نص الحلقة الخاصة عن يوم القدس مع رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام 19-05-2020

نص الحلقة الخاصة عن يوم القدس مع رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام 19-05-2020
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام..
في أجواء يوم القدس وفي أفضل الليالي والأيام من شهر رمضان المبارك من الطبيعي جداً أن يتوقف الإنسان العربي والمسلم أمام واقع الأمة وأسباب نزيفها، نتساءل عن سر شتاتها والآفاق أمام أجيالها، ماذا عن الانقسام داخل الأمة ولماذا أصبحنا نرى بعض المحسوبين على العروبة والإسلام قد صاروا أقرب إلى الصهيونية منهم إلى قضايا أمتهم ومقتضيات انتمائهم الديني والقومي والوطني. ما مسؤولية الشعوب والحكام أمام الواقع الممزق الذي تعيشه الأمة؟ وما آفاق النهضة والتحرر وإلى أي مدى يعد محور المقاومة معبرا عن تطلعات الشعوب ومجسداً لقضايا الأمة؟
للإطلالة على المشهد العربي والإسلامي وكذلك اليمني أيضاً في هذه المناسبة الاستثنائية نستضيف ناطق أنصار الله ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام في هذا اللقاء الخاص.
أستاذ محمد أهلاً وسهلاً بكم وخواتم مباركة وكل عام وأنتم بخير.
محمد عبدالسلام: أهلا وسهلاً وحياكم الله وخواتم مباركة علينا وعليكم وعلى السادة المشاهدين جميعاً.
المذيع: حياكم الله أستاذ محمد، في ظل إحياء أجواء العالم الاسلامي ليوم القدس العالمي، الكثير يستوقفون عند نقطة ذات أهمية بأن المنطقة ومنذ عشر سنوات دخلت في أزمات حروب وشتات، برأيكم هل لا زالت فلسطين محور هذا الصراع خصوصاً وأن البعض يقول إنها فقط اليوم تحيى هذه المناسبات سواء في يوم القدس أو في مناسبة مثلاً يوم الأرض أو في ذكرى النكبة أو في مناسبات معينة. هل لا زالت فلسطين حاضرة كحالة عامة أم أنها فقط حبيسة المناسبات؟
محمد عبدالسلام: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الراشدين، عندما نتحدث عن فلسطين أو نتحدث عن هذه القضية فإنها لا شك دائمة وثابتة ما ثبت القرآن الكريم وما ثبت الواقع، دعني هنا أتحدث وأشير إلى قضية، أن قضية فلسطين ليست قضية مرتبطة بالأرض أو مرتبطة بقضية سياسية، إنها قضية مرتبطة بجوهر الصراع مع أهل الكتاب الذين صارعهم الأنبياء وسطر الله سبحانه وتعالى الكثير من المحاذير والكثير من الوقائع والتشخيص لنفسياتهم وواقعهم لنحذر منهم، وهذا ما نحن نعيشه اليوم في هذه الأمة الذي لا ينفع أن نقول إلى متى فلسطين؟ الله سبحانه وتعالى تحدث في القرآن أن نبي الله موسى الذي عاش مع هذا الفئة والله سبحانه وتعالى يذكر بني إسرائيل (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)، هؤلاء الذين جاء الله سبحانه وتعالى وأراد لهم التمكين وأراد أن يرفع عنهم البطش الذي قام به فرعون وجاء نبي الله موسى ثم ذكر الله سبحانه وتعالى وإذ انجيناكم وإذ وإذ ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظلة) وعبدوا العجل بعد أن عاش معهم نبي الله موسى وهارون فترة طويلة ذكر الله الكثير من هذه الوقائع، هؤلاء نفسياتهم خبيثة، في الأخير ماذا قال عنهم نبي الله موسى كما سطره القرآن الكريم في لحظات ما قبل التيه عندما قال الله (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (أمرهم أن يدخلوا مكانا أعده الله لهم ليواجهوا الجبارين، (قالوا إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا)، ثم لم يكن منهم إلا رجلان فقط سطر الله حكايتهما في القرآن، بعد ذلك عندما قدّم هؤلاء الرجلين الخطة قال بني إسرائيل، بني إسرائيل اليوم إنّا لن ندخلها أبداً، عصوا الأنبياء، عندها قال موسى (قال ربِّ إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين * قال الله فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأسَ على القوم الفاسقين)، لا تتعب نفسك يا موسى، ثم بعد ذلك قفى الله على آثارهم برسلنا وجاء عيسى بن مريم الذي لا يتصور البعض من أبناء أمتنا أن هؤلاء لا يصارعون فقط إلا المسلمين، لقد عاشوا صراعاً مع نبي الله عيسى وواجهوه منذ لحظة ولادته حتى وفاته، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)، كفروا به، ولذلك هذا شيء عجيب سطره الله سبحانه وتعالى في القرآن، أمة عاصرت الأنبياء وقاتلت الأنبياء وقتلت الأنبياء هم بني إسرائيل، ثم بعد ذلك وقبل أن يبعث محمد ولديهم علم من الكتاب ولديهم نصيب من الكتاب، كانوا مستعدين لأن يستقبلوا هذا النبي واستقبلوا هذا النبي وقال الله سبحانه وتعالى (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كفروا)، كانوا يقولون في مشاكلهم في غزواتهم سننتصر عليكم بنبي الله الموعود وبكتابه المنزّل وسينصرنا الله عليكم (فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)، تخيل البعض يقول فقط إنه جاء النبي ليس منهم غير صحيح لأن القرآن الكريم سطّرهذه الحكاية عندما تحدثوا إلى النبي (قالوا إن الله عهد الينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار)، قل لهم يا محمد (قد جاءكم رسل من قبلي بالببينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) فإن كذبوك وهذا الذي حصل (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِير)ِ، ثم بعد ذلك حتى وقفوا مع الجبت والطاغوت وعبدوا الأصنام بعد معركة أحد عندما كان لديهم معاهدات مع النبي ذهبوا بعد ذلك، تخيل وهم يعرفون كل هذا السياق التاريخي في العلاقة مع أنبياء الله، بعد ذلك ذهب إلى قريش مجموعة منهم وذهبوا وقالوا لقريش نحن نريد أن ننقض العهد لأنها حصلت معركة لم تكن متكافئة نوعا ما، أحس المشركون بمعنويات مرتفعة، جاء اليهود وقالوا للمشركين نحن نريد أن ننقض العهود مع محمد فقالوا لهم المشركين أنتم أهل كتاب ومحمد أيضا يقول معه كتاب ما يدرينا أن تكون حكايتكم ملفقة فيما بينكم تريدون الخديعة بنا؟ قالوا لا هذا غير صحيح، قالوا طيب اعبدوا أصنامنا، هؤلاء عبدوها وسجدوا لها ثم قالوا لهم بعد ذلك ماهو الأفضل ديننا أم دين محمد؟ قال أحبار اليهود أرونا ما هو دينكم، نوع من الخبث، قالوا نحن نأوي الجار ونطعم الجائع ونسقي الحاج ونحمي الكعبة وما شابه ذلك، قالوا لا أنتم أهدى من هؤلاء سبيلا، فيقول الله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا(، اليوم نحن نعيش الصراع لما تقول لي لماذا يوم القدس العالمي؟ أقول لك لماذا الله سبحانه وتعالى ذكر كل هذه التفاصيل عن بني إسرائيل من الذين يقاتلونا اليوم هم أهل الكتاب، اليهود والنصارى، أمريكا وإسرائيل، ولهذا نحن نقول إحياء يوم القدس العالمي ينسجم مع الإرادة القرآنية والتوضيحات البينة ومع ما عاشه النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله من صراع ثقافي وفكري مرير مع أهل الكتاب ولهذا يوم القدس العالمي يوم مهم أنه يحيي فينا أهمية العمل بالقرآن الكريم في مواجهة تحديات ميدانية نشاهدها الآن على الأرض والذي يقول ماذا تعني! لا هي تفعل أشياء كثيرة.
المذيع: أستاذ محمد بالنسبة وقد أشرت واستفضت بما يخص خلفية هذا الصراع وأبعاد هذا الصراع عبر الأجيال هناك من يطرح بشكل محدد أنه ما هو سر اهتمام اليمنيين بهذه المناسبة خصوصا أن اليمن ليست بلداً مجاورا لفلسطين ولا يحدق بها تهديد مباشر من قبل الكيان الإسرائيلي كما هو الحال مع لبنان أو بلد آخر كسوريا، لماذا تحملون هذا الحرص رغم هذا الذي أشرت إليه سابقا، البعد المكاني والبعض يقول التهديد المباشر غير حاصل بالنسبة لليمن.
