الخطر الأمريكي والإسرائيلي وكيف بين القرآن عداوتهم لنا؟

ثم عندما يتحدث القرآن الكريم عن أولئك الأعداء، فهو يبين لنا مستوى عدائهم، ويبين لنا أيضاً خطورتهم، فهم الأشد عداءً لنا كأمةٍ مسلمة، الأمة الإسلامية لها أعداء كثر، ولها أعداء متنوعون، ولكن الأشد منهم عداوة هم اليهود، كما في القرآن الكريم قال الله -جلَّ شأنه-: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}[المائدة: من الآية 82]، فقدَّمهم في المرتبة الأولى، ثم قال: {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}[المائدة: من الآية 82]، فاليهود هم في المرتبة الأولى من حيث عدائهم الشديد للذين آمنوا،
وهذا العداء ليس مجرد حالة نفسية فحسب، هذا العداء تحته برامج عملية، تحته مؤامرات، تحته خطط، تحته سياسات، تحته أنشطة واسعة وأعمال كثيرة يتحركون بها لاستهداف هذه الأمة، وهذا من أهم ما يجب أن نلتفت إليه، فهو أمر غير قابل للتجاهل، لا يجدي معه التجاهل، هم- أصلاً- أعداء يتحركون ابتداءً، ويعملون بكل ما يمكن أن يروا فيه ضُراً أو خطراً على هذه الأمة، قال الله -جلَّ شأنه- عن عدائهم الشديد: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}[آل عمران: من الآية 118]، أنهم يودون كل ما فيه عنت لهذه الأمة، أنهم يرغبون ويحبون ويعملون على كل ما يمثل ضرراً على هذه الأمة، في كل مجال من مجالات هذه الحياة، فعندهم الدافع الكبير في أنفسهم، والرغبة الشديدة في أنفسهم لفعل كل ما يمكن أن يضرَّ بهذه الأمة، ليسوا عدواً هادئاً، أو مشاعرهم باردة وهادئة، وقال عنهم: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}[آل عمران: من الآية 119]، هم إلى هذا المستوى الذي شبهه بهذه الحالة من شدة الغيظ، من شدة الحقد، فيتوفر عندهم الرغبة الشديدة والدافع الكبير للإضرار بهذه الأمة، والاستهداف لهذه الأمة، وفيهم الحقد الشديد على هذه الأمة الذي يصل إلى هذه الدرجة: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}، مما يعبر عنه من شدة حقد كبير على هذه الأمة.
قال عنهم: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ}، هم يستَّاؤون من أي حسنة تحصلون عليها، من أي نجاح في واقع حياتكم، من أي خيرٍ يتحقق لكم، كل حسنة، أي حسنة تسوؤهم، يستاؤون منها؛ لأنهم لا يريدون لكم ذلك، {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا}[آل عمران: من الآية 120]، فهم يفرحون بكل سيئة يمكن أن تنال هذه الأمة، أي شيء ينال هذه الأمة، أي سوء، أي شر، أي ضر، أي خطر، أي عناء، أي مصيبة تلحق بهذه الأمة، فهم يفرحون بذلك، ويرتاحون لذلك، وهذا يعبر عن عداء شديد جدًّا.
قال عنهم أيضاً: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} في المرتبة الأولى {وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[البقرة: من الآية 105]، هم إلى هذا المستوى من العداء لهذه الأمة، لا يريدون لها أي خيرٍ حتى من الله، ولا يريدون لها أي خيرٍ في واقع حياتها، ولا أن تنهض في واقع حياتها على أي مستوى: حتى على المستوى الاقتصادي، على المستوى العسكري... على كل المستويات، أي خيرٍ، {مِنْ خَيْرٍ} أي خيرٍ مهما كان، هم إلى هذا المستوى من العداء لهذه الأمة، والحقد على هذه الأمة، وأيضاً على مستوى التوجهات العملية الناتجة عن هذا الحقد، الناتجة عن هذه الحالة النفسية تجاه هذه الأمة.
ثم يتحدث لنا أيضاً فيما يتحدث عنه: عن استراتيجيتهم، ووسائلهم التي يعتمدون عليها في استهدافهم للأمة، ونجد أن كثيراً من النصوص تبين لنا كيف أنهم يسعون إلى إفقاد هذه الأمة كل عوامل القوة والنصر، ويسعون لإضعافها؛ حتى يصلوا بها إلى مستوى الانهيار التام، ويتمكنون من السيطرة عليها، مجمل النصوص القرآنية هي تقدم لنا هذا التصور عنهم: أنهم يركزون على هذه الاستراتيجية.
هم الله -سبحانه وتعالى- قد ضرب عليهم الذلة، وهم يخافون من أن تمتلك الأمة عوامل القوة والنصر فتضربهم؛ فلذلك هم يعملون بشكلٍ واسع وبأساليب كثيرة لإضعاف هذه الأمة، وللوصول بها إلى حالة الانهيار، ولسلبها كل عناصر القوة، والحيلولة بينها وبين أن تمتلك هذه العناصر، أو تسعى إلى تنميتها في واقعها، وهذه استراتيجية خطيرة، وهم أيضاً يستغلون كل نقاط الضعف في داخل الأمة، ويوظفونها إلى أقصى حد في استهدافهم لهذه الأمة.
