ذاكرة العدوان 17 أبريل خلال 9 سنوات.. شهيدتان وتدمير 350 منزلا في قصف لأحياء سكنية بصنعاء وصعدة

خاص| 17 أبريل| المسيرة نت: أمعن العدوان السعودي الأمريكي منذ الأيام الأولى عام 2015م، في استهداف الشعب اليمني، وقتله وتشريده، وتدمير منازله وبنيته التحتية.

وخلال 9 سنوات من العدوان كانت الأهداف المدنية ضمن بنك أهدافه، فهو لم يفرق بين منشأة عسكرية أو مدنية، أو بين طفل وشيخ، أو رجل، وامرأة.

وفيما يلي حصيلة لأبرز ما حدث في مثل هذا اليوم خلال 9 سنوات مضت:

17 أبريل 2015... استهداف منطقة الحفا وقت صلاة الجمعة

 حلقت طائرات العدوان يوم 17 أبريل نيسان في سماء العاصمة صنعاء، أثناء تأدية المواطنين لصلاة الجمعة.

اختار العدو هدفه بدقة عالية، فكانت منطقة الحفا بصنعاء هذه المرة هي المكان المستهدف، ليصب جام غضبه على المنطقة المكتظة بالسكان.

في منطقة الحفا، ونتيجة للغارات العنيفة، خرج المصلون من المساجد، وخرج البعض من منازلهم إلى الشوارع العامة، وهم في حالة من الذعر والخوف، فالعدوان لا يرحم أحداً، وصواريخه لا تفرق بين صغير وكبير.

قال أحد الحاضرين: "والله لن تخيفونا، وسننطلق إلى الجبهات للجهاد في سبيل الله"، فيما قال آخر : "لن ترهبنا غاراتهم ومجازرهم، ولن نتخلى عن وطننا، وأرضنا، ونسلمها للمحتلين الغزاة المتجبرين في الأرض".

 ب15 صاروخاً، سقطت على أهداف مدنية،  تحولت إلى شظايا عشوائية أصابت رؤوساً وأخطأت أخرى، فتضرج  عشرات المواطنين الخارجين من الصلاة قبل انتهائها  بالدماء والجروح، وحدثت أضرار مادية في منازلهم ومركباتهم ومحلاتهم، ولاقت الجريمة آنذاك استنكاراً كبيراً في صفوف المواطنين".

حي الحفاء واحد من مئات الأحياء التي قصفها العدوان السعودي الأمريكي بغاراته الإجرامية خلال 9 أعوام، و قد حاول تهجير سكانها وإجبارهم على النزوح، إن استطاع لذلك سبيلاً، وستظل هذه الجريمة شاهداً على جرائم العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني جيلاً بعد جيل.

 استهداف القصر الجمهوري بتعز

وفي اليوم ذاته السابع عشر من أبريل نيسان 2015م، اتجه طيران العدوان السعودي الأمريكي بغاراته من أمانة العاصمة صنعاء، إلى الحالمة تعز.  

القصر الجمهوري بتعز أحد المنشآت والأعيان المدنية كانت على رأس قائمة أهداف العدوان، رغم تجريم القوانين الدولية لاستهدافها.

تسببت غارات العدوان بأضرار مادية في القصر الجمهوري، وخلقت حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين المجاورين له، ودفعتهم إلى النزوح من منازلهم.

 شهود عيان من الأهالي قال أحدهم عن الجريمة: "هؤلاء ليس لهم أي ارتباط بالإسلام، وليس بيننا وبينهم شيء، ولا مبرر لهم لقتلنا، وقصفنا، والاعتداء علينا، وغاراتهم تعبر عن عمق حقدهم على شعبنا اليمني".

ويضيف: "لم نعتدي عليهم ، ولا بيننا وبينهم شيء يستحق كل هذا الإجرام والهوادة، وهذا عدونا ليس له معنى، ومعاملة دنيئة تؤكد تعاملهم وتعاونهم مع الصهاينة والأمريكان ليس إلا ".

17 أبريل 2018..شهيدتان و6 جرحى في استهداف حصن تاريخي

وتتواصل جرائم العدوان من عام إلى آخر، وفي يوم 17 أبريل 2018م، استهدف طيران العدوان الأمريكي السعودي حصن مسار التاريخي، ودمر  قرية لـ 350 أسرة، وأبراج شبكة الاتصالات في مديرية مناخة، بمحافظة صنعاء، ب13 غارة، أسفرت عن شهيدتين و6 جرحى، ونزول عدد من الأجنة من بطون أمهاتهم.