محمد عبدالسلام: هو ما ذكرته لك أنا عندما أذكر صراع بني اسرائيل مع الأمة أنا أتحدث كمسلمين نحن كيمنيين يهمنا أن يكون لنا موقف من أهل الكتاب لأن الله سبحانه وتعالى عاتب المسلمين على كلمة راعنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا) قاطعوا كلمة يستخدمها اليهود فقط للإضرار بكم، وهذه لم تكن معنية بمكة قال الله (يا أيها الذين آمنوا) كل من آمن وصدّق بمحمد وآمن بالرسالة وآمن بالله قاطعوا اليهود في أي بقعة كنتم في الجزيرة العربية أو في أي مكان، هذا هو الايحاء الذي نفهمه من خلال القرآن الكريم ولذلك عندما يقول الله سبحانه وتعالى ما بعدها (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) هؤلاء إذا لا يؤتون الناس نقيرا لو كان لهم نصيب من الملك عندما نتحدث عن إسرائيل ونتحدث عن أهل الكتاب لا نتحدث عن جغرافية فتقول هؤلاء مجاورين للبنان أنتم ماذا يعنيكم، يعنينا أولا كمسلمين ويعنينا كعرب ويعنينا كأمة ويعنينا حتى كيمنيين نؤمن بالعدالة ونؤمن بالحق، هذه قضية الأمة أليست قضية الأمة بالإجماع! كل إنسان ما زال سليم الفطرة ما زال قلبه حي لا نتحدث عن أصحاب القلوب الميتة الذين يسيسون كل هذه القضايا، ماذا نحن سنجني من فلسطين، ليست فلسطين للمزايدة قضية فلسطين من يقف معها يدفع دم ويقدم الشهداء ومعاناتنا في اليمن تعلم والمشاهد الكريم يعلم أن جزء من العدوان على اليمن هو لأنه بدأ يتحدث باستقلالية عن قضايا الأمة وعن قضاياه كشعب وإلا فهم يريدون أن نكون نحن مطبعين.
المذيع: سأتوقف عند هذه النقطة تحديداً ولكن تُطرَح أسئلة وهنا اسمح لي أستاذ محمد أن أطرح عليك ما يقوله الطرف الآخر بأنه أنتم ماذا قدمتم بهذه الفعاليات وهذه المناسبات للقدس يقولون بأنه تمر السنة تلو السنة وعقد وراء العقد وفلسطين لا زالت محتلة والقدس لا يزال أسيراً.
محمد عبدالسلام: غير صحيح، ربما لولا هذا العمل لولا هذا العمل المشترك لا أقول يوم، نحن لا نقول إننا أكملنا موقفنا نحن مقصرون ويجب أن نتحرك في مواجهة اليهود من منطلق القرآن الكريم كأهل كتاب فنحاربهم اقتصاديا وإعلاميا وسياسيا وعسكريا حتى لا يسعهم شيء ولذلك تحدث الله عنهم، مشكلتنا نحن عندما نتحدث عن الأمة عن الحلول هم لا يستوعبون مثل هذا فيقولون ماذا، نعم هناك تقصير وخلل كبير جداً حصل في السابق ربما لولا هذا التحرك الذي يجري اليوم من أن بقيت فلسطين حية في مثل يوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان وهو لم يعد يوم، إنه إحياء مهم يعطينا في السنة تذكير أن هذه قضية ارتبطت منهجياً بالقرآن وبالأنبياء وبالرسالات مرتبطة بالعدالة الإنسانية والبشرية والأخلاقية وقضية محقة بكل ما للكلمة من معنى، ثم ماذا عملت أيضاً المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين، ماذا عملت سوريا وإيران والعراق واليمن والشرفاء في البحرين الشرفاء في الخليج في المغرب العربي، عملوا شيء كبير، إسرائيل ممقوتة اسرائيل عدو، لم تستطع كل آلات الحرب والإعلام والصفقات التي جاءت لم تستطع أن تطمس قضية فلسطين لأنها الحق، الحق لا يستطيع أحد أن يطمسه، لكن نقول ربما لو لم يكن مثل هذا لقد حصل سخط من الله سبحانه وتعالى أكثر ولربما الأمة في وضع أسوأ مما هي عليه الآن، لا نقول إن هذا يكفي نحن نقول يجب أن نتحرك بشكل أكبر.
المذيع: طيب لكن البعض يقول على النقيض من ذلك، يقول كان من المفترض أن تحد حالة التطبيع، يعني إذا كان هذا الأمر هو الحاصل في الواقع، لكن ما نشهده بين فينة وأخرى أمر مختلف وما شهدناه مؤخرا من مسلسلات خليجية رمضانية تدعو بشكل مباشر للتعايش مع الصهاينة باعتبارهم أمر واقع وأيضا آخرين يعتبرون بأنهم حليف وشريك في المنطقة كيف يُفسر ذلك؟.
محمد عبدالسلام: صحيح يجب أن يكون الوضع مختلفا، نحن على الأقل نقول إن هذا التطبيع قد واجهناه بقوة واستطعنا على الأقل لسنا وحدنا، إنما نحن نقوم أولا بواجبنا في اليمن وإنما نحن نتحرك كجزء واحد ويجب أن نتحرك كجزء واحد في هذه الأمة لمواجهة عدو يقاتلوكم جميعاً، قاتلوهم جميعا كما يقاتلونكم جميعاً كما تحدث الله سبحانه في القرآن، ولهذا نحن نعتقد أن هذه المسلسلات التي جاءت في رمضان كانت باهتة لم تكن مرحب بها، أين هو الحديث عنها من شعوب المنطقة، شعوب الأمة ما زالت على الفطرة ما زالت سليمة، نحن نتحدث عن مجموعة من المنافقين باعوا موقفهم لأمريكا وإسرائيل ولأعداء الله يخافون هؤلاء أكثر مما يخافون الله ويعملون لهؤلاء أكثر مما يعملون لشعوب الأمة، هؤلاء قد أصبحوا أسوأ ممن يتولى هؤلاء وقد تحدث الله سبحانه وتعالى وكشف عن دور المنافقين الذين يسارعون فيهم وكشف عندما يقول الله سبحانه وتعالى (بشر المنافقين أن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) ثم يأتي الاستفهام الاستنكاري أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً، تحدث الله سبحانه وتعالى عن هذه القضايا، ثم التطبيع غير صحيح أن التطبيع استمر، ألا تعلم أن صفقة القرن عُمل لها سنوات أين هي اليوم! لا شيء. التطبيع لا زالت إسرائيل عدوة وما زال اليهود أعداء كما قال الله طالما هناك أمة تتحرك ولو قليلة ولو رجلان ولو رجل ولو مؤمن واحد كما قال الله سبحانه وتعالى (مؤمن من آل فرعون) طالما هناك قلوب حية من هذه الأمة في اليمن وفي فلسطين وفي كل مكان تؤمن بالله وتعمل بالقرآن الكريم وتتحرك معتمدة على الله فإن كل هذه القوى الأخرى ستكون ضعيفة، ونحن عندما نتحدث نتحدث عن واقع حقيقي ماذا صُرف لصفقة القرن؟ كم صرف لهذا التطبيع كم لنا منذ بدأ ومازالت اسرائيل تخاف الكلمة وتخاف التغريدة وما زالت تعتبر اليمن خطر وشعوب المنطقة خطر، تعتبر السعودية خطر وتعتبر مكة خطر وتعتبر الأمة خطر. هؤلاء لا يمكن أن يصلوا مع هذه الأمة إلا إلى مرحلة كما حكاها الله سبحانه وتعالى (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله)، تحرك لمواجهتهم، هؤلاء أصبحوا أوهن من بيت العنكبوت فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم صبغة الله طريقة الله صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ولن تجد لهؤلاء على الاطلاق نصيراً ولا يمكن أن تجد لهم طريقة، لكن إذا ما تحركنا من خلال القرآن الكريم فلذلك أقول لك نعم لقد واجهنا اسرائيل، لماذا الحرب في اليمن لماذا الحرب على سوريا ثمان سنوات لماذا، لماذا الحرب على العراق ونشر التكفيريين؟ لماذا تحاصر إيران لماذا يقتل سليماني؟ لماذا يغتال أبناء الأمة لماذا نحاصر نحن في اليمن ونحارب، إنه من أجل هذا الموقف المشرّف هو من أجل أننا نقف في الموقف الصحيح والموقف المحق والموقف المؤثر ليس فقط لأنه موقف بل لأنه سوف يبني لنا عزة في الدنيا وعزة في الآخرة وكرامة في الدنيا وكرامة في الآخرة وسنقوم بواجبنا الذي طلبه الله سبحانه وتعالى منا والعهد الذي عهده الله سبحانه وتعالى، ولدينا تجربة من أهل الكتاب عهد الله إليهم بهذا العهد فخانوه (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم وإياي فارهبون وآمنوا بما أنزلت مصدقاً بما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً) فاليوم نحن نقول يارب لن نشتري بآياتك ثمناً قليلاً لن نخاف لن نطبع مع أعدائك هم أعداؤنا ومن آمن بك هم إخواننا حتى من أهل الكتاب ولذلك الله سبحانه وتعالى لم يطبق عليهم قال ليسوا سواءاً أمة قائمة يهدون إلى الخير يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ثم قال وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين، الله واحد وهو ربنا أرسل الأنبياء وأرسل الكتب وهذا هو ديننا ولهذا (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من بعدهم لا نفرق بين أحد منهم)، نحن هنا في موقف الأنبياء من خلفنا جميعاً الكتب السماوية من خلفنا جميعاً والله معنا إنما نحن نتحرك فقط لمواجهة هؤلاء وهم ضعاف وإن لم نؤثر بالشكل المطلوب فإنما ذلك يحتاج مزيداً من الجهود ومزيدا من التعبئة والتوضيح الإعلامي والثقافي للأمة للعودة إلى القرآن الكريم.
