متغيرات في مواجهات أمريكا البحرية مع اليمن… كيف تلاشى تحالف أمريكا البحري اليوم؟

خاص | 17 مارس | إبراهيم العنسي - المسيرة نت: لعلّ من الجيد أن يتذكر الأمريكيون وقت إعلانهم تحالف الازدهار ورسمية العدوان البحري على اليمن آواخر العام 2023م. في ذلك الوقت، خرج محللون أمريكيون عسكريون واقتصاديون للحديث عن أن اليمن تورطت في مواجهة القوة العظمى الأمريكية، وبرزت ثرثرة المرتزقة بقدوم جحافل الغرب إلى اليمن، على أن ليس هناك ما يمكن أن يوقف همجية القوة.
في ذلك الوقت، كان الغرب الأوروبي يدرك أن هناك تفاصيل كثيرة لا تستقيم مع التهديد الأمريكي لليمن. فأمريكا العقد الجديد لم تعد أمريكا ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ولا أمريكا بداية القرن الحالي. وبرزت أول مؤشرات التحول والنأي بالموقف الأوروبي مع إعلان دول أوروبية استدعاها تحالف الازدهار، كفرنسا، الإسبان، الطليان، والألمان وهلم جرا، بأنها خارج المهمة الأمريكية، وهي بالمناسبة مهمة التذكير بالهيمنة الأمريكية التي ضجر منها الأوروبيون أنفسهم، حيث أنهم جزء من محتوى تلك الهيمنة الأمريكية "المعولَمة"، مع ما تعيشه أوروبا من ضعف حقيقي واضح.
أوروبا .. هل تنأى بنفسها؟
وبالأمس، يتكرر الموقف الذي ظهر في تحالف الازدهار فيما يخص المتحالفين، لكن هذه المرة مع الإنجليز، حيث ظهر الإعلام البريطاني في صورة أحداث الأمس للنأي ببريطانيا عن ما حصل من عدوان أمريكي جوي على المدن اليمنية، وما خلفه من ضحايا بالعشرات.
واليوم، يخرج السيد القائد عبد الملك الحوثي ليشير بإصبع الاتهام نحو أمريكا دون غيرها، وإن كانت لندن قد شاركت في الجانب اللوجستي كما أشارت المصادر الأجنبية بعد عمليات السبت ضد اليمن.
لم يشر السيد القائد إلى الدول التي شاركت أمريكا عدوانَها.
لم يشر السيد القائد إلى الدول التي شاركت أمريكا في عدوان الأمس على اليمن، ولم يتحدث عن تفاصيل إقلاع الطائرات، والقواعد التي انطلقت منها بعض الطائرات المعتدية، والأجواء التي عبرت منها، والمدارج التي عادت إليها. فهناك ما يشد الانتباه إلى متغيرات في مواجهات هذه المرحلة.
في أكثر من خطاب للسيد القائد، كان دائماً ما يكرر: "دعوا أمريكا وبريطانيا لوحدهم، وتفرجوا على مواجهتنا معهم". تلك المواجهات ربما استفادت منها بريطانيا الاستعمارية هذه المرة، لتنأى بنفسها عن أحداث الأمس الدامية في حق اليمن. فما شهده البريطانيون من تداعيات مواجهات اليمن البحرية على مدار خمسة عشر شهراً من حرب غزة كان كافياً لكي يدركوا أنه ما من جدوى لهذه المواجهة التي ستنتهي بانتصار أصحاب الأرض والجغرافيا. وفي بلد مثل اليمن، معروف عنه الجلد والشدة، وفوق ذلك أنه بات يمتلك قوة عسكرية "استراتيجية" يمكنها أن تغير مسار الحرب البحرية، كما شهد العالم ذلك مع أول مواجهات اليمن - أمريكا وما أعقبها من نكسات عسكرية للقوة الأمريكية البحرية، واضمحلال العقيدة الماهانية بعد مئتي عام من نجاح تصورات تلك العقيدة التي ضمنت لمركز واشنطن السيادة والسيطرة على بحار العالم، خاصة ما بعد الحرب العالمية الثانية وإلى ما قبل نوفمبر 2023م.
حظر سفن أمريكا دون بريطانيا
اليوم، تجد واشنطن نفسها وحيدة مع الكيان الإسرائيلي المحتل، في مواجهة اليمن، بينما يبتعد الغرب ربما إلى حد بعيد، في ظل التوجه الترامبي المتقاطع مع أنانية أوروبا الاستغلالية، وقد امتصت أموال أمريكا على مدار ثمانية عقود. حيث وجدت القارة العجوز أنها اليوم في مواجهة ضغوط أمريكا غير المسبوقة لتعويض العجوز الأمريكي من جغرافيتها ومدخراتها وثرواتها الباطنة… فهي في حالة قطيعة مع مصالح أمريكا الداخلية وأجندة وأولويات "أمريكا أولاً".
