اليمن يهزم أمريكا: خارطة الانتصار تتجاوزُ ساحةَ المواجهة
آخر تحديث 07-05-2025 20:03

خاص| 07 مايو| ضرار الطيب| المسيرة نت "وقفُ إطلاق النار بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة الأمريكية".. هكذا وصفت الخارجيةُ العُمانية ما اعتبرته صنعاءَ "تفاهُمًا مبدئيًّا" لوقف العدوانِ الأمريكي على اليمن مقابلَ وقف استهداف السفن الأمريكية، وهو وصفٌ يحملُ ما يكفي من الوضوح والموضوعية (بالنسبة لوسيط) لتأكيد انهيار الهيمنة الأمريكية التي لم يسبق لها أن وُضعت في مقام ندية كهذا أمام دولة اعتدت عليها،

على أن المقام الحقيقي للبيت الأبيض هنا هو مقام هزيمة بكل الاعتبارات، بَدءًا من اعتبارات الميدان التي لا زالت تشهد -حتى بعد الاتّفاق- بسقوطٍ تأريخي مدوٍّ للردع الأمريكي أمام اليمن، وُصُـولًا إلى الاعتبارات الجيوسياسية الكبرى مثل العلاقة بين واشنطن والعدوّ الصهيوني، والتي مثّل الانتصار اليمني هزةً تأريخيةً لها.

لم تكن السفنُ الأمريكية مستهدَفةً قبل أن تشن إدارة ترامب عدوانَها على اليمن في منتصف مارس الماضي، وكان من الواضح أن استئنافَ الإبادة الجماعية في غزة هو المحرّك الرئيسي لذلك العدوان؛ بهَدفِ احتواء ردِّ الفعل اليمني، وبالتالي فَــإنَّ توقُّفَ العدوان يمثِّلُ استسلامًا أمريكيًّا واضحًا ومُهينًا؛ لأَنَّ توقف العمليات اليمنية ضد الملاحة الأمريكية ليس "إنجازًا" حقيقيًّا لإدارة ترامب، بل تراجعٌ إلى نقطة الصفر، لكن بتكلفة استراتيجية هائلة.

بعد ساعاتٍ من إعلان الاتّفاق، كشف مسؤولون أمريكيون أن حاملةَ الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) فقدت مقاتلةً جديدةً من طراز (إف-18) في البحر الأحمر، وقالوا: إن هجماتٍ يمنيةً استهدفت حاملةَ الطائرات يوم الثلاثاء؛ أي في اللحظات الأخيرة التي سبقت التوصل إلى وقفِ إطلاق النار.

اعترافٌ وَضَعَ مسألةَ توقُّف العدوان الأمريكي في سياقه الصحيح والواضح على المستوى الميداني، حَيثُ أوضح تمامًا أن البحرية الأمريكية خسرت المعركة، وأن القوات المسلحة اليمنية (التي كانت صاحبةَ الطلقة الأخيرة) قد جعلت مسألةَ "وقف إطلاق النار" ضرورةً ملحَّةً، وحاجة ماسَّةً بالنسبة للبيت الأبيض حتى لا تصلَ الأمورُ إلى ما هو أبعدِ من تعرُّض حاملات الطائرات للهجمات المباشرة، وفقدان المقاتلات الحربية، وتساقط الطائرات غير المأهولة، وتبخّر قيمة وهيبة القاذفات الشبحية!

لكن إيقاف هذا الانهيار العملياتي الكبير، لن يغطِّيَ على حقيقة وقوعه وما يمثّله، وهو أمرٌ من المرجح أن يتم تناوُلُه على نطاق واسع في الفترة المقبلة مع انكشافِ المزيد من المعلومات حول التكاليف الفعلية للعدوان الأمريكي الفاشل، وتفاصيل التفوُّق الكبير والصادم الذي أظهرته القواتُ المسلحة في مواجهة التقنيات والتكتيكات والأدوات الأمريكية.