المذيع: طيب إذا ما تحدثنا أستاذ محمد عن تقييم مرحلة في غاية الأهمية وهي مرحلة بدء التفاوض مع العدو الاسرائيلي من قبل أكثر من طرف، أتحدث عن أكثر من ثلاثين سنة تحديداً من بدء هذه المفاوضات، هل نتائج هذه المفاوضات بعد هذه السنوات وما شهدناه من صفقة القرن هو دليل كافٍ برأيك أن يتوقف مسار التطبيع ومسار الهرولة نحو هذا المسار باتجاه المسار التحرري الذي نشهده في أكثرمن بلد عربي وتحديداً في محور المقاومة.
محمد عبدالسلام: لا شك في ذلك، هل الذي ذهب ليفاوض إسرائيل يحمل روحية القرآن الكريم هل هو يحمل ما ذكره الله سبحانه وتعالى من تقييم واسع عن هؤلاء؟ هل استفاد من التجربة التاريخية، هل استفاد على الأقل، لا نقول مما مضى ولا نقول مما سبق، هل استفاد من تجربته التاريخية أن الحوار مع هؤلاء ضياع؟ كل ما دخلت معهم في عهد نقضوه مرة أخرى، هذا قائم مع كل شعوب المنطقة، ولهذا نحن نتحدث عن قوم لا يمكن أن يؤدي أو أن ينفع معهم إلا تطبيق ما قاله الله سبحانه وتعالى ومواجهتهم كما واجههم النبي، ألا تلحظ أن بني اسرائيل رغم ما كانوا عليه من خبث وذكاء وتجربة مع الأنبياء والرسالات استطاع النبي على هامش معركته مع المشركين أن يقضي على تواجدهم وتجمعاتهم في المدينة، لماذا نحن لا نعرف ذلك الآن؟ من يتحرك للتفاوض مع اسرائيل يجب أن يستفيد من هذه التجربة التاريخية الكبيرة وأن يقرأ القرآن ونقول له كفى لا يمكن أن يعطوك شبراً واحد، هاهي المستوطنات تتسع هاهي اسرائيل تطالب بالاعتراف بها دولة يهودية وهذا ما نقول عندما يأتي بنيامين نتينياهو ليقول للأمة العربية والاسلامية الاعتراف بدولة إسرائيل، ما جاء ليقول اعترفوا بها كأي دولة كالفلبين وإندونيسيا وأي دولة أخرى، لا اعترفوا باسرائيل دولة يهودية، يجب أن تعترفوا بها دولة يهودية والاعتراف منكم هو سيصبح اعتراف مثلهم، ولهذا أي حوار يذهب إلى المواجهة مع اسرائيل يجب أن يحمل على الأقل ما يحملوه هم من التثبت بأصالاتهم بأخطائهم بكفرهم بنفاقهم وشقاقهم، نحن يجب أن نأتي ونأتي ومعنا القرآن ومعنا محمد ومعنا هؤلاء المؤمنين أليس لدينا تجربة! ماذا فعل حزب الله بإسرائيل هل تخاف إسرائيل من الدول العربية مجموعة كما تخاف من حزب الله وقائد حزب الله! لا، والسبب أن هؤلاء تحركوا بالاتجاه الصحيح وأخذوا بالأسباب المادية والمعنوية والأخلاقية والقيمية وتحركوا للمواجهة فأمامنا تجربة كبيرة جداً لايأتي أحد ليقول أنتم تتحدثون عن تاريخ ولا بد أن نذهب لحوار وها هو الزمن، طيب نقول أنتم جربتم حوار نحن الآن في سبعين عام منذ أن بدأت هذه النكبة الحقيقية مع أنها أكثر، ماذا حصل! لم يحصل شيء وأمامكم تجربة أخرى المقاومة في لبنان بالذات في لبنان ثم المقاومة في فلسطين وأمامكم نموذج آخر دولة إيران دولة إسلامية ذات حضور إقليمي فاعل وامكانات كبيرة جداًوقفت في مواجهة المشروع الأمريكي وهي الآن أفضل من أولئك الذين حركهم الأمريكيون في مراحل سابقة في مواجهة الثورة الاسلامية في إيران وهاهي الأمة تنهض عندما تتحرك بأسباب النصر وتعتمد على الله سبحانه وتعالى.