ومع إعلان السيد القائد عن فرض حصار بحري على السفن الأمريكية منذ اليوم بشكل رسمي، يكون قد استثنى من ذلك الحظر سفن بريطانيا "المملكة المتحدة"، والتي كان مفروضًا عليها حظر عقب مشاركتها ضمن تحالف الازدهار إلى جانب الأمريكان. هذا يعني أن السفن الأوروبية يمكنها المرور طالما إنها لم تكن جزءًا من العدوان الأمريكي الأخير، وطالما أن وجهتها لن تكون الموانئ الإسرائيلية في كل الأحوال. ومع هذا الإعلان، وقياسًا على مؤشرات المرحلة الأولى من مواجهات اليمن وأمريكا البحرية، تكون بريطانيا قد جنبت نفسها خطأ الوقوع في مجال الحظر اليمني لسفن الدول المعتدية، والتي كان لها تداعيات على الاقتصاد البريطاني.
وضمن تفاهمات مع صنعاء، يمكن لأوروبا أن تنظم مصالحها في طريق الملاحة هذا، بما فيه حركة مرور سفنها في مياه اليمن، دون الحاجة لتغيير مسارها عبر القارة الأفريقية ورأس الرجاء الصالح. حيث إن مضيق باب المندب، الذي تتسيده اليمن من الجنوب، أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم، كرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ومسار حيوي لحركة النفط والتجارة بين آسيا وأوروبا. والمعروف عن أوروبا أن ما يحكم سياساتها وتحالفاتها هو مصالحها القومية قبل غيرها من الاعتبارات.
وأمام هذا المشهد، فنحن مقبلون على أحداث ساخنة، سيكون لليمن كلمة الفصل فيها بمشيئة الله. فقد بدأ اليمن أول ردوده على إجرام ودموية الأمس بحق الأبرياء باستهداف حاملة الطائرات "ترومان" ومرافقاتها من القطع البحرية الأمريكية. وما تم ليس إلا رسالة تحذيرية، وإن كانت ذا تأثير كبير، فهناك ما هو أكبر وأشد، من استهداف عابر بتأثير جزئي إلى استهداف "مزلزل"، يحمل كثيرًا من مفاجآت القوات المسلحة اليمنية، التي قد عودتنا على تكرار المفاجآت لعام ونيف من مواجهات الإسناد الفلسطيني والدفاع عن الكرامة والسيادة.

العدو يعترف بمخاوف دولية من الوصول لـ"حيفا" وتضرر الصناعات بفعل التهديدات اليمنية
متابعات: المسيرة نت: أكد الإعلام الصهيوني أن آثار العمليات اليمنية على مطار اللد المسمى "إسرائيلياً بن غوريون" تمتد إلى قطاع الصناعة، فيما الحظر البحري يتجه لمضاعفة الأضرار جراء مخاوف دولية من الوصول إلى ميناء حيفا.
الشيخ قاسم: اليمن أجبر أمريكا بطولها وعرضها على الانسحاب
متابعات| المسيرة نت: أكّـد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن أمريكا بطولها وعرضها لم تستطع الاستمرار أمام اليمن، الذي أجبرها على الانسحاب.
العدو يعترف بمخاوف دولية من الوصول لـ"حيفا" وتضرر الصناعات بفعل التهديدات اليمنية
متابعات: المسيرة نت: أكد الإعلام الصهيوني أن آثار العمليات اليمنية على مطار اللد المسمى "إسرائيلياً بن غوريون" تمتد إلى قطاع الصناعة، فيما الحظر البحري يتجه لمضاعفة الأضرار جراء مخاوف دولية من الوصول إلى ميناء حيفا.-
08:58أ.ب عن قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا: نحتاج إلى أن ننقل شركائنا في القارة إلى مستوى العمليات المستقلة
-
07:51مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 25 إثر قصف للعدو الإسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة
-
07:24الدفاع المدني بغزة: انتشال 13 شهيدا و21 جريحا إثر جريمة قصف العدو مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة
-
07:24ترامب: لطالما كانت لدي علاقة جيدة جدا مع بوتين ولكن شيئا ما حدث له فلقد جن جنونه تماما
-
07:23ترامب: سأرجئ فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي حتى موعد نهائي في 9 يوليو
-
07:22ترامب: هذه حرب زيلنسكي وبوتين وبايدن وليست حرب ترامب