لكي يُفقِدوا الأمة كل عوامل القوة والنصر، هم يركزون ابتداءً- في المقدمة- على الجوانب المعنوية، وعلى الأسس المهمة التي تضمن لهذه الأمة أن تستعيد قوتها، وأن تبني نفسها من جديد، وأن تصل إلى مستوى مواجهة هذا التحدي وهذا الخطر، ولذلك يركزون على التضليل والإفساد والتطويع لهذه الأمة؛ من أجل تحقيق هذا الهدف: ليفصلوها عن الله -سبحانه وتعالى-، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى- عنهم في القرآن الكريم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء: من الآية 44]، ويقول عنهم: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية 69]، {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا}[البقرة: من الآية 109]، {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}: لا يريدون لهذه الأمة أن تحمل أي رؤية صحيحة، أي رؤية هادية تنطلق على أساسها في أي مجالٍ من المجالات، فهم يريدون لهذه الأمة الضياع، ويريدون أن تكون أي رؤى تعتمد عليها تكون رؤى خاطئة، رؤى ضالة، رؤى تضيّع هذه الأمة، فهم يتجهون إلى استهداف هذه الأمة على مستوى الرؤية: ألَّا تمتلك الرؤية الصحيحة، معناه: هناك استهداف واسع من جانبهم على المستوى الفكري، على المستوى الثقافي، على مستوى الرؤية، على مستوى الأفكار والدراسات، على مستوى السياسات، على مستوى صناعة الرأي العام، وهناك نشاط واسع لهم يركز على هذه الجوانب: كيف يعملون على إضلال الأمة، كيف تحمل مفاهيم خاطئة، ثقافات خاطئة، أفكار خاطئة؛ لأن الإنسان أول عنصر يحتاج إليه لكي يتحرك بشكل صحيح: رؤية صحيحة، إذا لم يمتلك الرؤية الصحيحة، وتحرك بناءً على رؤية خاطئة ومغلوطة؛ لن يصل إلى النتيجة الصحيحة، فهم يسعون إلى أن تكون المفاهيم، الثقافات، الرؤى، الأفكار، لدى أبناء هذه الأمة، خاطئة وغير صحيحة، حتى على مستوى عقائدها الدينية، على مستوى المفاهيم الدينية، هم بذلوا جهداً كبيراً، ومن واقع ما يمتلكونه من خبرة كبيرة في التزييف والتحريف للحقائق، وقد حرفوا رسالات إلهية سابقة: رسالة الله إلى موسى، ورسالته إلى عيسى كان اليهود وراء تحريفها، فحرفوا الكلم عن مواضعه، وحرفوا المفاهيم الدينية، وحرفوها تحريفاً رهيباً، ثم اتجهوا للإسلام في جانبه العقائدي، في مفاهيمه الدينية لتحريفها إلى حدٍ كبير، وهذا كان له تأثير سلبي في واقع المسلمين، أفقدهم الثمرة الحقيقية للإسلام في رؤيته الصحيحة، في مفاهيمه الصحيحة، في عقائده الصحيحة.
وأكثر من ذلك يمتدون إلى بقية المجالات، لا يريدون للأمة أن تكون لها رؤية صحيحة؛ لأن الإسلام قدَّم منهجية صحيحة تبني الأمة في كل مجالات حياتها، وتجعل منها أمةً قوية، حتى في واقعها الاقتصادي، حتى في واقعها العسكري... حتى في كل مجالات حياتها.
فهم (يسعون) يريدون ويعملون بناءً على هذه الإرادة إلى أن تضل الأمة؛ ولهذا يتسللون إلى مناهجها الدراسية، يتسللون إلى منابرها الإعلامية ووسائلها الإعلامية، يتسللون ويخترقون خطابها الديني، ويخترقون أيضاً واقعها السياسي، ثم يحرصون على أن تكون التوجهات والسياسات والمواقف محرفةً، وأن يكون حتى الرأي العام السائد في ذهنية الأمة أن يكون كذلك ضالاً وضائعاً وخاطئاً.
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا}[البقرة: من الآية 109]، يعملون على مسخ هذه الأمة في هويتها، وأن يفقدوها إيمانها، إيمانها بالله -سبحانه وتعالى- بكل ما يمثله من أهمية في العلاقة مع الله، والحصول على تأييده، ونصره، ومعونته، ورعايته، وبكل ما يمثله الجانب الإيماني من أهمية على مستوى القوة المعنوية، الدافع المعنوي، القيمة الأخلاقية والإنسانية، عناصر النجاح التي تبنى على تلك القيم وتلك الأخلاق في الواقع العملي، والثمرة التي يمكن أن تتحقق بناءً على ذلك، فهم يسعون إلى ضرب الأمة؛ لأنهم يدركون أن هذا من أهم عوامل القوة لهذه الأمة.
يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[المائدة: من الآية 64]، (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا)، (يَسْعَوْنَ) فهم يعملون بكل جد، وبكل نشاط، وبوسائل وأساليب كثيرة، إلى نشر الفساد في كل مجالات الحياة، (فَسَادًا) صيغة التنكير بكل ما تعنيه في كل مجالات الحياة: الفساد في الواقع الاقتصادي، الواقع الأخلاقي للأمة، والواقع الاجتماعي للأمة، والواقع السياسي للأمة، واحدة من الاستراتيجيات الأساسية التي يشتغلون عليها بوسائل وأساليب كثيرة، ويتجهون إلى اختراق الأمة بها.
يقول الله -سبحانه وتعالى- أيضاً في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران: الآية100]، العجيب في هذه الآية المباركة أنه يتحدث عن الطاعة، وعن خطورة الطاعة لهم، ومعنى ذلك: أنهم ينجحون- إلى حدٍ كبير- في تطويع الأمة، يعني: يسعون إلى أن يحولوا الأمة إلى مطيعة لهم، تتفاعل مع رؤاهم، مع سياساتهم، مع مخططاتهم، مع مؤامراتهم، مع توجيهاتهم، تتلقى منهم الأوامر، تتفاعل مع ما يقدمونه، وتسعى لتنفذ ما يقدمونه، وهذه حالة رهيبة جدًّا، حالة خطيرة، وتدل على خطورتهم البالغة على هذه الأمة، أنهم يمكن أن يصلوا إلى هذا المستوى من النجاح في أن يحولوا هذه الأمة إلى مطيعة لهم، أو يحولوا كثيراً من أبناء الأمة إلى مطيعين لهم، يتقبلون منهم الأوامر، التوجيهات، الخطط، المؤامرات، يتقبلون سياساتهم، يتحركون وفق ما يرسمونه هم، ولديهم وسائل كثيرة لتحقيق هذا الهدف، لديهم الكثير من الأساليب والوسائل التي تساعدهم- أحياناً- إلى الوصول حتى إلى مواقع القرار في هذه الأمة؛ فيحولوا رئيسياً معيناً، أو ملكاً معيناً، أو أميراً معيناً، إلى مطيع لهم، يسعى لتنفيذ مؤامراتهم وخططهم بكل جدية، ويبذل من أجل ذلك المال، ويتخذ كل المواقف في سبيل تنفيذ خططهم ومؤامراتهم.
وهم- في الآية المباركة كما ذكر عنهم- يسعون من خلال هذا التطويع إلى مسخ هذه الأمة، وفصلها عن دينها في مفاهيمه الحقيقية، {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، حالة خطيرة جدًّا؛ لأن سعيهم إلى مسخ هذه الأمة لإفقادها التأييد الإلهي من جانب، وما يمثله الإيمان من عامل ودافع معنوي هائل جدًّا، وطاقة معنوية قوية، تحتاج إليها الأمة لتكون في مستوى مواجهتهم.
كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي - يوم القدس العالمي 1441هـ 21-05-2020

وزير الخارجية البريطاني يعلن وقف مبيعات الأسلحة لكيان العدو
أكد وزير الخارجية البريطاني أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستويات غير مقبولة، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة اتخذت خطوات عملية للحد من التداعيات الإنسانية للصراع.
أبو زهري: العمليات اليمنية رسالة للعالم بأن غزة ليست وحدها
خاص | 29 مايو | المسيرة نت: أكد الدكتور سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، على تثمين الشعب الفلسطيني لعمليات القوات المسلحة اليمنية النوعية، معتبرًا موقف الشعب اليمني في نصرة غزة "دينًا في عنقه".
العدو يعترف بمصرع ضابط وإصابة 4 جنود في غزة
متابعات | 30 مايو | المسيرة نت: اعترفت قوات العدو الصهيوني بمصرع ضابط برتبة رائد وإصابة 4 جنود بجروح خطيرة في معارك بقطاع غزة.-
12:39الأونروا: غزة بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية ويجب السماح بتدفق المساعدات دون انقطاع أو عوائق
-
11:59مصادر فلسطينية: سلسلة غارات جوية تستهدف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
-
11:08مصادر فلسطينية: شهيد و8 إصابات جراء قصف العدو الإسرائيلي لمجموعة من الأهالي في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح
-
11:08أ.ف.ب عن الرئيس الفرنسي ماكرون: عازمون على تشديد الموقف حيال "إسرائيل" في حال عدم تحقيق تقدم على الصعيد الإنساني بغزة
-
11:08مصادر فلسطينية: إصابات جراء إطلاق العدو النار تجاه المواطنين في محور "نتساريم" أثناء توجههم لتلقي المساعدات
-
09:01متحدث جيش العدو: إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة في معارك جنوب قطاع غزة