المذيع: أستاذ محمد، في نقطة لافتة موضوع الدور الأمريكي بالنسبة للإسرائيليين هو دور محوري، لكن في هذا السياق تحديداً البعض يقول بأنه مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية ومع العرب أكثر بكثير من المصالح مع الإسرائيليين لكن ماهو سر هذا التبني والاحتضان الأمريكي والغربي تأريخياً لهذا الكيان؟
محمد عبدالسلام: هذا مما يثير العجب أولا أن تجد اللوبي الإسرائيلي يشتغل في أمريكا ويستلم المال من أمريكا، العرب يدفعون المليارات لأمريكا ولا يوجد لديهم لوبي واحد يقول الشهيد القائد لم تعملوا بالقرآن وبالسنن الإلهية طيب لم تستطيعوا أن تعملوا بالمصالح البشرية بالتجربة البشرية لم تستطيعوا أن تصنعوا لوبياً واحداً داخل أمريكا يخدم مصالحكم، هل استطاعوا أن ينقذوا الفلسطينيين أن يعيدوهم من الشتات أن يفرجوا عن فلسطيني واحد معتقل ألم تعد الآن المقاومة الفلسطينية في المنطقة غريبة؟ إذا وجد شخص هنا أو هنا يجمع تبرعات صنفوه إرهابي ألم نجد أننا في حالة سيئة جداً لم نستطع حتى أن نصنع بهذا المال أن تأتي هذه الأمة في حالة من التيه، فيأتي أحدهم ليرقص بالسيف العربي أمام ترامب وهو في حالة من الضعف والهزال يأتي زعيم آخر وهو يقف عند ترامب في البيت الأبيض فيقول: إني أحبكم أحبكم نحن نحب أمريكا كما نحب الإمارات بل ربما أكثر، أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم، أنتم الآن تعيشون في حالة من التيه الحقيقي، أنتم لم تقدموا خدمات لا لفلسطين ولا حتى لشعوبكم أنتم ما تنفقوه من أموال لأمريكا يأتي ترامب يومياً يسخر منكم حتى في دعايته الانتخابية؛ بل للأسف وصل ترامب أن يقلد أصوات الاتصالات التي تأتي وهي شبه مخمورة من هذه المنطقة ويسخر بها أمام العالم، ماهذا الخذلان ماهذا الضياع ماهذا السقوط ماهذا التيه، هؤلاء لم يعد لديهم قيمة، نحن عندما نتحدث على أن الأمة يجب أن تفهم أن الحرية والكرامة هي في هذا الاتجاه لاحظ أين الاتجاه الآخر، يأتِ كوشنر يجمع مجموعة من الزعماء في البحرين فيلقي لهم محاضرات، هذا الشخص الذي يقول الجميع إنه يهودي الذي كما يقال عراب صفقة القرن، يحاضر، أنتم ادفعوا لفلسطين حتى صفقة القرن من سيدفع هي الأمة العربية والاسلامية هي من ستدفع الأموال لمصلحة اسرائيل، نحن في حالة تيه عجيب ولم يعد مشرفاً في هذه الأمة إلا موقف الأحرار والمقاومة موقف الشرفاء الذين لا يردهم الموقف لا خوفاً من الحرب ولا خوفاً من السجن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم هذا هو الواقع الذي يجري ولهذا فعلاً أنت عندما تتحدث عن العجز حتى داخل أمريكا، أمريكا تصرف مليارات لاسرائيل لتحميها والعرب والمسلمون يدفعون مليارات وماحصلنا على كلمة طيبة من ترامب بل يسخر بهم يقول أنتم لا تستطيعون أن تبقوا لأسبوع واحد ثم يتكلم إلى إيران – لأنه لا يعرف الا لغة القوة – فيقول أنتم شعب عظيم وشعب حضاري لكن في الواقع هو يواجههم ونحن نعرف ذلك أن إيران وقفت بكل قوة وصلابة وتدفع ثمن باهظ من أجل مصلحة هذه الأمة ومن أجل مصلحتها أيضاً هي ومن أجل الواجب الملقى عليها كما جاء الإمام الخميني بهذا اليوم وهو يوم مشرّف ويحسب لإيران ويحسب لهذا الرجل العظيم ونحن لا يهمنا ما يقولونه في الإعلام، هذه ايران قال السيد حسين، الإمام الخميني رجل من أعلام آل محمد وقف إلى جانب الحق فانطلقنا معه، وانطلق معه بكل قوة في هذا اليوم ويجب أن نقف في يوم القدس العالمي، هذا مصداق للايمان الكبير جداً لا ننظر للحسابات العنصرية، لاحظ أصبحت إيران أولاً، واليهود الذين لعنهم الله في القران ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان) هؤلاء اليهود الذين قال الله عنهم ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق) هذا هو الموقف الصحيح في مواجهة اليهود الحقيقيين الذين يمثلون خطر لهذا السيد حسين عندما أشاد بيوم القدس العالمي إنما هو من موقع المسؤولية وهو في مران لم يلتقِ الإمام ولم – ربما – يحصل بينهم أي مراسلات وإنما سمع هذا الموقف وأشاد به وقال هذا موقف حكيم من رجل حكيم وعظيم وهو إمام حق وقام بموقف محق، هذه الأمة انظر أين هي اليوم في حالة من التيه والضياع الكبير الغير مشرف.
المذيع: أستاذ محمد لو سمحت لي هي أيضا تقدم نفسها كزعيمة في هذا العالم الإسلامي استنادا إلى مكة المكرمة والديار المقدسة وبالتالي تقدم نفسها بأنها كما يقول البعض (أهل مكة أدرى بشعابها) وهي أدرى بوضع الأمة الاسلامية، كيف ترد على هذا الطرح من قبل تيار معين الآن يطرح؟
محمد عبدالسلام: نحن نعتقد أنه لا يمكن بمكان ولا يمكن بمن يدعي حتى حمل القرآن لأن الأمة تدعي أنها تحفظ القرآن وتعمل له الاذاعات لكن واقعهم شيء آخر، السعودية عندما تقول أنه لديهم الحرم وهي تمثل الأمة نحن نتمنى، يا ليت، نحن نقول للسعودية عندما تتحسسون من يوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان اعملوا لنا أي يوم بالنسبة لفلسطين لكن لا تدعونا الى المشروع الأمريكي والإسرائيلي، قدموا برنامجاً آخر قدموا رؤية أخرى كيف نواجه اسرائيل اقتصادية كانت اعلامية سياسية واذا لم نقف معكم يحق لكم أن تقولوا أنتم لا تريدون إلا هذا الاتجاه، لكن للأسف أخبرني متى تحركت السعودية يوماً واحداً لأجل قضايا الأمة، هل اليوم مكة المكرمة تقوم بواجبها من أجل قضية الأمة، أليس الله سبحانه وتعالى تحدث في كثير من الآيات على أن هؤلاء حتى ليسوا أولياؤه إن أولياءه إلا المتقون، هؤلاء كانت قريش ممن وقفت في وجه النبي خرج النبي منها مهاجراً وما آواه إلا أهل المدينة وهؤلاء كانت لديهم الكعبة والقدس الشريف اليوم تحت الاحتلال الصهيوني لم تستطع السعودية، السعودية إذا أرادت ان تكون قائدة للأمة فعليها أن تحمل هموم هذه الأمة مثلما قال الله سبحانه وتعالى (وأولي الأمر منكم) أي من قضاياكم من تربيتكم من ثقافتكم من هويتكم، فنحن نقول للسعودية اليوم مكة المكرمة والمدينة بما تحمل من قدسية كبيرة جداً هذه القبلة التي أيضاً فيها صراع مع أهل الكتاب (سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب) هذا الصراع اليوم يريدوا إفراغ مكة المكرمة من مضمونها وقد حصل للأسف، قل لي بالله عليك والمشاهد الكريم هل أصبحت اسرائيل تخاف من المملكة العربية السعودية أم تطمئن؟ أليست هي الآن تعلن عن علاقات كبيرة جداً، إذاً أُفرغت من معناها هل أصبحت إذاعات القرآن الكريم تقلق السعودية، ألم يأتِ ناطق اسرائيل يلقي علينا الآيات القرآنية يوماً بعد يوم، إنهم يشترون الضلالة إنهم يمارسون الخداع وقد ذكر الله كل هذه التفاصيل لولا أنه لا يسعنا أن نذكر كل ذلك لكن كل ما يعملوه قد ذكره الله كل هذا الخداع قد ذكره الله ولذلك السعودية ليست أمينة أننا نقارنها أو نضعها أمام معيار وميزان الموقف، موقفها مع اسرائيل هذا أمر واضح وهي أكثر من تعمل لصفقة القرن وهذا أمر واضح ويكفي أنها اليوم فتحت الخمور وفتحت البارات من أجل أن ترضى عنها أمريكا واسرائيل وتقاتل الشعب اليمني من أجل أن ترضى عنها أمريكا واسرائيل، وتقف الى جانب إسرائيل فتقاتل سوريا وتقف ضد العراق وتهاجم حزب الله وتحاصر اللبنانيين وتستهدف إيران، هل من أجل مشروع لها! بالله أخبرني هل لدى السعودية مشروع! لا يوجد لديها مشروع إلا أن تقدم هذه الأمة على طبق من ذهب خدمة صريحة للأمريكيين والاسرائيليين، كنا نتمنى أن لديها مشروع ونحن لا نمانع اذا تحركت في أي لحظة، إذا تحركت سواءً لأبعاد سياسية أو اقتصادية، فرأينا السعودية أعلنت بكلمة واحدة يا أخي السيد حسين قال إن الإعلام السعودي في مرحلته أيام الحرب على الارهاب كاد أن يصبغ بصبغة جهادية، وتكلم عن الاعلام اليمني أنه انبطح وخاف من الحملة على الإرهاب، نحن لا يوجد لدينا مشكلة نتحدث عن الايجابيات، لا يقيمنا نحن وهم إلا القرآن، حتى نحن إذا أصبحنا نتكلم عن القرآن فلا نعمل إننا ممن يلعنهم القرآن، والله سبحانه وتعالى يتحدث عن النبي عندما يأتي النبي محمد يوم القيامة قال ياربي (إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)، مهجوراً في واقع عملهم في واقع حياتهم في اقتصادهم في حربهم في سلمهم في قيامهم وقعودهم، أما القراءة فكم هناك ممن يقرأه والقرآن يلعنه، كم هناك من اذاعات ومصاحف طبعت ربما أكثر من أي وقت مضى لكن للأسف واقع الأمة ليس هذا المطلوب إنما الاهتداء لأن القرآن هو كتاب نور مبين ذكره الله بمختلف الأوصاف (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تلك آيات الكتاب الحكيم وفصلناه تفصيلاً) وحديث كثير لكن في واقعنا العملي وليس في واقعنا فقط للتنظير أو ما شابه ذلك.