 شهود عيان من الصليب الأحمر اليمني الذين نزلوا إلى مكان الجريمة للمشاركة في الإسعاف قالوا إن الجريمة بشعة وطريق الإسعاف وعرة وصعبة جداً، ونتج عنها نزوح الأهالي من القرية نتيجة تدمير منازلهم، وكثافة الغارات على حصن مسار القرية التاريخية  فيه، ومرافق أبراج الاتصالات، وقطعها ما ضاعف من المعاناة وفصل أهالي المنطقة عن التواصل بالمسعفين، والمنقذين لهم".

 منازل الأبرياء كانت الهدف الأهم لهذه الغارات، التي هدفت إلى إبادة الشعب اليمني، وتدمير الحرث والنسل، فتحولت إلى أطلال مدمرة تفضح وحشية المجرمين، فيما  وعورة المنطقة المستهدفة ضاعفت من معاناة الجرحى، وتأخر إمكانية اسعاف الجرحى  إلى مستشفيات قريبة".

المواطن محمد الشباطي أحد الناجين من الغارات قال: " طيران العدوان السعودي الأمريكي دمر منزلي بشكل كامل، ولم يعد صالحاً للسكن، بعد استهدافه ب3 غارات متتالية، وهو مع عائلته تحت الأنقاض".

فيما قال آخر: "غارت العدوان كانت مستمرة على المكان، ونحن نبحث عن الأطفال والنساء تحت الأنقاض ، ما عزز فينا الرعب واليأس من الحياة ، فكنا نعمل باستبسال، وجهوزية للشهادة في سبيل الله".

 ويضيف أنه بعد انقطاع الاتصالات، كنا نسعف الجرحى على ظهورنا لمسافات، وبعدها نستخدم الدراجات النارية، وما وجدنا من السيارات في الطريق، وهذه الغارات على منازلنا هي استهداف للنفس البشرية، ووأد للطفولة ، فبأي ذنباً قتلت".

من جانبه يقول أحد الناجين: "بعد الغارة الأولى على الحصن خرجت النساء والأطفال بسبب الخوف والرعب من المنازل ومعهن المواشي، نحو الخارج، لكن الجميع تفاجأ بالصاروخ الثاني وهو يتابعهن، ويقصف مكان تجمعهن فاستشهدت زوجتي، وأبنائي الاثنين، وأصيب بعض الأطفال".

 بقالة أحد المواطنين التي هي مخزن غذاء في قرية الحصن، دمرها العدوان بالكامل، وتفجرت بداخلها أسطوانات الغاز المنزلي، وأحرقت محتوياتها، والمواد الغذائية التي فيها، والتي تقدر ب3 مليون ريال".

ويقول مواطن آخر: "منزلي كان فيه والدتي العجوز التي هي بعمر 90 عاماً، ومعها المواشي والغنم، فقصفت بغارة أدت إلى تدميره، ونحن اليوم مشردين بلا مأوى".

 العجوز الناجية ذاتها بعكازها وقوامها المقوس وجسدها النحيل، تقف على أطلال من الخراب، وتروي تفاصيل الجريمة  بقلب مكلوم وصوت مقهور وحال منكسر، وتقول:" استمرت غارات العدوان علينا طوال اليوم، فتركنا منازلنا واتجهنا نحو المزارع، وبفضل الله نجونا من الموت المحقق".

بيت الله وكتابه، كانا هدفاً استراتيجياً في هذه الجريمة التي قتلت الأطفال والنساء ودمرت منازل المواطنين، لتكشف حجم المأساة وقبح المجرم".

350 أسرة من قرية واحدة، تحولت حياتهم من الأمن والسكنية إلى جحيم محقق وشردهم العدو من قريتهم، بعد تدمير معظم المنازل، واستشهاد امرأتين وجرح 6 آخرين، ونزول عدد من الأجنة من رحم الأمهات نتيجة الخوف والهلع".

17أبريل 2018.. استهداف مبنى الكسارة في صعدة

وفي اليوم ذاته من العام 2018م، استهدف العدوان السعودي الأمريكي مبنى الكسارة التابعة لمصلحة الطرق في الأزقول بمديرية سحار بمحافظة صعدة.

و نتج عن الاستهداف تدمير سكن العمال، ومطبخ طعامهم، وتحويل المرفقات إلى أكوام من الركام، وتدمير الخط الاسفلتي المجاور لها بعدد من الغارات، ما يعكس الاستهداف الممنهج للبنية التحتية لليمن وكل مقومات الحياة، وإيقاف عجلتها، وقطع أقوات وأرزاق الناس".

وتعد الكسارة التابعة لمصلحة الطرقات شاهد، وأحد عشرات المشاهد التي استهدف العدوان بها مؤسسات الدولة اليمنية، والمصالح العامة للشعب اليمني، طول سنوات العدوان المستمر منذ 9 أعوام".

فبأي منها تكذبون ولأي منها تبررون