وقد بدأ ذلك بالفعل، حَيثُ نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن المحلِّل في "مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات" البحثية الأمريكية، "بهنام بن طالب لو"، قوله: "إن الوصولَ إلى هذه الهُدنة المثيرة للجدل لم يكن رخيصًا" مُشيرًا إلى أنه "من خلال إجبارِ الولايات المتحدة على إنفاقِ المزيد من الموارد وحتى رأس المال السياسي في الحرب، فقد أثبت اليمنيون قدرتَهم على الوقف في وجه الولايات المتحدة ودفعها نحو التوقُّف".

وبرغم أن الهزيمةَ الميدانية تعتبرُ السياقَ الأكثرَ وضوحًا للجوء الولايات المتحدة إلى وقف إطلاق النار، فَــإنَّ المسألة لا تتعلق فقط بتفوُّق القوات المسلحة اليمنية على الأدوات والاستراتيجيات العسكرية الأمريكية (على أهميّة هذا الأمر وما يشكّله من انهيار تاريخي للردع الأمريكي) بل يبدو بوضوح أن الموقف اليمني المتكامل الذي كانت القوات المسلحة رأسَ حربته قد تفوق أَيْـضًا على الموقف الأمريكي الاستراتيجي الذي كان العدوان على اليمن اختزالًا له، وهو الموقفُ المتمثل بـ "الالتزام" الثابت وغير المحدود بإسناد كَيانِ العدوّ الصهيوني والاندفاع لضرب كُـلّ من يهدّدُ أمنَه واستقراره.

صحيحٌ أن تبايناتٍ (غير مؤثرة) في المصالح تبرز أحيانًا بين الولايات المتحدة وكيان العدوّ، لكنها لم يسبق أن تصل إلى حَــدِّ أن يتخلى البيتُ الأبيض عن الكيان الصهيوني عسكريًّا في ذروة قتال محتدم مع عدوٍّ يشكِّلُ تهديدًا استراتيجيًّا متزايدًا للأخيرة، وهذا ليس تحليلًا، بل هو ببساطة ما يقولُه الصهاينة منذ مساء الأمس.

لقد وقع إعلانُ وقف إطلاق النار بين صنعاء والعدوّ الأمريكي كزلزالٍ داخلَ كَيانِ العدوّ الذي أكّـد مسؤولون فيه أن الإدارةَ الأمريكية لم تبلِّغْ حكومة الاحتلال بالمفاوضات ولا بالاتّفاق، وهو ما فتح البابَ أمام تناوُلات وتعليقات تحدثت بصراحةٍ عن أزمة حقيقية وغير مسبوقة في العلاقة بين الطرفين.

اعتبر تقريرٌ نشره موقع "والا" العبري أن "الاتّفاقَ مع اليمن في نفس الوقت الذي كان فيه الحوثيون يطلقون الصواريخ على مطار بن غوريون [اللد] والجيش الإسرائيلي يقصف صنعاء كشف عن مشكلة صعبة تتعلق بالتنسيق والثقة بين ترامب ونتنياهو" وأن "موافقة الرئيس الأمريكي على وقف إطلاق النار مع اليمنيين خلفَ ظهر (إسرائيل) أمرٌ محرجٌ للغاية لنتنياهو، وشريكه رون ديرمر المسؤول عن إدارة العلاقات مع إدارة ترامب، ويبدو الآن أن قدرةَ (إسرائيل) على التأثير على المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.. ضَعُفَت".

ووفقًا للموقع فَــإنَّ الأزمة لا تقتصر فقط على التنسيق، بل تمتد إلى الرؤى والأهداف والمصالح التي كان يُفترَضُ أن تكون مشتركة، حَيثُ أوضح التقريرُ أن "الصدمة في (إسرائيل) لم تكن فقط؛ بسَببِ حقيقة أن ترامب أبرم اتّفاقَ وقف إطلاق النار دون إبلاغ (إسرائيل)، ولكن أَيْـضًا من حقيقة أن وقفَ إطلاق النار شمل فقط هجماتٍ ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر، حَيثُ يبدو من تصريحات الولايات المتحدة والوسطاء العُمانيين أن الاتّفاق لا يمنع اليمنيين من الاستمرار في مهاجمة السفن الإسرائيلية أَو إطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة باتّجاه (إسرائيل)".