المذيع: هذا سيفتح النقاش للحديث عن اليمن تحديداً خصوصا وأنه لوحظ بشكل لافت الهرولة السعودية والانكشاف السعودي أيضاً بجانب الهرولة باتجاه الإسرائيليين بالتزامن مع العدوان على اليمن، سأتطرق لهذا الملف ولكن بعد فاصل قصير من بعده نواصل هذا الحوار، تابعونا.
المذيع: كنا قد تحدثنا قبل الفاصل عن العلاقة بين العدوان على اليمن، وأيضاً الانكشاف السعودي بشكل واضح والهرولة نحو السعودي، تزامنت أيضاً هذه بمواقف إسرائيلية كانت مبكرة في ترحيبها للحرب العدوانية على اليمن، وأيضاً مؤخراً شهدنا حديث وخيبات إسرائيلية، خصوصاً مع الإنجازات الأخيرة للجيش واللجان الشعبية، كيف يمكن قراءة هذين الملفين، انطلاقاً من بدء الحرب وما وصلت إليه اليوم؟
محمد عبدالسلام: دعني أقول لك من خلال معرفتنا الكاملة، أو بما لدينا من معطيات ليست على المستوى العسكري والفني، فقد تحدث عنها السيد في أكثر من محاضرة، ولكن أيضاً من خلال الوضع السياسي، ومن خلال الأحداث التي عشناها في هذه الحرب، أن من يدير ويهيمن، ومن تذهب لمصلحته الحرب للأسف، إنما تذهب لمصلحة الكيان الصهيوني في تفتيت هذه الأمة، وفي تمزيقها، بل وصل الحال أن بنيامين نتنياهو كان يعتبر الصواريخ البالستية التي تجاوزت الرياض بمسافات، أنها أصبحت تمثل خطراً على إسرائيل، وأن هذه الصواريخ التي تُقصف على السعودية كأنها تُقصف على إسرائيل، وهو يعتبر أن السعودية تمثل حامية أساسية للكيان الصهيوني من الناحية الجغرافية والسياسية والأمنية والعسكرية أيضاً، لذلك نحن ليست المسألة أنه من باب التحليل، الحرب المشاركة الفعلية على الأرض بالغارات الجوية، والدعم اللوجستي هذا أصبح أمر معروف، وتحدثت عنه الصحافة، بل تحدثت عنه إسرائيل بشكل مباشر وبشكل واضح، كما هو حال الموقف الأمريكي من هذه الحرب علينا، ولهذا نعتقد أن الحرب على اليمن هي جزء من الحرب القائمة في المنطقة، لا تنفصل عنها أبداً.. صحيح أن هناك إشكالية سياسية في اليمن يستغلونها فقط، كما يستغلون أي مشكلة في سوريا، أو أي مشكلة حتى إنسانية أو صحية، كما نلحظ كيف يحاولوا أن يستغلوا مثلاً وباء كورونا، سواء في مناطق مختلفة في إيران، في لبنان، وكيف لا يحاولوا أن يستغلوه في مناطق أخرى، وهذا هو من باب الصراع، لكن ما يجري الآن هو يأتي لمصلحة معركة واحدة، وتحدثت إسرائيل في أكثر من موقف، وتحدث بنيامين نتنياهو أن الحرب في اليمن هي حرب لهم، وأنها تعود بالنفع لهم وعليهم، وهذا أمر معروف وأصبحت الأسلحة، والدعم اللوجستي، والطيران التجسسي، والأقمار الصناعية، بل حتى العملاء الذين يشتغلون على الأرض، وجمع المعطيات والمعلومات عن كل التحركات أصبحت المخابرات الإسرائيلية شريكة فيها، هذا أمر معروف، وما هو موقف الأمريكي وهؤلاء ليسوا إلاَّ أدوات.
المذيع مقاطعاً: طيب في مقابل هذا التحالفات وهذا القتال في جبهة واحدة من الطرف الآخر، هناك اليوم من يطرح سؤال، والبعض يقول بأنه عتاب، يعني إلى أين وصل محور المقاومة في العمل كجبهة واحدة في مواجهة محور العدوان الأمريكي السعودي وأيضاً الإسرائيلي، هم يقاتلوا في جماعة، في تحالف، يتحدثون بذلك جهاراً نهاراً، بينما نحن في وضعية تختلف تماماً، ماذا يمكن في يوم القدس أن نتحدث عن خطوات عملية وفعلية في مواجهة هذا العدوان في جبهة واحدة أستاذ محمد؟
محمد عبدالسلام: نحن عندما نتحدث نتحدث عن أنفسنا، وما يمليه الواجب الأخلاقي والديني والوطني والإيماني أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام المستضعفين، وأمام واجبنا نحن كأمة مسلمة موجودين في اليمن لدينا معركتنا الكبيرة مع إسرائيل، ومع أمريكا، ومع المنافقين، ومع أذنابهم من المرتزقة وأعوانهم من منافقين العرب وغيرهم، وفي المقابل نحن لا نمانع أن نكون جزء من هذا المحور في قضية فلسطين لمواجهة إسرائيل؛ لأن هؤلاء كما ذكرت يتوحدون في مواجهة الأمة، ويريدون أن يمزقوا هذه الأمة، ولهذا نحن نعتقد أننا في موقف متقدم، نحن في موقف متقدم من الناحية التعبوية، ومن الناحية الأخلاقية، ومن الناحية الجهادية، نحن ليس على مستوى التعبئة كشعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل، واللعنة على اليهود، والنصر للإسلام)، المقاطعة الاقتصادية قد نلحظ أنها فاعلة لدينا ربما أكثر من منطقة أخرى، التعبئة الإيمانية من خلال القرآن الكريم كم هناك من المحاضرات التي ألقاها الشهيد القائد، وكم هناك من المحاضرات اليومية التي نستمعها للسيد عبدالملك وهو يحدث هذه الأمة من باب (ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة) هذا هو من باب البناء الداخلي، ثم البناء الإيماني، وتقوية الأمة في مواجهة وساوس الشيطان، وما هناك من الإغواء الذي يتعرض له الإنسان البشري بطبيعته ليصبح جندياً من جنود الله، ليتحرك في هذه المعركة، ومعركتنا اليوم في اليمن ربما هي أكبر معركة الآن موجودة في محور المقاومة، هي أكبر حتى من سوريا، وهي أكثر غرقاً بالنسبة للعدو، ونحن في موقف ندفع فيه عن كرامة الأمة، وندافع عن حقوق شعبنا اليمني المستضعف؛ لأنه للأسف نلحظ حتى أنهم لا يأبهون بهذه الشعوب أن تموت جوعاً؛ ولأنهم هم من يسعون في الأرض فساداً، وهم الذين لا يريدون للأمة هذه أي خير، وقد لاحظنا كيف تعاملت هذه الدول مع اليمن في السابق، وكيف تتعامل معه الآن، ولهذا نحن نقول: أولاً: الله سبحانه وتعالى يقول: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولو آمن أهل الكتاب) أيضاً.. لو دخلوا معنا في هذا لكان خيراً لهم، ولهذا نحن نقول: هذا هو الاتجاه الصحيح، (المؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر)، وقال الله سبحانه وتعالى: (فاستجاب لهم أني لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) نحن نقول أن نستجيب لله في أمره بمعروف، ونيه عن منكر.. أليس منكراً احتلال فلسطين؟
أليس منكراً ما يعانيه الشعب الفلسطيني في الشتات والضياع؟
أليس منكراً وهي تجرف أرضه في الاستيطان يومياً؟
أليس منكراً ما تعمله إسرائيل من إفساد لهذه الأمة؟
أليس منكراً أن أموالنا تذهب لأعدائنا؟
أليس منكراً أن هذه الأموال نذهب لندفعها لأمريكا لتشتري بها صواريخ وتقتلنا نحن في شعوب المنطقة، وتأتي إلى قضية تخالف هوية هذه الأمة، هذا هو المنكر بعينه، ولهذا نحن نقول: يجب أن يصطف محور المقاومة ثقافياً وفكرياً وسياسياً وإعلامياً وعسكرياً وأمنياً.. نحن لا يهمنا قول قائل.. لا يهمنا أبداً.. عندما يأتي أحد ليقول.. أبداً.. الله تحدث عن الأنبياء، (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال: أأقرتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا: أقررنا قال: فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) وهم أنبياء، إذا جاء موسى في عهد محمد لم يعسه إلاَّ يؤمن بمحمد، والقرآن الذي جاء به محمد، ولو كان محمد في عهد عيسى ما وسعه إلاَّ ذلك، نقول نحن: إذا كان هناك حق، وهناك القرآن، وهناك الدين، فنحن سنكون إلى جانبكم، ومعكم، ومن أمر بمعروف، ونهى عن منكر، نحن معه وإلى جانبه، وأعتقد موقفنا لا غبار عليه، والسيد عبدالملك في خطاباته يتحدث بوضوح في هذا الجانب، لا يهمنا أي لوم في هذا الجانب، ولا يهمنا أي تجريف للرؤيا، أن تصبح إسرائيل، لن تكون إسرائيل صديقتنا أبداً.. ليس لأجل إيران، ولا لأجل لبنان، إنما لأجل الله، ولأجل القرآن، ولأجل أن هؤلاء أعداء.. بنص واضحٍ، ونصوص صريحة كانوا أعداء لأنبياء تنزل عليهم معجزات، فما بالك نحن؟
كانوا أعداء لرسل عرفوا يقيناً.. يعرفونه كما يعرفون أنفسهم وأبناءهم بنص صريح، عيسى جاء بتلك المعجزات: كان يُحيي الموتى، يبرأ الأكمه والأبرص، ويُحيي الموتى بإذن الله، ويخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله، وينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وكل ذلك لم ينفع فيهم، كفروا بعيسى وواجهوه، وكفروا بموسى، وكفروا بمحمد، وها هم اليوم يكفرون بنا، ولهذا نحن يجب أن نقول لهم كما قال إبراهيم: (إنا براءُ منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله)، القائم بيننا وبينكم ما قال الله، وهو عليم بكم، والله أعلم بأعدائكم، وهو عليم بكم، وعليم بهم، والله سبحانه وتعالى قد كشف كل هذه القضايا بوضوح، فنحن في هذا المحور نتشرف أن نقف إلى جانب كل حر شريف ليواجه الكيان الإسرائيلي من أي طائفة كان، من أي مذهب كان، سنياً، شيعياً، إنسانياً، من أي مكان في العالم نحن سنقف إلى جانبه؛ لأنها قضية تنسجم مع القرآن الكريم، ومع واقعنا الذي نعيشه اليوم.
