذي لا يتأثر بطعن الأعداء بأسلحتِهم السامة.
لذلك، إن
الأُمَّــة ليست مريضةً كما يُعتقد، بل هي في حالة شبهِ موت؛ مما يعني أن
وجودها بات مهدَّدًا، وأهمُّ مشكلتَين تعاني منهما الأُمَّــة هما وجودُ حكام
خونة وعلماء تابعين لهؤلاء الحكام، ممثلين للنفاق في علمهم.
ولتعافي هذه الأُمَّــة واستعادة حيويتها، تحتاجُ
إلى علاج، والسبيلُ الصحيح للعودة إلى الحياة هو الرجوعُ إلى المنهج الإلهي، المنهج
القرآني الذي يقودُه ويؤتمنُ عليه أُولئك الذين لا يخشَون تهديدَ المستكبرين، ولا
يسقطون أمامَ إغراءات الأعداء ولا ممن لم تُصنِّعْهم أجهزةُ مخابرات أمريكا
و"إسرائيل".

موقع عسكري أمريكي يقر بتعرض "ترومان" للاستهداف من قبل القوات اليمنية
أعترف موقع عسكري أمريكي بتعرض حاملة الطائرات "ترومان" إلى الإصابة من قبل القوات المسلحة اليمنية.
حماس ترحب بجهود الوسطاء لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة
متابعات | 01 يونيو | المسيرة نت: رحبت حركة حماس باستمرار جهود الوسطاء القطريين والمصريين للتوصل إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
رحلات جوية منقوصة وبأسعار مرتفعة: الحصار اليمني يخنقُ اقتصادَ العدو
خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: بدأت علامات التأثر تظهرُ على اقتصاد العدوّ الصهيوني، وفقًا لاعترافات صهيونية وتقاريرَ رسمية؛ نتيجةً للحصار الجوي والبحري الذي تفرضُه القوات المسلحة اليمنية؛ جراءَ منع مرور سفن الشحن، إضافةً إلى العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة، والتي أَدَّت إلى فرض حصار على مطار اللُّد.-
10:59مصادر فلسطينية: استشهاد 3 مواطنين واصابة 35 برصاص جيش العدو الإسرائيلي قرب مركز مساعدات غربي مدينة رفح
-
09:28مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة دورا جنوب الخليل بالضفة وتعتقل عددا من المواطنين بينهم أسرى محررون
-
09:27الصين تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بانتهاك الهدنة التجارية وتتعهد برد حازم
-
09:27الرئيس التشيلي: ندعم اقتراح إسبانيا حظر تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل"
-
09:27الرئيس التشيلي غابرييل بوريك: "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية ويجب التوقف عن الاعتماد على الصناعة "الإسرائيلية" في جميع المجالات
-
09:26السفارة الروسية في واشنطن: لافروف وروبيو بحثا خطط استئناف المفاوضات الروسية الأوكرانية في اسطنبول اليوم