ونقل الموقعُ عن السناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام قوله: إنَّ "(إسرائيل) عليها القيامُ بما تحتاج إلى القيام به للدفاع عن نفسِها من الحوثيين" معتبرًا أن "رسالةَ غراهام كانت في الواقع: توَّلوا الأمر بأنفسكم، حظًّا سعيدًا".

هذا كان نموذجًا واحدًا لتناوُلات أُخرى مماثلة ومتزايدة تستحوذُ على اهتمامات وسائل الإعلام العبرية الرئيسية منذ مساء الأمس، وهي في مجملها تتمحورُ حول موضوعَين رئيسيَّين:- الأول هو الخطر الراهن والملموس المتعلق بحقيقة أن كيانَ العدوّ بات وحيدًا في مواجهة التهديد اليمني الذي لا يصعُبُ عليه التعامل معه، والثاني هو الشرخُ الكبير الذي ظهرَ في العلاقة بين واشنطن وكيان العدوّ نتيجةَ الأمر الأول.

الأمران مرتبطان ولا يمكن فصلُهما، لكن حَـاليًّا يتصدَّرُ خطرُ استفراد صنعاء بالعدوّ الصهيوني واجهةَ المشهد؛ بسَببِ تأثيره الفوري والملموس على المعركة القائمة، وقد أشار رئيسُ الوفد الوطني محمد عبد السلام بوضوح أن أُفُقَ تطور عمليات الإسناد اليمنية لغزةَ أصبح الآن أكثر اتساعًا بعد تحييد العدوان الأمريكي، وهو ما يقرُّ به الصهاينة أَيْـضًا بوضوح.

يقول معلِّقُ الشؤون العربية في قناة (آي 24 نيوز) العبرية: "إذا أوقف الأمريكيون الهجمات؛ فنحن في ورطة، نحن الآن وحدَنا في مواجهة الحوثيين".

موقع عسكري أمريكي يقر بتعرض "ترومان" للاستهداف من قبل القوات اليمنية
أعترف موقع عسكري أمريكي بتعرض حاملة الطائرات "ترومان" إلى الإصابة من قبل القوات المسلحة اليمنية.
مجزرة صهيونية جديدة قرب مركز للمساعدات في رفح
متابعات | 02 يونيو | المسيرة نت: استشهد 3 فلسطينيين، وأصيب نحو 35 آخرين، فجر اليوم الاثنين، برصاص العدوّ الصهيوني قرب مركز المساعدات بمدينة رفح جنوب الضفة الغربية.
رحلات جوية منقوصة وبأسعار مرتفعة: الحصار اليمني يخنقُ اقتصادَ العدو
خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: بدأت علامات التأثر تظهرُ على اقتصاد العدوّ الصهيوني، وفقًا لاعترافات صهيونية وتقاريرَ رسمية؛ نتيجةً للحصار الجوي والبحري الذي تفرضُه القوات المسلحة اليمنية؛ جراءَ منع مرور سفن الشحن، إضافةً إلى العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة، والتي أَدَّت إلى فرض حصار على مطار اللُّد.
الأخبار العاجلة
  • 12:27
    العلامة مفتاح: من هذا المكان، ندعو إخواننا في الطرف الآخر إلى فتح طريق الشريجة – كرش، الذي يربط محافظة تعز بمدينة عدن عبر محافظة لحج
  • 12:26
    العلامة مفتاح: نرحب بجميع المواطنين القادمين من المناطق المحتلة، وسنقدم لهم كل التسهيلات وأفضل الخدمات
  • 12:26
    العلامة مفتاح: سنعمل بكل جد على إصلاح الطرق وصيانتها لتسهيل مرور المسافرين والتجار بأمان، وتحقيق الاستفادة المثلى من هذه الطريق الحيوية
  • 12:25
    نائب رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح يتفقد طريق دمت – مريس – قعطبة ويعلن مبادرة جديدة بفتح خط الراهدة كرش الرابط بين صنعاء وعدن
  • 12:25
    مصادر فلسطينية: طيران العدو يشن غارة على مدينة غزة
  • 12:25
    مصادر فلسطينية: استشهاد 3 مواطنين واصابة 35 برصاص جيش العدو الإسرائيلي قرب مركز مساعدات غربي مدينة رفح
الأكثر متابعة