المذيع: طيب، في المواقف التي تترجم ربما يعني رفض محاولات الأعداء تجزئة المعركة، كان هناك مبادرة من السيد عبدالملك تضامناً مع الشعب الفلسطيني تتضمن الإفراج عن أسرى سعوديين مقابل الإفراج عن كوادر من حركة حماس وفلسطينيين من سجون آل سعود، ما مصير هذه المبادرة أستاذ محمد؟
محمد عبدالسلام: دعني أقول لك أولاً: السيد عبدالملك هو يتحدث من واقع إيماني، ليست من باب المزايدة، وهو يتحدث من واقع أخلاقي، نحن نعرفه أكثر من الآخرين، الذين قد يأتون أو قد يغرهم بعض الخطاب المزيف، وبعض التشكيك.. تحدث السيد وأعلن مبادرة لنقول: إننا مستعدون أن نقف إلى جانب فلسطين ليس فقط حتى بالقول والكلمة والشعار والمقاطعة، وإنما لبذل أرواحنا في سبيل الله، كما نحن نبذلها في معركتنا في اليمن من أجل الله سبحانه وتعالى، ومن أجل الدفاع عن وطننا وكرامته، نحن كذلك مستعدون أن نقدم مثل هذه المواقف.. ثم قدم السيد هذه المبادرة، والتأخير ليس من طرفنا نحن، التأخير من طرف النظام السعودي، ودعني أقول لك: إن رئيس لجنة الأسرى مباشرة اتصل معي بعد إعلان السيد لترتيب هذه الخطوة، وقال: نحن سنقدم هؤلاء الطيارين؛ لأنه كان هناك توجيه من السيد ألاَّ يتم أيضاً ومن القيادة السياسية ألاَّ يتم طرح الطيارين في أي صفقة، ثم بعد ذلك تم وضعهم وإبلاغ السعوديين استعدادنا للنقاش في هذه المبادرة ولتنفيذها، حتى جنباً على جنب، كما هي مستقلة، التأخير من طرف النظام السعودي، ونحن هذا إذا حصل تأخير ليس في مشكلتنا نحن، وهذه المبادرة قابلة لئن يكون فيها تطوير، وأن يكون فيها نقاش، والسيد عبدالملك يتابع هذا الملف أيضاً، ويقدم هذا الموقف من أجل أيضاً القضية الفلسطينية، ومن أجل الكشف للعالم، ربما لا أحد يعلم أن السعودية تعتقل العشرات من أبناء حركة حماس من أبناء فلسطين، هؤلاء الذين كنت تقول أنهم يمكن أن يكونوا قادة للأمة، وأن يتحملوا هم الأمة، أفرجوا عن الفلسطينيين المعتقلين لديكم، أفرجوا عنهم، أفرجوا عنهم بأي شكل من الأشكال، البعض يقول: أنتم تزايدوا؟ طيب، أفرجوا عنهم، لا تحتاج، إذا لا تريد طيار، ولا تريد جنود سعوديين، أفرج عنهم.
إنما جاءت هذه المبادرة تحفيزاً لك، وإثباتاً لمصداقيتنا تجاه القضية الفلسطينية، ورغبة حقيقية في أن يتم الإفراج عن هؤلاء، ولذلك السيد عبدالملك كما تعلم وهو يتابع هذا، مستعد أن يقدم الكثير من التطوير في هذا الجانب، وأن يكون هناك تقدم، والتأخير هو من طرف النظام السعودي، وليس من طرفنا نحن، ومستعدين لأي مقترح إذا كان هناك مقترح آخر، لطرف آخر يريد أن يجري النقاش مع السعوديين، نحن مستعدين، هذه مبادرة، لفتة كريمة من السيد عبدالملك وأخلاقية وإنسانية تجاه فلسطين ما زالت قائمة حتى هذه اللحظة.
فيما تبقى لي من الوقت وهو ضيق للحديث عن بعض التفاصيل السياسية فقط، سأختم بما يخص يوم القدس، صحيح هناك موقف متقدم للشعب اليمني تحديداً، باعتبار أنه اليوم بات محط إعجاباً وإكباراً، خصوصاً أنه يحيي هذه القضية، ويحيي هذا المسار في ظل عدوان وحصار، كيف تنظرون إلى مسؤولية الشعوب العربية والإسلامية؟
هي مسؤولية كبيرة، مسؤولية أخلاقية، ومسؤولية دينية، ومسؤولية وطنية، ومسؤولية بشرية، أن تقف الأمة إلى جانب قضاياها: أولاً: فلسطين، لا يجب تجزئتها باعتبارها قضية تخص الفلسطينيين، لا، إن معركتنا مع إسرائيل هي معركة كما ذكرها الله في القرآن الكريم، مع أهل الكتاب، اليهود والنصارى، ويجب أن تبقى ذلك، وإنما هذه جزئية، فلسطين هي جزئية لتثبت واقعية حقيقية بأننا وإن شئنا لا نريد أن نصارع، ها هم أولاء يريدون أن يصارعكم، ويجب أن تتذكروا ماذا قال الله لنبيه: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) (وقل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) وهو محمد، بعظمة محمد، هذا الرجل العظيم، فأما نحن، إذا توليناهم، إذا ركنا إليهم، الخذلان في الدنيا، والخذلان في الآخرة، أما الخذلان في الدنيا فها نحن نعيشه، خذلان.. لا أموال هذه الأمة بنت لها حياة اقتصادية كما يتصورون؟، ولا يوجد لديها أمن؟ ما زالت تحت حماية أمريكا وإسرائيل بكل أسف؟!
ولذلك لا بنت قوة عسكرية، ولا بنت قوة اقتصادية مستقلة، ولا بنت رؤية ثقافية شعبية عظيمة، لم تبنها، ولهذا نحن لم نعد نلتفت إلى الكثير من هؤلاء الزعماء، نتحدث إلى شعوب هذه الأمة، أنظروا اليمن وقف رغم المحن، ورغم المعاناة، وهو في موقف مشرف، اليوم أمام الله سبحانه وتعالى، وعند الله، وعند خلقه، وعند كل الأحرار في هذه الأمة، وانظر إلى شعوب المنطقة الأخرى والمعول هو على الله سبحانه وتعالى، وعلى هذه الصحوة، التي يمكن أن تنشأ وبدأت تكبر من خلال أن هناك أصبح قادة عظماء يتكلمون باسم قضية الأمة ويضحون من أجلها، ثم في الأخير نحن نقوم بواجبنا في هذا الجيل إلى أن يشاء الله، ثم نحن نقوم بمسؤوليتنا والله سبحانه وتعالى هو الذي سيتولى تدبير الأمور، إليه يرجع الأمر كله.
المذيع: طيب فيما يخص الأمر السياسي، السعودية أعلنت ما يسمى بتمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر رمضان، قبلها أنتم كنتم قد أصدرتم ا إزاء ما يعني إعلان من جانبهم، أصدرتم أيضاً وثيقة حل شامل، الأسئلة كثيرة أستاذ محمد.. أين وصلتم بالنسبة لهذه المبادرات؟ لماذا لم توافقوا على المبادرة السعودية، أيضاً والأمم المتحدة تناقشكم، إلى أين وصلتم في كل هذه النقاشات؟
محمد عبدالسلام: أولاً: دعني أقول لك أن ما أطلقتهُ السعودية عن مبادرة وقف إطلاق النار انها كذبة صريحة واضحة، غير صحيحة على الإطلاق، الواقع يشهد، والميدان يشهد، أصوات الطائرات تشهد، الغارات الجوية تشهد، الشهداء الذين يسقطون يشهدون أيضاً على هذا، الحصار يشهد، الحرب العسكرية دائمة، التعزيز والتحشيد والعمل العسكري والتعبئة والانتشار والغارات والحصار، الأجواء الحرب كاملةً ما زالت قائمة؛ إنما أرادت السعودية أن تمتص بعضاً من الموقف الدولي الساخط، خاصةً في ظل انتشار كورونا، والسعودية ما زالت تحارب في معارك خاسرة وفاشلة وظالمة وبائرة وجائرة وغير مفيدة، ست سنوات أثبتت أنها حرب عدمية تقتل فقط اليمنيين، ولكن الله سبحانه وتعالى من ورائهم محيط، والشعب اليمني بكل ما يملك من قيم وأخلاق سيواصل الصمود وهو الطريق الصحيح، ثم نحن قدمنا رؤيةً وطنية باعتبارها مرجعاً سياسياً للحل؛ لأنهم كانوا يقولون: أنتم ماذا لديكم؟ قدمنا رؤية سياسية فيها الحل مع الأطراف المعنية، فيها ما له علاقة بوقف إطلاق النار، و والترتيبات السياسية، وما له علاقة بقضايا المرتبات، وما له علاقة بقضايا التواجد الأجنبي، وعلى علاقة بدول الجوار، ولا ضرر ولا ضرار، والتحرك بشكل واضح في رؤية صحيحة تؤدي بنا إلى الحل، قدمنا هذه الرؤية، أجرينا لقاءات مع سفراء الاتحاد الأوروبي، ومع سفراء الدول الدائمة العضوية وأخبرناهم أن وقف إطلاق النار كذبة واضحة، والحمد لله هناك تفاهم، ولا تستطيع السعودية أن تغطي أصوات الطائرات والقنابل والحرب، أن تغطيها بكذبة سامجة أنها أوقفت إطلاق النار، العالم يعرف أنه لا يوجد وقف إطلاق النار، نقاشاتنا مع الأمم المتحدة مستمرة، هم يريدون للأسف الأمم المتحدة هي تتحرك كما تمليه أمريكا وبريطانيا من خلفها، الأمم المتحدة تريد وقفاً لإطلاق النار مؤقت، ونحن نقول: دائم، ونحن نريد أن يفهم شعبنا اليمني من هو الذي لا يريد الحل، هم يقولون وقف إطلاق نار مؤقت، نحن نقول: دائم وشامل، هم يقولون وقف إطلاق نار، ولكن الطيران الاستطلاعي، والتحليق العسكري يبقى قائماً، قلنا هذا لا يسمى وقف إطلاق نار، ممنوع أن تنتهك الأجواء اليمنية أي طائرة، هذه حرب؛ لأن الطيران الاستطلاعي لن يذهب يصرف ملايين من الدولارات للاستطلاع، لماذا؟ هو لا يذهب ليغطي أحداث رياضية!!، أو أحداثاً جغرافية!!، ويذهب ليحدد أهدافاً عسكرية سيقتل فيها يمنيين، ثم هم يريدون فك الحصار يسمونه الترتيبات الإنسانية، لا يريدون فتحاً للمطار، وإنما بانقلاب، فتح المطار بطريقة أخرى، بإشراف من الأمم المتحدة، وبإدخال الكثير من التعقيدات الأمنية أنه نتأكد المطار، قلنا لهم: مطار صنعاء أفضل مطار موجود في اليمن، الأمم المتحدة ليست موجودة في عدن، وليست موجودة في سيئون، وليست موجودة في المكلا، هذه المطارات مفتوحة، لماذا فقط تأتون إلى صنعاء؟، هو يريدون أن يأتوا لمزيد من العوائق تحت عناوين أخرى، ثم لن يتم فتحاً للمطار، نحن طالبنا بفتح المطار، أولاً كانوا يريدون الرحلات الداخلية، قالوا: سنوافق على فتح المطار بشكل عام، ولكن بمجموعة من القيود، يعطيك الشيء ثم يُفرغك من مضمونه، أو يفرضه من المضمون، الموانئ.. قالوا نحن سنسمح بدخول السفن، قلنا: لا نريد السماح، افتحوا الميناء لدخول البضائع، ويكفي أن اليونيفيل "قوة طوارئ دولية مؤقتة" وافقنا عليه في اتفاق الحديدة في السويد أن يأتي إلى ميناء الحديدة ليتحقق من ادعاءاتكم الكاذبة أنه يدخل سلاح، ولا يريدون إلا بعض السلع الأساسية، ونحن قلنا كل البضائع التجارية، السكان اليمنيون الأغلب والأكثر، والموانئ الأكثر جدارة وقدرة على استيعاب البضائع هي ميناء الحديدة، والأكثر أمناً، والأكثر ديناميكية، والأكثر عملية، هو ميناء الحديدة، ومع ذلك ما زلنا معهم في نقاش، يحاولون أن يلتفون ببعض العبارات، ونحن على نقاش مع القيادة السياسية، مع الأخ رئيس الجمهورية، مع المجلس السياسي الأعلى، لمناقشة كل التفاصيل التي تجري في كل هذا المجال، إضافة إلى ذلك هم يريدون صرف المرتبات ولكن بعوائق، أولاً: يريدون أن يحددوا من هي تلك التي يُصرف لها، ثم تحديداً زمنياً غير واضح أنه على كل الأطراف، يريدون طرف من قبل ألفين وأربعة عشر ، وطرف آخر تبقى له الإيرادات يذهب يصرف على ما يشاء، ونحن رفضنا هذا، وقلنا: نحن مع صرف المرتبات لجميع الموظفين في الجمهورية اليمنية، وعلى جميع الموظفين في كل الجمهورية اليمنية، وطالبنا بالإيرادات، ونحن نريد أن يفهم شعبنا اليمني الذي يقول: أين يذهب المال؟، نحن طالبنا أن تصنف الإيرادات المركزية، وفي مقدمتها الغاز والنفط، وأي إيرادات سيادية مركزية، قالوا لا نريد وضع الإيرادات الآن، نريد وضعها لاحقاً، ولهذا هم لا يريدون صرف المرتبات، نحن زمنا ذلك بفترة شهر، هم لا يريدون أن تجتمع اللجنة فتحدد شهر ثم تبدأ صرف المرتبات، هناك كثير من التفاصيل ليثق شعبنا اليمني أننا نجري نقاشاً مسؤولاً وأخلاقياً من أجل قضية الشعب اليمني، لا ضرر ولا ضرار، نرفض السلام إذا جاء، إذا تقدم هذا السلام المشرف نحن لا نرفضه، ومع ذلك كان المبعوث الأممي المفترض أن يكون لنا لقاء معه، ولكن أُوجل إلى فترة لاحقة، ونحن نطالب بهم الآن بإدخال المساعدات الإنسانية التي هي موجودة في أكثر من مكان، وتبرعت بها أكثر من أطراف، لتذهب إلى صنعاء، ونطالبهم بفك الحصار على الدريهمي، وإدخال قافلة؛ لأنه بموجب اتفاق الحديدة أولاً، وبموجب الاتفاقات التي تمت مع الأمم المتحدة، وبموجب الأخلاقي عندما تحاصر مدينة مغلقة من كل الأطراف لا يجدون في هذا الشهر الكريم ما يأكلون، وما يفطرون به في هذه الليالي، هذه جريمة، نحن نطالب هذه الأمم المتحدة، عودة العالقين، والجرحى الموجودين في مسقط، الذين لهم أكثر من سنتين، بيننا اتفاق مع الأمم المتحدة والعالم يعرف أن هناك اتفاق إخراجهم وإدخالهم، إخراج هؤلاء، وإدخالهم لم يحصل.. هذه التفاصيل بشكل مختصر عما يجري، وما زلنا في نقاش، وسنظل في نقاش، نبحث عن السلام العادل والمشرف، لا نرفع الأسقف لتستمر الحرب، لا نريد الحرب، نحن متضررون من الحرب، ونحن متضررون من الحصار، نحن المحرومون من أبنائنا ومن أسرنا، ونحن الذين نعاني، وشعبنا الذي يُقتل للأسف، أما مطاراتهم مفتوحة، ولا يوجد عليهم حصار، ولا تُقصف مدنهم كما تُقصف مدننا، ولهذا نحن نقول: على شعبنا اليمني المزيد من الصمود، وأن يتيقن أن هذه الدعوات التي تتحدث عن وقف إطلاق النار ليست جادة، فإذا رأينا ذلك على الميدان، وفتح الحصار، وأوقف إطلاق النار، وسُمح لنا بالذهاب إلى الحل السياسي، (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) إذا جنحوا للسلم، وجنحوا للسلام، فنحن سنكون أقرب إلى هذا السلام؛ لأنه مطلبنا ومطلب شعبنا اليمني.
المذيع: طيب في الأخير، الكثير تساءل لموقفكم الأخير الذي قلتم فيه: إن على السعودية أن تخشى من التمادي في سياسة التجويع، وأن تدرك أن تبعاتها ستطالها حتماً، ولن تبقى محصورة على اليمن، هل هذا يدخل في إطار يعني تلميح أو إشارة إلى طبيعة مواجهة اقتصادية بخلفية عسكرية، الكثير من الناس طرحوا عليَّ الكثير من الأسئلة عن خلفية هذا الموقف؟
محمد عبدالسلام: ما زال قائماً نعم، نحن نريد أن نقول للسعودية ومن يحاصرنا من ورائهم الأمريكان وبعض الأطراف الأخرى، أن الحصار الاقتصادي على الشعب اليمني هو جريمة حرب، والحصار الاقتصادي لا يمكن أن يذهب بدون أن يكون هناك رد، نحن سنرد على هذا الحصار بكل ما نستطيع من قوة، ولذلك نحن نقول: على الباغي تدور الدوائر، وهو الذي بغى، (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)، وتحدث الله سبحانه وتعالى أن ندافع عن أنفسنا، وعن كرامتنا، وهذا هو من باب الدفاع، نحن نقول لهم كفى، اليوم تحاصرون الشعب وهو يهدد بالأمراض الفتاكة، ما يجري الآن في عدن من أمراض سواء بسبب السيول، وبسبب البرك، أو بانتشار الأوبئة، ما يجري الآن من تهديد للعاصمة صنعاء، من تهديد من انتشار بعض الأوبئة، يحتم علينا في هذه المرحلة، هم يقولون وهذا من النقاش الذي قلناه مع الأمم المتحدة، يقولون بسبب كورونا يجب أن يتوقف إطلاق النار، والترتيبات الإنسانية، قلنا: جميل، بسبب هذا الوباء أول ما يترتب عليه فتح المطارات، وفتح الموانئ، أسمحوا، ألا تعلم أنهم حتى هذه اللحظة يمنعون إدخال مساعدات إنسانية موجودة من أكثر من طرف، يمنعونها من الدخول إلى اليمن، هؤلاء قتلة، هؤلاء مجرمون، هؤلاء طغاة، هؤلاء مستكبرون، هؤلاء لن ينفع إلا مواجهتهم باللغة التي يفهمونها، وبما يجرعون به الشعب اليمني، العالم الآن مطاراتهم توقفت وما زالوا يحاصرون مطار صنعاء، أن لا نستطيع أن ندخل مساعدات إنسانية تصل إلى بعض الدول، وبعض الأطراف بسهولة ويسر، ونحن الآن أصبح هذا شيء روتيني، مواطنين عالقين لأكثر من ثلاثة أعوام لا يستطيعون العودة هذه جريمة، فنحن نقول: الشعب اليمني نعم والجيش واللجان الشعبية، والقوة الصاروخية، والطيران المُسير، وجميع الأحرار في اليمن يجب أن يفهموا العدو في وضع سيئ، وفي وضع صعب، أخلاقياً وعسكرياً وإنسانياً، وهذا بفضل الله، وبفضل صمود الشعب اليمني، وبفضل القيادة العظيمة التي تبذل جهدها من أجل هذا الشعب العظيم، وتقدم كل التضحيات، وقد ربما لا يعرف البعض ماذا تُقَدم هناك من بذل، وتقدم هناك من جهود، لكن هذا هو في عين الله لن يضيع، وجهودهُ ستأتي إن شاء الله على الأرض، وما نحن الآن فيه من العام السادس نعيش كرامة يعترف بها كل هذا العالم الذي نلقاه، صمدتم أيها الشعب اليمني، وشرفتم أنفسكم، وشرفتم أمتكم، وشرفتم قيادتكم وموقفكم، وقيادتكم شرفتكم، وأنتم اليوم تقدمون نموذج أن هذا الشعب يمني عظيم يستحق الحياة بكرامة، ويستحق العيش بأمان، ولهذا نحن نقول للسعودية: كفوا، كفى، افتحوا الحصار، هل ما نطالب به نحن هو يعتبر تعسف؟ ما نطالبه نحن هو منطق طبيعي ومقبول، وتقبله كل الأعراف والقوانين، فكوا، افتحوا الحصار على مطاراتنا، وافتحوا الحصار على موانئنا، وتوقفوا بإطلاق النار، ودعونا نذهب إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة.
- أنا شاكر لك جزيل الشكر أستاذ محمد – الناطق الرسمي لأنصار الله، ورئيس الوفد الوطني المفاوض كنت معنا في هذا اللقاء الذي حوى الكثير من المواقف بالتزامن مع إحياء المسلمين ليوم القدس العالمي..

إداناتٌ عربية وإسلامية للعدوان "الإسرائيلي" تؤكدُ التضامنَ مع اليمن
متابعات | 6 مايو | المسيرة نت: لقي العدوانُ الأمريكي "الإسرائيلي" على اليمن، إداناتٍ عربيةً وإسلامية، أكَّدت تضامنَها المطلق مع الشعب اليمني الذي لن يتوقف عن إسناد غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها.
إداناتٌ عربية وإسلامية للعدوان "الإسرائيلي" تؤكدُ التضامنَ مع اليمن
متابعات | 6 مايو | المسيرة نت: لقي العدوانُ الأمريكي "الإسرائيلي" على اليمن، إداناتٍ عربيةً وإسلامية، أكَّدت تضامنَها المطلق مع الشعب اليمني الذي لن يتوقف عن إسناد غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها.-
7:41 PMمصدر محلي في مدينة #الدريهمي المحاصرة: قصف مدفعي عشوائي للغزاة والمرتزقة على منازل وممتلكات المواطنين في المدينة
-
8:45 PM#الحديدة: قوى العدوان تقصف بأكثر من 23 قذيفة مدفعية على أماكن متفرقة من منطقة #الفازة بمديرية #التحيتا
-
9:09 PM#الحديدة: إسقاط طائرة تجسسية للغزاة والمرتزقة في أجواء #الدريهمي أثناء تنفيذها لمهام عدائية
-
9:17 PMمصدر حكومي لصحيفة المسيرة: زعم حكومة المرتزقة أنها تلقت رسالة من البنوك في صنعاء تعتذر عن قدرتها على صرف مرتبات يأتي ضمن أكاذيبها ومساعيها للتنصل من اتفاق السويد
-
9:18 PMمصدر حكومي لصحيفة المسيرة: لم يسبق لحكومة المرتزقة أن حولت المرتبات عبر البنوك في صنعاء، بل قامت بالتعاقد مع مصرف الكريمي حصراً
-
1 تست2